من هو ذو الحظ العظيم ؟

أعوذ بالله من الشیطان الرجیم
بسم الله الرحمن الرحیم
وأفضل الصلاة وأتم السلام علی أشرف الخلق وسید المرسلین محمد المصطفی وآله الطیبین الطاهرین
سلام علیکم اخواني اخواتي جمیعا ورحمة الله وبرکاته
المحسن الأعظم المحسن الذي الیه کل احسان هو رب العزة والجلال نعمة الوجود مع ما فیها من الله عزوجل هذا مفروغ منه، کلامنا في الإحسان البشري رب العالمین هو المحسن ویجري خیره علی أيدي عباده ولهذا اُمرنا في الدعاء أن نقول اللهم أجري الخیر علی ید خیر عبادك لا تحوجنا إلی لئام خلقك اذاً الخیر یجري علی أيدي العباد هذا المعنی یستلزم شیئا الا هو الشکر والثناء؛ بعض الناس لجهل لمکابرة عندما یُحسن الیه احد یقول هذا من الله عزوجل هذا العبد جری علی یده کأنه آلة لا قمیة لها هذا المعنی مرفوض في روایات اهل البیت علیهم السلام.
اولا رب العالمین یقرر هذه الحقیقة هل جزاء الإحسان الا الإحسان رب العالمین أحسن الیك اعبده وتوکل الیه هذا الانسان أحسن الیك ایضا قابل الإحسان بما یلیق، النبي الأکرم صلی الله علیه وآله وسلم من آتاکم معروفا فکافئوه وإن لم تجدوا ما تکافئونه فأدعوا الله له حتی تظنوا انکم قد کافیتموه هذه النقطة جمیلة وجلیلة انسان أحسن الیك رُد الاحسان بالاحسان إن لم تجد ما تکافئه به لا مال عندك لا جاه عندك ماذا تصنع؟ ادعوا له ولکن هذا الدعاء مقید بقیدٍ تدعوا له مجاملة هکذا وأنت تأکل واللقمة في فمك ما قیمة هذا الدعاء؟ وقلبك غیر مُقبل یقول فأدعوا الله له حتی تظنوا؛ تظنوا هنا أي تستیقنوا انکم قد کافیتموه، في صلاة اللیل في المشاهد في الطواف في یوم عرفة ولهذا إجعل في بالك بعض المؤمنین له وریقة فیها کبار من أحسن الیه کبار ذوي الحقوق حتی لا ینسی، في المواطن السریعة رأسه في الحجر الوقت لا یکفي لذکر اسماء اخوانه یقول یارب هذه الأسماء التي في جيبي اعتقهم من النار! في صلاة اللیل یفصل حین الطواف له فرصة ولکن في الفرص القلیلة یشیر اشارة رب العالمین لا یغیب عنه شيء أحصاه الله ونسوه أنت تنسی ورب العالمین لا ینسی.
هناك اخواني مسئلة مهمة تقول هذا أحسن إلي ما حال من أساء اليك؟ (هنا بیت القصید) عندما نصل إلی هذه النقطة حقیقتا الآیات مذهلة ویبدوا أن الإمتحان الأعظم هو في ما نقوله الآن أن تدعوا لإنسان أحسن الیك هذا علی السجیة یقول الامام الکاظم علیه السلام جرت في المؤمن والکافر والبر والفاجر من صنع إلیه معروفاً فعلیه أن یکافئ به حتی الحیوان تعرفون من أوفی الحیوانات الکلب یُضرب به المثل بالوفاء اذاً أن ترد الاحسان بالإحسان حتی الحیوان یفعله حتی الأسد المروض عندما تُحسن الیه یُحسن الیك مثلا، الکمال کل الکمال کیف تتعامل مع المسیئ.
اسمعوا إلی آیات کتاب ربنا وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به لیس الکلام في الإحسان؛ انسان عاقبك عاقبه بالمثل ولئن صبرتم لهو خیر للصابرین، یعني لا ترد الإسائة بالإسائة.
في آیة أخری یقول ذلك ومن عاقب بمثل ما عوقب به إلی هنا تمت التصفیة عوقب أوذي فعاقبَ انتهی الأمر ثم بُغي علیه لینصرنه الله إن الله لعفوٌ غفور اذا اعتدی علیك المعتدي بعد أمدن اعتدی علیك واعتدیت علیه تقول یا فلان صفیت الحساب إن اعتدی علیك رب العالمین ینصرك؛ سئوال إعتدی فإعتدیت علیه ثم اعتدی علیك رب العالمین ینصرك السئوال فکیف بمن اذا اعتدی علیك احد وما اعتدیت علیه؟ أوکلت أمره إلی الله عزوجل رب العالمین ماذا یصنع معه؟ وجزاء سیئةٍ سيئةٌ مثلها الامر لك اختر أحد الطریقین اما انتقم انتقاما شرعیا اغتابك اذهب إلی الحاکم إلی العالم قل یا فلان؛ فلان هتکني فعلیك أن مثلا تصده ولکن فمن عفی وأصلح فأجره علی الله لیس الکلام هنا في القصور والحور أجره علی الله یعني رب العالمین هو الذي یعوضك ضربك علی وجهك ضربت علی وجهِ ما الذي حصل؟ اما عندما یقع أجرك علی الله یغطي وجهك نوراً هکذا ولمن صبر وغفر إن ذلك لمن عزم الامور إدفع بالتي هي أحسن فبالذي بینك وبینه عدواة كأنه وليٌ حمیم، ولا یلقاها الا الذین صبروا ولا یلقاها الا ذو حظ عظیم هذا مقام الکملین هذا مقام کبار القوم.
روایة أخيرة البعض منا یقول فلان تطاول تکلم اهانني الروایة عن امیرالمؤمنین إن کنا من شیعته لا تطلبن مجازات أخیك وإن حث التراب بفیك كأنه بیت شعر فتح فمك ووضع فیه التراب کم اهانة لا تطلبن مجازاته اللهم إهدي قومي هذا منطق النبي فإنهم لا یعلمون أو لا یعلقون هنیئاً لمن کان ذا حظ عظیم بعفوه عن أخیه المؤمن فکیف اذا کان رحماً أو کان صاحب حقٍ؟.

إلهي بفاطمة وابيها وبعلها وبنیها والسر المستودع فیها عجل لولیك الفرج والعافیة والنصر أبلغه عنا في هذه الساعة تحیة کثیرة وسلاما وأردد الینا منه السلام والفاتحة مع الصلوات.