من هو العاقل حقا ؟

بسم الله الرحمن الرحیم
وأفضل الصلاة وأتم السلام علی أشرف الخلق وسید المرسلین محمد المصطفی وآله الطیبین الطاهرین
من العناصر التي رُکبت في بني آدم وهي من أجل العناصر وأهمها العقل وهو الرسول الباطني هنالك فطرة تدعوا الانسان إلی الصلاح تدعوه إلی ربه في ظلمات البحر في الطائرة عندما تنقطع الانسان السُبل به فطرته تدله علی مبدأهِ بالإضافة إلی الفطرة هنالك العقل الذي به الإنسان یشخص الطریق هو الرسول الباطني وهناك نبي في الخارج اذا بقیت الفطرة علی سلامتها وبقي العقل علی تمامه والانسان سمع مواعظ الأنبیاء وصل إلی کماله المنشود.
هذا العقل بمثابة الحاکم، الحاکم اذا صار معزولا لا قیمة لحکمه ولو کان الحاکم أعقل العقلاء ولهذا تعرفون المثل أو الروایة لا رأي لمن لا یطاع اذاً العقل هو الحاکم ولکن الحاکم ما دام حاکما ینفعك اذا أخذت منه الصلاحیات کما یقال هذه الأیام هذا العقل لا أثر له؛ امامنا موسی بن جعفر یقول یا هشام ما قُسم بین العباد أفضل من العقل أفضل عطیةٍ من الله عزوجل لعبده العقل نوم العاقل أفضل من سهر الجاهل العاقل ینام اللیل یستیقظ الفجر لیعمل ما یعمل نهاراً اما الجاهل اذا سهر إما علی الباطل أو الحرام اذاً نوم العاقل أفضل.
الآن کیف نعرف العاقل؟ ترید أن تجاور تصاهر تعامل کیف تشخص العاقل؟ اول علامة کما یقال التجربة السریعة عندما یؤخذ بالإنسان المستشفی یُعمل له تحلیل سریع لیُعلم الوضع إجمالاً اول ما یکشف عقل الإنسان لسانه حرکه في الکلام اُدخل معه في حوار الانسان یعلم تری انساناً وزیناً ثقیلاً له وقار في هیئة کذائیة یتکلم الکلمة والکلمتین تضحك في قلبك یقول أخطأنا الرجل هذا انسان سخیف اذاً اللسان من موجبات کشف عقل الانسان طبعا الانسان قد یتکلف ولکن خذه علی سجیته في سفر في غیره تره یمزح في غیر محله هذا من موجبات ضعف العقل، انسان حزین له ما یُشغله تمزح معه تُدخله في جوٍ هو لا یریده أي عقل هذا؟ یتکلم في ما لا یعنیه هذا لا عقل له؛ انسان یتکلم کلاماً ضره أکثر من نفعه المهم یستدل علی عقل کل إمرءٍ بما یجري علی لسانه.
ستة أشیاء تختبر بها عقول الناس هذه کما قلنا الکشف السریع من خلال اللسان اما التفصیل امیرالمؤمنین صلوات الله علیه یفصل؛ الحلم عند الغضب انسان اذا غضب یُفحش في القول یتغیر شکله یمد یده هذا لیس بعاقل الحلم عند الغضب ولهذا اُمرنا اذا أردت تتخذ صدیقاً أغضبه ثلاثة مرات عمدا إن ما خرج عن الجاده هذا الانسان اهل لئن یُعاشر، الصبر عند الرهب أي ما یخیفه عند المصیبة یعني صابر بعض الناس تراه یضیع منه مال یسیر تراه هکذا متغیر اللون حزین کئیب هذا الانسان لا عقل له والقصد عند الرغب قد یکون المراد هنا عکس المصیبة اذا حقق رغبته وصار متمکناً ایضاً یقتصد بعض الفقراء یصبح ثریاً فجأةً صفقة کذائیة تراه یبطر بالنعمة ینتقم من فقره، وتقوی الله في کل حال في أرض الوطن حیث المراقبة في بلاد الغرب حیث عدم المراقبة في سن الشباب حیث الشهوة في سن الکبر حیث لا شهوة من البلوغ إن نوی بینه وبین الله عزوجل أن یکون علی الصراط المستقیم، وحُسن المداراة أنت لا تعیش بین الأنبیاء انسان اذا رأی من حوله أکثر من النصف علی غیر مزاجه بل ما یقرب من المجموع تراه انسان لا یُتحمل اذاً علیك بالمداراة لا تدخل في مهاتارة مع کل أحد کما یقال تغافل سیاسة التغافل من علامات العقل، وقلة المماراة انا عندما أجد انساناً یجدال انساناً حتی في الأمور العقائدیة انسان لا عقل له لا فهم له انسان عنید أخذ قراره لماذا تجادله حتی في الدین دعه في عالمه إن سألك أجب لا تدخل في مماراة مع من لا یستحق الحدیث هذا ایضا من موجبات ذلك.
کلمة أخيرة الآن العقل صار کاملا بفضل الله عزوجل ولا اُکملك إلا في من اُحب اذا أحب الله عبداً أکمل عقله اولا من آثاره قلنا علامة غیر العاقل فلتات اللسان العکس هو الصحیح عن امیرالمؤمنین علیه السلام اذا تم العقل نقص الکلام هو في عالمه اما في التفکیر اما في عالم الذکر في خلوته هکذا اصلا لا مزاج له علی الکلام ولا اُخفیکم سراً المؤمن یصل إلی درجة اذا جلس مع أحد أراد أن یتکلم هکذا یراه منةٌ لا یقول هذا المثال مثال طریف إن أشتریت ساعة مکلفة بآلاف الدنانیر وجاء أحدهم قال أعطني ساعتك هل تعطیه هکذا بکل یسر وسهولة؟ تقول بأي مناسبة؟ اما لو قال أعطني من عمرك ساعة هذا الباقي تعطیه الساعات، ساعة حدیدیتةٌ على یدك لا تُعطیه لأحد لماذا تعطي من ساعات عمرك التي کان بها أن تشتري سعادة الأبد؟
العلامة الثانیة اذا کمل العقل اولا تم نقص الکلام والثاني اذا کمل العقل ایضا عن امیرالمؤمنین نقصت الشهوة؛ الشهوة لا تنتفي لازمة التکاثر والتناسل لو عقم الرجال جمیعا لما وجدت البشریة نقصت الشهوة الشهوة في غیر محلها لا داعي لها اذاً العاقل یتحکم في کلامه وفي شهوته وهل بلاء الناس هذه الأیام إلا من الشهوة والکلام لو تم العقل وفرنا علی أنفسنا کل ذلك.

إلهي بفاطمة وابیها وبعلها وبنیها والسر المستودع فیها عجل لولیك الفرج والعافیة والنصر وأجعلنا من خیار أنصاره وأعوانه وإلی أرواح المؤمنین والمؤمنات الفاتحة مع الصلوات.