من هو الزوج المثالي ؟

أعوذ بالله من الشیطان الرجیم
بسم الله الرحمن الرحیم
وأفضل الصلاة وأتم السلام علی أشرف الخلق وسید المرسلین محمد المصطفی وآله الطیبین الطاهرین
سلام علیکم اخواني اخواتي جمیعا ورحمة الله وبرکاته
رب العالمین من خلال تشریعاته ما فرط في الکتاب من شيء، المؤمن أو غیر المؤمن يُمضي شطراً کبیرا من حیاته مع أهله وعیاله بعض المؤمنین یعیش أکثر من نصف قرن مع زوجته وأولاده حتی الأولاد یتفرقون عنه بالزیجة والهجرة وغیره، أما الزوجة فتبقی مع الإنسان کیف یعاملها الإنسان؟ وکیف یتخذ من معاشرتها سُلماً وزاداً لآخرتة، الآیات والروایات في هذا المجال ایضا تُبین لنا الطریق؛ اولا یجعل علاقتة الانسان بزوجته علاقةً ربانیة هذه الزوجة جائت إلی منزلك لكي تتکامل بك ومعك لا أن تکتفي بالإنجاب والطبخ وغیره، المشکلة أن بعض البنات تعیش في منزل أبیها عیشةً ایمانيةً جیدة تتزوج اتفاقا تتأخر تتسافل أو تفقد بعض المزایا والمتوقع انها تتکامل من خلالك ولهذا القرآن الکریم یصف أنبیائه قائلاً وکان یأمر أهله بالصلاة والزکاة أن لا یبالي الأنسان بصلاة زوجته وأولاده هذه ظاهرة سلبیة، النبي صل الله علیه وآله وسلم لا أحد احرص منه علی الصلاة ولکن النبي هکذا من الروایة کان النبي نصباً بالصلاة متی؟ بعد التبشیر له بالجنة لقول الله سبحانه وأمر اهلك بالصلاة واصطبر علیها، قل من تأمل في مضمون هذه الآیة! الآن اهل النبي طبعا اهل النبي لیسوا کالنبي، أمر اهلك بالصلاة یصلوا اما أنت یا رسول الله اصطبر علیها تعبیر لیس تعبیرا متعارفا کأنه جهادٌ، الإنسان في المعرکة یصطبر صابروا ورابطوا بهذه المضامین اصطبر علیها أي هکذا احبس نفسك علیها الاصطبار غیر الصبر وكأن الصلاة حقیقةٌ جبهة قتال مع الخواطر قتال مع الشیاطین وغیره.
اذاً المؤمن لا یکون هکذا مصرفاً لعائلتة جیبهُ مفتوح لهم بعض الأزواج هکذا یقول انا وفي لعائلتي ماذا تصنع؟ کلما یریدون اُنفذ لهم وما الفائدة؟ إن لم تأمرهم بالصلاة کما طلب القرآن لست بزوج مثالي بل، هذه الروایة من الروایات الملفتة اجعلوها نُصب أعینکم من توجه لهذا المضمون لا یعیش التوتر مع عائلته بعض الناس هکذا یصرف جزءً زائداً من تفکیره ووجوده لذریته.
الروایة طریفة عن امیرالمؤمنین علیه السلام لا تجعلن اکثر شغلك بأهلك وولدك اهتم بهم إنههم عن المنکر هکذا خذهم للمشاهد مرهم بالصلاة ولکن لا تجعلهم الهم الأعلی لمَ؟ الکلام فیه دلیل فإن یکن اهلك وولدك أولیاء الله فإن الله لا یضیع اولیائه لا تکن حریصا اکثر من رب العالمین إن کان من في المنزل من اولیاء الله رب العالمین لا یضیعهم وإن یکونوا لا قدر الله اعداء الله فما همك وشغلك بأعداء الله! کلام منطقي لا ثالث له اذاً کن متوسطا في الحرص والإهمال لا تکن حریصا ولا تکن مُهملاً.
کلمة أخیرة یقول البعض انا ما اصنع مع اهلي وعیالي اُکابد اتحمل هل لي من درجة؟ مرة الزوجة موافقة الولد بار هنیئا لهکذا اُسرة وهذه الأیام نری أن البیوت منخورة الشیطان دخل بیوتنا من اوسع ابوابها هذه الشبکة العنکبوتیة مدمرة للعوائل، المهم الإنسان یتحمل شیئا من الأذی في هذا الطریق ما جائزته؟ انا عندما قرأت هذه الروایة أقول لمن اُبتلي بهذا المجال اولا سل الله عزوجل أن یبتلیکم وإن ابتلاکم (تأملوا الروایة عن الامام الباقر) یقول إني لأصبر من غلامي هذه الایام الخدم مثلا إني لأصبر من غلامي هذا ومن أهلي لا العلام! الائمة بعض الأوقات لهم اکثر من زوجة بعض ابناء الائمة کالامام الرضا کالامام الجواد کالامام العسکري إلي امامنا المهدی امهاتهم من الجواري البعض کتب في هذا المجال یعني للامام جاریة أنجبت له اماماً وله حُرة لم تنجب أرضية الحسد موجودة لماذا قتلت ام الفضل امامنا الجواد؟ حسداً لأن الامام رُزق الامام الهادی لا من طریقها طبیعي هذا یثیر الغیرة، الامام الباقر یشتكي من أهله ومن غلامه إلی أي درجة؟ احدنا یرق لامامه علی ما هو أمر من الحنضل اصبر علی أهلي وغلامي أمر من الحنضل الامام هکذا یقول إنه من صبر ما الجائزة؟ إنه من صبر نال بصبره یعني في هذا المجال صبر علی الاهل والعیال نال بصبره درجة الصائم القائم ودرجة الشهید الذي قد ضرب بسیفه قُدام محمد صل الله علیه وآله اذاً من طُرق الوصول إلی المقامات في هذا الباب الصبر علی هذا المجال.
هذه الروایة أخیرة مع الأسف تأتینا شکوی تقول زوجي حسُن الخُلق لا کلام فیه اتفاقا معروف في العمل في الدواوین في الأرحام فلان من أحسن الناس خلقاً کثیر المزاح ولکن اذا دخل البیت تحول إلی انسان عسکري لا یُکلم ولا یُتلکم احد الرجال کان یفتخر یقول انا بحمدلله هکذا عندما ادخل المنزل کأن علی رؤوسهم الطیر قلت دخلت معسرکا لم تدخل اُسرة.
امیرالمؤمنین في وصیتة هکذا یحذر یقول لا یکن اهلك أشقی الخلق بك الکل یستفید من خُلقك إلا الزوجة المسکینة لا حظ لها من حُسن خلقك وعندما تشکتي الزوجة لماذا یا فلان أنت هکذا؟ عذره یقول أنتِ وجود متکرر صدیقي أراه یغیب امام المسجد أراه بین وقت وآخر واما أنتِ کأنك من أثاث المنزل الآن قد لا یعترف ولکن بلسان الحال والمقال هکذا یکون طبعا هذه حالة تُعبد الإنسان عن الله ورسوله.

إلهي بحق اولیایك وبالصالحین من عبادك أغفر لنا ذنوبنا هب لنا هذا الدعاء أمنوا معي بتوجه هنیئاً لمن اُستیجب له هذا الدعاء ربنا هب لنا من أزواجنا وذریاتنا قرة أعین واجعلنا للمتقین اماما لا تجعل مصیبتنا في دیننا أبلغ سلامنا إلی امامنا زماننا وأردد الینا منه السلام بلغ أرواح المؤمنین والمؤمنات ثواب الفاتحة مع الصلوات.