- ThePlus Audio
أعوذ بالله من الشیطان الرجیم
بسم الله الرحمن الرحیم
وأفضل الصلاة وأتم السلام علی أشرف الخلق وسید المرسلین محمد المصطفی وآله الطیبین الطاهرین
سلام علیکم اخواني اخواتي جمیعا ورحمة الله وبرکاته
حدیثنا حول ملکة صفة من الصفات الباطنية هناك مقولة في عالم السیر إلی الله عزوجل في عالم التقرب یقولون في هذه المقولة أن الصفات الباطنیة منابت للأفعال الخارجیة، وبعبارة أوضح الجوانح مبدأ لفعل الجوارح حدیثنا حول البخل و الشُح لماذا البعض لا یُنفق الآن النفقة المستحبة لا نطالب بها هذا فضلٌ النفقة الواجبة لا یُنفقها الآن علی زوجته مثلا علی أولاده أو ما یتعلق في ذمته من الزکاة والخمس وغیره، هذا الامتناع الخارجي عدم دفع المال هذا منشأ ذلك هذه الحالة الباطنیة والقرآن الکریم یُعبر عنها بالشُح ومن یوقي شح نفسه فأُلئك هم المفلحون الفلاح الخارجي الإنفاق المستحب والواجب هذا منشأه أنه وُقي شُح نفسه، والآیة هکذا فیها ابهام ومن یوقي الفعل مبني للمجهول ما قال وقي نفسه! ومن یوقي شُح نفسه کأن هنالك جهة تجعله في أمان من هذه الصفة الخبیثة والذي نفهمه من مجموع الآیات هکذا نفهم القضیة فیها فعل للعبد توفیق من الله عزوجل یهدي الله لنوره من یشاء؛ یهدي ویشاء یهدي هو تعالی ویشاء العبد! طبعا المشیئة الصادقة في دعاء کمیل ماذا نقرأ؟ یا حبیب قلوب الصادقین نحن لسنا بالصادقین حقاً فإذاً الشح هذه الصفة الباطنیة من آثارها ما قلناه قبل قلیل.
امیرالمؤمنین علیه السلام سمع رجلاً یقول الشحیح أعذر من الظالم یعني البخیل أهون حالاً من الظالم فقال کذبت امیرالمؤمنین یقول الظالم خیرٌ من البخیل الآن بأي دلیل؟ امامنا یستدل یقول إن الظالم قد یتوب ویستغفر الآن لا نعني بالظالم حتماً حاکماً، انسان ظالم لنفسه لأهل بیته إن الظالم قد یتوب ویستغفر ویرد الظلامة علی اهلها الذي یتوب من ظلمه هکذا یعفل والشحیح اذا شح منع الزکاة والصدقة البخیل اذا صارت الصفة متأصلة في الباطن هذا کما یقال لا یستیقظ من نومته.
امامنا الصادق علیه السلام کان یطوف في حجة أو عمرة لم تذکر الروایة ولکن من اول اللیل إلی الصباح ائمتنا عشاق العبادة نحن في موسم الحج والعمرة نطوف کذا مرة نتعب؛ الامام من اول إلی آخره وهو في حال طوافٍ لا أنه جالس في زاویة ویصلي؛ هنا بین قوسین سریعین البعض یستقرب کانوا قلیلاً من اللیل ما یهجعون هذه الحرکة الجواب ما ضعف بدن عما قویت علیه النیة، لماذا یتسلق الجبال الشاقة من البشر هذه نیته أنه یصعد القمة القمة الجبلیة بحاجة إلی همةٍ عالیة فکیف بالقمم المعنویة؛ المهم الشاهد هنا امامنا کان یکرر دعاء بکثرة وهو یقول اللهم قني شُح نفسي فقلت جُعلت فداك ما سمعتك تدعوا بغیر هذا الدعاء؟ فقال وأي شيء أشد من النفس؟ یبدوا من الروایة الامام لا یطلب الخلاص من البُخل فقط من کل تبعات الباطن ولهذا الامام ما قال وأي شي أشد من شح النفس! وانما أطلق القول وأي شيء أشد من النفس! یعني یارب تصرف في نفسي قلبي إجعل قلبي بیدك؛ طبعا هذا المعنی ذکرناه مراراً استغفار الائمة هذه العبارات مؤولة بمعنی هذه العبارات لا تنافي العصمة الآن بأي بیان ذکرنا في محله، الکلام في التحول من الاعلی إلی العالي هذا بالنسبة إلی المعصوم مما یوجب مثل هذه الأدعیة؛ أو فیها تعلیماً لنا نحن أو استغفار بلسان الامة هذه الوجوه الثلاث احفظوها في کل هذه الموارد.
امیرالمؤمنین صلوات الله وسلامه علیه سُئل وانا أعتقد عندما سُئل علی هذا السئوال لعله انکسر قلبه أقول لعله جرت دمعته لئن السئول یثیر الحُزن حقیقتاً قال له قائل کیف دفعکم قومکم عن هذا المقام وأنتم أحق به؟ کما یقال سئوال مثیر لماذا دفعوك عن حقك وأنت الأحق؟ صلوات الله وسلامه علیه اذا زرت النجف وضعت وجهك علی الضریح إبكي علی ظلامته قال فإنها کانت أثرةً شحت علیها نفوس قوم وسخت علیها نفوس آخرین والحکم الله؛ یعني البعض إنتابه البُخل هذا المقام الذي کان لنا لم یُعطینا ایاه ونحن الأعلون نسباً، قبل ذلك صلوات الله علیه.
روایة أخيرة من هو أشح الخلق؟ عرفنا البخیل عرفنا الشحیح من هو الأکثر بُخلاً؟ قال علیه السلام من أخذ المال من غیر حله اولا انسان یتجر بالحرام هذا البخیل إلی هنا علمنا أين بخله؟ فجعله في غیر حقه، في السنة الخمسیة ما یدفع شیئاً ولکن لأباطیله یدفع یسافر إلی أقصی بلاد العالم یبذل ما یبذل في الحرام ولکن یأتیه مسکین یعطیه شیئاً یسیراً هذا أبخل الناس مال أخذه من الحرام ومنعه عن الواجب.
إلهي بفاطمة وابیها وبعلها وبنیها والسر المستودع فیها عجل لولیك الفرج والعافیة والنصر أبلغه عنا تحیة کثیرة وسلاما وإلی أرواح المؤمنین والمؤمنات نهدي ثواب الفاتحة مع الصلوات.
ملاحظة: هذا النص تنزيل لصوت محاضرة الشيخ حبيب الكاظمي فقط، ولم يمر بمرحلة التنقيح واستخراج المصادر بعد.