- ThePlus Audio
أعوذ بالله من الشیطان الرجیم
بسم الله الرحمن الرحیم
وأفضل الصلاة وأتم السلام علی أشرف الخلق وسید المرسلین محمد المصطفی وآله الطیبین الطاهرین
سلام علیکم اخواني اخواتي جمیعا ورحمة الله وبرکاته
رب العالمین أوفی الاوفیاء وأکرم الأکرمین الذي يؤدي عملاً لله عزوجل یقول بخدمة لدینه، رب العالمین یکافئه بما لا یخطر بباله و منها بناء المساجد الذي يبني لله عزوجل بیتاً لا اقول صار له حق علی الله عزوجل حاشا وتعالی کلما لدنیا من النعم بتوفیق منه ولکن رب العالمین سیکافئه مکافئة لا تخطر بباله من بنی مسجداً ولو کمفحص الغطاة الطیر عندما یلعب في التراب یلعب برجله کم من المساحه؟ طبعا هذه کنایه! من بنی ولو مسجدا صغیراً رب العالمین بنی له بیتاً في الجنة ولکن هنالك شروط في من یبني المساجد طوال التأريخ الذین بنوا المساجد کثیرون جداً ومن منهم قُبل عمله ومنهم من لم یُقبل، بعض ائمة الجور بعض سلاطین الجور بعض القتلة والفجرة الی الآن مساجدهم قائمة في بلاد المسلمین ولکن هل هؤلاء قُبلت من الاعمال؟ القرآن ماذا یقول في سورة التوبه؟ انما یعمر مساجد الله من آمن بالله والیوم الآخر وأقام الصلاة وأتی الزکاة ولم یخش الا الله فعسی اولئك أن یکونوا من المهتدین؛ تقریباً مواصفات عُمار المساجد تقریبا کمواصفات ائمة المساجد! الذي له الحق أن یعمر بیوت الله عزوجل له ثلاث انواع من الصفات؛ اولا البُعد العقائدي آمن بالله والیوم الآخر لماذا التأکید عادة علی الایمان والیوم الآخر؟ لئن کلاهما غیب! طبعاً غیب رب العالمین غیب في ذاته رب العالمین غیب الغیوب والیوم الآخر قبل أن نصل الیه ایضا غیب، القیامة من الامور الغائبة عنا طبعا من آمن بالله والیوم الآخر ایماناً راسخاً هذا لا یمکنه المعصیة لم؟ لئن الایمان بالله عزوجل یوجب له المراقبة والیوم الآخر یوجب له الخوف والطمع انسان مراقب خائف وله طمع طبیعي هذا یستقیم في مشیته؛ واقام الصلاة وأتى الزکاة وانتم تعرفون ما الفرق بین الاقامة للصلاة وبین اصل الصلاة اقامة الصلاة أي رفعها بحدودها انا عادة هکذا اُشبه بالخیمة المقامة والخیمة النائمة علی الارض کلاهما خیمه، فرق بین خیمة مطویة علی الارض وخیمة وضعنا تحتها الأعمدة هذه خیمة أقمناها هذه الخیمة یمکن أن یستضل فیها من المطر والشمس اما الخیمة علی الارض هي خیمة ولکنه لا فائدة فیها، اقامة الصلاة بحدودها وارکانها الظاهریة والباطنة وآتی الزکاة طبیعي المسجد الذي یُبنی من مال غیر مخمس من مال مغصوب من مال فیه حق الآخرین هذا المال لا یُبارك فيه ویبني المسجد ولکنه قبل أن يبني آتی الزکاة وانتم تعرفون الزکاة في القرآن تعم الخمس والزکاة الفقهیة المعروفه! انتهی الامر؟ لا لم ینتهي؛ انسان مؤمن بالله بالیوم الآخر اقام الصلاة آتی الزکاة هناك شرط اخلاقي انظروا الی دقة التعابیر هذا لا یخاف احداً الا الله عزوجل ولم یخش الا الله؛ عدم الخشیة من غیر الله هذا مقام العارفین اذاً هذا الذي يبني المسجد له بُعد اخلاقي ایضاً، الآن بعد هذه المواصفات یقول فعسی اولئك أن یکونوا من المهتدین القضیة ایضا فیها خوف فیها وجل کم من الذین یبنون المساجد فیهم هذه الصفات؛ هذه اولاً.
ثانیاً ما المراد بالذي یعمر المساجد؟ العنوان الاول الذي ینطبق بشکل واضح علی من یبني المسجد ولکن انتم المصلون ایضاً من عُمار المساجد مسجد لا یصلی فیه هذا المسجد کما یقال مسجد معطل الامام والمأموم لهم دور کبیر في عمارة بیوت الله عزوجل، هناك آیة أخرى بعض من یعمر مساجد الله عزوجل كتأكيد علی هذه الصفة هؤلاء في النار هم فیها خالدون کیف یعقل؟ انسان یعمر مساجد الله وهو خالد في النار نعم الذي ليس فیه هذه الصفات طبعا أعني بذلك الشرك اذاً لیس بناء المسجد في حد نفسه علة تامة ما کان للمشركين أن یعمروا مساجد الله، انسان غیر مسلم مثلا مشرك ويبني مسجداً إن الدین عند الله الاسلام اولئك حبطت اعمالهم وفي النار هم خالدون.
اذاً ملخص الدرس کلامنا في التدبر والتأمل العمل في حد نفسه لا قیمة له الا اذا انتسب الی الله عزوجل رب العالمین ما وزن اعمالنا عنده؟ العمل اذا صار منتسباً الیه صارت له قیمة والقرآن الکریم خلد عملین في عالم الأسواق عمل رخیص ولکن القرآن خلدهما کم من المنفقین طوال التأريخ؟ ولکن هناك هابيل قدم قرباناً الآن خروفاً أو ما شابه ذلك کم ذبحنا من الخرفان طوال العمر؟ الحاج في کل سنة یقدم ذبیحةً ولکن القرآن الکریم خلد قربان هابیل؛ هذا اولا وثانیا کم نحن ننفق في سبیل الله امیرالمؤمنین أنفق قرصاً من الخبز ویطعمون الطعام علی حبه مسکیناً ویتیماً واسیرا في سورة الدهر محور الحدیث علی علیه السلام وفاطمة بما أنفقا في سبیل الله عزوجل أخلص العمل یکفیك القلیل اخلص العمل فإن الناقد بصیر.
اللهم اجعلنا من عبادك المخلصین اللهم اجعل عواقب أمورنا خیرا أبلغ سلامنا الی امام زماننا وأردد الینا منه السلام والفاتحة مع الصلوات.
ملاحظة: هذا النص تنزيل لصوت محاضرة الشيخ حبيب الكاظمي فقط، ولم يمر بمرحلة التنقيح واستخراج المصادر بعد.