من شعب الجنون

أعوذ بالله من الشیطان الرجیم
بسم الله الرحمن الرحیم
وأفضل الصلاة وأتم السلام علی أشرف الخلق وسید المرسلین محمد المصطفی وآله الطیبین الطاهرین

الانسان قد یبتلی بولد معاق مثلا أو ولد متصل المرض هذا تحمله الی حد ما لا یکلف الکثیر علی المؤمن وعلی غیر المؤمن ولکن الذي ابتلي بمن فقد عقله ما یعبر عنه بالمجنون حقیقتا تحمل هذه الحالة هذا أمر صعب جداً نحن رأينا بعض الناس مبتلی بهکذا مورد حقیقتا لا یتهنئ في عیشته وهذا علی کلٍ ولده یرثه منسوب الیه ولکنه لا عقل له اذاً المجنون الجنون هذه کلمة کما یقال منفرة والانسان یستجیر بالله عزوجل من أن یبتلی بهکذا حالة وتعظم المصیبة عندما یعتري الجنون جنون اصلي وجنون فرعي انسان له زوجة مؤمنة عاقلة رشیدة الآن في حادث في مرض ما ایضا یبتلی بهذه الحالة احدنا یرق لحال هکذا انسان ولکن في روایات اهل البیت علیهم السلام هذه مقدمة کانت هناك ضرب من الجنون اعظم مما ذکرناه البعض منا قد یبتلی بهکذا أمر یوم القیامة یکتشف أنه كان في الدنیا في زمرة المجانین وهو لا یعلم حسب الظاهر یحمل لقباً علمیاً بین الناس ممدوح ولکن فیه عرق من الجنون نذکر اللیلة عروق الجنون عدة عروق خمس أو ست عروق منها ولعله اولها الحدة الانسان عصبي المزاج الانسان حاد المزاج امیرالمؤمنین علیه السلام یقول الحدة ضرب من الجنون حالة من حالات الجنون وحقیقتا العاقل عندما یعتریه الغضب لا نفرق بینه وبین المجنون! المجنون یضرب ویکسر العاقل عندما یعتریه الغضب ایضا یکسر ویضرب یقول ضرب من الجنون طبعا یقول هذا الجنون هم علی قسمین تارة الانسان یندم علی قضبه هذا مجنون مرحلي يعني حین الغضب صار مجنوناً ثم رجع الی عقله اما المشکلة إن لم یندم هو یغضب وثم لا یندم ویعود للغضب یقول هذا ماذا صفته؟ فجنونه مستحکم الحدة ضرب من الجنون لئن صاحبه یندم فإن لم یندم فجنونه مستحکم هذا مجنون من الدرجة الاولی.
کذلك من موجبات أو من الاشیاء التي تجعل الانسان یوصف بالجنون المتکبر المستکبر نطفة قذرة نجسة من النجاسات هذا السائل آخره جیفة نتنة وهو ما بینهما یحمل العذرة بني آدم من دون مجاملة کبدن کما یقال حمام متحرك الآن هذا اوله هذا آخره هذا وسطه اذاً المتکبر ایضا نوع من المجانین، مر النبي علی رجل مصروعاً المصروع ایضا عندما انا رأيت بعض الصرعی منظره مخیف یرتجف یخرج الزبد من فمه له حالة وخاصة اذا کان في حال السیاقة هذا یؤدي به الی الموت قال النبي ما هذا بمجنون الا اخبرکم بالمجنون حق المجنون؟ قال إن المجنون حق المجنون المتبختر في مشیته الناظر في عطفیه المحرك جنبیه بمنکبیه نحن عادة عندما نمشي مناکبنا مسترسلة مسترخیة بعض الناس یمشي في المنزل مشیة عسکریة وکأنه في المعسکر هکذا یرفع المنکبین واقعا هذا مظهره مظهر المجانین یقول النبي صلی الله علیه وآله فذاك المجنون وهذا المبتلی المصروع ما ذنبه؟ رب العالمین ابتلاه بهذا المرض له فیه أجر هذا مبتلی وهذا مجنون الشباب شُعبة من الجنون ایضا رأینا بعض الشباب حقیقتا عندما یمشي یسوق دابته کالمجنانین رأيتم في الطرقات علی کلٍ انسان یعرض نفسه للموت لیقال أنه مثلا دابته سریعة یا له من جنون یقتل نفسه وغیره لیقال هذا سباق الشوارع مثلا المهم الشباب شعبة من الجنون ورأيتم في الأفلام هکذا بعض الافلام الملفتة مثلا انسان یتسلق العمارات من دون السلالم لیکتب اسمه في الأرقام القیاسیة وفي الأثناء یسقط ویتحول الی عظام مکسرة هذا مجنون ایضا؛ انسان جاهل أو نصف عالم الآن حقیقتا لو قسنا علم الانسان الی جهله لما بقي عالم علی وجه الارض یقال احد العلماء کان علی سلم یرید أن يأخذ کتاباً في مکتبته مثلا في رفٍ عال قیل له ما نسبة علمك الی جهلك؟ أنت عندك کثیرة قال نسبة علمي الی جهلي کنسبة ارتفاعي من الارض الی السماء هذا کله علم في الدرجات الاولی رب العالمین لو جعل البحر مداداً والأشجار اقلاماً والجن والأنس کتاباً لنفذ البحر قبل أن تنفذ کلمات ربي هذا هو العلم! انسان له بعض المؤلفات ما وزنه؟ الذي یری نفسه عالما یجیب عن کل سئوال امامنا الصادق علیه السلام یقول إنه لمجنون اذاً ایضا من أجاب في کل ما یسئل عنه لمجنون وأخیرا انسان رجل أو امرأة تقول الروایة عبد أو امة اعطي نعمة الشباب طاقة الشباب زهرة الحیاة بین العشرین والاربعین أو الخمسین انسان صرف شبابه في غیر طاعة الله عزوجل عندما تساقطت انسانه اشتعل الرأس شیبا وهن العظم الآن صار صاحب سجادة وصلاة هذا الانسان ایضا مجنون لأنه کان بإمکانه أن یستثمر وما استثمر نمر في بعض البلاد التي فیها نهر جاري کدجلة والفرات نری علی طرفي النهر اراضي یابسة تقول ما بال هؤلاء القوم علی نهرٍ جاري ولا زرع لهم؟ هکذا نلومهم طبعا ولعل له عذر وأنت تلوم ولکن الذي في نهر الشباب ویمر في أرض عمره وأرضه جرداء یصل الاربعین والخمسین لیست له لا ثقافة ممیزة لا عبادة ممیزة هذا مثل انسان کان بواري نهر ولم یزرع أرضه، النبي صلی الله علیه وآله وسلم ایضا مر علی مجنون فقال هذا رجل مصاب قلنا سابقا مبتلی هذا تعبیر آخر مصاب إنما المجنون عبد أو امةٌ أبلیا شبابهما في غیر طاعة الله یأتينا بعض الناس في کبر السن یقول ارید أن أقضي صلواتي ایام شبابي ایام شبابه ما صلی ایام کبره عجزه یمنع من القضاء احدهم سألني هل اکلف احداً یصوم أو یصلي عني؟ یعني الحیاة قلت هذا الحي لا یقضی عنه هذا للمیت اذاً ایام الشباب الجهل والغفلة وایام الکبر العجز اذاً متی یستعد لآخرته؟ فإذاً الحدة الجواب عن کل سئوال الشباب من ابلی حیاته في غیر طاعة الله المتکبر کل هؤلاء لهم عرق من عروق الجنون فکیف بمن اجتمعت فیه کل هذه الصفات؟ هذا مجنون کما یقال من الدرجة الاولی.

إلهي بحق اولیائك الهي بحق ولي أمرك صاحب الأمر اجعلنا من عبادك الصالحین الهي أنبهنا من نومة الغافلین اللهم استخلصنا لنفسك یا ارحم الراحمین اللهم اجعل عواقب امورنا خیرا والی ارواح المؤمنین والمؤمنات الفاتحة مع الصلوات.