- ThePlus Audio
من خطبة الجمعة لأمير المؤمنين (عليه السلام)
بسم الله الرحمن الرحیم
خطبة أمير المؤمنين (عليه السلام) في يوم الجمعة
من روائع خطب أمير المؤمنين (ع) هي خطبته يوم الجمعة حيث يقول فيها: (اَلْحَمْدُ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنُؤْمِنُ بِهِ وَنَتَوَكَّلُ عَلَيْهِ وَنَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اَللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ وَأَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ صَلَوَاتُ اَللَّهِ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلاَمُهُ وَمَغْفِرَتُهُ وَرِضْوَانُهُ اَللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ وَنَبِيِّكَ وَصَفِيِّكَ صَلاَةً تَامَّةً نَامِيَةً زَاكِيَةً تَرْفَعُ بِهَا دَرَجَتَهُ وَتُبَيِّنُ بِهَا فَضِيلَتَهُ)[١].
هل يرفع الله درجة النبي (صلى الله عليه وآله) بصلاتنا عليه؟
ويتبين من هذه الفقرة أن درجات النبي (ص) بحسب كلام أمير المؤمنين (ع) قابلة للازدياد، ولذلك يقول بعض علمائنا الأعلام: أن الصلاة على رسول الله وآله ليست عملا تعبديا محضا وإظهار للمودة لهم فحسب وإنما لها أثر في رفع درجاتهم وإغداق العطاء من الله عليهم حيث لا حصر لعطائه ولا منتهى لنعمه. ويتبين فضل الصلاة على النبي وآله (ع) من ذلك.
إحياء ذكر النبي إبراهيم (عليه السلام) من قبل رسول الله (صلى الله عليه وآله)
ثم يقول (ع): (وَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا صَلَّيْتَ وَبَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ)[٢]. من دلائل صدق النبي (ص) أنه أحيا ذكر إبراهيم الخليل (ع) وكان المروج الأول له ولشريعته. ومناسك الحج معظمها تشير إلى هذا النبي (ع) كـ مقام الخليل والطواف والسعي والحجر وزمزم والصفا والمروة ومنى وغير ذلك. وهذا من أعظم الدلائل على أن الأنبياء أصحاب هدف واحد ولا تحاسد بينهم نعوذ بالله. ولقد أشاد النبي (ص) بذكر الأنبياء جميعا لم يفرق بين أحد منهم.
اللعنة على كفرة أهل الكتاب
وبعد هذه الكلمات قام أمير المؤمنين (ع) ببث البيان السياسي للأمة التي لم تعرف قدر إمامها الذي ضرب بالسيف بين يدي رسول الله (ص) وحمل لوائه وتحمل الأذى والقتل في سبيل الله عز وجل لرفع راية الإسلام ولتكون كلمة الله عز وجل هي العليا حيث قال: (اَللَّهُمَّ عَذِّبْ كَفَرَةَ أَهْلِ اَلْكِتَابِ وَاَلْمُشْرِكِينَ اَلَّذِينَ يَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِكَ وَيَجْحَدُونَ آيَاتِكَ وَيُكَذِّبُونَ رُسُلَكَ اَللَّهُمَّ خَالِفْ بَيْنَ كَلِمَتِهِمْ وَأَلْقِ اَلرُّعْبَ فِي قُلُوبِهِمْ وَأَنْزِلْ عَلَيْهِمْ رِجْزَكَ وَنَقِمَتَكَ وَبَأْسَكَ اَلَّذِي لاَ تَرُدُّهُ عَنِ اَلْقَوْمِ اَلْمُجْرِمِين)[٣]. ويلاحظ من هذا المقطع أن الإمام (ع) يدعو على الكفار من أهل الكتاب والمشركين قبل أن يدعو على الذين يحاربونه في الداخل الإسلامي كالخوارج وأمثالهم، ويطلب من الله عز وجل: إن لم يكن له قوة بهم أن يلقي الرعب في قلوبهم ويشتت كلمتهم حتى تأمن بلاد المسلمين؛ فالإمام (ع) يهمه حدود الدولة الإسلامية وثغور المسلمين كما يهمه الوضع الداخلي والفتن التي تعصف بالمجتمع.
ثم يدعو الإمام (ع) للمسلمين ويحثهم على استحصال الزاد استنادا إلى القرآن الكريم، فيقول: (اَللَّهُمَّ اُنْصُرْ جُيُوشَ اَلْمُسْلِمِينَ وَسَرَايَاهُمْ وَمُرَابِطِيهِمْ حَيْثُ كَانُوا مِنْ مَشَارِقِ اَلْأَرْضِ وَمَغَارِبِهَا إِنَّكَ عَلىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)[٤]، ويدعو الإمام للمسلمين وفيهم الكثير ممن لا يعتقدون بإمامته وذلك قبل أن يدعو للمؤمنين، ثم يدعو للمؤمنين: (اَللَّهُمَّ اِغْفِرْ لِلْمُؤْمِنِينَ وَاَلْمُؤْمِنَاتِ وَاَلْمُسْلِمِينَ وَاَلْمُسْلِمَاتِ وَلِمَنْ هُوَ لاَحِقٌ بِهِمْ وَاِجْعَلِ اَلتَّقْوَى زَادَهُمْ وَاَلْجَنَّةَ مَآبَهُمْ وَاَلْإِيمَانَ وَاَلْحِكْمَةَ فِي قُلُوبِهِمْ وَأَوْزِعْهُمْ أَنْ يَشْكُرُوا نِعْمَتَكَ اَلَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ وَأَنْ يُوفُوا بِعَهْدِكَ اَلَّذِي عَاهَدْتَهُمْ عَلَيْهِ إِلَهَ اَلْحَقِّ وَخَالِقَ اَلْخَلْقِ آمِينَ)[٥].
هاشتاغ
خلاصة المحاضرة
ملخص الكلمة
- إن درجات النبي (ص) بحسب ما روي عن أمير المؤمنين (ع) قابلة للازدياد، ولذلك يقول بعض علمائنا الأعلام: أن الصلاة على رسول الله وآله ليست عملا تعبديا محضا وإظهار للمودة لهم فحسب وإنما لها أثر في رفع درجاتهم وإغداق العطاء من الله عليهم حيث لا حصر لعطائه ولا منتهى لنعمه.