من الذي يستحق المصاحبة

بسم الله الرحمن الرحیم
وأفضل الصلاة وأتم السلام علی أشرف الخلق وسید المرسلین محمد المصطفی وآله الطیبین الطاهرین
سلام علیکم اخواني اخواتي جمیعا ورحمة وبرکاته
من موجبات حسرة الکثیرین یوم القیامة الأوقات التي صُرفت في غیر محلها الان مرة انسان ینام زائدا عن الحاجة یلاعب أطفاله في المنزل یجلس مع زوجته کثیراً یدحدثها في ما فیه نفع أو ما لیس فیه نفع هذا باب، المؤمن کل شيء عنده بمقدار یتأسی بالله عزوجل ولکن المصیبة أنه یعطي قطعةً من عمره للغیر الآن لعب مع الصبي زیادة أو تحدث مع الزوجة زیادة أو نام زائداً هذا یعود إلی دائرة اهتمامه ولکن انسان خارج الدائرة صدیق زمیل إلی آخره یعطیه من وقته هذه خسارة لا تُعوض بشيء، بعض المؤمنین یسهر مع أصدقائه في کل رطب ویابس یرجع للمنزل الزوجة المسکینة جالسة في الصالة خلف الباب وهي تکاد تنفجر من الغیض تقول یا فلان زوجتك أولی بك من غیرك لا یسمع! متی ینتبه؟ عندما توضع الموازین، ولهذا ائمتنا علیهم السلام خصوصاً فيما روي عن امیرالمؤمنین صلوات الله علیه یحذرنا من هذه العاقبة یقول علیه السلام صحبة الاشرار تکسب الشر کالریح اذا مرت بالنتن حملت نتناً ولهذا نحن عندما یأتینا والد ولي أمرٍ یقول ولدي تغیر مزاجه إبني کان مصلیا ترك الصلاة یحب المسجد صار یکره المسجد ینظر إلی الحرام أول ما أقول له انظر إلی رفقته هذه الایام من یرافق؟ لعل السبب الأساسي في هذا المجال هو تأثره برفقته اذاً کما یقول علی علیه السلام کالریح اذا مرت بالنتن حملت نتناً، شاب مراهق في الخامسة عشر إلی العشرین فما فوق هذا لا یملك حصانة، اسمه مراهق البعض مراهقته تمتد إلی العشرین والثلاثین ماذا تتوقع من هذا الصبي المراهق؟ ولهذا کن حریصاً علی مراقبة من هو بصحبتهم، هنالك صحبة من نوع آخر صحبة الأشرار المراهقین والمفسدین إلی آخره ذکرناهم.
هناك ایضاً صحبة مزعجة من جربها یعلم ما أقول صحبة الأحمق، الأحمق تکلمه بالمنطق تدخل له شرقاً یأتيك غرباً تکلمه بالمنطق واذا به یستهزئ بك أو یغضب علیك وبعبارة أخری لا یستوعب هذا الانسان لا أقول کالبهیمة أشبه بغیر العاقل من الدواب، العاقل کما في المثل المعروف تکفیه الاشارة وهذا تتکلم معه إلی الصباح لا یغیر فیه شیئاً هذا عذاب الروح، أجارکم الله من هکذا معاشرة بعض الزیجات هکذا زوجٌ تقول لي زوجة لا تفهمني یعني فقط بل لا تفهم الزوجة في مستوی من التعقل تقول ابتلیت بزوج لا یعقل لا یفهم ماذا تعمل بهکذا زیجة؟ ولهذا قلنا من إكتشف هذا العیب في المرأة التي خطبها أو عقد علیها رآها من هذا المصداق فلیبادر في حل المشکلة قبل أن یتورط کثیرا أو العکس هذه الفترة البرزخیة بین الزواج والتعرف لمعرفة عقل الرجل وعقل المرأة ومنها سرعة الغضب! من علامات الأحمق أنه یغضب لأمر تافه اللطیف أو غیر اللطیف عندما نسمع عن بعض أنواع الطلاق تسئل الزوجة والزوجة واذا بالسبب من أتفه ما یکون! طبخت له طعاماً من غیر ملح اعترض علیها هي اعترضت علیه اشتکت عن أهلها هو اشتکی عند أهله واذا بالطلاق یقع علی نقص ملح في الطعام بل ما هو أتفه من ذلك، ولهذا أحدهم یستحي عندما یطلق الزوجة أو العکس یقول لا أعلم سبباً وجیهاً الشیطان خدعنا لأنه لا عقل في البین صحبة الأحمق عذاب الروح وهنا أقول بین قوسین من لا یراعي نظره من یتورط بإغواء بنات الناس رب العالمین یبتلیه بزیجة فيها عذاب هذا مجرب، الشاب الذي ینظر إلی کل شيء یلقي القبض کما یقال علی البریئات من النساء بدعوی الزواج منهن یجرب هذه یجرب هذه في دار الدنیا من عقوباته هذا العذاب الروحي، کفی بالصحبة اختباراً ایضا علی مائدة امیرالمؤمنین علیه السلام ترید أن تختار صدیقا صاحباً إختبره في مواضع من مواضع الاختبارة الجیرة الآن الجیرة لیست اختیاریة قهرية ولکن سافر معه السفر یبین واقع الرجل في الوطن یتکلف اما في السفر یظهر علی سجیته ومنها المصاهرة طبعا هذا الاختبار مُکلف بعد أن صاهرته تقول یا فلان صهرنا هذا علمنا أنه من هو مثلا یضرب هذه البریئة المسکینة اذاً لا تعلق قلبك علی أحد إلا بعد أن تختبره لا تقل فلان رأينا مصلیاً صائماً هذا المقدار لا یکفي لئن الطرف الآخر صدیقاً حمیماً.
وأخیراً وجدت أخاً في الله کلما جلست معه ذکرك بالله أو علی الأقل الخیر منه مأمولٌ والشر منه مأمون هذا معنی الاسلام من سلم المسلمون من یده ولسانه هذا الانسان صاحبته أربعین سنة هذا قریب لك هذه قرابة أن تکون مع انسان أربعین سنة کلما طالت الصحبة تأکدت الحرمة يعني هذا حرمته عند الله عزوجل عظیمة ولهذا لا تفرط فیه بإخیتارك وخیر الأصدقاء من ذکرك بعد موتك بعض الأصدقاء ما دامت مائدتك مفروشة یذکرك بعد أن تموت لا یمر علی قبرك إلی آخر الدهر هذا لیس بمنصف اتفاقا الصدیق أحوج إلی صدیقه بعد الموت صدقة جاریة أو استغفاراً له.

اللهم لا تبتلنا بما یبعدنا عنك اللهم اجعل عواقب امورنا خیرا اللهم عرفنا الإجابة فیما سألناك وإلی أرواح المؤمنین والمؤمنات نهدي ثواب الفاتحة مع الصلوات.