- ThePlus Audio
أعوذ بالله من الشیطان الرجیم
بسم الله الرحمن الرحیم
وأفضل الصلاة وأتم السلام علی أشرف الخلق وسید المرسلین محمد المصطفی وآله الطیبین الطاهرین
السلام علیکم اخواني اخواتي جمیعا ورحمة الله وبرکاته
من الملاحظة أن بعض الناس لا یستمتع بماله وقد یصرف ماله في أمر خیرٍ رب العالمین لا یبارك له فيه، من اسباب ذلك ما ذکره القرآن الکریم في سورة الروم؛ بسم الله الرحمن الرحیم وما اتیتم من ربا لیربوا في اموال الناس فلا یربوا عند الله، الربا اذا دخل حیاة الانسان له آثار وخیمة سنذکرها في اثناء الحدیث.
اولا لا یربوا عند الله أي لا ینموا، تری بعض الناس له مال وفیر عندما تجلس معه کله عُقد کله هموم لا علاقة له طیبة لا مع زوجة لا مع ولد ولا مع رحم! حتی الجار یشتکي منه حیاته نکد والقرآن صرح بهذا المعنی ومن اعرض عن ذکري فإن له معیشة ضنکاء، اجمالا البعض ایضا یشتکي یقول فلان یأتي الی المسجد جئنا به الی المسجد ایام محرم ینتقل من مجلس عزاء الی مجلس عزاء ولکن في مقام العمل لا یتغیر اتفاقا من اسباب انغلاق القلب اکل الحرام ومنه الربا، سید الشهداء صلوات الله وسلامه علیه له کلمة الروایة طبعا ناظرة الی یوم عاشوراء یقول لما عبأ عمر بن سعد لقتال الامام احاطوا به من کل جانب حتی جعلوه في مثل الحلقة هذه آخر ساعات حیاة الامام القوم احاطوا به صار کالحلقة علی الامام فخرج صلوات الله علیه حتی أتی الناس فاستنصتهم أي طلب منهم السکوت حتی یتکلم فأبوا حتی لم یستعدوا لاستماع نصیحة الامام حتی قال لهم ولیکم ما علیکم أن انصتوا الي؟ الی أن یقول الامام فقد ملئت بطونکم من الحرام، هذا الحرام جعلکم تقاتلون إبن بنت رسول الله، اخواني آثار اکل الحرام جداً وخیمه نرجع الآن الی الربا؛ هذه الروایة حقیقتا من روایات الاخبار بآخر الزمان لا ندري هل نحن الآن في آخر الزمان؟ بعض الاشارات تدل علی اننا صرنا في هذا العصر في هذا الجو لاحظوا الروایة هذه وانظر هل انها منطبقة علی زماننا أم لا؟ لیأتین علی الناس زمان لا یبقی منهم احد الا اکل الربا الآن اکل الربا کیف؟ هذه الایام تعرفون الاموال المودعة في البنوك القروض الربویة الانسان لأبسط الامور یستقرض من البنوك قرضا ربویاً محرما یقول فإن لم یأکل اصابه من غباره، بعض الغبار یصیب الانسان الآن کیف یصیبه الغبار؟ علی کلٍ لعلها تنطبق علی الجوائز وغیره، المؤمن في هذا العصر علیه أن یعلم أن هذا کما قال الحسین علیه السلام من اسباب الختم علی القلب!
الربا غریب الروایات تنهی بشدة لا عن المرابي یأتي شاهدان یقولون هذا حسابه في البنك جید هذا تاجر عنده ثروة جیده فیوقعان علی هذه الشهادة فیأخذ قرضاً ربویاً تقول الروایة لعن الله الشاهدین، إن الله عزوجل لعن آکل الربا هذا طبیعي وموکله وکاتبه وشاهدیه حتی هذا الموظف الفقیر المسکین الذي یکتب المعاملة هذا ایضا لعنة الله نازلة علیه! في روایات العذاب والتعذیب هناك خصوصية للربا سیأتي في ختام الحدیث لماذا هذه الحساسیة من الربا؟ کذلك معاشر الناس الفقه ثم المتجر قلنا الیوم أن بعض الناس وسواسي من باب المرض مرض الوسواس فیه وبعض الناس وسواسه من الجهل بالاحکام لو عرف الاحکام الشرعیة واصالة الطهارة لما وسوس! بعض الناس یدخل التجارة وهمه الکسب والربح لا بأس اعتقد أن اسبوع واحد سبع دروس کافیة لفهم احکام الربا عمومات التجارة لو دفعت مالاً لکي یعلمك أحد احکام التجارة والبیع انقذك من نار جهنم یقول والله لألربا في هذه الامة عن امیرالمؤمنین علیه السلام والله لألربا في هذه الامة أخفی من دبیب النمل علی الصفی شيء جداً خفي یدب في حیاة الانسان.
هنا بقي بحثان صغیران اولا الضرورة قدرها البعض یقول انا مضطر یبني بناء فخماً زیادة عن حاجته فیستغرض ربویاً بدعوی الاضطرار في الدنیا قد یقول وقد لا یمانعه احد ولکن عند الصراط یِعلم الصادق من الکاذب هذا اولا.
وثانیا فقهائنا الابرار لهم بعض صور التصحیح للربا انتم تعرفون شبه البیع بالربا اذا الانسان اعطی انساناً قرضاً حسناً وهو یعلم أنه سیعطیه زیاده! في مقام العمل کسب ربحاً ولکن من دون اشتراط هذا حلال انسان یشتري بضاعة نقداً ویبیعك قسطاً في البین صارت مرابحة ولکنها محللة بدل أن یعطیك الألف بألف ومئتین یشتري سیارة بألف ویبیعك بألف ومئتین قسطاً هذا جائز، علی کل حال هناك بعض التصحیحات حتی للغروض الربویة کما في البنوك الکافرة مثلا ایضا هنالك بعض المخارج إن اراد الانسان أن یستقرض کل من یرید أن یستقرض علیه أن یرجع وکیل المجتهو لیسئل عن المخرج الشرعي.
لماذا التشدید في تحریم الربا؟ الروایات تبین اولا یسد باب المعروف أين القرض الحسن وأين القرض الربوي! لو تأخرت یوماً جائك الانذار الآن یوم بنحو المبالغة لو تأخرت فترة جائك الانذار وبعد الانذار یتضاعف الربح علیك تأخرت اسبوعا بحسبه تدفع غرامة المال ویبدوا هذه الایام بعض القروض الموسعة تقریبا ضعف تأخذ العشرة آلاف قرضاً ربویاً تدفع بعد فترة عشرین الفاً أين هذا أين القرض الحسن؟ اذاً في الروایة هکذا الامام الباقر علیه السلام انما حرم الله عزوجل الربا لئلا یذهب المعروف! المعروف منه القرض الحسن.
سبب أخیر واتفاقا هذا السبب یمکن أن یقال في المؤتمرات الاقتصادیة انظروا الی الشریعه؛ في الروایة سألت الامام الصادق علیه السلام عن علة تحریم الریا؟ فقال أنه لو کان الربا حلالا لترك الناس التجارة وما یحتاجون الیه فحرم الله الربا لتفر الناس عن الحرام الی التجارات والی البیع والشراء اذاً الربا من موجبات الرکود انسان عنده ثروة ضخمة جالس في المکتب في اتصال هاتفي یقرض هذا ویقرض ذاك قرضاً ربویاً ویأخذ منهم الربا هذا الانسان لا یشجع السوق والعمل الاقتصادي! اذاً سببان زوال المعروف هذه الایام اذا فلان یعطي قرضا حسناً هذا شيء عجیب وغریب الربا هو الطبیعي والقرض الحسن هو الشاذ وثانیا کما قلنا تعطیل النشاط الاقتصادي في المجتمع.
اللهم خلصنا منا لا تحب وترضی اللهم اعنا علی انفسنا بما تعین به الصالحین علس انفسهم بارك لنا في اموالنا وفي اعمارنا انك علی کل شيء قدیر اللهم ابلغ امامنا في هذه الساعة تحیة کثیرة وسلاما والفاتحة مع الصلوات.
ملاحظة: هذا النص تنزيل لصوت محاضرة الشيخ حبيب الكاظمي فقط، ولم يمر بمرحلة التنقيح واستخراج المصادر بعد.