Search
Close this search box.
  • ThePlus Audio
Layer-5-1.png
نص المحاضرة (النسخة الأولية)

أعوذ بالله من الشیطان الرجیم
بسم الله الرحمن الرحیم
وأفضل الصلاة وأتم السلام علی أشرف الخلق وسید المرسلین محمد المصطفی وآله الطیبین الطاهرین
السلام علیکم اخواني اخواتي جمیعا ورحمة الله وبرکاته

من الأنبیاء العظام نبي الله داوود هذا النبي الذي جعله الله عزوجل خلیفة في الأرض انا جعلناك خليفة في الأرض فأحکم بین الناس بالحق نبي الله داوود کان صاحب صوت حسن عندما کان یتلوا کتاب ربه الکتاب المنزل علیه تقول الآیة یا جبال أوبي الجبال الجمادات کانت هکذا تردد وراء داوود علیه السلام الآن تردد بالتسبیح أو تردد بالمضامین ونحن نعلم أن کل شيء یسبح بحمد ربه ولکن الأمر یحتاج الی من یفهم هذا التسبیح سلیمان فتح له طریق الی مملکة النمل والهدهد فکان یحدث کما تعلمون المهم نبي الله داوود ما وصل الی ما وصل الا لما فیه من الملکات الباطنية نحن هذا المعنی کثیراً ما نکرره ونؤکد علیه لو قلناه في کل یوم مرة لکان في محله، عمارة الظاهر شيء وعمارة الباطن شيء آخر الظاهر قد یکون عامراً بالصلاة والصیام وتلاوة القرآن والحج وغیره ولکن الباطن باطن غیر نقي الباطن غیر النقي الباطن الذي له تعلق بشيء من حطام الدنیا عاشق الدنیا لا یصل الی القرب الإلهي مادام في قلبه تعلق الآن لیعبد ما یعبد هذه العبادات لا توصله الی الکمال، القلب اذا فرق مما سوی الله عزوجل صار تعلقه بالله سبحانه عندئذ تصبح علاقة بالله عزوجل علاقة عاطفية کما یعبر عنه هذه الایام علاقة الحب علاقة الخوف علاقة الخشیة نحن نملك هذه المعاني تجاه الناس نخاف من فلان نرجوا فلان نؤمل فلان نحب فلان ولکن اولیاء الله ترقوا عن هذه المرحلة روایة ملفتة النبي صلی الله علیه وآله وسلم أخبر الناس بالأنبیاء السلف هو خاتمهم فیعلم ما کانوا علیه الناس کانوا یزورون داوود زیارة المرضی یعني کان داوود مریضاً ویبدوا أن مرضه کأنه مستمراً لئن العبارة تقول عن النبي الأکرم کان الناس یعودون داوود ویظنون أن به مرضاً الآن من هیئته من اصفرار وجهه مثلا من ضعفه الی آخره النبي صلی الله علیه وآله وسلم کشف السر یبدوا هؤلاء الناس ما کانوا یعلمون واقع الأمر یقول النبي وما به الا شدة الخوف من الله تعالی، شدة الخوف أمرضه شدة الخوف جعله طریح الفراش هکذا یصل الأمر بعباد الصالحین.
روایة ایضا انتم تعرفون الانسان عندما یکون في الجمع ضمن العائلة ضمن الاسرة قد لا یأخذ حریته في التعبیر اعني التعبیر في المعاني الإلهية نحن عادة نشبه العشاق نضرب لهم مثلاً من عشاق الهوی عشاق الهدی وعشاق الهوی الشاب الذي له تعلق مثلا بفتاة نراه یختلي مع نفسه یرید الخلوة لا یرید الحدیث مع الغیر باله مشغول لا یضحك المهم هذه سماة العشاق کما نعلم وسرعان ما ینکشفون عندما نری فیهم هکذا ظواهر! داوود النبي خرج مصحراً منفرداً أي ذهب للصحراء مصحر یعني للصحراء ولوحده یبدوا ضاق صدره أوحی الله عزوجل الیه یا داوود ما لي اراك وحدانیاً لا اراك في الجمع ما الذي جری؟ طبعا رب العالمین أقرب الیه من حبل الورید ولکن یرید أن یستنطق داوود علیه السلام طبعا هذه المعاني لا یعرفها عامة الناس! قال الهي اشتد شوق مني الی لقائك وحال بیني وبین خلقك کأنه ارید آخذ اجازة بتعبیرنا الیوم ارید خلوة ارید هکذا اعتکاف حتی لا أری الناس وأخلوا بك هذا الشوق هکذا طبعا نبیناً الأکرم اربعین سنة عاش هذه الخلوة ایام البعثة ایضا کان یعیش الخلوة ولکن لا في الصحراء عندما کان رب العالمین یذهب به سبحان الذي أسری بعبده ایضا النبي کان یضیق صدره امیرالمؤمنین یضیق صدره یصلي تحت النخیل لوحده الی درجة یغمی علیه یأتون الی الزهراء علیها السلام یقولون مات علی رأیناه کالموتی وهي تقول لا أن هذه الغشوة التي تعتري امیرالمؤمنین هکذا کانوا جمیعاً امامنا الصادق کرر ایاك نعبد حتی اغمي علیه هذه دیدن المحبین من الأولیاء والأوصیاء الآن الطریف في ختام الروایه، الروایة طبعا الآن داوود علیه السلام لا یحتاج الی تشجیع رب العالمین ما قال له مثلا هنیئاً لك بارك الله فيك ابقی في الصحراء اکثر مثلا؛ جاء الخطاب الالهي بعکس ما کان یتوقعه داوود وهذا درس لنا جمیعاً الذین یفکرون في ارشاد الناس فأوحی الله عزوجل الیه ارجع الیهم لماذا ترکت الناس ارجع للقوم ارجع الیهم فإنك إن تأتني بعبد آبق لا تستهن بالعصاة هؤلاء عبادي ولکنهم آبقون ترکوا عبودیتي فإنك إن تأتني بعبد آبق اُثبتك في اللوح حمیداً هذا المقام أن اثبتك في اللوح حمیداً هذا المقام لا یأتي في الخروج الی الصحراء مثلا یرید من العبد أن یکون داعیاً الی الله عزوجل وهذا درس لنا جمیعا الانسان قد لا یعیش بعض هذه المعاني العاطفیة ولکن یعوضها بهدایة الخلق اما مباشرة کالدعاة الی الله عزوجل واما واسطةً من بنی مسجداً هذا المسجد صار سبباً لهدایة العباد الآبقین ایضا من وضع الحجر علی لحجر في هذا الطریق طریق ارجاع العباد الآبقین الی الله عزوجل.
کلمة أخيرة النبي صلی الله علیه وآله وسلم عبر عن هذا النبي العظیم طبعا الذي یدعیه الیهود هذا النبي داوود قبل أن یفهمه الیهود نحن الذین عرفناه یقول کان أعبد البشر طبعا في زمانه کان أبعد الناس ولهذا رب العالمین إرتضاه لنفسه.

إلهي بفاطمة وابیها وبعلها وبنیها والسر المستودع فیها عجل لولیك الفرج والعافیة والنصر ابلغه عنا تحیة کثیرة وسلاما والفاتحة مع الصلوات.

Layer-5.png

ملاحظة: هذا النص تنزيل لصوت محاضرة الشيخ حبيب الكاظمي فقط، ولم يمر بمرحلة التنقيح واستخراج المصادر بعد.