Search
Close this search box.
  • ThePlus Audio
Layer-5-1.png
نص المحاضرة (النسخة الأولية)

أعوذ بالله من الشیطان الرجیم
بسم الله الرحمن الرحیم
وأفضل الصلاة وأتم السلام علی أشرف الخلق وسید المرسلین محمد المصطفی وآله الطیبین الطاهرین
السلام علیکم اخواني اخواتي جمیعا ورحمة الله وبرکاته

حدیثنا في هذه العجالة حول مفهوم من المفاهیم التي حولها النزاع أو الاختلاف في التصویر وهي مسئلة الاعتزال والعزله، لا نعلم ایهما المطلوب الاعتزال عن الناس القرآن الکریم في سورة الکهف یمدح الاعتزال اذا اعتزلتموهم وما یعبدون الا الله واعتزلکم وما تدعون من دون الله، والروایات في هذا الباب کثیرة في فوائده العزله، ومن ناحیة أخری الدین دین الاجتماعیات الامر بالمعروف والنهي عن المنکر قضاء حوائج الاخوان کل هذا یحتاج الی معاشرة الذي یعتزل لا یعلم المنکر لینهی عنه والذي یعتزل لا یعلم الحوائج حتی یقضیها فإذاً ما هي کلمة الفصل الکلمة الجامعه؟ طبعا اخواني هذا ابحاث مهمة لئن البعض یأخذ النظرة السلبیة ویسترسل معها یسمع روایات العزلة فیعتزل المساجد والجماعات الی آخر وعادة الذین یتقوقعون ویعتزلون یصابون ببعض الامراض والاوهام اما زیادة أو نقصاً اما یحتقر نفسه یصاب بداء العجز الباطني أو قد یصاب بالعُجب! یصلي بعض النوافل فیری أنه خیر الناس، العلاج الوجه الجامع هو العزلة إن کانت عزلة عن شرار الناس اعتزال اهل الدنیا المترفین الذین یجرون الانسان الی المفاسد والمعاصي هذا عزلتهم مطلوبه، اما الاُنس بالمؤمنین الجلوس مع الصالحین حضور جماعات المؤمنین هذه لا تنافي العزلة المحمودة هذا اولا.
وثانیا المؤمن له عزلة ساعاتیة إن صح التعبیر الذي هو في خضم التعامل مع الناس ولکن هذا المؤمن یحتاج الی خلوة في اللیل یعتزل عن الناس الا تُعد خلوة اللیل اعتزالاً عن الناس؟ ساعة قبل السحر من المستیقض؟ الا المرضی وعباد الله الصالحون! هل رأيتم انسان یتصل بأحدهم قبیل الفجر مثلا؟ المؤمن یحتاج الی هذه العزلة والی هذه الوحده، علی کلٍ الوصلة بالله في الانقطاع عن الناس المؤمن یحتاج الی فترة من فترات الاُنس ولهذا لاحظوا الحج طبعا هذه الایام الحج السریع في ایام في الازمنة الغابرة قبل وسائل السیر الحدیثة تقریبا موسم الحج عند البعض سنة کاملة وعند البعض ستة أشهر في أحسن التقادیر من بعد شهر رمضان یدهب لیصل الی الحج ثلاثة أشهر من العزلة في الجبال والبراري الانسان الذي یسافر مع القوافل مع افراد معدودون وخاصة اذا قلنا بإستحباب الحج في کل عام یعني في الأزمنة الماضیة الذي کان منزله مثلا في منطقة الیمن هذا الانسان ثلاثة أشهر وهو یعتزل الناس، شهر رمضان ایضا شهر الاعتکاف الروحي أربعة أشهر المسلم العادي في حال اعتزال اذاً الذي یرید الاُنس بالله عزوجل لابد أن تکون له هذه الفترات، هناك بعض الروایات کما قلنا في بیان العزلة المحموده، الامام الکاظم علیه السلام یقول لهشام؛ هذه روایة جمیلة الآن قبل أن أذکر الروایة الانسان یمکن أن یعلم مستواه الداخلي الباطني من خلال النظر الی حاله في الاسفار اما هو یسافر وحده أو الأهل یسافرون فیبقی في البیت وحیدا بعض الناس لا یتحمل هذه الوحدة وهذه الوحشة هذا امر سلبي الصبر علی الوحدة هکذا یروی عن الامام الکاظم علیه السلام علامة علی قوة العقل! المؤمن لا یستوحش من الانفراد بل بعض الاوقات المؤمن یبحث عن ساعات الخلوة یقول لعائلته مثلا اذهبي الي اهلكِ ساعة ساعتین حتی یعیش خلوته مع رب العالمین؛ اذاً المؤمن له صبر علی الخلوة من علامات العقل.
روایة أخرى في هذا المجال أن بعض الناس الذي یخالط الناس طبعا یخالطهم لهدف مقدس قلنا أمراً بالمعروف نهیاً عن المنکر قضاء للحوائج هذا عندما یبتلی في معاشرته هذا الابتلاء ابتلاء محمود النبي صلی الله علیه وآله وسلم یقول المؤمن الذي یخالط الناس ویصبر علی أذاهم افضل من المؤمن الذي لا یخالط الناس ولا یصبر علی أذاهم، اذاً من دواعي الاعتزال حب الراحة لا أنه یرید أن يأنس بالله عزوجل! یرید أن یرتاح من شر الناس فیعتزل والحال أن المؤمن انسان مجاهد مقاوم.
روایة أخرى عن النبي صلی الله علیه وآله وسلم رجل اراد أن یتشبه بالرهبان یذهب الی جبل لیعبد الله عزوجل واذا بالنبي ینهاه عن هذا العمل ویقول له لصبر احدکم ساعة علی ما یکره في مواطن الاسلام في بلاد المسلمین انسان متصدي مسئولیة اجتماعیة ولو کان نائباً في البرلمان کما یقال! المهم یقول صبر احدکم ساعة علی ما یکره في بعض مواطن الاسلام خیر من عبادته خالیاً اربعین سنه! لیس من الفخر أن تذهب الی جبل وتعبد الله في ذلك الجبل! أن تکون مع الناس وتصبر علی أذاهم.
کلمة أخيرة بعض الناس یوسع من علاقاته الاجتماعیة زیادة عن اللزوم یفتخر أن في هاتفه الف هاتف خلیوي مثلا هذا الانسان لیس من المعلوم أنه انسان مغبوط! المؤمن یجعل علاقته الخاصة مع فئة خاصة ولهذا النبي صلی الله علیه وآله وسلم یصف بعض المؤمنین هو بین الناس مغمور ولكنه في السماوات معروف إن أغبط اولیاء الله عبد مؤمن ذو حظ من الصلاة الآن من صفاته یقول ذو حظ من الصلاة أحسن عبادة ربه واطاعه في السر وکان غامضاً في الناس لا یشار الیه بالاصابع؛ بعض الناس هو یشعی للشهرة هذا الانسان انسان غیر مرضي الآن انسان اشتهر قهراً أمر آخر ولکن المؤمن میله الباطني أن یکون مجهولاً لئلا یتورط بالعجب ومزاحمة الآخرین اذاً المؤمن منیته أن یکون في غیر انشغال مع الله عزوجل وأن یکون اُنسه برب الارباب.

اللهم اجعل اُنسنا بکلام غیبك اللهم اجعل عواقب امورنا خیرا اللهم استجب لنا ما وعدتنا انك علی کل شيء قدیر والفاتحة مع الصلوات.

Layer-5.png

ملاحظة: هذا النص تنزيل لصوت محاضرة الشيخ حبيب الكاظمي فقط، ولم يمر بمرحلة التنقيح واستخراج المصادر بعد.