- ThePlus Audio
أعوذ بالله من الشیطان الرجیم
بسم الله الرحمن الرحیم
وأفضل الصلاة وأتم السلام علی أشرف الخلق وسید المرسلین محمد المصطفی وآله الطیبین الطاهرین
السلام علیکم اخواني اخواتي جمیعا ورحمة الله وبرکاته
الهدر یکون تارة في الأعمار وتارة فى الأموال وکلاهما من موجبات الحسرة والندامة غیر المعصوم مبتلی بهدر العمر لأن الانسان عندما یکون غافلاً یقوم بما لا یصب في منفعته الأخرویة ینام کثیراً یأكل کثیراً یتکلم کثیراً یلهو کثیرا هذا من موجبات الحسرة یوم القیامة ولو ذهبتم الی المقابر واُذن لکم أن یتکلم المیت یخرج من قبره مستعد أن يشتري کلما ترکه من المتاع بدقیقة واحدة من العمر الزائد لأن في هذه الدقیقة قد یستغفر استغفاراً بلیغاً یمحوا کل سیئاته وفي عالم البرزخ متورط الاستغفار البلیغ بتوجه ثواني یتمنی هذه الثواني وأنت الساعات والایام والأشهر والسنوات أحدنا یحرقها هکذا هذا شطر من الهدر.
وهناك هدر في الأموال حدیثنا اللیلة في الشق الثاني هدر المال؛ المال إنفاق المال علی صور ثلاث أعني الأنفاق غیر الراجح الراجح معلوم الانفاق المرجوح الانفاق الهدري إن صح التعبیر یکون تارة في الحرام مباشرةً یشتري بالمال أمراً حراماً یغامر به وثانیا یصرف المال في أمر راجح ولکنه یبالغ فیه وهذا الذي يقع في أعراس حتی المؤمنين أصل الولیمة في الأعراس أمر راجح ولکن المبالغة في الصرف رمي الطعام في المزابل کل هذا من صور الصرف في المرجوح وثالثاً الصرف في غیر محله اصلاً ویسمی التبذیر اذاً مرة یصرف في الحرام تارة يصرف في الراجح ولکنه یبالغ وتارة یصرف المال في اللهو واللعب وإن کان حلالاً بعض الأسفار واقعا من مصادیق التبذیر لأنه لا وجه له وإن کان حلالاً اتفاقا هذا المعنی یسأله أبو بصیر الامام الصادق علیه السلام سئل امامنا عن قوله تعالی ولا تبذر تبذیرا قال بذل الرجل ماله ویقعد لیس له مال یعني یصرف ماله هدراً قال فیکون تبذیر في حلال؟ قال نعم! اذاً التبذیر لا یلازم دائما الحرام قد یکون في حلال ایضا.
الآن کیف نعالج أنفسنا في هذا المجال الجواب السخیف الذي نسمعه من المبذرین والمسرفین هکذا طبعا هذا الکلام لا یقوله مسلم ولکنه غافل اول ما یجیب یقول انا حر في مالي کسبته من کد یمیني وخاصة اذا کان المال قد أكتسبه بصعوبة مثلا عالم من الصباح الی اللیل یصب العرق ثم یقول هذا المال أکتسبته بشق الأنفس ما لك والتدخل في أموالي هذا الجواب المتعارف، ولکن کلمة واحدة لمن کان له قلب أو ألقى السمع وهو شهید المال مال الله وأنت مخول في أنفاقه المال في الوزارات من المعروف الوزیر الوکیل رئیس القسم اذا أنفق المال زیادة عن المورد قسم التدقیق یرفع الشکوی علیه لم؟ یقولون له أنت کنت مخولاً لماذا صرفت المال في غیر محله، الموظف في الدائرة یعترف بمالکیة الوزارة والحکومة ولکن أمام الله لا یعترف الکلام الکلام؛ أنت انسان موظف سمي نفسك ما تسمي هب أنك ملك أنت عبد لله عزوجل کل ما تنفقه یوم القیامة تقف امام محکمة العدل الألهي العبد لا یجتاز الصراط حتی یُسئل عن شبابه في ما أبلاه وفي ماله في ما أنفقه اذاً إعمل ما ترید في یوم من الایام تقف للمسائلة اذاً الحل الاساسي لعلاج هذه الحالة من العب بالأموال وهدر المال استحضار المالکیة الألهية.
بالاضافة الی ذلك نختم حدیثنا بهذه الآیة في سورة الأسراء هذه الآیة من الآیات المخیفة والتي قل ما یلتفت الیها البعض الآیة صدرها تقول وأتي ذي القربی حقه والمسکین وأبن السبیل القرآن تعبیره دقیق وأتي ذي القربی حقه هذا حق المسکین في مالك إن کان واجباً الأمر بین وإن لم یکن واجباً الأمر كذلك ولو بدرجة اذاً هذا المال مال الفقیر دخل في مالك في الزکات والخمس والکفارة زکات الفطرة هذه النفقات الواجبة هذا حق الله في مالك وأتي ذي القربی حقه والمسکین وأبن السبیل ولا تبذر تبذیرا ثم یقول إن المبذرین کانوا أخوان الشیاطین وکان الشیطان لربه کفورا هذا التعبیر الا یکفي لهز المبذرین؟ الآیة تقول أنت بينك وبین الشیطان أخوة أنت أخ الشیطان أنت قرین الشیطان تعبیر مخیف جداً لم؟ البعض یقول ما وجه الشبه بین المبذر والشیطان؟ اتفاقا الآیة فیها اشارة ولو من بعید؛ وکان الشیطان لربه کفورا الحدیث عن المبذر لا عن الشیطان ولکن القرآن یقول وکان الشیطان لربه کفورا کفر بنعمة الله أي نعمة الشیطان کان في نغمة النعمة نعمة العبودیة لله عبادة ابليس یُضرب بها المثل ابلیس کان من أبعد خلق الله هذه العبادة توفیق من الله عزوجل سمعت عن بعض المحققین لعله رأى رواية انا ما رأيت یقول إن ابلیس هذا الذي عصی رب العالمین کان خطیب الملائکة اذا أجتمعت الملائکة في مکان ابلیس کان خطیبهم علمه علم کما یقال وافر عبادته کذا ولهذا یقول الشاعر لو کان للعلم من دون التقی شرف لکان أفضل خلق الله ابلیس اذاً ابلیس کان في قمة النعمة عبادةً وعلماً ولکنه کفر المبذر والشیطان! الشیطان اُعطي التوفیق وأنت بيدك مال المال مادة التوفیق ولهذا نحن نعتقد أن في بلداننا الغنیة البعض لو جمع مال الذي أسرفه وبذره من اول بلوغه الی ساعة الموت نعتقد أن بهذا المال کان یبني بها عشرات المساجد ولکنه بذره تبذیرا اذاً هذا حال المبذر.
کلمة أخيرة نکمل الحدیث بالروایات ایضا؛ امیرالمؤمنين یقول کن سمحاً یعني انسان بذول انسان یده مفتوحة للغیر ولا تکن مبذراً ایاك والتبذیر وکن مقدراً ولا تکن مغتراً کن مبذراً للعائلة کن اقتصادیاً ولکن ایاك أن تقع في بئر البخل هذا ایضا سلبیة.
وأخيرا من أفتخر بالتبذیر اُحتقر بالإفلاس بعض المبذرین هکذا یعقد حفل عرس خیالي ینشره في الصحف مباهاة يأتي یوم من الایام یصبح ذلیلاً بالأفلاس اما في دار الدنیا أو في الآخرة أو تعلمون من المفلس؟ من یعطي هذا من حسناته وهذا من حسناته یبقی بلا حسنة یوم القیامة هذا ایضا من کبار المفلسین.
اللهم أجرنا مما لا تحب وترضی اللهم اجعلنا من عبادك الصالحین اللهم اجعل عواقب أمورنا خیرا بلغ سلامنا الی امام زماننا وأردد الینا منه السلام والفاتحة مع الصلوات.
ملاحظة: هذا النص تنزيل لصوت محاضرة الشيخ حبيب الكاظمي فقط، ولم يمر بمرحلة التنقيح واستخراج المصادر بعد.