مغبة الغيبة والبهتان

أعوذ بالله من الشیطان الرجیم
بسم الله الرحمن الرحیم
وأفضل الصلاة وأتم السلام علی أشرف الخلق وسید المرسلین محمد المصطفی وآله الطیبین الطاهرین
السلام علیکم اخواني اخواتي جمیعا ورحمة الله وبرکاته

من الضروري أن نتعلم فقه الحرام هناك فقه واجب کیف نصلي بشرائطها واجزائها وهناك فقه الحرام ما هي الغیبة ما هي حدودها ما هي مسوغتها الی آخره، مع الأسف البعض الذي لا یلم بفقه الغیبة مثلا عندما یقال له یا فلان لم تغتاب فلان؟ من الأجوبة الشائعة یقول هذا الکلام انا قلته امامه انتقده وجهاً لوجه الجواب أن هذا الانتقاد وجهاً لوجه لا یعد غیبةً الکلام في ذكر أخاك وهو غائب عنك اذاً هذا لیس بجواب شرعي! من الأجوبة الشائعة عند عوام الناس عندما تقول لم تغتاب فلاناً یقول هذا العیب موجود فیه انا ما کذبت الجواب أنه لو کذبت کنت باهتاً البهتان اعظم من الغیبة اتفاقا الغیبة قائمة علی الصدق أن تذکر عیباً موجوداً في أخيك في غیبته هذه هي الغیبة واما اذا کان العیب غیر موجود اساساً فالقضیة اعظم، القرآن الکریم یهدد اهل البهتان والذین یؤذون المؤمنون والمؤمنات بغیر ما أکتسبوا فقد احتملوا بهتاناً وإثماً مبینا هذا العمل من مصادیق البهتان العبارة الآن مطلقة يؤذون المؤمنین والمؤمنات فکیف اذا کانت الأذية في شرف المؤمنة وفي عرضها یتفق بعض من لا دقة له من لا تقوی له مثلاً الآن یری شیئاً یوحي بعدم الاستقامة في فتاة في مؤمنة في مسلمة ینتقل من هذه الجزئیة الی اتهام کبیر هذا بهتان عظیم! الروایة امامنا الصادق علیه السلام یصف جزاء هؤلاء یوم القیامة التفتوا الی هذا الجزاء جزاء مرعب؛ من باهت مؤمناً أو مؤمنة بما لیس فیهما قلنا اذا کان فیهما فهي غيبة الکلام في البهتان حبسه الله عزوجل یوم القیامة في طینة خبال حتی یخرج مما قال الآن ما هي طینة خبال؟ الرواي یقول وما طینة خبال؟ اذاً العبارة هکذا حبسه الله حتی یخرج مما قال الآن متی یخرج لا نعلم کما یقال المدة مفتوحة قال الامام الصادق علیه السلام في وصف طینة خبال صدید یخرج من فروج المومسات یعني الزواني! في هذه الدنیا عادة المحترفة للزنی اجارکم الله وأجلکم عادة من ذوي الوجوه الحسان أو المقبولة والا القبیحة لا تمتهن هذا الأمر هذه المسکینة هذه البائسة یوم القیامة یخرج منها صدید هذا الصدید مادة لعذاب اهل جهنم طبیعي هذا الصدید فیه رائحة نتنة هذا الصدید مادة حارقة هکذا خافضة رافعة في الدنیا هکذا ولکن في نار جهنم مظهر القبح والنتن، الآن هذا الذي یبهت الناس هکذا کأنه یُغمس في هذا الصدید الآن ما المناسبة بین المومسة وبین اهل البهتان والله العالم هذه المومسة هتکت عرضها والذي باهت مؤمناً هتك عرض مؤمن اذاً لابد أن تکون مناسبة في ما بینهما.
امامنا الصادق علیه السلام وامیرالمؤمنین یصف حالة المؤمن عندما یقع علیه البهتان واقعا البهتان أمر ثقیل علی البريء وعلی المؤمن والمؤمنه؛ یقول امامنا الصادق أثقل من الجبال الراسیات البهتان علی البريء اثقل من الجبال الراسیات وجده امیرالمؤمنین یقول اعظم من السماء ولهذا الذي اُتهم بریئاً هذا لو رفع یده في جوف اللیل وقال یارب انتقم لي من فلان هذه الدعوة سریعة الاستجابة مرة انسان یُغتاب فیه عیب ولکن ایضا یشتکي علی من اغتابه نعم في البهتان أقرب للإجابة لئن هذا بريء وخاصة اذا کان المؤمن في درجة عالیة من الایمان والبهتان في أمر قبیح جداً یعني مؤمن يغض بصره عن الحرام والتهمة تهمة اخلاقیة واقعا اعظم من الجبال الراسیات ولهذا الانسان یتکلم بکلمة عابرة یظن انها هینة وهو عند الله عظیم.
کلمة أخيرة في روایات اهل البیت هکذا في اکثر لعل من مضمون أن الذي یرتکب اثماً خطاءً فاحشة یُبتلی بمثله هکذا الانتقام الالهي في الدنیا امامنا زین العابدین علیه السلام یقول من رمی الناس بما فیهم رموه بما لیس فیه اذاً الانسان المغتاب الذي یبهت اهل البهتان هذا ایضا رب العالمین یبتلیه الآن یأتي سئوال مثلا کیف هذا المؤمن الذي بهت الغیر الآن هو مؤمن قصدي ملحق بالمؤمنین کیف رب العالمین یجعل له فخاً من هذا القبیل؟ الجواب رب العالمین یرفع منه الحصانة ولولا فضل الله علیكم ورحمته ما زکی منکم من أحد، الذي رُفعت عنه الحمایة لأتبعتم الشیطان الا قلیلا ما زکی أشبه ما یکون بإنسان مطلوب للأعداء یراد اغتیاله یمشي في بلد مهدد بالقتل اُبیح دمه ولکن معه حمایة قوية لا یوصل الیه! اذا اراد السلطان أن یُقتل لا یلزم أن یقتله مباشرة يأخذ الحمایة واذا به یُغتال نحن هکذا رب العالمین جعل من بین ایدینا ومن خلفنا معقبات ملائکة حافظة یستر القبیح ینشر الجمیل فإذا ارتکب الخطیئة رُفعت عنه الحصانة فوقع في ألف بئر.

إلهي بفاطمة وابیها وبعلها وبنیها والسر المستودع فیها عجل لولیك الفرج والعافیة والنصر واجعلنا من خیار انصاره واعوانه اللهم انصر من نصر الدین وأخذل من خذل المسلمین اللهم اجمعنا بالهدی والتقوی والفاتحة مع الصلوات.