- ThePlus Audio
معرفة إمام الزمان في كل عصر وزمان
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
وأفضل الصلاة وأتم السلام على أشرف الأنبياء وسيد المرسلين محمد المصطفى وآله الطيبين الطاهرين.
إنَّ من موانع قبول الدعاء والاستجابة؛ عدم الاستقامة في مجال العقيدة، فلكل زمان إمام، وكما ورد في الحديث: (مَنْ مَاتَ وَلَمْ يَعْرِفْ إِمَامَ زَمَانِهِ فَقَدْ مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً)[١]، ولله عز وجل أبواب لا يقبل الداخل عليه إلا من تلك الأبواب.
وقد قال النبي (ص) لعلي (ع) كلمة هي منطبقة على جميع الأوصياء بعده: (أَنَا مَدِينَةُ اَلْعِلْمِ وَعَلِيٌّ بَابُهَا)[٢]، فلو جاءك الضيف من النافذة لطردته وإن حل ضيفاً عليك؛ لأنه جاء من غير الباب الذي أمر به، ونحن نستشهد بكلمات قادتنا (ع) الذي يتحدثون عن جدهم (ص) عن الباري عز وجل.
يقول محمد بن مسلم: (قلت لأحدهما – الإمام الصادق أو الإمام الباقر وهذا مبحوث في محله أنَّ هذا الترديد إما أن يكون من الرواة اللاحقين أو أن الرواي سأل أحدهما ثم لم يميز بينهما فيما بعد لتقادم الأيام – إِنَّا لَنَرَى اَلرَّجُلَ لَهُ عِبَادَةٌ وَ اِجْتِهَادٌ وَ خُشُوعٌ وَ لاَ يَقُولُ بِالْحَقِّ فَهَلْ يَنْفَعُهُ ذَلِكَ شَيْئاً؟
-إنَّه لا يعترف بكم أهل البيت فما وزن هذه العبادات – فَقَالَ يَا أَبَا مُحَمَّدٍ إِنَّمَا مَثَلُ أَهْلِ اَلْبَيْتِ مَثَلُ أَهْلِ بَيْتٍ كَانُوا فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ كَانَ لاَ يَجْتَهِدُ أَحَدٌ مِنْهُمْ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً إِلاَّ دَعَا فَأُجِيبَ – وكان في النجف الأشرف مؤمنون يلتزمون أربعين ليلة أو أربعين أسبوعاً الاعتكاف في مسجد السهلة، وعدد الأربعين عدد مبارك تشهد لذلك آية (وَإِذْ وَاعَدْنَا مُوسَىٰ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً)[٣] – وَإِنَّ رَجُلاً مِنْهُمُ اِجْتَهَدَ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ثُمَّ دَعَا فَلَمْ يُسْتَجَبْ لَهُ فَأَتَى عِيسَى اِبْنَ مَرْيَمَ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ يَشْكُوا إِلَيْهِ مَا هُوَ فِيهِ وَيَسْأَلُهُ اَلدُّعَاءَ – وهنيئاً لمن كان في زمن الأنبياء والأئمة يسألهم الدعاء ويشتكي لهم؛ فإذا بالجواب يأتي من الوحي – قَالَ فَتَطَهَّرَ عِيسَى وَصَلَّى ثُمَّ دَعَا اَللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ فَأَوْحَى اَللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَيْهِ يَا عِيسَى إِنَّ عَبْدِي أَتَانِي مِنْ غَيْرِ اَلْبَابِ اَلَّذِي أُوتَى مِنْهُ إِنَّهُ دَعَانِي وَفِي قَلْبِهِ شَكٌّ مِنْكَ – أنت نبي زمانه ولكنَّه ليس عنده يقين بك – فَلَوْ دَعَانِي حَتَّى يَنْقَطِعَ عُنُقُهُ وَتَنْتَثِرَ أَنَامِلُهُ مَا اِسْتَجَبْتُ لَهُ قَالَ فَالْتَفَتَ إِلَيْهِ عِيسَى عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ فَقَالَ تَدْعُو رَبَّكَ وَأَنْتَ فِي شَكٍّ مِنْ نَبِيِّهِ؟ – أي تدعو الله وتشك في نبوتي؟ – فَقَالَ يَا رُوحَ اَللَّهِ وَ كَلِمَتَهُ قَدْ كَانَ وَاَللَّهِ مَا قُلْتَ فَادْعُ اَللَّهَ لِي أَنْ يَذْهَبَ بِهِ عَنِّي – ومن الحسن لمن يسعى ويبحث في مجال عقيدته أن يطلب من الله عز وجل أن يسدده ويلهمه – قَالَ فَدَعَا لَهُ عِيسَى عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ فَتَابَ اَللَّهُ عَلَيْهِ وَقَبِلَ مِنْهُ وَصَارَ فِي حَدِّ أَهْلِ بَيْتِهِ)[٤].
ومن موارد التوبة أن يحقق الإنسان في وجهته العقائدية ولا يبقى على ما هو عليه من الضياع والشك.