Search
Close this search box.
  • ThePlus Audio
Layer-5-1.png
نص المحاضرة (النسخة الأولية)

أعوذ بالله من الشیطان الرجیم
بسم الله الرحمن الرحیم
وأفضل الصلاة وأتم السلام علی أشرف الخلق وسید المرسلین محمد المصطفی وآله الطیبین الطاهرین
حدیثنا في هذا الجمع المبارك حول تفسیر الآیات أو الحروف المقطعة في اول سور القرآنیة، هنالك مجموعة من السور تبدأ بحروف في القرآن الکریم تسمی الحورف المقطعة بین حرف واحد کقوله تعالی نون مثلا وبین حرفین کقوله تعالی حاء میم وبین ثلاثة أحرف کقوله تعالی ألف لام راء إلی کاف هاء یا عین صاد خمسة أحرف وهو أقصی عدد استعمال هذه الحروف، قدیماً وحدیثاً وقع البحث بین المفسرین حول تفسیر هذه الظاهرة القرآنیة طبعا هذه الظاهرة لم تُلحظ في أي متن أدبي شعري نثري في تأريخ العرب! یعني في الأشعار الجاهلیة لم یُستعمل هذا الاسلوب أن یقول الانسان مثلا ألف لام میم راء ثم یقول کلامه؛ الآن في کتب السماویة السابقة ایضاً لا ندري هذا الاسلوب متبع أم لا ولکن القدر المتیقن أن القرآن إستعمل هذا الإسلوب الفرید الذي یُلفت النظر حقیقتاً.
الآن نستعرض ما قیل في هذا المجال ثم نقول ما هو یُمکن الإرتیاح الیه اولا البعض قال ألف لام میم ألف حاء میم هذه أدوات تنبیه، یتفق أنه المتکلم یرید أن یتکلم في جمع فیه صخب فیه لقط فیُرید أن يُسکت القوم یقول کلاما غیر مفهومٍ غیر معلومٍ القرآن الکریم إستعمل هذه الحروف کأداة التنبیه حتی ینتبهوا ثم یبدأ الکلام الجدي؛ حاء میم والکتاب المبین ما بدأ بقوله تعالی والکتاب المبین قال حاء میم لإسکات القوم وأن یشد إنتباههم؛ طبعا هذا رأي.
من الآراء المطروحة في هذا المجال أن القرآن الکریم یُرید أن یقول کتابي هذا المُعجز الذي لو أجتمعتم علیه جمیعاً ما أمکنکم الإتیان بسورة مثله قرآني هذا متشکل من هذه الأحرف لیس أمراً غریبا، المواد هي المواد ولکن أنتم عاجزون عن ترکیبها فإذاً المراد من الأحرف المقطعة الإشارة إلى هذا المعنی؛ وهناك مثال جمیل یقرب الفکرة أعتقد أن هذا المثال یمکن أن یجعل هذا الرأي رأياً مقبولاً؛ انسان یدخل علی قصر فاره قصر لا نظیر له والذي بنی القصر الذي هندس القصر یُحظر معه حجارة وطوابیق یقول للمهندسین الذین یتحداهم هذا القصر مبني من هذه الطوابیق تعالوا وأبنوا مثلي بهذه الطوابیق التي هي بين أیدیکم الا یتعبر هذا تحدیاً کبیرا؟ یعني انا أتحداکم أن تبنون هذا البناء بمثل المواد التي انا بنیت بها لأنه اذا جاء بمواد لا وجود له یقولون أنت بنیت هذا القصر بمواد لیست بأیدینا ولکن اذا کانت المادة هي هي معنی ذلك أن الحجة أتم، هکذا البعض یقول القرآن یقول حاء میم ألف کاف هاء هذه حروف القرآن الکریم أنزلته علیکم بهذه الحروف فأتوا بسورة من مثله هذا ایضا رأي البعض یأخذ به.
هناك رأي آخر یقول اولا لو کان المراد هو التنبیه لماذا یکرر الحوامیم السبع سبع سور تبدأ بحاء میم لماذا لم یغیر؟ هناك أحرف في القرآن الکریم لم تکن تُستعمل في هذه المقطعات للسور؟ أو اذا أراد أن یقول أن کتابي مشکل من هذه الحروف ایضا لماذا لم یستعمل باقي الحروف؟ ولأجل بیان هذا المعنی یکفي أن یُذکر هذا المعنی في سورة سورتین الحاء میم ألف لام راء کاف هاء یاء عین صاد طاها إلی آخره لماذا هذا التکرار في بیان الحروف في هذه السور المقطعة؟
هماك راي أخیر ولعله الله العالم هذا الرأي یُعتبر رأياً بدیعاً ویُمکن الرکون الیه کأن الله عزوجل جعل رموزاً في هذه الحروف المقطعة، الحروف کنا قلنا فیها تشابه حاء میم سبعة مرات ألف لام میم ألف لام میم راء اذاً هنالك شيء یراد أن يُفهم لا بمعنی إرائة الحروف؛ البعض یقول بأن الله عزوجل جعل هذه المفتتحات المبهمة کرموز بینه وبین خواص خلقه وهو النبي وآله الذین خُوطبوا بالقرآن الکریم انما یعلم القرآن من خوطب به، ولا نستبعد أن أسرار هذه المقطعات تظهر علی ید ترجمان القرآن الکریم ومن یُحیي القرآن من جدید الا وهو امامنا الحجة روحي وأرواح العالمین له الفداء اذاً رب العالمین جعل بعض الآیات المبهمة لیعجز الخلق عن فهمها فیضطروا إلی مراجعة امام زمانهم طبعا انا ما رأيت روایة ولکن لا یُستبعد أصحاب الأُئمة علیهم السلام راجعوا إلی أئمتهم یا مولای یا اباجعفر ما معنی معنی هذه الحروف؟ ولهذا البعض یعني غیر هذا الوجه الأخیر یقول الله اعلم بمرادا السیوطي وأمثاله یقولون نحن لا نعلم له وجهاً ما قلناه من الوجوه لا یقبل به والوجه الأخیر ایضا لا یقبل به لئن البعض لا یذعن بقضیة إني تارك فيكم الثقلین ولکن نحن الذین آمنا بالثقلین نقول ما المانع أن یکون القرآن کله ما عدی الحروف المقطعة خطاب للناس؟ وهذه الأحرف رب العالمین جعلها رمزا بینه وبین أولیائه ولهذا قیل أن الأسم الأعظم مکتنز في هذه الحروف المبثوثة في اوائل هذه السور.

وفقنا الله تعالی وایاکم لفهم أسرار کتابه أنه سمیع مجیب وآخر دعوانا أن الحمدلله رب العالمین وصلی الله علی محمد وآله الطیبین الطاهرین.

Layer-5.png

ملاحظة: هذا النص تنزيل لصوت محاضرة الشيخ حبيب الكاظمي فقط، ولم يمر بمرحلة التنقيح واستخراج المصادر بعد.