Search
Close this search box.
  • ThePlus Audio
Layer-5-1.png
نص المحاضرة (النسخة الأولية)

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

بسم الله الرحمن الرحيم

وافضل الصلاة وأتم السلام على أشرف الخلق وسيد المرسلين محمد المصطفى وآله الطيبين الطاهرين

 

المؤمن والمؤمنة في ليالي الجمع له أقبال خاص على رب العالمين اولا ينظر الى معاصيه طوال الأسبوع الذي مضى من السبت الى الخميس كم أرتكب من المخالفة كم زل في سعيه كم زاغ في بصره كم تكلم في ما لا يعنيه فضلاً عن الحرام ولهذا ليلة الجمع يعيش حالة من حالات الخجل بين يدي الله عزوجل، المؤمن يغتنم ليلة الجمعة من أجل تصفية الحساب مع رب العالمين ولكن بأية كيفيه؟ في دعاء كميل اميرالمؤمنين صلوات الله وسلامه عليه يعلمنا كيف نقبل على الله عزوجل؟ اولا يطلب الانسان المسامحة ولكن بأي جو في أي حال؟ اللهم أني اسألك سئوال متذلل خاضع خاشع في المحكمة عندما يريد القاضي أن يحكم على المتهم وخاصة اذا كان الحكم ثقيلا مثلا حبساً مؤبداً كما يقال أعداماً عندما يريد أن يستعطف أن يسترحم أن يعترض كيف يعترض هل يأمر وينهى القاضي أم يتكلم بأرق اسلوب الدمعة جارية القلب منكسر يعيش حالة من الوجل والخجل هكذا يطلب ممن بيده العقوبة الآن القاضي قد يكون جائرا حكم بحكم باطل ولكن المتهم يقول خلاصي مما انا فيه يستحق معه أن أتذلل فكيف اذا كان من يحكم عليه هو الرب الرئوف العدل الحكيم البر الودود اذاً حكمه حكم عادل جزاء عمله من يعمل مثقال ذرة شراً يره ولكن هذا لا ينافي أن يكون السئوال سئوال خاضع متذلل خاشع طبعا هذه المعاني في القلي الذلة والخضوع كل ذلك معاني في الباطن ولكن هذه المعاني الباطنية تظهر على وجهه الغدة التي لا يمكن التحكم فيها هكذا بالأرادة بالقوة هي الغدة الدمعية اذا رق القلب وجرى الدمع جريان الدمع علامة التذلل والخشوع أن تسامحني وترمحني اذاً العبد يطلب في اول الطريق المسامحة ثم الرحمة المسامحة يعني تصفية الحساب أن يسقط رب العالمين عن الانسان ما بينه وبينه كما يقال يصفر حساباته ثم يرفعه أن يرفع من درجته فرق بين المسامحة والرحمة المسامحة كالقاضي يقول أخرجتك من السجن هذه مسامحة ولكن أن يبحث عن عمل أن يزوجه أن يؤمن له مسكناً هذه رحمة الرحمة بعد المسامحة وتجعلني بقسمك راضياً قانعا رب العالمين تتوقف مسامحته على شيء من البلاء احدهم عصى ربه اربعين سنة استغفر ربه في ليلة يتوقع أن يعيش ثلاثين سنة في رفاهية وسعادة رب العالمين يقول خالفتنا اربعين سنة عفونا عنك الليلة ولكن تحمل شيئا من البلاء ايضا اما بلاء مكفر أو بلاء رافع لدرجة ولهذا يتفق أن الانسان بعد المعصية والتوبة تضيق أحواله الآن مرض عارض نقص في المال يفقد الأمن في وطنه زوجته مثلا تتمرد عليه وهكذا طبعا ليس الكلام في الجبر أقول بأن هكذا الأمور تجري بما لا يشتهيه لم؟ لئن الله عزوجل يريد أن يكفر ارجع لمثال الزوجة قد تقول كيف هكذا هو أذنب كيف زوجته تسوء خلقه؟ الجواب واضح رب العالمين ألقى المودة يسلب المودة واذا بالأمر تتغير المسارات في اتجاه آخر اذاً المؤمن يطلب من الله عزوجل بعد البلية أن يصبره على البلاء الذي نزل عليه وفي جميع الأحوال متواضعة الداعي في دعاء ليلة الجمعة في دعاء اميرالمؤمنين الذي رواه كميل يقول يا رب اسألك سئوال من اشتدت فاقته وهنا نصيحة لوجه الله لنفسي اولا ولغيري ثانياً عندما تقرأ هذه الفقرات البليغة من دعاء كميل حاول أن تكون صادقا أشتدت فاقته انسان يقرأ هذه العبارة وهو يسرح ويمرح ينظر للتلفاز مثلا هكذا الصدق في الدعاء؟ أنت أشتدت فاقتك وعظم في ما عندك رغبته هكذا يقول الداعي، اما أن تقول هذه الجمل على لسان اميرالمؤمنين ولا تتبنى مضامينها لئلا تكتب غير صادق واما أن تكون صادقاً تذكر الماضي الأسود كما يقال تذكر المستقبل المبهم التذكران هذا يجعلك تدعوا الله عزوجل وأنت مقبل وأنت خائف وجل.

وأخيرا يقول اميرالمؤمنين صلوات الله عليه عظم سلطانك وعلى مكانك وخفي مكرك البعض يسئل المكر صفة سلبية كيف احدنا ينسب المكر الى الله عزوجل؟ اولا القرآن يعبر عن نفسه عن الله عزوجل وهو خير الماكرين ومكروا مكر الله المكر هو التدبير بخفية الانسان الذي يقوم بالحرام وهو ماكر أي يعمل عملاً خفياً يريد أن يوقع انساناً في الحرام الشباب هذه الايام اذا اراد أن يغوي امرأة فتاة ماذا يعمل؟ يعمل تدبيراً خفياً هكذا المعروف في عوالمهم رب العالمين يحق له أن يتصرف معك بهذا المكر الخفي بمعنى يهيء لك المقدمات لا يوقعك في الحرام ولكن يسلب منك الحماية في عالم الأبدان مثال يوضح الأمر في عالم الأبدان الكريات البيضاء مسئولة عن مهاجرة الجراثيم ولكن من رفعت عنه الحماية هذه الحماية الداخلية الجراثيم تفتك به يكفي أن رب العالمين لا يسددك الملائكة الحافظة الألهامات الربانية له معقبات من بين يديه ومن خلفه رب العالمين يرفع عنك الحماية يقول هذه الحماية تفضل رفعنا عنك الحماية الشيطان يعلم أن هذا الرجل أوكل أمره الى نفسه لا قدر الله لو وقع العبد في مثل هذه الحالة الشيطان علم أنه مهمل رأيتم الدابة تنفصل عن القطيع واذا بالأسود تهجم عليه الشيطان اذا علم أنك وحيد فريد لا حامي لك لا مدافع عنك هذا يجرئه على أن يفتك بك.

 

الهي بحق اوليائك وبالصالحين من عبادك لا تكلنا الى انفسنا طرفة عين ابدا وفقنا لما تحب وترضى اجعل عواقب أمورنا خيرا والى ارواح المؤمنين والمؤمنات نهدي ثواب الفاتحة مع الصلوات.

Layer-5.png

ملاحظة: هذا النص تنزيل لصوت محاضرة الشيخ حبيب الكاظمي فقط، ولم يمر بمرحلة التنقيح واستخراج المصادر بعد.