- ThePlus Audio
أعوذ بالله من الشیطان الرجیم
بسم الله الرحمن الرحیم
وأفضل الصلاة وأتم السلام علی أشرف الخلق وسید المرسلین محمد المصطفی وآله الطیبین الطاهرین
السلام علیکم اخواني اخواتي جمیعا ورحمة الله وبرکاته
الانسان في حیاته الدنیا یمر في محن وأزمات وأمور مغلقة، الدنیا لا تخلوا من آفة من أن یولد الانسان کما قاله تعالی خلقه في کبد بمعنی الضیق وما یعتریه من المشاکل في حیاته الدنیا؛ إلی أن یموت وهو یعیش هذا القلق والتأزم وما یوجب إضطراب باله ماذا نعمل لکي نحصن أنفسنا من الآفات المتوقعة؟ وخاصة هذه الایام طبیعة الحیاة المعاصرة فیها الکثیر من موجبات القلق وتشویش الخاطر، من الأمور النافعة في هذا المجال أن یلهج أحدنا بالمعوذات التي وردت شرعاً طبعا أي أمر تعوذیة تسبیحة ذکر تحمید وردٌ إلی آخره نحذر اخواننا واخواتنا بعدم الأخذ من ما لم یرد یعني فلان قال کذا في موقع قیل کذا أحدهم قرأ في کتاب کذا دعاءً کذائیاً هذا الدعاء اذا ما کان منسبوبا إلی معصوم إلی جهةٍ یُعتد بنقلها هذا الکلام لا یُنقل لا یُعول علیه والا ما عاد فرقاً إرتفعت الحدود بین کلام المعصوم وکلام غیره، اذاً اولا علینا بالمعوذات الواردة؛ من المعوذات أقول من والا المعوذات کثیرة! من المعوذات المناسبة للمؤمن هذه التعویذة الصباحية أُعیذ نفسي؛ طبعا کلمة أُعیذ نفسي لیس في مقام الخبر المحض! أُعیذ نفسي يعني يارب أنت أعذني! عندما تذهب إلی الحصن وتقول تحصنت بهذا المکان قبل أن تدخل ذلك الحصن کلامك يعني؛ بتعبیر العلماء جملة خبریة في مقام الإنشاء یعني یارب أعذني مما أخاف وأحذر هذا معنی أُعیذ نفسي! اُعیذ نفسي يعني أنت أعذني أولا أعذني اُعیذ نفسي التي بین جنبي أحب الأنفس الینا هي هذه النفس! لنجامل المجاملة لا تنفع الذي یجعلك تتعلق به هو أن تری الأمور یعود إلی ذاتك؛ اُعیذ نفسي ودیني الدین مقدم علی المال والأهل والعیال یعني یارب في صبیحة هذا الیوم أطلب منك أن تجعلني في حصنك.
هنا سئوال وجواب؛ رب العالمین کیف یعیذ دیني؟ انا الذي اُعید دیني انا الذي لا أنظر إلی الحرام انا الذي اُرید أن لا أغتاب فکیف أطلب من الله عزوجل أن یعیذني من الحرام؟ الآن یعیذني من الأمراض من الآفات من الزلازل من الحوادث السیر هذا ممکن ولکن کیف یُعیذني مما یؤثر في دیني یُنقص دیني؟ هنا بحث بین العلماء الجواب رب العالمین له طرقه في وقایة عبده أقلها یحول بین المرء وقلبه ترید أن تخرج الآن من المنزل إلی السوق ورب العالمین یعلم بعلمه الغیبي أنك سترتکب حراماً في طریقك هذا یُرسل علیك صداعاً یجعلك تجلس مکانك لا تخرج اذاً وقاك الحرام بأن حال بینك وبین الذهاب إلی موضع الحرام هذا طرق من طرقه؛ ذلك الحرام الذي کان من المفروض أن يأتيك ذلك الشخص لا یأتي! امرأة ترید أن تذهب إلی شاب مؤمن لتغویه رب العالمین في الطریق یُبلیها بمانع بحادث یمنعها من الوصول وهکذا أمثلة عدیدة ولهذا یقول امیرالمؤمنین کما روي عنه: عرفت الله بنقض العزائم وفسخ الهمم اذاً اُعیذ نفسي ودیني وأهلي؛ الأهل الذین هم نحن مسائلون عنهم یوم القیامة قوا أنفسکم وأهلیکم الزوجة والأولاد یعني یارب انا اُحاول أسعی لئن اُعیذهم من الشیطان الرجیم ولکن یارب أنت تدخل کن لهم حافظاً وأعذهم من شر الشیطان الرجیم کما طلب ابراهیم أن یعید ذریته من الشیطان اذاً الانسان تفکیره في ذریته قُرة عينه في ذریته یعني يارب هؤلاء الاولاد إمنعهم ما یوجب انحرافهم عن الطریق.
بعد ذلك ماذا؟ أهلي وولدي وإلی أن یقول ومن یعنيني أمره؛ کلمة جامعة یعني یارب انا لم أذکر أفراد المجتمع ذکرت نفسي وأهلي ولکن انا والأهل في الأمة الإسلامیة قطرة في البحر! اذاً یارب اُعیذ منك أن تجعل الأمة في حصنك الآن هذا الدعاء یستجاب أم لا؟ قد یقول قائل یُعقل رب العالمین یدفع البلاء عن الأمة بدعوتك أنت بين الطلوعین في زوایة من بیتك؟ نقول ما المانع رب العالمین واسع کریم؛ کما أهلك البشریة بدعوة نوح ما المانع أن یدفع البلاء ایضاً بدعوة عبد صالح؟ وللعلم بین قوسین البلاء عنا في هذا الزمان لو کُشف الغطاء لعل المقدر أعظم ولکن دعاء ولي الأمر صاحب الزمان مانع عن نزول کثیر من الآفات وما کان الله معذبهم وأنت فیهم؛ وما کان الله معذبهم وهم یستغفرون اذاً وجود النبي وجود الوصي وجود الولي من موجبات دفع البلاء عن هذه الأمة.
ثم أقول للإخوان بعد هذه الإستعاذة البلیغة الصباحیة والتي فیها القلاقل الثلاث اُعیذ نفسي کذا بالله الواحد الأحد وبرب الناس وبرب الفلق ثلاثة مم القلاقل الأربعة مدرجة في مضمون هذه الإستعاذة؛ أقول ما المانع؟ للحصانة الکاملة أکملها بقولك اللهم اجعلني في درعك الحصينة التي تجعل فیها من ترید! انسان في صحراء قاحلة وحوالیه الحیوانات المفترسة ولیس في هذه الصحراء الا قلعة واحدة وصاحب القلعة وراء الباب وبیده المفتاح کم تتوسل به؟ تقول یا فلان اُقسم علیك بمن تُحب بالله علیك إفتح الباب وأدخلني في هذا الحصن یعني یارب انا لوحدي تری حالي تری ما انا فیه؛ اذاً اجعلني في درعك الحصینة التي تجعل فیها من ترید لا کل أحد له القابلیة أن یدخل هذا الحصن؛ اذا رأی فيك انقطاعاً اذا رأی فيك توسلاً اذا رأی فیك إلتجاءً وتضرعاً من الممکن أن یتفضل علیك ویعطیك هذه المزیة الکبری أن یجعلك في قلعتك وفي درعه الحصینة.
الهي بحق اولیائك وبالصالحین من عبادك إجعلنا في درعك الحصینة التي تجعل فیها من ترید إنك علی شيء قدیر وصلی الله علی محمد وآله الطیبین الطاهرین.
ملاحظة: هذا النص تنزيل لصوت محاضرة الشيخ حبيب الكاظمي فقط، ولم يمر بمرحلة التنقيح واستخراج المصادر بعد.