Search
Close this search box.
  • ThePlus Audio
Layer-5-1.png
نص المحاضرة (النسخة الأولية)

أعوذ بالله من الشیطان الرجیم
بسم الله الرحمن الرحیم
وأفضل الصلاة وأتم السلام علی أشرف الخلق وسید المرسلین محمد المصطفی وآله الطیبین الطاهرین
حدیثنا في هذه الدقائق المختصرة حول المترفین ومساکن المترفین، القرآن الکریم في سورة الأنبیاء یقول وارجعوا إلی ما اُترفتم فیه ومساکنکم لعلکم تُسئلون، ما اُترفتم فیه ومساکنکم هناك ترف في غیر المسکن وهناك ترف في خصوص المسکن وهذه الایام مظهر الترف یتجلی عادة في البیوت، لننظر إلی رأي النصوص حول البیت وحول المنزل ما هو المطلوب وما هو غیر المطلوب؟
اولا ایجابیاِ النبي صلی الله علیه وآله وسلم کما في کتاب الوسائل من سعادة المرء المسلم المسکن الواسع، حقیقتاً من ابتلاء هذا العصر السکن في هذه الشقق الضیقة لا هو صحي لا هو شرعي لا مناسب للهواء الطلق الانسان بعض الاوقات لا یعلم اللیلة من النهار المسکن الواسع من سعادة المرء وحقیقتاً الانسان لو رُزق المسکن الواسع في حالات کثیر عون له لآخرته، مناسب الانسان یقیم اللیل یخرج إلی ساحة البیت ینظر إلی النجوم یقرأ قوله تعالی إن في خلق السماوات والأرض واختلاف اللیل والنهار إلی آخره، بعض الناس یحب أن يختلي مع ربه في نافلة في صلاة بیت ضیق غُرف محدودة الانسان یُحرم الخلوة مه ربه اذاً النبي صلی الله علیه وآله وسلم یوافق طبعا بأمر من السماء علی المسکن الواسع الکلام في ما یقال هذه الایام في التزین في المسکن؛ المسکن لأجل أن يحمي الانسان من الحر والبرد ویرتاح فیه، هذه الواجهة المبالغ فیها للناس ما قیمة هذا؟ وحقیقتاً یُشکل الأمر في مسئلة الخمس بعض الناس یبني منزل لیس من المعلوم أن هذا من مئونته هذه الزیادات وهذه التجمیلات بأي مجوز شرعي؟ القضیة لیست في زماننا هذا حتی في زمان النبي البعض کان یبني بناء جمیلا، قصة طریفة؛ رأى النبي صلی الله علیه وآله وسلم قُبة مشرفة یبدوا الآن هذا البیت طابق ثاني کان مثلا مشرف أو ما یسمی في عرفنا هذه الایام بالبلکون الخارجية الآن بناء غیر متعارف زیادة عن حیاة الصحابة المستضعفین؛ فسئل عنها هذا البناء لمن؟ فقیل لفلان الانصاري تعرفون وضع الانصار کان اجمالاً أفضل من المهاجرین لئن هم المواطنون والمهاجرون هم الوافدون جائوا من مکة فجاء فسلم علی النبي فأعرض عنه، رسول الله أعرض عن هذا الانصاري فشکی ذلك إلی اصحابه یعني یا ناس یا مؤمنین لماذا رسول الله اعرض عني؟ لم یعرف السبب فقالوا خرج فرأى قبتك رأى ما بنیته والنبي اعرض عنك ولکن انظروا إلی اخلاقیات هؤلاء؛ حقیقتا بعض الصحابة نحن نجل عامة الصحابة الذین اتبعوا بإحسان هذا صحابي لم یراجع النبي ولم یأمره النبي بشيء یقول فهدمها حتی سواها بالارض هدم ما بناه احتراماً لرسول الله وخوفاً من اعراضه یقول النبي اُخبر بذلك فقال صلی الله علیه وآله وسلم من ینوي أن يبني هذه الایام فلیتأمل هذه الروایة یقول اما إن کل بناء وبال علی صاحبه الا ما لابد منه، عندما تخطط تنهدس اقتصر بالمقدار الذي لابد منه انا الآن من عندي أقول ولا بأس أن تبني لولدك ولکن کن کما یقال متوسطا في البناء، کنا في احد العواصم الکبیرة بارك الله في صاحب ذلك المسجد دخلنا مسجد في قلب احد العواصم حقیقتا ذکرني بمسجد رسول الله مسجد مرتفع جمیل ولکن تقریبا من دون زخاف ابداً ولکن بناء جمیل ونظیف انسان یصلي فیه بتوجه ما لابد منه الزائد عن ذلك وبال علی صاحبه.
هناك روایة غریبة لعل بعض العلماء یحتار في تفسیرها نحن نعلم أن العذاب للعصاة اذا بنی الانسان بناءً للتفاخر للریاء بناء کالقصر من مال حال علی کلٍ لماذا یُعذب؟ الآن سیأتي التوجیه یقول من بنی بناء ریاءً وسُمعةً حمله یوم القیامة إلی سبع أرضین ثم یطوقه ناراً توقد في عنقه ثم یرمی به في النار، الروایة عن النبي صلی الله علیه وآله فقلنا یا رسول الله کیف یبني ریاء وسمعة؟ قال یبني فضلا علی ما یکفیه أو یبني مباهاةً اما زیادة من حیث اصل الحاجة أو قد یبني بمقدار الحاجة ولکن للتباهي اُنظروا إلى بيتي هل ترونه جمیلا؟ یتباهی ببیته، قلنا الآن لماذا هذا یُعذب؟ اقول یارب انا بنیت من مال حلال الآن من باب التوجیه والله العالم الاموال الزائدة التي یتلاعب بها الانسان في أکله وشربه ومسکنه عادة فيه حق واجب ما ضُیع حق فقیر الا بما مُتع به الغني، عادةً هؤلاء لا یبالون بمصادر اموالهم لعل من هذا الباب یعني هذه علامة علی ترفهم.
هناك روایة ایضا یستشف منها أن المؤمن لو کان عنده دار ملك خیر له من الایجار، المستأجر یعیش دائماً حالة الخوف والتذلل کما یقال والخوف من أن لا یجد مکاناً مناسباً من أين نعلم هذا؟ یقول من باع داراً (بعض الناس یبیع منزله ویدخل فیه سوق الأسهم والمضاربة یخسر البیت والسهم کما یتفق) یقول روایة من النصوص من قدیم الایام في تراثنا الروائي من باع داراً ثم لم یجعل ثمنها في مثلها لم یبارك له فیها، اذا اشتری فیه أسهم لا یبارك له فیه، عندك دار سکن تبیع الدار وتعمل به هذه الاعمال اما أن تشتري بناءً في مقابل هذا البناء لتکون في راحه.
وأخیراً عن علی صلوات الله وسلامه علیه من العناء أن المرء یجمع ما لا یأکل ویبني ما لا یسکن ثم یخرج إلی الله تعالی، في لیلة القبر یواجه ربه لا مالاً حمل ولا بناء نقل؛ بدل من أن یوسع من قبره بالعمل الصالح وسع من دار الدنیا یقول صلوات الله علیه لا مالاً حمل ولا بناء نقل المؤمن متوازن في کل اُموره.
أختمها بروایة تناسب ما ذکرنا واولا عن النبي من سعادة المرء المسکن الواسع وعن الامام الباقر علیه السلام من شقاء العیش ضیق المنزل، طبعا انسان فقیر هکذا لا یمکنه سوی ذلك طبعا هذا الانسان لیس بشقي الکلام مع التمکن أجارنا الله تعالی وایاکم من الفقر والحاجة والفاقة بما لا یرضیه.

اللهم بارك لنا في جمعنا اللهم تقبل منا إنك أنت السمیع العلیم أبلغ سلامنا وسلام المؤمنین إلی مقام امامنا المهدی صلوات الله وسلامه علیه والفاتحة مع الصلوات.

Layer-5.png

ملاحظة: هذا النص تنزيل لصوت محاضرة الشيخ حبيب الكاظمي فقط، ولم يمر بمرحلة التنقيح واستخراج المصادر بعد.