- ThePlus Audio
أعوذ بالله من الشیطان الرجیم
بسم الله الرحمن الرحیم
وأفضل الصلاة وأتم السلام علی أشرف الخلق وسید المرسلین محمد المصطفی وآله الطیبین الطاهرین
البعض یری بأن الخیر في المال بحسب المال من دون النظر الی إنفاقه المال وغیر المال من زینة الحیاة الدنیا لا یعد خیراً في کل الحالات هناك مال خیر للعبد وهنالك مال شر للعبد ولو کان المال خیراً للعبد قد لا یصدق علیه بأنه خیر کثیر ولکن هذه مقدمة لحدیثنا اللیله؛ ولکن رب العالمین یصف شیئا بأنه خیر کثیر هو خیر اولاً لیس بشر وثانیا هو خیر کثیر الا وهي الحکمة يؤتي الحکمة من یشاء الحکمة الآن سیأتي ما هو الحکمة إجمالاً الحکمة من اعظم المنن علی العبد في الحیاة الدنیا وهذه المنة نور له في حیاته ونور له في قبره ونور له في عرصات القیامة ونور له في الجنة ولهذا حق أن يسمى الخیر الکثیر، رب العالمین جعل الحکمة في قبال الکتاب لقد من الله علی المؤمنین إذ بعث فيهم رسولاً من انفسهم یتلوا علیهم آیته ویزکیهم ویعلمهم الکتاب والحکمة، الحکمة هذه هي ضالة المؤمن ما هي الحکمه؟ الامام علیه السلام هکذا یفسر الحكمة الروایة عن الامام الباقر علیه السلام کلمة الامام کلمة دقیقة لأنه امام الحکماء الامام الباقر جعل الحکمة في فصلین فصل العقائد وفي فصل الأعمال الجوانحیة قل الجوارح والجوانح معرفة الامام الذي لا یعرف امام زمانه لا یعرف من الذي یُقتدی به أي حکیم هذا؟ نری البعض له کتابات جمیلة له شعر في الحب الالهي له کلمات قصیرة ولکن عندما نبحث في عقیدته نراه صاحب عقیدة منحرفة هذا الانسان لیس بحکیم لا تنبهر بکلمة جمیلة بکتاب جمیل ولو کان الکتاب في السیر الی الله عزوجل إبحث عن عقیدته اولاً اذاً الامام الباقر یقول معرفة الامام ثم یقول وإجتناب الکبائر انسان یعرف الامام ولکن في مقام العمل هو غیر منضبط هذا ایضا لیس بإنسان حکیم، من علامات الحکیم أنه یعرف نفسه من عرف نفسه فقد عرف ربه یعرف قوتها وضعفها وحینئذ الغیر ما له والتقییم ذاتك أنت بعد اللتیا والتي بعد عمر طویل عرفت نفسك هذا الانسان الأجنبي الخارج عن وجودك لا یری الا وجهاً لا یری جسماً امامه ویری بعض التصرفات هذا لو قال فیك قولاً باطلاً زوراً قال أنت انسان غضوب وأنت حلیم غضبت في موقف حق إتهمك فلان بأنك سيء الخلق ما لك وله؟ أنت انسان کریم طبعا الکریم الذي يؤدي الواجبات وزیادة دافع الخمس انسان متعبد لا یقال عنه بأنه کریم إن دفعت الزیادة عن الواجب أنت الکریم والا أنت عملت بواجبك أنت أمين خمس المال لیس لك أرجعته الی أصحابه اذاً أنت أمين لا كريم المهم أحدهم طلب منك مالاً ولکن لم تره اهلاً للانفاق یصرف ماله في الباطل قال أنك انسان بخیل هکذا البعض عندما لا تعطیه شیئا یتهمك بالخل ما لك وله، اذاً لیس بالعاقل الحکیم هو العاقل العقل والحکمة متلازمان من أنزعج من قول الزور فیه ولا بحکیم من رضي بثناء الجاهل علیه واقعا عندما نقرأ سیر السلاطین بعض الأمراء یمدحه بعض المتزلفین الانسان یتعجب کیف هذا المسکین یصدق هذا المدیح؟ مدیح یلیق بشأن الأنبياء یصف به أميراً أو ملکاً وهذا یصدق هذا ایضا لیس بحکیم لو رأيت انساناً یستحق کلام حکمة لا تبخل علیه کلمة حکمةٍ قد تغیر مجری حیاة انسان سمعت عن أحدهم أنه قال لأحدهم انا اعرف القائل والمستمع! رأه في حالة من الحالات قال ما لهذا خلقنا لعله رأه في غفلة مثلا قال ما لهذا خُلقنا هذه الکلمة غلبت کیانه ذلك الذي کان یتلصص في جوف اللیل سمع قوله تعالی من تالي القرآن ألم يأن للذين آمنوا قال بلی قد آن وصار من الزهاد العباد اذاً کلمة الحکمة یسمعها المؤمن خیر من عبادة سنة قد تتعبد سنة ولا تغیر من مسیرة حياتك هذه الحکمة خیر من عبادة سنة وخیر الحکمة کلام النبي وآله اعني کلام محمد صلی الله علیه وآله وسلم اذاً عندما نقرأ روایات اهل البیت وهذا دأبنا الحمدلله هذا المجلس من افضل المجالس العبادة قد تکون کل روایة بسنة عبادة تسمعها فتعمل بها ومع ذلك ائمة اهل البیت علیهم السلام لا یمنعون المؤمن من أن یستمع کلمة جمیلة من منافق أو فاسق خذ الحکمة يعني من فاه أي انسان نتصفح بعض الاوقات کتب بعض العلماء وقد لا یکون مسلماً تری في هذا الکلام تری فیه معنیً جمیلاً لا مانع من ذلك فخذوها ولو من أفواه المنافقین ولهذا البعض عندما یری کلاماً جمیلاً من احدهم وهو لیس علی الطریق القویم یقول هذا الکتاب لا خیر فیه من اوله الی آخره کن منصفاً قل في هذا الکتاب جملة جمیلة هذا هو الانصاف عندما مر المسیح بجیفة کلب نتن هو جیفة وکلب هو منتن الاصحاب الحواریون نظروا الی الجیفة لم یعجبهم واذا بالمسیح یقول معنی کلامه الا تنظرون الی بیاض أسنانه هذه جیفة هذا کلب هذا منتن ولکن أسنانه بیضاء انظر الی ایجابیاته هذا ایضا من صفات المؤمن تجاه الحکمه.
الآن في ختام الحدیث کیف نتلقی الحکمه؟ اولاً الحکمة أمر مقدس الحکیم وهو رب العالمین لا یجعل الحکمة في إناء قذر هذا خلاف الحکمة اولاً صفي وعاء نفسك اول الحکمة ترك اللذات لیس معنی هذه الجملة أن لا يأكل الانسان طیباً ولا یعاشر امرأة! القاعدة المؤمن یتزود وغیر المؤمن یتمتع یأکل الطعام للتقوي یعاشر الزوجة للذریة لإدخال السرور لدفع الشهوة عن نفسه لئلا ینظر الی الحرام علی کلٍ لابد من وجود فرق بین المؤمن وغیره ترك اللذات وآخرها مغت الفانیات ابراهیم عندما رأى أفول الشمس والقمر قال لا احب الأفلین الفاني لا یستهوي المؤمن وبعد ذلك الصمت المهذار الثرثار کثیر الکلام لا یؤتي الحکمة الروایة معروفة ولکن ننقل نصها من المصدر رواه المجلسي رحمه الله دخل لقمان علی داوود وهو یسرد الدرع فأراد أن يسأله يعني ماذا تعمل یا نبي الله هذا العمل عمل غریب فأدرکته الحکمة فسکت الانسان له فضول له حب الاستطلاع کما یقال ولکن لقمان لم یکن کذلك فلما أتمها داوود لبسها وقال نعم لبوس الحرب أنت لقمان من دون سئوال علم أن هذا الذي علی بدن داوود هذا درع الحرب فقال الصمت حکمة وقلیل فاعله یعني لقمان معنی کلامه الحمدلله الذي ما سألناك أنت قلت ما هذا فقال له داوود بحق ما سمیت حکیماً طبعاً لقمان حکمته من الله رب العالمین سماه حکیماً وداوود التفت الی هذا المعنی ایضا رحم من کان من الذین عرضوا أنفسهم لتلقي الحکمه.
اللهم أثبت الحکمة في نفوسنا اللهم أحشرنا مع محمد وآل محمد سادة الحکماء والعقلاء اللهم اجعل عواقب أمورنا خیرا والفاتحة مع الصلوات.
ملاحظة: هذا النص تنزيل لصوت محاضرة الشيخ حبيب الكاظمي فقط، ولم يمر بمرحلة التنقيح واستخراج المصادر بعد.