Search
Close this search box.
  • ThePlus Audio
Layer-5-1.png
نص المحاضرة (النسخة الأولية)

أعوذ بالله من الشیطان الرجیم
بسم الله الرحمن الرحیم
وأفضل الصلاة وأتم السلام علی أشرف الخلق وسید المرسلین محمد المصطفی وآله الطیبین الطاهرین

من الأمراض التي تصیب الانسان المؤمن وغير المؤمن هذا المرض الذي هو مذموم بشدة في روایات اهل البیت علیهم السلام والقرآن ایضا یشیر الا وهو مرض البخل الانسان الذي یمسك ماله عندما یراد منه الأنفاق طبعا البخل درجات هناك بخل بالمقدار الواجب انسان في ذمته خمس زکات وهو لا یدفع هذا بخیل وبالاضافة الی البخل انسان معتدي المال فيه حق الله ورسوله المال طبعا کله لله ولکن خمس هذا المال یعود لله ولرسوله للفقراء والمساکین ولمن یمثل امام زمانه في کل عصر فهو معتدي ایضا انسان یدفع الواجب ولکن عندما یحتاج الیه ملهوف وهو متمکن من ذلك ایضا یمسك عن الأنفاق هذا ایضا بمعنی من المعاني بخیل، انسان یبخل علی عائلته بعض البخلاء لا یرحم حتی زوجته وأولاده هذا ایضا انسان مذموم الآن ما هو منشأ هذه الحاله؟ للبعض لا یحتاج الی دلیل، دنائة في النفس الدنائة سبب بلا أمر آخر ولکن البعض قد لا یکون دنیئاً یخاف من فقد المال یخاف من المستقبل جعل مالاً في المصرف یقول اذا سحبت هذا المال انفاقاً مستحباً واجباً غیر ذلك أخاف من الفقر الشیطان یعدکم الفقر اذاً منشأ بخله هذه الحالة النفسیة من الخوف الخوف یمنعه من الانفاق ولهذا علاج هذا الصنف الذي یخاف من الأنفاق مخافة الفقر والأملاء أن یرفع مستوی یقینه رب العالمین هو الرزاق وكأي من دابة لا تحمل رزقها عندما یصبح الصباح تسمع زقزقة الطیور تری کل طیر وکأنه یذهب الی رزقه لیس هنالك من حیوان ولا طائر یحمل علی ظهره رزقاً في کل یوم یُفتح له باب رزق وأنت خلیفة الله في الارض، طبعا الآن البعض یقول الطیر مرزوق ولکني انا غير مرزوق الجواب هذا الطیر البهیمة تعمل بتکلیفها رأيت حماراً یستنکف عن تحمل الأثقال یستسلم طفل یقول ناقة الناقة تستسلم ولکن بني آدم کذلك اذاً المعصیة رافعة للزرق.
نأخذ جولة في روایات اهل البیت حول هذا المعنی اولاً البخیل هناك بعض الناس لو أنفق بسخاء لا أقول بمقدار الکفاف لو أنفق علی نفسه وعیاله وغیره ما عنده من المال یکفيه الی آخر العمر اذاً البخیل کما یقول امیرالمؤمنین خازن لورثته من جعلك خازناً؟ الوارث في حینه یأكل من مالك ومن ماله هذا ولد له راتب له رأس مال لماذا تفکر في أولادك؟ أولادك بعد موتك یرثون مالك وزیادة اذاً لماذا تخزن للورثه؟ وأنت حيٌ أصرف المال أستمتع بالمال في حله وأنفقه في حلك.
الامام الصادق علیه السلام یشیر الی هذه المشکلة عند البخیل لأن البخیل لا یعتقد بتعویض الله عزوجل من ذا الذي یقرض الله قرضاً حسناً أين ذهبت هذه الآیه؟ کمثل سنبلة أنبتت كذا من الأمور المضاعفة أين ذهبت هذه الآیه؟ إن کان الخلف من الله عزوجل حقاً فالبخل لماذا؟ اذاً البخیل لا یعتقد بالخلف أي بالتعویض الألهي وهو الذي رب العالمین وعد بتنمیة الصدقات یمحق الله الربا ویربي الصدقات أي نميها، بعض الناس في جوف اللیل یقول اللهم أرزق فلاناً الجنة في الدعاء لا یبخل الدعاء یحتاج الی لسان طلق ولکن عند المال یبخل امامنا زین العابدین علیه السلام الآن معنی کلام الامام باللیل قال اللهم أرزق فلاناً الجنة هذا الشخص الذي دعوت له یأتيك في النهار یقول أعطني مبلغاً بسیطاً لا تعطیه یقول امامنا أني لأستحي من ربي أن أرى الأخ من أخواني فأسئل الله له الجنة وأبخل علیه بالدینار والدرهم تسئل الله له الجنة وأنت لا تعطیه درهماً کم أنت بخيلٌ! فإذا کان یوم القیامة قیل لي لو کانت الجنة لك لكنت بها أبخل وأبخل وأبخل أنت في دار الدنیا لا تعطي درهماً لو اعطیت الجنة لا تعطیها للغیر ایضا.
امیرالمؤمنین له کلمة جمیلة واقعا کلمات الأمير أمير الکلمات یقول البخل بالموجود سوء ظن بالمعبود لو کانت واثقاً بالله عزوجل بما بخلت بالموجود اذاً البخیل في مقام العمل لا یعتقد بربه ولا بتعویضه.
روایة لاذعة بعض روایات امیرالمؤمنین فیها ضربة قویة کما یقال النظر الی البخیل یقسي القلب اذا رأيت بخیلاً لا تنظر الی وجهه هذا وجه یقسي القلب النظر الی العالم عبادة ولکن البخیل لا تنظر الی وجهه، هذا الأمر مجرب الانسان البخیل لا یحبه أحد حتی الزوجة والاولاد ينفرون منه ولهذا الأحصائیات الموجودة في المحاکم حول الطلاق معظم الطلاق سببه اما قلة إنفاق أو قلة عاطفة أذهب الی کل محاکم الدنیا في الطلاق اما الرجل قاسي القلب أو بخیل في العطاء أو ظلم کالضرب وغیره ولکن الغالب هو هذا المعنی.
کذلك من الروایات البدیعة في هذا المجال الانسان البخیل قد یکون للسمعة کریماً عندما یترشح للمجالس النیابیة یفتح خیمة کذائیة في کل یوم یطعم طعام حاتم الطي ولکنه عندما یصل الأمر لمسکین فقیر تراه أبخل البخلاء اذاً أنفاقه لیس من باب الکرم هذا یطمع في الدنیا یعطي الدنیا لیأخذ الدنیا کالصیاد الذي يعطي السمکة طعماً لیصطاد السمك لا يعطي طعاماً للسمك قربة الی الله یعطیه لیأخذه هذا الذي ظاهره کریم إکرامه طعم للغیر ولهذا النبي الأکرم یقول انما البخیل حق البخیل الذي یمنع الزکاة المفروضة في ماله ثم یقول النبي الأكرم في آخر الروایة وهو في ما سوی ذلك یبذر عند الانفاق الواجب یمسك ولکن في بعض الموارد یبذر کما قلنا طمعاً في حطام الدنیا.
البخیل له علامة من علامات البخیل أنه یکثر الأعذار تذهب لمکتبه شركة عامرة بعشرات الموظفین عندما تقول له یا فلان أنفق یصور لك الشركة وكأنها مفلسة یرید أن یتهرب یقول امیرالمؤمنين امامنا یشیر الی کل الجهات یقول البخیل متحجج بالمعاذیر والتعالیل یأتي بأعذار لیتخلص من الأنفاق کن صریحاً قل لا اعطیك لماذا کما یقال تلف وتدور وتأتي بالمعاذیر.
کلمة أخيرة من لا یعطي ماله ولکن هناك بخیل من صنف آخر لا یطلق لسانه متی؟ عن النبي الأکرم یروي الروایة العلامة المجلسي البخیل حقاً من ذُکرت عنده فلم یصلي علي اذاً کلما سمعت ذکر المصطفی وآله لا تبخل بالصلاة فإنك إن بخلت کنت بخیلاً بکل معنی الکلمه.

إلهي بحق اولیائك وبالصحالحین من عبادك اجعلنا من عبادك الصالحین ابلغ سلامنا الی امام زماننا واردد الینا منه السلام والفاتحة مع الصلوات.

Layer-5.png

ملاحظة: هذا النص تنزيل لصوت محاضرة الشيخ حبيب الكاظمي فقط، ولم يمر بمرحلة التنقيح واستخراج المصادر بعد.