– من المسائل المهمة أيضاً التي يلزم الالتفات إليها والاعتناء بها في الصلاة هي مسألة لباس المصلي..ومن المتعارف عليه -هذه الأيام- في مسألة اللباس أنه مظهر حضاري ويعبر عن الهوية ، إذ لكل صنف لباسه الخاص ، فلباس العسكري يختلف عن الطبيب والعامل وغيره..وللصلاة أيضاً ثوب خاص ، وهو هذا الثوب المتعارف ، ولكن ينبغي فيه مراعاة بعض الأمور ، ومنها :
* أن يكون الثوب طاهراً ونظيفاً..
وليس المطلوب هو تحري الطهارة الواقعية فإن هذا أمر مستحيل ، والإنسان غير مكلف بذلك ، وقد كان الرسول الأكرم (ص) يصافح حديثي عهد بالإسلام ويأكل منهم ، وورد عنه (ص) قوله: لو دُعيت إلى كراع (اسم قرية ) لأجبت ، ولو أُهدي لي كراع (يد الشاة) لقبلت..
والإنسان في واقع الحياة يكاد يقطع أن كل الأمور بواقعها نجسة ، فهو مضطر أن يعاشر ممن لا يقطع بطهارتهم ، بل يكاد يقطع بنجاستهم .. وفي بلاد الغرب تراه يضع يده على كل شيء ويأكل من منتوجاتهم وطعامهم ، فهل يعقل انه فى كل تلك السنوات لم يلامس نجسا أو متنجسا وخاصة لو قلنا بنجاسة الوسائط المتعددة أيضا .. فإذن ، الذي يريد أن يصل إلى الطهارة الواقعية سوف لن يصل ، ومن الأفضل له أن يلتزم بظاهر الشريعة..والمشكلة عند بعض الوسواسيين أن الشيطان يمنعه حتى من صلاة أول الوقت ، اذ يوقعه في الشك في طهارة اللباس وغيره من دون العلم بنجاسة قطعية ، ولا خلاف بأن هؤلاء يقعون في الحرام بإهدارهم الماء من غير ضرورة من باب التطهير الاحتياطي ، فالقضية فيها إشكال شرعي ، وليست محبذة شرعاً.
* أن يكون خالياً من مظاهر الترف ، وبخصوص الرجال بأن لا يكون مصنوعاً من الحرير..
وقد تكون فلسفة ذلك هو إن الشريعة تريد من الإنسان أن يعيش حالة من الخشونة في العيش والقوة في الحياة ، وذلك لا يكون إلا بتجنب مظاهر الترف والانغماس في الملذات ، ومن هنا نلاحظ تفشي حالات الضعف والترهل في الطبقات المترفة ، خلافاً لمن تعود وألف الحرمان ، إذ يكون الأقوى والأقدر على مواجهة الصعاب ، ويؤيده هذه المقولة : (اخشوشنوا فإن النعم لا تدوم)..
ومشكلة البعض من المترفين أنه قد يعيش حالة من البطر والاستغناء ، وهذا مدعاة للركون إلى الدنيا والغفلة والبعد عن الله تعالى.. والحال بأن كل ما في هذه الدنيا من النعيم فإن مآله إلى زوال ، وهو لا يخلو أبداً من المنغصات ، ولابد وسيأتي يوم ويقف فيه وقفة العبد الذليل أمام الرب تعالى..فهذا نبي الله سليمان (ع) الذي قد جمع بين التقوى والملك الذي لا نضير له ، لما أتته المنية لم ينفعه كل ذلك الملك ، وإذا بدابة الأرض تأكل منسأته ليعلم أنه قد مات!..
وقد يكون هذا أمرا معروفا و قد يعذر عليه أهل الغنى ، ولكن من العجيب أن ترى هذه الحالة من الطغيان والتعالي في فقير معدم ، والقرآن الكريم لا يحارب الغنى وإنما يحارب توهم الغنى ، كما يفهم من قوله تعالى : {كَلَّا إِنَّ الْإِنسَانَ لَيَطْغَى * أَن رَّآهُ اسْتَغْنَى }..أي لو أن إنساناً فقيراً رأى نفسه مستغنياً -حتى لو كان في أفقر البلاد ويأكل حشيش الأرض- فإنه يعيش حالة من الطغيان ، وأنه لا حاجة له لرب العالمين.. يقول الشاعر:
ما أحسن الدين والدنيا إذا اجتمعا *** وأقبح الكفر والإفلاس في الرجل!..
ومن المضحك حقا أن ترى إنساناً لا هو في عداد المتمكنين ولا المستغنين ، وحياته كلها دين في دين ، ولا يبقى من معاشه شيء لمعيشته ، ومع ذلك تراه يشمخ بأنفه!.. أقول: لماذا هذا التفرعن الذي لا موجب له؟!.. وقد رأيت بعض الأشخاص ممن هم أصحاب الملايين ، وهم أكثر لطفاً وأحسن خلقاً وتواضعاً..
* أن لا يكون مشتملاً على رموز وصور غير لائقة أو فيه تشبه بأهل الكفر والفسوق..
فزي الصلاة زي محترم ولابد أن يكون مغايراً لزي الرياضة والأسواق وغيره..ومن الملاحظ عند البعض ارتداء الملابس المتضمنة لشعارات وصور وأسماء بعض أهل الكفر ، من الممثلين وأهل الرياضة وغيرهم..ولا أدري ما الذي يستفيده الإنسان من وراء ذلك الشخص ، حتى يجعل صورته على صدره أي مكان القلب الذي يرمز إلى الصدر الباطني الذي هو محط لمحبة الله عزوجل-؟!.. ذاك له الشهرة والملايين والوجاهة والفتيات وما شابه ، وهذا الذي يرفع شعارهم على صدره ما الذي سيجنيه في الدنيا او الآخرة ؟!
ومن الملاحظ أيضاً ظاهرة المبالغة في تزيين الشعر وتوفيره وخاصة انه هذا الأمر يعد في هذه الأيام من باب التشبه بالنساء وبالذين لا خلاق لهم فى الآخرة !.
ينبغي الظهور بمظهر المؤمنين ، أو على الأقل عدم التمظهر بمظهر الفاسقين.. ولهذا فان النبي (ص) عندما دخل مكة ورأى المسلمين في حالة من التعب لا توحي بالقوة ، أشار لهم بالتميز في الطواف ، حتى يظهروا بمظهر القوة فيهابهم الكفار..
ومن أدلة إطلاق اللحية عند بعض الفقهاء هو عدم التشبه بغير المسلمين مما يوحى أن التميز في المظهر الايمانى آمر مطلوب بل لازم فى الشريعة .
-ما دام الحديث عن الحجاب الصلاتى فمن المناسب أن نتطرق إلى الحجاب الحياتي ، حيث إننا نلاحظ -مع الأسف- هذه الحالة من التراجع في مسألة الحجاب عند الأخوات المؤمنات!.. فمن العباءة التي تستر البدن بشكل كامل وغير مثير ، إلى ما نراه هذه الأيام من العباءة المخصرة والمزينة وما شابه ذلك!..والحال بأن العباءة حصن حصين للمرأة ، فهي بالإضافة إلى كونها تستر الثياب الجميلة التي تحت العباءة ، أيضاً فإنها تستر حجم البدن..
وينبغي استيعاب هذه الحقيقة : وهي أن الله سبحانه تعالى وضع جاذبية بين الرجل والمرأة ، لحكمة ارتآها وهي استمرار الخليقة ، ولولا هذه الجاذبية لما تزاوج الناس وتناسلوا ، فلا شك أنه لولا هذه الغريزة القاهرة والجاذبية ، ما الذي يجعل الرجل يكدح ويتعب لأجل زوجته واولاده ؟!..
فإذن، الأمر قهري ، والإنسان بطبعه أنه إذا رأى امرأة رمى ببصره نحوها.. روي أن علياً (ع) كان جالساً في أصحابه، إذ مرّت به امرأةٌ جميلةٌ، فرمقها القوم بأبصارهم، فقال (ع): (إنّ أبصار هذه الفحول طوامح…)..
وفي مضمون رواية : أن الملائكة لما استنكرت على الله عزوجل خلقه لبني آدم: {أقَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ }..عاقبهم الله عزوجل بأن ألقى عليهم الشهوة ، حتى ضجوا من ذلك ورفعها عنهم.. فمن المعلوم أن الملائكة حول العرش يسبحون ويقدسون الله عزوجل على الدوام ، لأنه ليست عندهم مشغلات ولا شهوة بخلاف بني آدم..ولكن لا فخر لهم في ذلك ، والمؤمن بإمكانه أن يكون خيراً من الملائكة ، ولهذا فالملائكة خدم للمؤمن الذي يجاهد نفسه..
ومن المعلوم أن النساء في زمان النبي (ص) لم يكن بذلك المستوى من الجمال المغري ، ومع ذلك نلاحظ هذا التشديد الإلهي في القرآن الكريم في النهي عن الضرب بالأرجل ، معللاً بأنه حتى هذه الحركة مثيرة للرجل : {وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ }..فإذا كان في تلك الأيام وتتحقق الإثارة بمجرد صوت الخلخال ، فكيف بهذه الأيام وما يرى في الأسواق والمجمعات وغيره؟!..
أقول: ما هي فلسفة لبس الحجاب للمرأة ؟.. إذا كان الهدف من الحجاب هو ستر البدن وعدم إثارة الرجال ، فلماذا لا يكون حجاباً كاملاً؟!..
سألت أحد علمائنا الأبرار: هل أن الإنسان لو قرأ الدعاء من دون توجه بل بلقلقة على اللسان ، فهل يثاب على ذلك؟..فقال بكلمة موجزة: بمقدار ما يعطي من المال يحصل على البضاعة!.. أي كل ما يعطي الإنسان زيادة من نفسه فإنه يعطى أكثر امتيازا، والقضية حسب التناسب..والمرأة عندما تتحجب الحجاب الكامل فإنها تعطى بعض الملكات..
وللعلم أن هنالك من يقول بأنه يستحب غسل الجنابة عند الرجوع من المنزل للمرأة المتعطرة .. فالزنا درجات.. فكم من العيون نظرت؟!.. وكم من الأنوف شمت؟!.. وكم من القلوب تأثرت؟!..
والعجيب أنك ترى بعض النساء في الصلاة أمام رب العالمين يتسترن بشكل جيد ، فثوب الصلاة ثوب فضفاض أبيض يغطي الوجه تماماً ، وأما في الشارع فسافرات!.. فرب العالمين يتستر منه وهو الرب ، أما البشر لا يتستر منهم!.. ما عرفنا كيف المعاملة؟!..
والبعض من الأخوات المؤمنات تتحجب بالعباءة الزينبية الفضفاضة ، ولكن لا تغطي شعرها كاملة ، وإن نصحت تراها تجيب مستنكرة بأنها أبهذه الخصلة البارزة من الشعر ستدخل جهنم ؟!..
إن القضية ليست قضية خصلة من الشعر تبرز، وإنما حدود إلهية تتجاوز..ومثل من يتجاوز الحدود الإلهية كمثل من يدخل حدود البلاد بدون إذن.. فمن المعلوم أن هذه الحدود حدود وهمية ولا توجد إلا على الورق ، ولكن هو بمجرد أن يتجاوز ولو متراً واحداً فإنه يعتبر متسللا ويعاقب اشد العقوبات .. إن رب العالمين يصف في كتابه المتجاوزين لحدوده بأوصاف عدة منها الظلم وغيره ، كما في قوله تعالى: { وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللّهِ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ}.. وفي الحديث: (لا تنظر إلى ما عصيت ، بل انظر إلى من عصيت).. فلماذا هذا التهاون بحدود رب العالمين؟!..والمشكلة ولو أن ترك الحجاب يعتبر من الذنوب الصغيرة ، إلا أنه مع الإصرار يتحول إلى كبيرة ، (لا صغيرة مع إصرار ، ولا كبيرة مع استغفار)..
ومسألة التعمد بالظهور بمظهر غير شرعي من موجبات الحرمان ، فالتي تفكر أن تصل إلى الله تعالى ، وتعيش الأنس بذكره لا بد وان تقلع أولا عن موجبات غضبه وسخطه !.
– إن علينا أن نلتفت إلى أن النقص في الوجود يوجب الطرد من بعض الدرجات الخاصة ولو لم يكن الإنسان متعمداً ، وذلك فيما لو كان النقص في القابلية من موجبات عدم التسانخ مع فاعلية الفاعل وتقبل الفيض الإلهي ..فلو أن إنساناً معه موعد مع سلطان ، و كان مرتدياً أجمل الثياب وأينقها ، ولكن في ظهره دملة وانفتحت وهو لا يدري..فهذا الإنسان إذا ما أراد أن يدخل على السلطان فإنه –قطعاً- سوف يمنع من ذلك ، ويقال له اذهب وغير هذه الثياب فإنها لا تليق للقاء مع السلطان!.. ولو قال بأنه لا يعلم عن هذه النجاسة ، لقيل له : لو كنت تعلم لكنا أدبناك ، ولكن لأنك كنت لا تعلم فارجع وغير هذه الملابس!..
هنالك بعض النواقص في وجود الإنسان تمنعه من الوصول ، فكيف إذا كان متعمداً؟!..فالذي يريد الوصال لابد أن يرفع عن نفسه موجبات منع الوصال ، كما نرى عند أهل العشق والغرام ، حيث يضحون بالغالي والنفيس لأجل الوصول إلى المعشوق..
والبعض قد يسأل أنه لماذا نطرح مثال العشاق ، فنقول: بأن رب العالمين هو المحبوب الأعظم ، والحب أمر محسوس ، فالبعض في حياته عاش تجارب الحب في الحلال وغيره ، وطرح المثال يقرب الفكرة أكثر للذهن..
ومن الحقائق التى لا تنكر فى الوجود ان القلب إذا عشق شيئاً وتعلق به ، فكل الوجود يصبح أسيراً لذلك الذي يعشقه.. وأنا من خلال القصص الكثيرة التي تردنا لاحظنا بأن هذا القلب له القابلية للتعلق ، ولكن المشكلة هي غلبة الوهم ، وللأسف فإنه ما أسرع ما يرتبط بالفانيات دونه تعالى.. والبعض قد يصل به الأمر إلى الانتحار!..ولو أن هذا الوفاء وهذه التضحيات كانت لرب العالمين فلك أن تتصور إلى اين يصل هذا الإنسان المسكين!..
وهنا نقول للأخوات اللاتي يخدعن في هذا المجال: بأنه ينبغي الالتفات والتفريق بين عشق الأبدان والأرواح.. فالأول عشق كاذب وسرعان ما سيزول ، فهو بعد أن يأخذ منها ما يريد سيتركها ليذهب إلى غيرها.. فالحذر الحذر من هذا الحب!.. لأن الشيطان من ألاعيبه اللعب على القلوب!..
– ومن المستحبات التي يؤكد عليه الشرع مسألة الطيب.. والطيب فيه خاصية بأنه يريح الطرف المقابل ، ومن هنا فلا إسراف فيه ، وقد ورد عن الإمام الصادق (ع) أنه قال: (ركعتان يصلّيهما متعطّر أفضل من سبعين ركعة يصلّيها غير متعطّر).. ومن الحسن أن يلتزم الإنسان بالتطيب قبل الصلاة -ولو بالرخيص منه- حتى يقابل الله تعالى متعطراً.. قال النبيّ الأكرم (ص) : (إنّ أفواهكم طرق القرآن فطيّبوها بالسواك ، فإنّ صلاةً على أثر السواك خيرٌ من خمس وسبعين صلاة بغير سواك)..
– إن بحث القبلة من الأبحاث الدقيقة في الصلاة ، ويقال بأن الإنسان ينبغي له أن يتحرى البيت الإلهي..
من المفروض أن يوجه الإنسان في الصلاة وجهه إلى هذا البيت المادي -الكعبة المشرفة- وأيضاً هو في المقابل لابد أن يوجه وجهة قلبه إلى تلك الجهة الإلهية ، اي إلى البيت المعنوي.. فمن المعلوم أن الكعبة في الأرض يوازيها البيت المعمور في السماء ، والملائكة تطوف حول ذلك البيت ، ونحن نطوف حول هذا البيت الحجري..ولكن فرق بين هذا البيت وبين ذلك البيت ، إذ أن بيت الملائكة أرقى وأعظم ، لأنه مظهر الجلال الإلهي ، وهذا البيت الموجود على قداسته ، مظهر من مظاهر المادة وإن كان مقدساً ، فلابد أن نوجه القلب إلى الله تعالى..
وقد يقول قائل بأنه يوجه وجهه إلى أي شيء؟.. فالكعبة وجهتها معروفة! ، وهي هذه الحجارة مكان ذلك الجسم المكعب ، ولكنه إذا أراد أن يتوجه إلى الباطن إلى أي شيء يتوجه؟..
وطبعاً هنا مشكلة المشاكل ، أي إن الإنسان يوجه قلبه إلى أي شيء؟!.. وهذه المرحلة من اكتشاف القلب لوجهة يتوجه اليها بباطنه من اسرار الوجود الكبرى .
– من المفاتيح المهمة لتحقيق الخشوع في الصلاة هي محاولة طرد الخواطر..
والنصيحة في هذا المجال : أن الإنسان – وهو في الصلاة – لا يكن همه الوصول إلى الجانب الإيجابي بل عليه نفي الجانب السلبي ، أي عليه أن يحاول أن يدفع الخواطر ولا يفكر فيما سيأتي بعد ذلك.. بل يضع عينه – مثل القناص – على كل حيوان مفترس يريد أن يهاجمه ، وهو إذا أبعد عنه هذه الحيوانات المفترسة والأشباح وغيره فسوف يأتيه الضيف.. فالضيف يحب أن يزوره ، ولكن بينه وبين الضيف حيوانات مزعجة ، عليه أن يقتل هذه الحيوانات المزعجة ، وإذا قضى على هذه الموانع فإن الضيف سوف يأتيه بلا دعوة ، لأنه مشتاق له ويحب أن يأتيه ، ولكن باب من يحبه – اي العبد – مقفل وقد تكالب عليه اللصوص والشياطين فكيف يصل إليه ؟!..
وأما المعاني الإلهية فلا ينبغي التفكير فيها ، فذاك شأن رب العالمين ، فهو يعلم كيف يدخل إلى قلب عبده وبأي صورة ، وإذا أراد أن يتجلى له يتجلى كيفما يشاء ، كموسى – عليه السلام – ذهب ليقتبس ناراً ، فتجلى له رب العالمين ، وإذا به يرجع نبياً، فلا ينبغي أن يعين الإنسان تكليفاً لرب العالمين ، ولكن ليحاول أن يطرد الخواطر السلبية أثناء الصلاة..
وسبحان الله العظيم !.. فان الإنسان كلما قال ( الله أكبر ) جاءته الخواطر العجيبة ، لكل واحد بحسبه من الخواطر التي تناسبه ، فالذي له مشكلة يجد لها حلاً في الصلاة ، والمضيع حاجة يتذكر مكانها في الصلاة ، وأحسن الأفكار وغيره كلها تأتي في الصلاة..
ومن الغريب أن ترى هجوم الأفكار بشكل غير طبيعي في الصلاة ، فالإنسان من الممكن أن يخشع في الدعاء وذكر أهل البيت (ع) ساعات طويلة ، كما في إحياء ليالي القدر وعزاء الحسين (ع) ، ولكنه ما ان يدخل في الصلاة ترى فكره يتشتت هنا وهناك ، وما يؤكد ذلك هو هذا القول عن النبي الأكرم (ص): (إنَّ العبد إذا اشتغل بالصلاة جاء الشيطان وقال له : اذكر كذا اذكر كذا حتى يضلّ الرجل أن يدري كم صلّى)..
ملاحظة: هذا النص تنزيل لصوت محاضرة الشيخ حبيب الكاظمي فقط، ولم يمر بمرحلة التنقيح واستخراج المصادر بعد.