صفات الموالي..
أولاً: الندبة.. إن المؤمن له محطات في السنة، يذكر فيها إمامه (عليه السلام) من تلك المحطات: الأعياد الأربعة، حيث يستحب للموالي أن يلهج بذكره والدعاء بفرجه من خلال دعاء الندبة، هذا الدُعاءُ الذي يحمل مضامين راقية!.. فعشاق الإمام المنتظرونَ لفرجه عندما يقرأون فقرات هذا الدعاء؛ يندبون إمامهم حقيقةً كما يندب أصحاب المصائب أعزاءهم في المقابر عند تشييع الجنائز، أي يندبون بحرارة وحُرقة؛ فالنُدبة من صفات المُحب، حيث إن المُحب عندما يُبتلى بفراق المحبوب يندبه؛ هذهِ عادةُ المحبين.. وأكثر الناس قُرباً لإمامِ زمانه في زمان الغيبة؛ أكثرهم نُدبَةً له، لا بمعنى قراءة دعاء النُدبة، فالمثل العربي يقول: “ليست النائحة الثكلى كالنائحة المستأجرة”!.. إنْ كان المحب يندب إمامه في الأعياد؛ فكيفَ بأيامِ عزاءِ أهل البيت (عليهم السلام)؟!.. من المُناسب في أيامِ مصائبهم، ومصائبهم على مدار السنة: فشهر رمضان مصيبة أمير المؤمنين (عليه السلام)، ومحرم الحرام مُصيبة ولده (عليه السلام)، وأيام جمادى مُصيبة جَدته الزهراء (عليها السلام)، المؤمن لَهُ علاقة وطيدة بإمامِهِ في هذهِ المواسم، فهو: يندبُه فيها، ويشاركه البُكاء؛ فهذهِ الأيام والليالي الإمام المهدي (عليه السلام) هو أكثر الناس بكاءً على سيد الشهداء (عليه السلام)، لجهتين:
الجهة الأولى: لعلمه بمقام الإمام.. إن الإمام يعرف الإمام حَق المعرفة، نَحنُ لا نُدرك ولا نحيط عِلماً بمقامات المعصومين (عليهم السلام).. فمن أفضلِ تعاريف المعصوم -هذهِ ليست برواية، ولكنها مقتبسة من الروايات-: المعصوم بِدءً بالنَبي الخاتم محمد (صلی الله عليه)، وانتهاءً بإمامِ الزمان، هو أفضلُ صورة في عالم الأرواح يمكن أن ينقشها رَبُ العالمين!.. في عالم الأبدان: ﴿لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ﴾، أما في عالم الأرواح: فأفضلُ صورة رسمها رَبُ العالمين في عالم الخِلقة، هيَ أرواحُ المعصومين (عليهم السلام) -طبعاً للنبي (صلی الله عليه) تميزه، ولأمير المؤمنين (عليه السلام) تميزه- فهذهِ اللوحات الأربعة عَشرة هي أجمل لوحات في عالم الوجود، ولو كانَ هُنالكَ مقام يمكن أن يُعطيه رَبُ العالمين لحبيبهِ المصطفى (صلی الله عليه) لما بَخِلَ به؛ أي بعدَ قابليات النَبي (صلی الله عليه) الأمرُ غَير مُمكن، ولهذا رَبُ العالمين استأثرَ بالاسم الأعظم الذي لم يخرج منه إلى أحدٍ من خَلقه، وإلا فإن النَبي (صلی الله عليه) وآله حازوا الاسم الأعظم بحسب القابلية البشرية.
الجهة الثانية: لعلمه بما جرى.. إن الإمام هو أعلم الناس بما جرى على جده، فما جرى في يوم عاشوراء لم يصل إلينا بتمامه وكماله، فهذه المقاتل التي ذكرت الواقعة، لم تصف لنا كل ما جرى؛ الواقعة أعظم!.. فمن أثقل لحظات الوجود على ملائكة العرش، هي ساعة قبيل استشهاد الإمام إلى ما بعد استشهاده، هذه الفترة التي جرى فيها على الوجودِ ما جرى، وهذا لا يعرفه إلا إمام العصر (عليه السلام)، ومنها ما ورد في كُتب العامة، عن الزهري قال : “لما قتل الحسين بن علي (رضي الله عنه) لم يرفع حجر ببيت المقدس؛ إلا وجد تحته دم عبيط “، بالإضافة إلى حُمرة الشفقِ، حيث أشار أبو العلاء المعري إلى هذه الحمرة التي ظهرت على أثر مقتل أهل البيت (عليهم السلام) قائلاً:
وعلى الأفق من دم الشـهيدين *** علي ونجلــه شاهدانِ
فهما في أواخر الليل فجـران *** وهما في أولياته شفقانِ
ثبتا في قميصه ليجيئا الحشـر *** مسـتعديا إلى الرحمنِ
ثانياً: إقامة العزاء.. إن أكثر الناس بُكاءً على الإمام الحسين (عليه السلام)؛ ولده المهدي (عليه السلام)، ولهذا الذي يريد التودد إليه، فليتأسَ به في إقامة عزاء جده (عليه السلام).. بعض المؤمنين ذُكر الحسين (عليه السلام) معه طِوال العام لا يفارقه أبداً، ليس فقط في أيام عاشوراء أو محرم!.. لذا، فليحاول الإنسان -قدر الإمكان- في العشرة أيام هذه أن لا يكون مستمعاً فقط، بل فليقم بما أمكنه؛ كأن يعقد بماله مجلساً في المنزل، لأن من جَعلَ في بيتهِ مجلسَ الحُسين؛ يصبح بيتهُ سفارة الحُسين، والسفارات -كما هو معلوم- محمية، وأراضيها تابعة للوطن الذي تمثله، ومن اقتحم تلك السفارة يُعاقب!.. فهذهِ البيوت تُنيرُ لأهل السماء كما تُنير الكواكب لأهل الأرض، وهناك احتمال أن ينظر الإمام (عليه السلام) إلى ذاك المجلس ولو في ليلة من الليالي!..
معنى الانتظار..
أولاً: ليس عملية قلبية.. نحنُ عندما نقول: “الإمام” يتبادر إلى ذهننا الانتظار، أحد العلماء من غَير الإمامية له كلمة جميلة، يقول: لا تقولوا: “الإمام المُنتظَر، بل قولوا: الإمام المُنتظِر”؛ هو ينتظرنا أيضاً!.. فللانتظار طرفان: هو ينتظر الأعوان، ونحنُ ننتظره.
ثانياً: ليسَ أمراً ادّعائياً.. فمن ينام على الفراش، ويقول: أنا أنتظر ضيفي العزيز، أيُّ عزيز هذا الذي ينتظره؟!.. إن كان صادقاً عليه أن يقوم: ويهيئ الطعام، ويقف على الباب ينظر إلى الرَكب متى يأتي الضيف ليذهب ويستقبله.. فاستقبال الضيوف يكون بعدة أشكال حسب مكانة الضيف: هناك من يُستقبل في المنزل، وهناك من يُستقبل في المطار، والبعض لو تسنى لهم لدخلوا الطائرة مستقبلين الضيف من شدة الشوق.
فإذن، إن الانتظار ليست حالة نفسية، بل هو حالة عمليّة، والمنتظر الصادق فيهِ سيماءُ الانتظار.. والانتظار معناه أن يكون الإنسان على مستوى الظهور، فالإمامُ إذا خَرج ليسَ البناء على الإعجاز، أي يأخذ سيفه ويبيد العُتاة والمردة، بل الإمام يُقاتل؛ ألا نقرأ في الدُعاء: (اللّهُمَّ!.. اجْعَلْنا مِنْ أَنْصارِهِ وَأَعْوانِهِ، وَالذَّابِّينَ عَنْهُ، وَالمُسارِعِينَ إِلَيْهِ فِي قَضاء حَوائِجِهِ، وَالمُمْتَثِلِينَ لاَوامِرِهِ، وَالمُحامِينَ عَنْهُ، وَالسَّابِقِينَ إِلى إِرادَتِهِ، وَالمُسْتَشْهَدِينَ بَيْنَ يَدَيْهِ)؛ أي هُناكَ قِتال، والبعض يُقتل تحتَ رايةِ إمامِ زمانه، لذا لابد لمن يريد أن يُقاتل مع الإمام، أن يكون متناسباً معَ القادة، فجيشه له قادة عبارة عن ثلاثمائة وثلاثة عشر قائداً، هؤلاء القادة بحاجة إلى جنود منسجمين معهم.. وعليه، فإن الانتظار حالة من الحالات العملية لا حالة قلبية.
علامات المحب..
أولاً: الاتباع.. يقول تعالى: ﴿قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ﴾؛ هذهِ الآية فاضحةٌ للمحبين الادّعائيين، فنحنُ عندما نصل لـ﴿فَاتَّبِعُونِي﴾ نتكاسل؛ لأننا فقط مستعدون لأن: ننشد شعراً، ونلطم على صدورنا، ونوزع طعاماً؛ هذا كله جيد!.. ولكن هذا الحُب لابد أن يقترنَ بالاتباع، وهنيئاً لمن تحقق في حقهِ الوعد الإلهي؛ ألا هو: ﴿يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ﴾!.. فيا طُلاب الكَمال!.. ويا طُلاب المقامات!.. ويا من تُريدُ لقاء الله!.. ويا من تريد التميز!.. لو أن الله عز وجل أحبك؛ انتهى الأمر!.. فلو أن حاكم البلد قال: أنا أحب فلاناً؛ آلا يعطيهِ كُلَّ المزايا؟.. فرَبُ العِزةِ والجلال ﴿وَالأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ﴾، إذا أحبَ أحداً؛ سخرَ له ما في السموات وما في الأرض ﴿أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ﴾.. هناك رواية قد لا يقبلها البعضُ: (عبدي!.. أطعني تَكن مثلي أقول للشيء: كُن!.. فيكون، وتقول للشيء: كُن!.. فيكون)، وفي رواية أخرى: (يا بن آدم!.. أنا غنيٌ لا أفتقر، أطعني فيما أمرتك: أجعلك غنيّا لا تفتقر.. يا بن آدم!.. أنا حيٌّ لا أموت، أطعني فيما أمرتك، أجعلك حيّا لا تموت.. يا بن آدم!.. أنا أقول للشيء: كن!.. فيكون، أطعني فيما أمرتك، أجعلك تقول للشيء: كن!.. فيكون).. ولكن نقول لمن يستغرب هذا المضمون: إن هذا المضمون واقعٌ في الآخرة قطعاً، ألا يقول تعالى: ﴿جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ لَهُمْ فِيهَا مَا يَشَاؤُونَ كَذَلِكَ يَجْزِي اللَّهُ الْمُتَّقِينَ﴾ في يومَ القيامة كل ما يريده العَبد يُعطى له، بل ﴿لَهُم مَّا يَشَاؤُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ﴾؛ فالشك في الدنيا فقط!.. فإذن، من يريد أن يكون منتظراً حَقاً؛ عليهِ بالاتباع.
ثانياً: التشبه.. إن أفضل علامة من علامات المُحب؛ التشبه بالمحبوب!.. هناك الكثير من الشباب الذين يحبونَ بعضَ الشخصيات التي لا تستحقُ الحُب، ولكن لا يبدو عليهم ذلك، أما المفضوح بحُبِ تلكَ الشخصية؛ فهو الذي: يضع صورتهُ خَلفَ ظهره، ويَلهَجُ باسمه، والذي يتشبه به في زيه، بل في قص شعر رأسه؛ هذا التشبه بالمحبوب أفضل علامة من علامات المحبة!.. وعليه، فإن الذي يحبُ الإمام يتشبه بهِ في:
١. قيام الليل: هل من يحب إمامه يمكنهُ النَوم في الليل بينما الإمام قائم يدعو!.. إن الإمام يدعو لكافة المحبين والمنتظرين والمعتقدين بفرجه، والمحب يبادله هذا الشعور، يُقال في زمان الغَيبة رؤيَ الإمام وهو يدعو: (اللهم!.. إن شيعتنا منا خلقوا من فاضل طينتنا، وعجنوا بماء ولايتنا، اللهم!.. اغفر لهم من الذنوب ما فعلوه اتكالا على حبنا وولائنا يوم القيامة، ولا تؤاخذهم بما اقترفوه من السيئات إكراما لنا، ولا تقاصهم يوم القيامة مقابل أعدائنا؛ فإن خففت موازينهم فثقّلها بفاضل حسناتنا) حتى العُصاة لا يهملهم الإمام!.. المحب أيضاً في جوف الليل يذكر إمامه (عليه السلام)، فيجعل شَطراً من قنوت الشَفع والوتر فقرات من دعاء العهد (اَللّـهُمَّ!.. اِنْ حالَ بَيْني وَ بَيْنَهُ الْمَوْتُ الَّذي جَعَلْتَهُ عَلى عِبادِكَ حَتْماً مَقْضِيّاً، فَاَخْرِجْني مِنْ قَبْري: مُؤْتَزِراً كَفَني، شاهِراً سَيْفي، مُجَرِّداً قَناتي، مُلَبِّياً دَعْوَةَ الدّاعي فِي الْحاضِرِ وَالْبادي).
٢. صلاةِ أول الوقت: إن من يحب الإمام يتشبه به في صلاة أول الوقت، فمن موجبات قبول الصلاة أول الوقت، أنّها ترتفع معَ صلاةِ ولي الأمر، فصلواتنا ببركة صلوات إمامنا في أول الوقت تُلحق بصلواته؛ وهذهِ علامة المحبة.
٣. دفع الخمس: إن من لا يُخمس ماله كيف يدّعي محبة الإمام وهو يُتاجرُ بخمسِ أمواله؟.. إن من يجعل مال الإمام في جيبه ويتسلى فيه، كأن: يسافر فيه، أو يستمتع فيه، أو يشتري به ما يشاء، أو يبني بهِ منزلاً؛ كيف يقول: يا أبا صالح المهدي، أدركني!.. فلو جاءَ الإمام سيُطالبه بذاك المال وبثمراته!.. فنصفُ الخُمس اسمهُ “سَهم الإمام”، أي هذا مالُ الإمام وهو قَد صادره؛ هل هذهِ هيَّ المحبة؟!..
فإذن، لا بد لمن يدّعي الانتساب والانتظار أن يكون على هذا المستوى!..
بعض التوصيات العملية:
إن الأصل هو التشبه والاتباع؛ هذا هو الانتظار الإيجابي، ولكن لا بأس ببعض الحركات الظاهرية التي منها:
١. الصدقة: إن المحب في كُلِّ صباح يضع مالاً بعنوانِ “صدقة لسلامة الإمام (عليه السلام)”:
أ- إن الإمام يتعرض للمرض، الأئمة (عليهم السلام) كانوا يمرضون، عن معاوية بن عمار، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: (إن الحسين بن علي (صلوات الله عليه) خرج معتمرا فمرض في الطريق، فبلغ عليا (عليه السلام) ذلك وهو في المدينة، فخرج في طلبه فأدركه بالسقيا، وهو مريض بها، فقال: يا بني، ما تشتكي؟.. فقال: أشتكي رأسي، فدعا علي (عليه السلام) ببدنة فنحرها، وحلق رأسه، ورده إلى المدينة؛ فلما برأ من وجعه اعتمر).. فإذن، إن الإمام المعصوم يمرض، فهو محكومٌ بحُكمِ عالم الطبيعة، فهنيئاً لمن كانَ إمامه في وعكة، وببركة صدقتهِ ارتفعَ المَرضُ عنه، هذا الإنسان كَم يدعو له إمام زمانه؟..
ب- إنْ كان الإمام لا يحتاج إلى صدقتنا، فإن لهُ أعواناً وأنصاراً، فليقل: يا رَب!.. هذهِ الصَدقة لدفع البلاء عَن أنصاره.
ج- إن كان أعوانهُ وأنصارهُ في حماية الله عز وجل، فليقل: يا رَب، بهذهِ الصَدقة أدفع البَلاء عَن شيعته.
د- إن المؤمن يحمل همّ أمة رسول الله (صلی الله عليه) لا خصوص الموالين فقط، ألا نقرأ في الدعاء: (اَللّـهُمَّ!.. اكْشِفْ هذِهِ الْغُمَّةَ عَنْ هذِهِ الاْمَّةِ بِحُضُورِهِ، وَعَجِّلْ لَنا ظُهُورَهُ، اِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعيداً وَنَراهُ قَريباً، بِرَحْمَتِـكَ يـا أَرْحَمَ الرّاحِمينَ)!..
فإذن، إن دفع الصَدقة في كُلِّ صباحٍ ومساء، يُرسخ في الإنسان حُب إمامه (عليه السلام)؟!..
٢. تقديم قربان: إن بعض المؤمنين ملتزم بذبيحة لسلامة الإمام (عليه السلام) في أولِ كُلِّ شَهر، فإراقة الدم عملٌ مبارك، أليس “الذبح” من مناسك الحَج!..
٣. دعاء الفرج: إن المؤمن يلهج بدعاء الفرج دائماً، أحد المراجع الماضين، كان ملتزماً بدُعاء الفَرج لمدة أربعين سَنة في قنوتِ صلاته، عندما كانَ يقنت يدعو لفرج مولاه، ومرجع التقليد وكيل الإمام بالمعنى العام.
٤. الزيارة: إن المحب يزورَ نيابة عن إمامه، كم من الجميل أن يقول الإنسان في الميقات: اللهم!.. إنّي أحرمتُ نيابةً عَن إمامِ زماني، ويطوف حولَ البيت نيابَةً عَن إمامه، ويرَمي الجمرات نيابه عنه؛ فإن كل ما يُصيبهُ يكون نيابة عن ولي أمره؛ يا لهُ من عمل مبارك!..
٥. إطعام الطعام: إن بعض المؤمنين لَهُ عادة طيبة، يدعو بعضَ المؤمنين والمؤمنات إلى منزله، ويبذل مالاً، ويكلف زوجته بإعداد الطعام، وينوي إهداء ثواب إطعام هذا الطعام إلى أحد المعصومين!.. هذا عَمل طَيب، أن يجعل الإنسان طعامه عَن إمامه، أو عَن روحِ آبائهِ الطاهرين.
٦. إدخال السرور: إن المحب لإمامه يحاول أن يخفف من آلامه، كأن يقول: يا مولاي، قلبُكَ حزين ومتألم لمصائب الأُمة، ولمصائب آبائك، ولمصائب الحُسين الشهيد، يا مولاي!.. أنا ذاهبٌ إلى أخي المؤمن أدخل عليهِ السرور، عسى أن أخفف شيئاً من همومك؛ يا لهُ من عمل! .. نعم، إن سرور هذا المؤمن يُخففُ الآلام عَن قلبهِ الشريف.
فإذن، إن المُحب يبتكر الأساليب في إظهارِ حُبه، ولكُلِّ طريقته في ابتكار أسلوبٍ من أساليب التودد إليه.
ملاحظة: هذا النص تنزيل لصوت محاضرة الشيخ حبيب الكاظمي فقط، ولم يمر بمرحلة التنقيح واستخراج المصادر بعد.