محاسبة النفس

أعوذ بالله من الشیطان الرجیم
بسم الله الرحمن الرحیم
وأفضل الصلاة وأتم السلام علی أشرف الخلق وسید المرسلین محمد المصطفی وآله الطیبین الطاهرین
کان حدیثنا حول آداب النوم هذا العمل الذي قلنا یستولي ثلث العمر أو ربعه ذکرنا بعض الآداب في هذا المجال قرائة سورة التوحید حین المنام مما اوصی به رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم وکذلك روایة عن امیرالمؤمنین صلوات الله علیه طبعا العبارة من قرأ قل هو الله احد الظاهر من هذه العبارة مرة واحدة ولکن من یقرأ هذه السورة ثلاث مرات کما تعلمون کأنه ختم القرآن الکریم ولکن هنالك أدب غیر لفظي الآن انسان یقرأ التوحید قبل النوم لیس بالامر الشاق أن یتوضأ قبل النوم لیس بالامر المکلف قلنا کم من الخسارة أن لا یتوضأ الانسان قبل نومه هذا الاجر العظیم یحرم منه للتکاسل في الوضوء ولکن هناك روایة عن الامام الصادق علیه السلام یبین لنا ادباً آخر من لون آخر ما هو هذا؟ المحاسبة لما جری علیك من النهار، طبعا الاخوان أو البعض منکم یعلم هنالك المشارطة هنالك المراقبة هنالك المحاسبة وهنالك المعاتبة وهنالك المعاقبة خمسة امور المؤمن في کل یوم له علاقة بها.
المشارطة اول ما یخرج من المنزل الی العمل یشترط علی نفسه أن لا یقع في حرام! العمل فیه اختلاط یشارط نفسه علی أن لا ینظر بریبة زملاء العمل غیر متقیدین في القوم یشارط نفسه علی عدم الغیبة الی آخره اذاً المشارطة ثم المراقبة من الصباح الی اللیل یراقب ما اشترطه علی نفسه جعل لنفسه قانونا یراعي هذا القانون.
ثم المحاسبة افضل وقت للمحاسبة قبل النوم لئن النشاط انتهی یقول امامنا الصادق علیه السلام اذا أویت الی فراشك فأنظر ما سلکت في بطنك وما کسبت في يومك؛ ماذا اکلت في هذا الیوم راقب المأکول وراقب السلوك الیومي من الصباح الی اللیل واذکر أنك میت وأن لك معاداً یا لیت هذه الکلمة الصادقیة تطبق في حیاتنا، بعض الآباء الولد أو الزوجة تقول فلان یا ابا فلان اعطني المال الفلاني الرجل الذي له مراقبة یقول هذا الامر غیر راجح هذا المصرف غیر راجح یوم القیامة ماذا اُجیب ربي؟ هناك صراط هناك حساب الولد یطلب منك أن تمکنه من التلفاز بما فيه من حق وباطل المؤمن له حساب وکتاب لا یرضي ولده الیوم أو زوجته الیوم علی حساب طول الوقوف غداً یوم القیامه، الذي یحسب حساب السئوال یوم القیامة تتغیر معادلاته في هذا الکون یحجم من کثیر من الامور خوفاً من المسائله، في عرصات القیامة عندما یحاکم زوجته تنقذه؟ ولده ینقذه؟ یوم یفر المرء یفر من هؤلاء فکیف یسعفونه؟
امامنا الصادق علیه السلام یقول واذکر أنك میت وأن لك معاداً العاقل کما یقال تکفیه الاشاره اذاً قلنا المشارطة صباحا المراقبة نهاراً المحاسبة لیلا ثم المعاتبه؛ الآن الیوم زلت قدمه بعض المؤمنین یعترف یقول اشتهیت اکلة طیبة لم اسئل عن المصدر تبین لي أنه حرام بعینه! واتفق بعض المؤمنین اکل قطعة من الحلوی في بعض البلدان تبین أن هناك خمر في باطن الحلوی انسان اصابه السکر وهو لا یدري! اذاً یعاتب نفسه یا فلان لماذا اکلت الحرام وأنت كان بأمکانك أن تتورع؟ اذاً المعاتبة یعاتب نفسه معاتبة الشریك لشریکه لو أن الشریك أخذ من المحل مبلغاً من المال من دون اذنك کم تتأذی الا تعاتبه؟ اذاً المعاتبه.
وأخیرا المعاقبة الآن ما فائدة العتاب من دون الزجر؟ علی کلٍ الذي يأکل الحرام في هذا الیوم ولو سهواً یقول مادام الامر کذلك علیك بالصیام غداً البعض یستیقظ بعد طلوع الشمس هو ما تسحر ما اکل الطعام في اللیل یقول لأنك نمت علی الفریضة الیوم علیك بالصیام الی المغرب وهو یعیش الجوع والعطش لأنه لم یستعد لصیام هذا الیوم یعاقب نفسه بهذه الطریقة وانا اعتقد أن من یلتزم بالصیام کلما استیقظ بعد طلوع الشمس هذا الانسان کما یقال یستیقظ مع الاذان خوفاً من صیام ذلك الیوم الذي یعاقب نفسه عقاباً شرعیاً، طبعا هذا العقاب حسن لسنا من دعاة العقاب بالمسامیر وغیره کما في بعض المذاهب المنحرفه، یعاقب نفسه بالشرع لئلا یعود الی ما کان علیه، اذاً هذا النوم الذي ننام بلا ادب هکذا آدابه اللفظية والفعلیه.

إلهي بفاطمة وابیها وبعلها وبنیها والسر المستودع فیها عجل لولیك الفرج والعافیة والنصر ابلغه عنا تحیة کثیرة وسلاما واردد الینا منه السلام والفاتحة مع الصلوات.