Search
Close this search box.
  • ThePlus Audio
Layer-5-1.png
نص المحاضرة (النسخة الأولية)

أعوذ بالله من الشیطان الرجیم
بسم الله الرحمن الرحیم
وصلی الله علی سیدنا ونبینا محمد وآله الطیبین الطاهرین
هنالك آیة في سورة الجمعة التي نحن بصدد التأمل والتدبر فیها تذکر حالة علماء الیهود الذین حُملوا التورات ثم لم یحملوها، طبعا هنا مقدمة نقول أنه القرآن نزل کما في الروایة علی ایاك أعني وأسمعي یا جار الانسان یعني یخاطب الجارة لتفهم الزوجة ما یرید أن یقول القرآن نزل علی هذا اللحن، هو الخطاب للذین حُملوا التورات طبعا حُملوا التورات المصداق الأتم لهذا المعنی هم عملاء الیهود حُملوا التورات؛ عامة الیهود ما حُملوا وانما استفادوا من التورات الذي یُتلی من لسان علمائهم وأحبارهم اذاً حُملوا التورات ثم لم یحملوها، حُملوا فعل رب العالمین هو حملهم ولکن هم ماذا؟ فعلهم أن یحملوها، رب العالمین أنزل القرآن حمل نبیه الکتاب حمل الامة القرآن ولکن نحن وظیفتنا أن نکون من حملة القرآن اذاً التحمیل من الله عزوجل والحمل من الامة رب العالمین قام بدوره أنزل کتاباً تبیاناً بیناً بینةً مُبیناً إلی آخره کلمات مادة البیان في القرآن الکریم مادة متکررة في کتاب مبین إلی آخره، ولکن نحن الذین علینا أن نحمل هذا الکتاب الالهي لئلا نُصبح کعلماء الیهو کمثل الحمار اسفارا، طبعا لیس بناء القرآن الکریم علی تحقیر حیوان من الدواب وانما هکذا في العرف الآن الحصان له مزیته البغل لها مزیتها الجمل ایضا له مزیته ولکن حتی في اللسان الدارج عندما یُراد ضرب المثل بالبلاهة فیُضرب بالحمار، وفي آیة أخری إن أنکر الاصوات لصوت الحمیر شتان بین صوت البلابل وبین صوت الحمار عندما ینهق مثلا، علی کل حال ورب العالمین خالق الحمار وله الحق أن یضرب به المثل کیف ما یشاء وفي آیة أخری کمثل الکلب إن تحمل علیه یلهث یعني یأخذ في الکلب صفة الدوام أنه یلهث یعني لیس الذنب لذات الحیوان وانما الذنب لصفة فیه؛ الکلب یلهث والحمار ینهق وإلی آخره، علی کل حال یقول هؤلاء کالحمیر الحمار لا یفقه شیئاً وبالمناسبة عندما یفسر العلماء کلمة تبیان أو کلمة بیان أو کلمة کتاب مبین یقولون البیان مقابل الابهام، الابهام في الشيء ولهذا سمیت البهیمة بهیمة لئن البهیمة لا یُعلم ماذا تقول الحیوان عندما یتکلم الحمار ینهق أو الحصان یصهل أو رغاء البعیر نحن لا نفهم ماذا یقول فنقول هذا بهیمة کلامه مبهم، الابهام صفة لکلام الحیوان ولکن البیان صفة لکلام رب العالمین، اذاً حُملوا التورات ثم لم یحملوها هم هؤلاء صاروا کالحمار یحمل أسفارا لأنه حامل للسفر ولکن لا یعلم منه شیئا ولهذا عندما نر حماراً وعلی ظهره عشرات المجلدات من الکتب الانسان هکذا یضحك علی هذا المنظر یقوا حمار یحمل علماً حقیقتا العالم الذي لا یعمل بعلمه ایضا هذا مثار استهزاء ملائکة السماوات ایضا یحمل علما کمثل هذا الحمار الذي لا یستفید من العلم الذي یحمله علی ظهره، الآن الشاعر یذکر الجمال في المثل المعروف کالعیص في البیداء یقتلها الضمأ والماء فوق ظهورها محمول هذا مثال الماء علی ظهر البعیر وهذا مثال اسفار علی ظهر الحمار، والقرآن الکریم کنکتة بلاغیة ما قال یحمل سفراً أو کتاباً کمثل الحمل یحمل اسفارا جمع السِفر وهو الکتب ثم یقول بئس مثل القوم الذین کذبوا بآیات الله هذا الحمار المسکین إن صح التعبیر ما کذب بالأسفار وانما حملها من دون علم من دون أن یعمل به ولکن علماء الیهود هؤلاء أنزل من الحمار ومن البهائم لأنه یقول کذبوا بآیات الله یعني کذب بما کان یحمله واکبر دلیل علی ذلك أن في التورات وفي الأنجیل بشارة من النبي الخاتم کما هو معلوم یأتي عیسی علیه السلام بشر بنبي یأتي من بعدي اسمه احمد، الآن في التورات المحرفة لیست بهذه الصراحة ولکن العلماء الذین بحثوا في الکتب السماویة المحرفة فیها اشارات لنبینا الخاتم، المفروض علی علماء الیهود وعلی علماء النصاری أن یؤمنوا بالنبي الخاتم لهذه الاشارات ولکن ما آمنوا به وانما حاربوه هذا معنی کذبوا بآیات الله، القرآن آیة من آیات الله النبي ایضا آیة من آیات الله ومعجزاته ایضا آیة، الآیة تُطلق علی المعجزة وتُطلق علی الآیة القرآنیة وتُطلق علی الشخص الذي یحمل الکتاب الکریم ولهذا بالنسبة إلی القوم اصحاب الناقة القرآن عبر عن الناقة بأنها ناقة الله الناقة اذا کانت ممیزة منسوبة إلی الله عزوجل کآیة فکیف بنبیه صلی الله علیه وآله وسلم؟ اذاً هؤلاء کذبوا بآیات الله والله لا یهدي القوم الظالمین البعض متسم بالظلم في حیاته الآن یظلم من؟ قد یظلم زوجته قد یظلم مجتمعه جاره أرحامه إلی آخره ثم یقرأ کتاباً لا یفهمه لا یستوعب قد یذهب إلی حوزة من الحوزات العلمیة یقول انا ذهبت إلی الحوزة وما استفدت من سنوات الدراسة أقول اُنظر إلی سلوکك لعلك ظالم وأنت لا تدري والله لا یهدي القوم الظالمین، القرآن نور رب العالمین العلم نور یقذفه الله في قلب من یشاء المحل غیر القابل لا یکون محلاً لهذا النور، ولا یزید الظالمین الا خسارا اتفاقا الذي یقرأ القرآن وهو لا یعمل بمضامینه کما في الرواية المعروفة رب تالٍ للقرآن والقرآن یلعنه بمعنی هو ظالم الا لعنة علی الظالمین فالقرآن یقول هذه اللعنة منطبقة علیك.
قد تقول انا ظلمت زوجتي ظلمت والدي ظلمت رحمي هل هذه الآیات تنطبق علي؟ یقول بدرجة من الدرجات اللعنة الکبری للظالم الکبیر واللعنة الصغری للظالم الصغیر عدم الهدایة للظالم الکبیر وأنت یُختم علی قلبك لا تری اقبالاً في صلاتك اذاً لکل ظلم من درجات الجزاء.

أجارنا الله وایاکم من أن نکون من عباده الظالمین اللهم خذ بأیدینا جمیعا إلی مرضاتك إنك سمیع مجیب وآخر دعوانا أن الحمدلله رب العالمین.

Layer-5.png

ملاحظة: هذا النص تنزيل لصوت محاضرة الشيخ حبيب الكاظمي فقط، ولم يمر بمرحلة التنقيح واستخراج المصادر بعد.