متى نلوم ومن نلوم ؟

أعوذ بالله من الشیطان الرجیم
بسم الله الرحمن الرحیم
وأفضل الصلاة وأتم السلام علی أشرف الخلق وسید المرسلین محمد المصطفی وآله الطیبین الطاهرین
سلام علیکم اخواني اخواتي جمیعا ورحمة الله وبرکاته
من صفات النفس الانسانیة انها نفس لوامة فیها صیغة المبالغة کثیرة اللوم، هذه الوامیة في دار الدنیا نافعة بل ضرورية الدنیا دار التدارك فاتتك عبادة عمدا أو سهوا تقضیها في دار الدنیا، أتلفت مال أحد تعرف الذي أتلفت ماله تُرجع له المال ولو بعد عشرات السنین أو یبرأك الذمة، إن أتلفت مال الغیر ولا تعرفه حکمه حکم مجهول المالك؛ رد المظالم کل شيء قابل للتویض في دار الدنیا هناك أعظم من القتل قتلت انساناً خطأً تدفع دیته! من القتل إلی اتلاف المال وللعلم من أعظم المحرمات الزنی أجارکم الله ولا کفارة فيه المرأة في جانب الرجل في جانب یقولان نستغفرالله ربنا ونتوب الیه مع العزم علی عدم العود، اذاً المحرمات رب العالمین جعل منها تعویضاً ومهرباً اذاً لو ملامة النفس ملامة راجحة؛ وهذه نصیحة الشیطان لنا الشیطان طبعا في دار الدنیا لا یدعوك إلی الملامة هذا لا ینفعه في الآخرة یقول لُم نفسك حیث لا مجال للتدارك! وقال الشیطان لما قُضي الأمر إن الله وعدکم وعد الحق ووعدتکم فأخلفتکم وما کان لي علیکم سلطان الا أن دعوتکم فأستجبتم لي فلا تلوموني ولوموا أنفسکم، الشیطان في دار الدنیا لا یقول لوموا أنفسکم لئن هذا تافع یقول لوموا أنفسکم من حیث لا نفع في الملامة هذا بالنسبة إلی ملامة النفس.
اما بالنسبة إلی ملامة الغیر نلاحظ یتفق أن یقع شرخٌ فاصل بین الأب وبین والده الوالد یأتينا یقول انا ما قلت الا خیراً نصحته صباحاً مساءً أکثرت من العتاب والملامة وغیره اتفاقا هذه هي المشکلة یقول امیرالمؤمنین علیه السلام الإفراط في الملامة یشب نار اللجاجة النتیجة عکسیة کما یقال؛ اللوم المتواصل العتاب المتواصل وخاصة امام الغیر انسان یعاتب إبنه بین أقرانه هذا ماذا یبقی له عند أبیه؟ اذاً الإفراط في ملامة الغیر ایضا هذا أمر مرفوض إیاك أن تکرر العتب طبعا هذا المعنی ینطبق علی الزوجین الزوج لزوجته والزوجة لزوجها، فإن ذلك يُغري بالذنب ویُهون العتب صلوات الله علی امیرالمؤمنین الملامة الاولی العتب الأول له تأثير للنفس ولهذا أحدهم یأتي یقول ولدي لا حیاء له! من کثرة الضرب والملامة والعتاب أصبح لا اُباليً یعني صار عدیم الحیاء تضربه امام الغیر لا یبالي تعود علی العتاب والملامة یقول ویهون العتب، ولهذا النبي الأعظم صلی الله علیه وآله اقرئوا سیرة المصطفی یقول اذا لم یُعجبه شيءٌ أعرض بوجهِ لا یقول شیئا ولا یضرب ولا غیره یُبدي إنزعاجه وهذا اتفاقا بعض الفقهاء یقول بهذا المعنی اذا لم یمکنك النهي عن المنکر لا یؤثر أظهر انزجارك هذا ایضا من موجبات الروع ایضا.
انسان یرید أن یقاطع أحداً رأی منه الهفوات الکثیرة اولا عاتبه کما قلنا قبل قلیل إن رأيته لا یصلح للمعاشرة ماذا نعمل معه؟ وإن أردت قطیعة أخیك فأستبقي له من نفسك بقیة يرجع إليها إن بدی له ذلك یوماً ما بتعبیر الیوم لا تقطع کل الجسور معه، شریك اختلفت معه أکل من مالك صحیح قاطعه إفسخ الشرکة ولکن إجعل خیطاً بسیطا لعله یعود إلیك یوماً ما، هذه العبارة کم هي جمیلة عن امیرالمؤمنین علیه السلام إن أحببت أحداً لا تبالغ في محبته أحبب حبیبك هوناً ما بعض الرجال یتظاهر بحبه لزوجته إلی حد الهیمان والعشق الشدید وهو لیس کذلك کما یقال یبالغ کلامٌ شاعري زوجته تکتشف أنه لیس کذلك هکذا تقول خدعتني بکلماتك المعسولة؛ اذاً قل انا احبكِ انا أمیل الیكِ تعابیر متعارفة؛ أحبب حبیبك هوناً ما وأبغض بغیضك هوناً ما لا تبالغ في العداوة إن أبغضت أحداً ایضاً کذلك.
رواية أخيرة کم روایات اهل البیت متناولة لکل شئون الحیاة یقول علی علیه السلام کان لي في ما مضی أخ في الله؛ العلماء تحیروا في تفسیر هذه الجملة من الذي هذا هو أخ لعلی؟ إتخذه أخاً الآن رسول الله مقامه محفوظ قطعا لا یراد بذلك حسب الظاهر النبي الأکرم والا سماه بإسمه؛ کان لي في مضی أخ في الله! ما هي صفته؟ صفاته کثیرة وکان لا یلوم أحداً علی ما یجد العذر مثله حتی یسمع اعتذاره هکذا في العرف یقال الغائب عذره معه ما دام غائباً لا تعاتب لا ترسل له العتاب حتی یأتي ویدافع عن نفسه لو عملنا بهذه القواعد لا تبقی ضغینة بین أوساط المؤمنین.

إلهي بفاطمة وابیها وبعلها وبنیها والسر المستودع فیها عمل لولیك الفرج أبلغه تحیةً کثیرة وسلاما بلغ أرواح المؤمنین والمؤمنات ثواب الفاتحة مع الصلوات.