ما يورث نور القلب

أعوذ بالله من الشیطان الرجیم
بسم الله الرحمن الرحیم
وأفضل الصلاة وأتم السلام علی أشرف الخلق وسید المرسلین محمد المصطفی وآله الطیبین الطاهرین

حدیثنا في هذه اللیلة حول النور وما هو الطریق الی کسب هذا النور؟ الذي لیس له نور البصر في هذه الدنیا کم یعیش من الأذی یحب أن یذهب الی المسجد الی السوق الی العمل لابد أن یستجدي من الغیر یقول یا فلان مثلا خذ بیدي ولهذا من أشد انواع البلاء في الدنیا عمی البصر الأعمی له یوم القیامة الآن إن مات علی الإیمان له تعویض کبیر لئن في هذه الدنیا ما رأى مباهج الحیاة حتی ما رأى ولده ولکن الاعظم من عمی البصر عمی البصیرة الدنیا تنقضي بحلوها ومرها وقلنا قبل قلیل التعویض عظیم لذوي العاهات عموما ولخصوص من فقد بصره ولکن المشکلة في فقدان البصیرة هذا الأثر یمتد الی أبد الآبدین کیف نحصل علی هذا النور؟ اولا القرآن الکریم في مجموع آیات النور یجعل الأمر بیده رب العالمین هو نور السماوات أومن کان میتاً فأحییناه وجعلنا له نورا یمشي به في الناس اذاً هذا النور لا نحتاج الیه یوم القیامة فقط! في الدنیا نحتاج الی هذا النور نمیز به بین الاشیاء الانسان الذي امامه نور یری الجادة فیمشي علیها یری الحفرة فیجتنب منها الذي له هذا النور یری کما یقال المطبات المعنویة هذا إن عاشره سلب منه دینه هذا الانسان یستحق أن یجلس معه والیه هذا الموقف هو الصحیح هذا الموقف هو الخاطئ هذا الغضب الآن في محله هذا الغضب في غیر محله علی کل حال لا یُقدم الا والطریق امامه واضح جداً اذاً وجعلنا له نوراً یجعل لکم فرقاناً لیس المراد بالفرقان هنا القرآن الکریم القرآن فرقان ولکن الکلام في المؤمنین یا ایها الذین آمنوا إن تتقوا الله یجعل لکم فرقاناً اذاً هذه الآیة بینت السر من اراد هذا الفرقان وهذا النور الطریق التقوی والتقوی بکلمة واضحة أن یجتنب الحرام ویفعل الطاعات ولکن هذا المقدار ایضا قد لا یکفي! امامنا الصادق علیه السلام الآن هناك الحد الأدنی من التقوی ولکن لنرفع السقف طلبت نور القلب فوجدته في التفکر والبکاء الغریب إن امامنا الصادق ذکر امرین في وادیین مختلفین الآن التفکر شغل الذهن مثلا عالم الإدراك البکاء شغل القلب البکاء عملیة قلبیة يعني المؤمن بالبُعدین الفکري والروحي یتکامل وطلبت نور الوجه طبعا طلبت الجواز علی الصراط ووجدته في الصدقة وطلبت نور الوجه فوجدته في صلاة اللیل طبعا الوجه اذا تنور القلب ایضا یتنور صلاة اللیل اتفاقا فیها تفکر وبکاء قبل قلیل الامام قال نور القلب في التفکر والبکاء الذي یقوم اللیل ماذا یقول؟ إن في خلق السماوات والارض واختلاف اللیل والنهار لآیات لأولي الالباب اذاً فیها تفکر! في قنوت الشفع والوتر ایضا فیهما بکاء البکاء في الصلاة التفکر قبل الصلاة یورثان نور الوجه ونور القلب ایضاً.
کلمة أخيرة النبي صلی الله علیه وآله وسلم بُعث في شر الاُمم یعني قبل الاسلام حقیقتاً الجاهلیون من أرذل خلق الله ما سمعنا مثلا في بلاد کسرى أو في بلاد قیصر أو حتی الفراعنة یذبحون ابنائکم ابناء بني اسرائیل ولکن رأيتم امة من الامم تقتل ولدها بنفسها کالبنت حتی في الغابات المختلفة أکلت لحوم البشر یأکلون لحم الضیف لا لحم انفسهم علی کل حال هؤلاء الجاهلیون من ارذل خلق الله ولکن سنوات قصیرة ثلاثة عشر في مکة وعشر سنوات في المدینة واذا بهذه الامة اصحبت خیر امه؛ رسول الله صلی بالناس الصبح یعلم من هذا أنه کان النبي ملتزماً بالفرائض جماعة فنظر الی شاب في المسجد وهو یخفق ویهوي برأسه مصفراً لونه قد نحف جسمه وغارت عیناه في رأسه العلامات علامات انسان متعب انسان کما یقال في حال ارهاق قلیل النوم یعیش حالة النعاس طبعا صلی صلاة الصبح الی الآن قاوم یعني صلی الصبح وهو مقاوم ولکن بعد صلاة الصبح اصبح في هکذا حاله؛ النبي أبو الامة عندما یری ظاهرة غریبة یتفقد لا یمر مرور الکرام قال له رسول الله کیف أصبحت یا فلان؟ نحن عادة نجیب جواباً شکلیاً مکرراً اصبحنا مثلا بخیر اصبحنا والموت یطلبنا الآن البعض یحب أن یتفنن في الجواب هکذا یقول! قال کلمة لفت نظر رسول الله قال اصبحت یا رسول الله موقنا انا عندي یقین في هذا الصباح فعجب رسول الله من قوله النبي لا یعجبه العجب ولکن عندما رأى هذا الجواب تعجب وقال إن لکل یقین حقیقة فما حقیقة یقینك؟ هذه دعوی ما الدلیل اذاً اذا ادعی انسان امامکم ادعاءً ریائیاً اترکوه اذا ادعی مو من باب الریاء ولکن من باب بیان الحالة ایضا قل له ما الدلیل علی ما تقول؟ قال فما حقیقة يقينك؟ فقال إن یقیني یا رسول الله هو الذي أحزنني وأسهر لیلي واضمر هواجري أي جعلني اصوم نهاري فعزفت نفسي عن الدنیا وما فیها قلنا قبل لیالي عزوف النفس لا یعني ترك الدنیا! سلیمان عزفت نفسه عن الدنیا وحوله الجن والشیاطین والطیر والریاح المشکلة في التعلق القلبي لا في الملکیة حتی یقول حتی کأني انظر الی عرش ربي وقد نصب للحساب وحشر الخلائق لذلك وانا فیهم طبیعي الذي ینظر الی عرش الله لا ینظر الی بیته وما قیمة البیت امام العرش الالهي؟ الذي ینظر للحساب والمیزان لا یغری بما حوله هذا أمر طبیعي! فقال النبي لأصحابه هذا عبد نور الله قلبه بالایمان اذاً الفاعل هو رب العالمین، الی هنا القصة لم تنتهي بعد المشکلة في فقدان هذه الحالة البعض منا من الممکن في عرفة في الطواف لحظات ثواني عاش هذه المعاني ولکن الکلام في الاستمراریة ثم قال له إلزم ما أنت علیه أنت وصلت الی هذا المقام بسهر اللیل وصیام النهار مثلا ابقی علی ما کنت علیه، في ختام الروایة نفهم أن هذا الشاب کان قلبه حقیقتا تنور لو کان احدنا مکان هذا الشاب مثلا کان یقول یا رسول الله اُدعوا لي بالثبات هذا أقل ما یقال ولکن الشاب ماذا قال لرسول الله؟ وهو یعلم أنه امام من هو لا ترد دعوته؛ قال الشاب ادعوا الله لي یا رسول الله أن اُرزق الشهادة معك! انا العبادة اجتزتها قیام اللیل وصوم النهار هذا من دیدني ولکن فضیلة الشهادة فضیلة اخری أن ارزق الشهادة معك لا مع غیرك! فدعی له رسول الله النبي ما قصر رأى أن هذا طلب مقدس فلم یلبث أن خرج في بعض غزوات النبي فاُستشهد بعد تسعة نفر وکان هو العاشر جمع بین خیر الدنیا وبین خیر الآخره.

اللهم ثبتنا علی طاعتك اللهم ایقضنا من نومة الغافلین لا تخرجنا من هذه الدنیا حتی ترضی عنا انك علی کل شيء قدیر والفاتحة مع الصلوات.