- ThePlus Audio
أعوذ بالله من الشیطان الرجیم
بسم الله الرحمن الرحیم
وأفضل الصلاة وأتم السلام علی أشرف الخلق وسید المرسلین محمد المصطفی وآله الطیبین الطاهرین
من صفات الإنسان الذي لم یُهذب نفسه أنه جزوع عند المصیبة هکذا القرآن الکریم یُعبر أن الانسان خُلق هلوعاً اذا مسه الشر جزوعا، کیف الانسان یولد ومعه غریزة الأکل والغریزة النسائیة إلی آخره، الانسان اذا لم یُهذب نفسه من الطبیعي عند المصیبة یفقد السیطرة علی نفسه فیجزع؛ الجزع بلسان الحال الانسان له لسان حال ومقال، مرة یتکلم شیئاً بلسانه ومرة لسان حاله هو لا یقول ولکن لسان الحال هکذا، تُقدم طعاماً مُراً لإنسان یُرعض بوجهِ یعني هذا الطعام لا أشتهي ومرة یقول أشتهي ومرة ثالثة یجعل الطعام في فمه قسراً یأکل وهو في قلبه یغلي معترض! اذاً البعض منا في المصیبة هکذا الآن المصیبة في بدنه یُصبح الصباح یکتشف أن فیه مرضاً خبیثاً کما یقال؛ اُصیب بمرض هکذا لم یکن یتوقع یخرج من المنزل یصاب بحادث سیر یفقد عزیزاً له بعض الآباء قال لنا أصبحنا الصباح رأينا الطفل نائماً کلما نوقضه لا یستقیض یُسمی طبیاً الموت الذي لا سبب له بحسب الظاهر یعني، اذاً ولنبلونکم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات الانسان إلی أن یموت یمر بهذه التجارب بعض المؤمنین یقول ما من بلیة الا وقد نزلت علي أصناف البلاء؛ الآن البعض مریض في بدنه ولکنه غني البعض فقیر ومریض ومتعرض لأذی المخلوقین ما بقي شيء، اذاً إذهب یمیناً وشمالاً حتی ملوك الدنیا لا یسلمون اتفاقا ملوك الدنیا أکثرهم ابتلاءً اذاً ماذا نصنع؟ الحل هو أن یستسلم الانسان لما قدر الله عزوجل له؛ إن جزع في المقبرة جزع یعني یارب لماذا أخذت إبني یارب لیتك لم تأخذه یعني هذا القرار لیس في محله؛ لو قالها بلسانه کان کافراً حقیقتاً کان کافراً یُتعامل معه معاملة الکفار ولکن یستحي تأتینا رسالة یقول هکذا مرة في قلبي هاجس استغفرت الله منه بنحو الهاجس الهابر لا ضیر المشکلة اذا استقر في قلبك، وأنتم تعرفون في المصائب النساء یکفرن طبعا بعض الناسء لما تعود إلی رشدها تستغفرالله عزوجل اذاً الجازع اول مصیبة عنده أنه بلسان الحال معترض علی قضاء الله وقدره، اتفاقا الانسان الجازع من الممکن رب العالمین قدر له تعویضاً، الیوم إحترق دکانه رب العالمین کتب له محلاً أفضل ولکن بجزعه یقال لا تعطیه هذا الرزق لا یستحق اذاً الجزع ما فاد ولکنه أضرك ایضا، عن امیرالمؤمنین صلوات الله علیه إیاك والجزع فإنه یقطع الأمل انسان فقد مالاً اُصیب بمرض نفسي ذهب إلی مستشفی الأمراض العصبیة هو في الأول خسر مالاً وفي الأخیر خسر کل ما یملك والانسان الذي یُتهم بالجنون أو أن هذا الانسان فقد عقله لو رجع علیه العقل لا یعترفون بعقله یقولون هذا في یوم من الایام کان أشبه بالمجانین اذاً الجزع یجعلك تتعرض لمثل هذه التبعات ویورث الهم وأعلم أن المخرج في أمرین أئمتنا أئمة الواقعيه؛ ما کانت فيه حیلة فإلاحتیال یعني التدبیر اُجلس في زاویة إستشر عاقلا تاجراً تقول یا فلان ذهبت تجارتي کیف یُمکن أن أستعید المال؟ مرضت إذهب إلی طبیب حاذق وهکذا اذاً إحتال یعني إبحث عن الحل وما لم یکن فیه حیلة فالإصطبار رجعت من المقبرة دفنت ولدك بیدك إبكي إلی الصباح إلی آخر العام إلی آخر العمر ولدك لا یرجع، اذاً ما فیه حیلة طبیب تاجر إلی آخره إبحث عن الحل وما لم تکن فیه حیلة فالإصطبار کلام بتمام المنطق.
هناك صوتان یُبغضهما الله عزوجل صوت في المقبرة وصوت في مجلس الأعراس؛ الأعراس في بعض الأوقات فیه ما في المقابر ظاهره عرس رقص وغناء ولکن هذا المجلس فیه مزمار مبغوض عند الله عزوجل وفي المقبرة إعوال عند مصیبة اذاً من یبکي في المقبرة وهو جازع معترض علی الله عزوجل کهذا الرجل الذي یفرح والمزامیر حوله کلاهما صوتان یبغضهما الله سبحانه وتعالی.
روایة ما قبل الأخیر لا تجزعوا من قلیل ما أکرهکم فیوقعکم في کثیر مما تکرهون، قلنا قبل قلیل بعض الأوقات المصیبة تجلب المصیبة؛ فقدت ألف دینار أصبحت في هم وغم فقدت صحتك زوجتك تطلقت منك أولادك ترکوك علی ألف دینار، الألف جلب مرضاً المرض أوجب کُره زوجتك لك إنفصال زوجتك أوجب کُره أولادك تجلس في المنزل مریضاً فقیراً مقاطعاً اذاً بلاء جر بلاءً من الاول لو کنت صابراً ما وصلت إلی هذه النهایة التعیسة هذه ایضا من توصیات امیرالمؤمنین.
ختامه مسك قد یقول البعض هذا الجزع في مصائبنا فکیف بالجزع في مصیبة اهل البیت زینب صلوات الله علیها ماذا صنعت علی جسد الحسین؟ علی علیه السلام ماذا صنع عند قبر فاطمة؟ والنبي هذا مستثنی! کل جزع قبیح الا الجزع في مصائب اهل البیت وهذا ما جری لأمیرالمؤمنین عندما دفن النبي إنهد رکنه بالنبي وأنهد رکنه الثاني بفاطمة قال إن الصبر لجمیل الا عنك وإن الجزع لقبیح الا علیك وإن المصاب بك لجلیل وإنه قبلك وبعد لجلل الانسان کلما إشتد بکائه ونحیبه في مصیبة اهل البیت علیهم السلام زاد قرباً من ربه.
إلهي بفاطمة وابیها وبعلها وبنیها والسر المستودع فیها عجل لولیك الفرج أبلغه عنا تحیة کثیرة وسلاما وإلی أرواح والمؤمنین نهدي ثواب الفاتحة مع الصلوات.
ملاحظة: هذا النص تنزيل لصوت محاضرة الشيخ حبيب الكاظمي فقط، ولم يمر بمرحلة التنقيح واستخراج المصادر بعد.