

- ThePlus Audio



ما لم تسمع به عن سيرة الحسن (عليه السلام)
بسم الله الرحمن الرحيم
كيف نستلهم الدروس من سيرتهم (عليهم السلام)؟
لابد وعند الحديث عن إمام من أئمة أهل البيت (ع) أن نستلهم من سيرته الدروس والعبر ونتأسى به في جميع ما ورد عنه وما صدر منه. وقد أمرنا الله سبحانه في كتابه بالتأسي برسول الله (ص) فقال عز من قائل: (لَّقَدۡ كَانَ لَكُمۡ فِي رَسُولِ ٱللَّهِ أُسۡوَةٌ حَسَنَةࣱ لِّمَن كَانَ يَرۡجُواْ ٱللَّهَ وَٱلۡيَوۡمَ ٱلۡأٓخِرَ وَذَكَرَ ٱللَّهَ كَثِيرࣰا)[١]، والأئمة (ع) هم امتداد النبي (ص) وخلفائه. ولا ينبغي أن يقول قائل: وكيف يتسنى لنا التأسى بالأئمة (ع)؛ فقد أمرنا الله بالتأسي بمن هو أعظم منه وهو جدهم النبي الأكرم (ص).
إن الكثير من الأحاديث أصبحت معروفة بين المؤمنين يحفظونها ويتداولونها كثيرا بينهم كالروايات التي تصف الحسنين (ع) بأنهما إمامان قاما أو قعدا وأنهما سيدي شباب أهل الجنة وريحانتا رسول الله (ص) وما شابه ذلك. ولكن ثمة روايات لا يسمع بها المؤمنون كثيرا ولا هي من الروايات المعروفة على الرغم من أنها تحتوي على مضامين مهمة.
رواية بديعة في بيان مقام الإمام الحسن المجتبى (عليه السلام)
من هذه الروايات ما ورد في كتاب العدد القوية لأخ المحقق الحلي الحسن بن سديد الدين يوسف بن زين الدين علي بن محمد بن مطهّر الحلي رضوان الله عليه وقد ذكرها صاحب البحار في كتابه أيضا، وهي: (بَيْنَا رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَأَصْحَابُهُ فِي جَبَلٍ أَظُنُّهُ حرى[حِرَاءَ] أَوْ غَيْرِهِ وَمَعَهُ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَعُثْمَانُ وَعَلِيٌّ عَلَيْهِ السَّلاَمُ وَجَمَاعَةٌ مِنَ اَلْمُهَاجِرِينَ وَاَلْأَنْصَارِ وَأَنَسٌ حَاضِرٌ لِهَذَا اَلْحَدِيثِ وَحُذَيْفَةُ يُحَدِّثُ بِهِ إِذْ أَقْبَلَ اَلْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلاَمُ يَمْشِي عَلَى هُدُوءٍ وَوَقَارٍ)[٢]. بالطبع لا يستطيع أن يكون الحسن (ع) في مكة في حراء وقد وُلد في المدينة المنورة.
إن هذه الرواية تصف مشية الحسن (ع) في صغر سنه أنها مشية هدوء ووقار وهذه سمتهم جميعا (ع). فلما رآه النبي (ص) فرح به واستبشر بولده ولم يكن ذلك من باب عطف الجد على حفيده ولكنها النظرة الإلهية الرسالية، ولذا قال (ص): (إِنَّ جَبْرَئِيلَ يَهْدِيهِ وَمِيكَائِيلَ يُسَدِّدُهُ وَهُوَوَلَدِي وَاَلطَّاهِرُ مِنْ نَفْسِي وَضِلْعٌ مِنْ أَضْلاَعِي هَذَا سِبْطِي وَقُرَّةُ عَيْنِي بِأَبِي هُوَ)[٣]. إنه يُعبر عن الحسن (ع) لأنه ضلع من أضلاعه وهو تعبير نستعمله اليوم في عرفنا. ثم يقول الرواي: (وَقَامَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَقُمْنَا مَعَهُ وَهُوَيَقُولُ لَهُ أَنْتَ تُفَّاحَتِي وَأَنْتَ حَبِيبِي وَمُهْجَةُ قَلْبِي)[٤]. وكذلك كانت الزهراء (س) تفاحة الفردوس كما نقرأ ذلك في الزيارة.
رسول الله (صلى الله عليه وآله) لا يرفع بصره عن الحسن (عليه السلام)
ثم قال الراوي: (وَأَخَذَ بِيَدِهِ فَمَشَى مَعَهُ وَنَحْنُ نَمْشِي حَتَّى جَلَسَ وَجَلَسْنَا حَوْلَهُ نَنْظُرُ إِلَى رَسُولِ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَهُوَلاَ يَرْفَعُ بَصَرَهُ عَنْهُ ثُمَّ قَالَ إِنَّهُ سَيَكُونُ بَعْدِي هَادِياً مَهْدِيّاً هَذَا هَدِيَّةٌ مِنْ رَبِّ اَلْعَالَمِينَ لِي يُنْبِئُ عَنِّي وَيُعَرِّفُ اَلنَّاسَ آثَارِي وَيُحْيِي سُنَّتِي وَيَتَوَلَّى أُمُورِي فِي فِعْلِهِ يَنْظُرُ اَللَّهُ إِلَيْهِ فَيَرْحَمُهُ رَحِمَ اَللَّهُ مَنْ عَرَفَ لَهُ ذَلِكَ وَبَرَّنِي فِيهِ وَأَكْرَمَنِي فِيهِ)[٥].
أعرابي لكلامه جفوة يعترض النبي (صلى الله عليه وآله)
والملفت هو الشق الثاني من هذه الرواية الشريفة: (فَمَا قَطَعَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ كَلاَمَهُ حَتَّى أَقْبَلَ إِلَيْنَا أَعْرَابِيٌّ يَجُرُّ هِرَاوَةً لَهُ فَلَمَّا نَظَرَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ إِلَيْهِ قَالَ قَدْ جَاءَكُمْ رَجُلٌ يُكَلِّمُكُمْ بِكَلاَمٍ غَلِيظٍ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُكُمْ وَإِنَّهُ يَسْأَلُكُمْ عَنْ أُمُورٍ أَلاَ إِنَّ لِكَلاَمِهِ جَفْوَةً). فجاء الأعرابي وناداه باسمه ولم يكنه مثلا أو لم يخاطبه برسول الله، فتقول الرواية: (فَجَاءَ اَلْأَعْرَابِيُّ فَلَمْ يُسَلِّمْ وَقَالَ أَيُّكُمْ مُحَمَّدٌ قُلْنَا وَمَا تُرِيدُ قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ مَهْلاً فَقَالَ يَا مُحَمَّدُ لَقَدْ كُنْتُ أُبْغِضُكَ وَلَمْ أَرَكَ وَاَلْآنَ فَقَدِ اِزْدَدْتُ لَكَ بُغْضاً. فَتَبَسَّمَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ). وتأمل القوم الذين ابتلى الله عز وجل النبي (ص) بهم وتأمل حلم النبي العظيم (ص). ما هذه القسوة والجفوة التي قابل بها الأعرابي نبيه (ص)؟ إنه لم يكتف بذلك بل قال: (يَا مُحَمَّدُ إِنَّكَ تَزْعُمُ أَنَّكَ نَبِيٌّ وَأَنَّكَ قَدْ كَذَبْتَ عَلَى اَلْأَنْبِيَاءِ وَمَا مَعَكَ مِنْ بُرْهَانِكَ شَيْءٌ قَالَ لَهُ يَا أَعْرَابِيُّ وَمَا يُدْرِيكَ؟). أين من يجهل لأبسط الأسباب من هذا الحلم النبوي على رجل بيده هراوة وهو يتطاول على النبي (ص) ويكذبه؟
وهنا طلب الأعرابي دليلا على نبوة النبي (ص)، فأراد النبي (ص) أن يظهر كرامة المجتبى (ع)، فقال: (إِنْ أَحْبَبْتَ أَخْبَرَكَ عُضْوٌ مِنْ أَعْضَائِي فَيَكُونُ ذَلِكَ أَوْكَدَ لِبُرْهَانِي قَالَ أَ وَيَتَكَلَّمُ اَلْعُضْوُ قَالَ نَعَمْ يَا حَسَنُ قُمْ فَازْدَرَى اَلْأَعْرَابِيُّ نَفْسَهُ وَقَالَ هُوَمَا يَأْتِي وَيُقِيمُ صَبِيّاً لِيُكَلِّمَنِي)[٦]. فأخذ الحسن (ع) يُخبره بما في قلبه وبمسيره الذي قطعه حتى وصل إلى رسول الله (ص) فما لبث أن تشهد الرجل بالشهادتين وأسلم على يد الحسن (ع).
أو تعلم أن من مزايا الإمام المجتبى (ع) أنه كان له مأموم كالحسين (ع)؟ وكان الحسن (ع) إمام زمانه وإمامه الذي كان يصلي خلفه؟ ألم يكن الحسن (ع) من مستمعيه وهو يخطب؟ إنه سبط النبي الأكبر، فتوسل به في قضاء الحوائج العظام.
إن أئمتنا (ع) ما وصلوا إلى هذه المرتبة العظمى إلا من خلال توحيد الله عز وجل. فإذا وقفت على قبورهم (ع) في البقيع، تذكر ثمة أنهم مظاهر أسماء الله الحسنى، وزر بالجامعة الكبيرة؛ فأي مكان يضم أربعة من المعصومين (ع): الإمام المجتبى (ع) والإمام زين العابدين والإمام الباقر والإمام الصادق (ع) وعلى احتمال مولاتنا فاطمة (س) غير هذا المكان؟
بكى الحسن (عليه السلام) عند الاحتضار لخصلتين
وكانت من صفات الإمام الحسن (ع) أنه: (وَإِذَا ذَكَرَ اَلْعَرْضَ عَلَى اَللَّهِ شَهَقَ شَهْقَةً يُغْشَى عَلَيْهِ مِنْهَا)[٧]، وهو الآمن يوم القيامة ومن الشفاعة الكبرى لجده وأبيه وأمه وله (ع). فهو (ع) من الشفعاء يوم القيامة ولكن خوف القيامة يفعل به ذلك. ويُروى أنه بكى في ساعة الاحتضار فقيل له: (يَا اِبْنَ رَسُولِ اَللَّهِ أَ تَبْكِي وَمَكَانُكَ مِنْ رَسُولِ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ اَلَّذِي أَنْتَ بِهِ وَقَدْ قَالَ فِيكَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ مَا قَالَ وَقَدْ حَجَجْتَ عِشْرِينَ حِجَّةً مَاشِياً وَقَدْ قَاسَمْتَ رَبَّكَ مَالَكَ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ حَتَّى اَلنَّعْلَ وَاَلنَّعْلَ فَقَالَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ إِنَّمَا أَبْكِي لِخَصْلَتَيْنِ لِهَوْلِ اَلْمُطَّلَعِ وَفِرَاقِ اَلْأَحِبَّةِ)[٨].
ولعله كان يقصد بفراق الأحبة، فراق الحسين (ع). إننا نمر على الآيات التي تذكر القيامة وأهولها وزبانيتها والملائكة التي لها مقامع من حديد وشجرة الزقوم وغيرها فلا نتفاعل معها، والحال أن الإمام (ع) ترتعد فرائصه من خشية الله عز وجل.
كيف تلبي الله عز وجل في كل آية
فإن كنت محباً للإمام المجتبى (ع) وتحب التأسي به فقل: لبيك اللهم عندما تقرأ كل آية من الآيات التي تبدأ بقوله عز وجل: (يا أيها الذين آمنوا). إننا لا نلبي إلا في مسجد الشجرة وفي العمرة مرة أو مرتين ولكن الإمام يلبي نداء ربه في كل يا ايها الذين آمنوا. وقد تستدر هذه التلبية دمعتك، فستغفر الله عز وجل، فيغفر لك الله.
لا أدري بأي قلب كان يلبي ربه. بالقلب الذي لقي من الأذى وتجرع من الغصص ما تنوء بحمله الجبال؟ القلب الذي نقرأ في زيارة حامله: (وَشَهِيدٍ فَوْقَ اَلْجِنَازَةِ قَدْ شُكَّتْ أَكْفَانُهُ بِالسِّهَامِ)[٩] ؟ لم يتركوه شهيدا وقد خذلوه في حياته وتكلموا معه بما لا يليق بمقامه ووصل به الأمر أن يوضع إلى جانب معاوية، وأين ابن آكلة الأكباد من ابن بنت رسول الله (ص)؟
ينطق الطريق إذا جلس أمام بيته…!
لقد كان (ع) في منتهى الجمال والكمال صورة وصوتاً ومعنى. تذكر الروايات الشريفة أن الإمام المجتبى (ع) كان حسن الوجه وكان حسن الصوت وكان ذا مهابة وجلال، فقد روي: (مَا بَلَغَ أَحَدٌ مِنَ اَلشَّرَفِ بَعْدَ رَسُولِ اَللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ مَا بَلَغَ اَلْحَسَنُ كَانَ يُبْسَطُ لَهُ عَلَى بَابِ دَارِهِ فَإِذَا خَرَجَ وَجَلَسَ اِنْقَطَعَ اَلطَّرِيقُ فَمَا مَرَّ أَحَدٌ مِنْ خَلْقِ اَللَّهِ إِجْلاَلاً لَهُ فَإِذَا عَلِمَ قَامَ وَدَخَلَ بَيْتَهُ فَمَرَّ اَلنَّاسُ وَلَقَدْ رَأَيْتُهُ فِي طَرِيقِ مَكَّةَ مَاشِياً فَمَا مِنْ خَلْقِ اَللَّهِ أَحَدٌ رَآهُ إِلاَّ نَزَلَ وَمَشَى حَتَّى رَأَيْتُ سَعْدَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ يَمْشِي)[١٠]. ولا أدري كيف وارى الحسين (ع) هذا الوجه الجميل في الثرى؟
كيف كان يقف المجتبى (عليه السلام) على أبواب المساجد؟
وكان (ع) إذا وقف بباب المسجد قال: (إِلَهِي ضَيْفُكَ بِبَابِكَ يَا مُحْسِنُ قَدْ أَتَاكَ اَلْمُسِيءُ فَتَجَاوَزْ عَنْ قَبِيحِ مَا عِنْدِي بِجَمِيلِ مَا عِنْدَكَ يَا كَرِيمُ)[١١]. إننا نستأذن عند الدخول إلى المشاهد المشرفة وإذا جرت الدمعة ورق القلب علمنا أن ذلك علامة الإذن بالدخول، لأننا داخلين على مقام عظيم هو مهبط الملائكة الكرام. وكذا ينبغي أن نكون عند الدخول إلى أي مسجد؛ خاصة المساجد المقدسة كالمسجد الحرام ومسجد النبي (ص) ومسد الكوفة التي أنت مخير فيها بني القصر والتمام. فحتى إذا وقفت على باب مسجد خرب في قرية نائية، فافعل ذلك لأنه بيت الله عز وجل ومحل عبادته.
حلم الحسن (عليه السلام) على الشيخ المتجاسر
أما حلم الإمام المجتبى (ع) فهو مما يُضرب به المثل، فعلى سبيل المثال: تجاسر عليه أحدهم فقال له (ع): (أَيُّهَا اَلشَّيْخُ أَظُنُّكَ غَرِيباً وَلَعَلَّكَ شُبِّهْتَ فَلَوِ اِسْتَعْتَبْتَنَا أَعْتَبْنَاكَ وَلَوْ سَأَلْتَنَا أَعْطَيْنَاكَ وَلَوْ اِسْتَرْشَدْتَنَا أَرْشَدْنَاكَ وَلَوْ اِسْتَحْمَلْتَنَا حَمَّلْنَاكَ وَإِنْ كُنْتَ جَائِعاً أَشْبَعْنَاكَ وَإِنْ كُنْتَ عُرْيَاناً كَسَوْنَاكَ وَإِنْ كُنْتَ مُحْتَاجاً أَغْنَيْنَاكَ وَإِنْ كُنْتَ طَرِيداً آوَيْنَاكَ وَإِنْ كَانَ لَكَ حَاجَةٌ قَضَيْنَاهَا لَكَ فَلَوْ حَرَّكْتَ رَحْلَكَ إِلَيْنَا وَكُنْتَ ضَيْفَنَا إِلَى وَقْتِ اِرْتِحَالِكَ كَانَ أَعْوَدَ عَلَيْكَ لِأَنَّ لَنَا مَوْضِعاً رَحْباً وَجَاهاً عَرِيضاً وَمَالاً كَبِيراً فَلَمَّا سَمِعَ اَلرَّجُلُ كَلاَمَهُ بَكَى ثُمَّ قَالَ أَشْهَدُ أَنَّكَ خَلِيفَةُ اَللَّهِ فِي أَرْضِهِ اَللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ وَكُنْتَ أَنْتَ وَأَبُوكَ أَبْغَضَ خَلْقِ اَللَّهِ إِلَيَّ وَاَلْآنَ أَنْتَ أَحَبُّ خَلْقِ اَللَّهِ إِلَيَّ وَحَوَّلَ رَحْلَهُ إِلَيْهِ وَكَانَ ضَيْفَهُ إِلَى أَنِ اِرْتَحَلَ وَصَارَ مُعْتَقِداً لِمَحَبَّتِهِمْ)[١٢].


خلاصة المحاضرة
- أو تعلم أن من مزايا الإمام المجتبى (ع) أنه كان له مأموم كالحسين (ع)؟ وكان الحسن (ع) إمام زمانه وإمامه الذي كان يصلي خلفه؟ ألم يكن الحسن (ع) من مستمعيه وهو يخطب؟ إنه سبط النبي الأكبر، فتوسل به في قضاء الحوائج العظام.
- كان الإمام الحسن (ع) إذا وقف بباب المسجد قال: (إِلَهِي ضَيْفُكَ بِبَابِكَ). إننا نستأذن عند الدخول إلى المشاهد المشرفة وإذا جرت الدمعة ورق القلب علمنا أن ذلك علامة الإذن بالدخول، لأننا داخلين على مقام عظيم هو مهبط الملائكة الكرام. وكذا ينبغي أن نكون عند الدخول إلى أي مسجد.
- لقد كان الإمام الحسن (ع) في منتهى الجمال والكمال. تذكر الروايات الشريفة أنه (ع) كان حسن الوجه وكان ذا مهابة وجلال، فقد روي: (ما بلغ أحد من الشرف بعد رسول الله صلى الله عليه وآله ما بلغ الحسن كان يبسط له على باب داره فإذا خرج وجلس انقطع الطريق فما مر أحد من خلق الله إجلالا له).
