ماهي موجبات رد العمل ؟

أعوذ بالله من الشیطان الرجیم
بسم الله الرحمن الرحیم
وأفضل الصلاة وأتم السلام علی أشرف الخلق وسید المرسلین محمد المصطفی وآله الطیبین الطاهرین
سلام علیکم اخواني اخواتي جمیعا ورحمة الله وبرکاته
حدیثنا حول الرضی عن النفس والعُجب بما قدمه الإنسان من العمل هذه آفة العاملین الانسان العاصي لا یُعجب بنفسه اتفاقا في مواطن التوبة والمناجاة الانسان العاصي سریع الدمعة کثیر الخجل وهذه من موجبات نزول الرحمة طبعا مع العزم علی عدم العود؛ بعض التائبین یبکي ویتضرع بعد المعصیة ولکن في قرارة نفسه نیة العود إلی الحرام هذا لا وزن له الکلام في التائب الحقیقي، اذاً الذي یرضی عن نفسه هو ذلك الإنسان الذي له شيء من العمل طبعا لا یخفی عن الأخوة أنه مهما عملنا من عمل من طاعة هذا لا یُعد في جنب الله عزوجل شیئاً عظیماً نعم الله علیك لا تُحصی وأفعالك تُحصی؛ المحدود لا یمکن أن یغلب اللامحدود عملك مُحصی وعمله لا تحصی.
الآن من رضي عن نفسه ما هي آفة؟ اولا تُظهر السوئات والعیوب؛ الانسان الذي هو ساخط علی نفسه انسان غضوب وهو متألم من هذه الصفة عندما یثار یحاول أن یکظم غیظه یقول انا متهم بالغضب متهم بالشهوة بالتکبر هناك مجال للمجاهدة ولکن الذي یری نفسه مبرئً من الکبر والشهوة والغضب هذا وهو لا یشعر یُظهر سوئته وعیوبه هذا أثر من آثار الرضی عن النفس، رضی العبد عن نفسه روایة عن امیرالمؤمنین علیه السلام مقرون بسخط ربه أن تکون راضیاً عن نفسك ما قیمته ورب العالمین غاضب علیك! اذاً الربط بین الرضی عن النفس وبین سخط الخالق من موحبات أن لا یبتلی الانسان بهذه الآفة؛ روایة ایضا بلیغة من کان عند نفسه عظیماً کان عند الله حقیراً هذه الروایة کافیة للردع ولهذا نقول بین قوسین لو أن انسان عظمك وصدقته وأنت تعلم أنك لست کذلك الآن بعد فترة تصدقت بشيء من مالك الفقیر الذي أخذ ما أکرمك أنت کریم القوم وأنت تعلم أنك لست بکریم أنفقت بسیطاً وفي ذمتك الآلاف المؤلفه أي کرم هذا؟ واجبك لم تدفع فکیف بالمستحب؟ اذاً من عظمك هذا التعظیم مقدمة لغضب الخالق.
النبي الأکرم صلی الله علیه وآله وسلم له تعبیر جمیل وکل تعابیره جمیلة؛ النبي یصف العاقل بالمناسبة نحن نخلط بین العقل والدهاء انسان مخادع انسان مکار انسان یلف ویدور یقول هذا انسان عاقل أي عقل هذا؟ هذه شیطنة وهذا دهاءٌ من العاقل عند النبي؟ یستکثر قلیل الخیر من غیره، قبل سنوات رآك في مکان منقطع ساعدك بشيء دعاك إلی منزله البعض هکدا مجاملة یقول! یقول کلما أراك أتذکر طعم الطعام الطیب الذي أکلناه عندك هو لا یتذکر ولکن من باب هکذا مجازاً یعني ما نسیت إحسانك قلیل الخیر من غیره یراه کثیرا ویستقل کثیر الخیر من نفسه؛ یتفق هکذا بعض المؤمنین هذا واقع لیس امراً خیالیاً بعض المؤمنین واقعاً فرج کربةٍ عن أحدهم قضی له حاجة معتبرة بعد سنوات یُذکره یقول جزاك الله خیراً، أوتعلم ماذا یقول البعض؟ یقول بالله علیك انا لا أتذکر أنني أحسنت الیك تقول في موضع کذا في وقت کذا ساعدتني یقول انا لا أتذکر والبعض یستدین من أحدهم یقول لولا کلامك لما ألزمتك انا ما أعطیتك دیناً انا نسیت لا أتذکر هذا هو العاقل عند النبي الأکرم صلی الله علیه وآله وسلم.
روایة أخيرة صادقیة ابلیس له کلمة له کلمات ائمتنا ینقلون تصریحات ابلیس یبدوا أن ابلیس جمع جنوده وقال لهم اذا إستمکنت من إبن آدم في ثلاث لم اُبالي ما عمل؛ یعمل عملاً کثیرا هذا لا وزن له فإنه غیر مقبول منه! هذا من یقول؟ خبیر الإغواء من آدم علیه السلام إلی هذه الساعة یقول اذا إستکثر عمله یصلي رکعتین في المسجد کأنه قام اللیل کله؛ ما وزن الرکعتین وخاصة سهوت فیهما یمیناً وشمالاً ظاهره ساجد یقولون هنیئاً لفلان في حال السجود وهو نائم أو ساجد وهو یفکر في عشاء اللیلة أي قیمة له؟ اذاً لا تستکثر عملك! ونسي ذنبه هذا ایضا ابلیس یقول في قبضتنا ودخله العجب موضوع حدیثنا اللیلة ما دام مُعجباً بنفسه هذا الانسان عمله بتصریح ابلیس غیر مقبول طبعا الروایة عن الامام الصادق علیه السلام لو کان کلاماً جزافیاً لما نقله امامنا علیه السلام.

إلهي بفاطمة وابيها وبعلها وبنیها والسر المستوع فیها عجل لولیك الفرج والعافیة والنصر أبلغه عنا تحیة کثیرة وسلاما أبلغ أرواح المؤمنین والمؤمنات ثواب الفاتحة مع الصلوات.