ماهي موانع الهمة العالية ؟

أعوذ بالله من الشیطان الرجیم
بسم الله الرحمن الرحیم
وأفضل الصلاة وأتم السلام علی أشرف الخلق وسید المرسلین محمد المصطفی وآله الطیبین الطاهرین
سلام علیکم اخواني اخواتي جمیعا ورحمة الله وبرکاته
من سماة هذا العصر رغم التقدم العبراني والتقني والرفاهیة في کل مجالات الحیاة منذ آدم علیه السلام إلی یومنا هذا ما مرت علی البشریة کهذه الفترة، الانسان کلما یرید تقریبا الأمور بین یدیه ولکن هنالك آفتان کلما یتقدم الانسان للرفاهیة والراحة هذان الأمران ایضا معه؛ الإضطراب الباطني الانسان المعاصر ما عاد قانعاً حتی الطفل هذه الأیام تراه في السنوات الأولی یفکر تفکیر الکبار، اذاً الطموح الطمع ما شئت فعبر الرغبات الباطنیة ازدادت وطبیعي هذه الرغبات لا تلبی مقابل کل عدم تلبیةٍ هناك إحباط الإحباط یتراکم فیصبح صاحبنا سقیماً نفسیاً لیس الکلام في هذا؛ الشق الثاني من مظاهر هذه الحضاره هذا التقدم حالة الکسل الانسان ما عاد ذلك الانسان المثابر الطموح؛ الکلام في هذا الکسل وما هو سببه! طبعا من أسباب الکسل عدم اتضاح الهدف عدم وجود شيء واضح أمامه ولهذا في أمور الآخرة نتکاسل نتوانی لأنه ما وصلنا إلی درجة الیقین؛ من یتیقن بالمقام المحمود کیف یتکاسل بالقیام اللیل؟ له رحلة إلی دولة إلی کذا ساعة الفجر ساعة الإقلاع قلبه بساعات وهو في المطار لمَ؟ لأنه له یقین بالهدف النوم لا یأتيه اصلا اما لقیام اللیل یحتاج إلی ألف منبه، اذاً عدم وضوح الهدف في الموجبات التکاسل والغریب الامام علیه السلام یتعجب من الکسول لأمر دنیاه الآن الآخرة لا یقین اما الدنیا لمَ؟ شاب یمضي معضم عمره بالأباطیل وهو یعلم أن ورائه سن الشیخوخة لم یبني منزلاً لم یدخر مالاً لا بأس الانسان یفکر في عمارة دنیاه إعمل لدنیاك لأنك تعیش ابدا وأعمل لآخرتك كأنك تموت غدا، الامام الباقر علیه السلام یقول إني لأُبقض الرجل أن یکون کسلاناً عن أمر دنیاه؛ له متجر له حانوت یذهب متأخراً لا یثابر موظف یسرق من وظیفته ینام إلی قُبیل الظهر ثم یذهب للعمل دعنا عن الاشکالات الشرعیة في راتبه هذا الانسان الکسول الامام الباقر علیه السلام یقول هذا الرجل مبغوض عندي بعض الموظفین في محل عمله هناك مکان للنوم ایضاً وقت العمل ایضا ینام کسل في کسل، هنا عبارة لطیفة عن الامام یقول ومن کسل عن أمر دنیاه فهو عن أمر آخرته أکسل؛ هو للدنیا لا یعمل للمال لا یعمل فکیف للجنة؟ هو في العاجل کسول فکیف للآجل؟ ذم بلیغ من امامنا صلوات الله وسلامه علیه.
امیرالمؤمنین یصف المؤمن بوصف هذا الوصف اذا کان فيك اُشکر الله عزوجل: بعید کسله دائم نشاطه، من الصباح إلی اللیل في حرکة دائمة والامام ما عیّن أي شيء؛ دائم نشاطه! في العمل أفضل الموظفین من زوجته من أفضل الأزواج‌ مع والدیه من أفضل الأولاد وفي وقت العباده من أفضل العابدین هذا الانسان دائم نشاطه، بعض کبار العملاء أثناء النوم یستیقظ یقول جائتني فکرة اصولیة فقهیة یأخذ ورقة وقلم ویدونه حتی وقت النوم ذهنه في نشاط.
امیرالمؤمنین علیه السلام هذه الکلمات من ائمتنا تکشف عن سعة کلامهم للدنیا والآخرة ترید أن توظف موظفاً في شرکتك عاملا في معملك یقول له تتکل في أمورك علی کسلان، اول ما رأيت فيه صفات الکسل اُطرده من العمل هذا لا ینفعك اذاً الموظف المثالي هو الموظف الذي فیه هذه الخاصیة من النشاط.
روایة رأيتها عن رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم المضمون نفسه عن الامام الصادق الامام الکاظم والامام الباقر تقریباً بمضمون واحد؛ اولا نور واحد ما ورثوه عن جدهم المصطفی صلی الله علیه وآله یترشح من کلماتهم نذکر روایة النبي جدهم صلی الله علیه وآله؛ یوصي علیاً طبعا یوصي علیا لیصل الکلام الینا أخیرا یا علی ایاك وخصلتین الضجرة والکسل في روایات الائمة الضجر والکسل؛ الضجر انسان متململ بأقل کلمة یخرج من طوره انسان لا اُفق له لا أمل له في الحیاة متضجر وانسان کسول ما النتیجة؟ فإنك إن ضجرت لم تصبر علی حق، یقال لك یا فلان فيك هذا العیب یتضجر ینفجر غضباً یدلك علی عیبك أحب اخواني من أهدی إلي عیوبي في وجهك دملة أنت لا تلتفت لو قال بوجهك دملة من المفروض أن تشکره علی ذلك، أنت لا تعلم أنك متکبر أنك سریع الغضب غیرك یُلفت النظر اُشکره علی ذلك وإن کسلت لم تؤدي حقاً الانسان الکسول لا یؤدي حق أحد.
ختامه مسك عن الامام زین العابدین علیخ السلام قلنا في موضعه امامنا السجاد یُبین المفاهیم في ضمن الأدعیة الصحیفة کتاب دعاء ولکنها ملیئة بالمفاهیم کلامنا عن الکسل امامنا یتکلم عن ذلك في قالب الدعاء، یقول حبب إلي ما تُحب من القول والعمل تصلي صلاة اللیل بتثاقل لا ینفعك کثیرا أن یُحبب الله الیك القول والعمل حتی أدخل فیه بلذة وأخرج منه بناشط؛ تدخل المسجد متلذذاً هذه قاعة الفرح وتخرج من المسجد وأنت منشحن وأنت في نشاط هکذا تطلب من الله عزوجل النشاط عکس الکسل هذه المناسبة، ثم یقول امامنا في دعائه أخیرا وأدعوك فيه بنظرك مني إلي، اذاً المؤمن یطلب من الله عزوجل أن یجعل نشاطه في عبادته ورغبته في ثوابه وزُهده فیما یوجب له ألیم عقابه.

إلهي بفاطمة وابیها وبعلها وبنیها والسر المستودع فیها عجل لولیك الفرج أبلغ تحیة کثیرة وسلاما وأردد الینا منه السلام بلغ أرواح المؤمنین والمؤمنات ثواب الفاتحة مع الصلوات.