ماهي الصلاة البليغة ؟

أعوذ بالله من الشیطان الرجیم
بسم الله الرحمن الرحیم
وأفضل الصلاة وأتم السلام علی أشرف الخلق وسید المرسلین محمد المصطفی وآله الطیبین الطاهرین
الانسان عندما یبلغ یتقدم في الحیاة یزداد تطوراً في کل شيء یتزوج یتناسل یطور من مهاراتهِ من علمه عندما یصل لستین والسبعین بلغ الأوج یعني ذریته أکثر ذریةً علمه في مجال عمله یصبح أکثر تخصصاِ وهکذا ولکن مع الأسف کل شيء فينا ینمو الجسم ینمو الذریة تنمو المال ینمو ولکن هذه الصلاة التي نصلیها لا نری فیها نمواً یُعتد به تذکر اول یومٍ کیف صلیت وأنت الآن في الخمسین والستین صلاتك تشبه صلاة ذلك الیوم أعني عامة الناس الآن إن طورتها تصلیها جماعةً وفي المسجد هذا أمرٌ حسن ولکن ماذا عن ذات الصلاة؟ الصلاة في المسجد هذا مکان متغیر الصلاة في الجماعة هیئة متغیرة ولکن تصلي في البیت بإدبار وبالمسجد بإدبارٍ ایضاً اذاً أين التطور؟ ثوابك أعظم لا شك في ذلك ولکن لیس الکلام في الثواب في القرب إلی الله عزوجل؛ ولهذا الحدیث عن الصلاه حدیث مفتاحي ینبقي أن نرکز علیه کثیراً.
اولاً الروایة المعروفة حتی الأطفال في المدارس یحفظون هذه الروایة الصلاة عمود الدین الروایة تفصل عن الامام الباقر علیه السلام یقول مثلها کمثل عمود الفسطاط ذهبت إلی البر أهم جزء في الخیمة العمود الوسطي وبعد ذلك الحبال والأوتاد الخیمة قماش وعمود وحبل ومسمار هذا کل أجزاء الخیمة یقول الامام علیه السلام اذا ثبت العمود یثبت الأوتاد والأطناب ولهذا عندما یرفع أحدهم خیمتةً اولاً یقیم الخیمة بعمودها ثم یضرب الحبال والأطناب والأوتاد، واذا مال العمود وإنکسر تصور خیمة عمودها انکسر لم یثبت وتدٌ ولا طنب هذه الحبال وهذه المسامیر لا تنفع ولهذا حاول أن تتقن هذا العمود ویتفق خیمة کبیرة خیمة ثقیلة ولکن العمود الذي یحمله عود بسیط ریاح تأتي مطر ینزل واذا بالخیمة تهبط؛ اذاً أنت بحاجة إلی عمود محکم قد تصلي ولکن صلاتك بمثابة العود الرطبة هذه العودة لا تفرع خیمتك اذاً لا تقل انا اُصلي انظر کیف تصلي هنا المقیاس.
روایة انا رأیتها لأول مرة عن النبي الأکرم صل الله علیه وآله وسلم خیر من أقام الصلاة یذکر الروایة المجلسي في بحاره تحترقون (یعني یصیبك حریق الحریق اذا أصاب منزلا ماذا یصنع؟ یسود من زوایاه وإن أصاب جسمك یفعل فیك ما یفعل) یقول تحترقون یعني باللیل تحترقون اذا نظرت إلی الحرام قلبك یحترق بتعبیر المسیح بعض المعاصي کالدخان الدخان لا یحرق ولکن یسود؛ بعض الناس یقول انظر إلی الحرام لا أفعل الزناء مثلا هذه النظرة بمثابة الدخان المسود المهم تحترقون فإذا صلیتم الفجر غسلتها هذا البیت المحترق الذي أصابه السواد تغسله فجراً بصلاة الفجر ثم تحترقون الآن الصبح صلیت صرت نظیفاً تذهب إلی السوق القیل والقال والنساء إلی آخره تحترق ایضاً فإذا صلیتم الظهر غسلتها ثم النبي الأکرم هکذا یذکر العصر ثم المغرب ثم تنامون فلا یُکتب علیکم حتی تغتسلون اذاً الصلاة غسلٌ بمعنی ینقیك من السواد الذي أنت فيه.
رواية أخری شبیهة بهذه الروایة هذه الروایة أوضح لو کان علی باب أحدکم نهرٌ الروایة عن الامام الصادق علیه السلام ومروي عن النبي ایضا ما المانع الامام الصادق یذکر روایة جده؛ لو کان علی باب أحدکم نهر فأغتسل منه کل یوم خمس مرات اولا النهر علی الباب لا یحتاج إلی أن تذهب بخلاف حمام المنزلي بهذه المیاه الکذائیة یقول نهرٌ نحن نصلي بالیوم ثلاث مرات ولکن کیف اذا إغتسلت خمس مرات هل کان یبقی علی جسده من الدرن شيء یبقی علیه شيء من الوسخ؟ إنما مثل الصلاة مثل النهر الذي یُنقي کلما صلی صلاةً کان کفارة لذنوبه في کل غسل في کل دخلةٍ في هذا النهر تخرج وأنت متطهر، هذه بشارة لکل من صلی ولکن بشرطها وشروطها؛ الامام الرضا علیه السلام عندما قال کلمة لا اله الا الله حصني أکمل الروایة قال بشرطها وشروطها وانا من شروطها أي الولاية المهم الروایة بدیعة وهنیئاً لمن عمل بها.
من صلی رکعتین لم یقل مثلا مئات الرکعات! رکعتین یعلم ما یقول فیهما یعني ملتفت خاشع الآن یعلم ما یقول ولو خشوعاً ذهنیاً یقول إیاك نعبد یعني حصراً إیاك نستعین حصراً إجمالاً ملتفت إلی صلاته لم تقل الروایة بکی من خشیة الله تلك مرتبة أعظم إنصرف ولیس بینه وبین الله عزوجل ذنب إلا غفره له، ما أسهل المغفرة الإلهیة! رکعتان مستحبتان مثلا ما قال النبي صلاة الفجر! رکعتان فکیف اذا صلیت الظهرین هکذا؟ کیف اذا صلیت العشائین هکذا؟ هنیئاً لصاحب هذا العمل.

إلهي بحق اولیائك وبالصالحین من عبادك أدخلنا جنتك التي حشوها البرکة وعمارها الملائکة أبلغ سلامنا اللیلة وفي کل لیلة إلی امام زماننا وأردد الینا منه السلام والفاتحة مع الصلوات.