- ThePlus Audio
أعوذ بالله من الشیطان الرجیم
بسم الله الرحمن الرحیم
وأفضل الصلاة وأتم السلام علی أشرف الخلق وسید المرسلین محمد المصطفی وآله الطیبین الطاهرین
سلام علیکم اخواني اخواتي جمیعا ورحمة الله وبرکاته
حدیثنا حول حُسن الظن وسوء الظن وآثار حُسن الظن في قلب المؤمن وفي سلوکه هذا المعنی ذکرناه مراراً المؤمن یحتاج إلی ذهن فارق إلی قلب غیر مُنشغل، مرة ما یُشغل الانسان أمر ضاغط کارثة تقع علیه یفقد عزیزا یفقد مالا وفیراً هذا من القضاء والقدر المؤمن علیه أن لا یُشغل باله؛ بالمناسبة بین قوسین من اُعجب بنفسه بإیمانه صار في معرض العُجب فلیتذکر قوله تعالی هذه آیة في القرآن لکي لا تأسوا علی ما فاتکم ولا تفرحوا بما آتاکم! أن لا یأسی الانسان علی ما فاته ممکن أمر لا أقول هین ولکنه ممکن من الصعب کثیرا أن لا تفرح بنا أتاك الله! جائك مال کثیر جائك مولود إلی آخره أنت لا تعلم أن هذه نعمة أم نغمة أجارکم الله من ذریة السوء بعض الآباء یتمنی لو لم یُرزق هذا الولد مثلاً اذاً الکلام المؤمن هکذا، نرجع إلی الحدیث المؤمن مرة يأتيه بلاء خارجي ومرة البلاء من نفسه؛ یُسیئ الظن بزوجته یسیئ الظن بأخیه ویبني علیها ما یبني مرو تُسیئ الظن کالسحابة العابرة ومرة یستقر في قلبك هذا المعنی خطیر جداً اولا یُشغل البال وثانیاً یوقعك في الحرام یوماً ما، ماذا نعمل لنتجنب سوء الظن؟ سوء الظن یأتي کثیرا من الکلام انسان له کلام ذو وجهین إحمله علی المحمل الحسن هذا المعنی قد یکون اتفق معك تُسلم علی أحدهم بحرارة بتلهف وذاك یسلم علیك بفتور وقد لا یُسلم علیك هنا المحمل الحسن؛ قل لعل ما سمع سلامي! سمع سلامي أجابني بفتور لئن باله مشغول بأمر مهم مثلا إختلق له المعاذیر، امیرالمؤمنین صلوات الله علیه هذه توصیات ائمتنا ضع أمر أخیك علی أحسنه إلی أن یقول ولا تظنن بکلمة خرجت من أخیك سوءً وأنت تجد لها في الخیر محملا ولهذا ایضا یتفق انسان یواجهك بقسوة بکذا بعد ایام یأتي یقول فلان سامحني انا کنت في غضب حول انسان؛ رأيتك فرغت غضبي فيك أنت لست المعني! المعني ذاك مثلا، المهم في حیاتك العملیة تری هکذا موارد انسان لا یقصد السوء وانما خرج منه سهواً ما هي النتیجة؟ حُسن الظن یُخفف الهم کلمة قصیرة عن امیرالمؤمنین علیه السلام لماذا تُشغل بالك بکلام فلان؟ أرح نفسك قل مثلا علی کل حال قصد کذا وکذا، بیت یُنسب إلی امیرالمؤمنین هناك دیوان منسوب الیه الآن لا یُعلم أن الامام حقیقتا قالها أم لا ولکنها کلمات حکمیة ولقد أمر علی اللئیم یسبني فمضیت ثمة قلت لا یعنيني هذا لا یسبني یعني غيري امیرالمؤمنین کان له أعداء کثیرون؛ حُسن الظن یخفف الهم ویُنجي من تقلد الإثم؛ اللطیف هنا انسان قال لك کلاماً ذا وجهین ما ارتکب حراما حملته علی الأسوء فأغتبته هو ما ارتکب الإثم أنت ارتکبت الإثم انظروا إلی الشیطان کیف یوقعك في الخطیئة.
من آثار حُسن الظن کلامنا حول هذا الحور أنه یوجب المحبة بین الناس ولهذا عندما نجد بعض المؤمنین نقول هذا قلبه قلب نظیف لا یحمل حقداً علی أحد هکذا انسان محبوب الجمیع؛ من حسُن ظنه بالناس حاز منهم المحبة؛ المسیح إبن مریم من أنبیاء الله العظام هذا المسیح صلوات الله علیه له کلمات حکمیة؛ یا عبید السوء یبدوا قلبه کان ممتلئً یا لیتني یأتي هذه الایام ویری ما یفعله النصاری بإسمه! یا عبید السوء تلومون الناس علی الظن ولا تلومون أنفسکم علی الیقین؟ کلمة جمیلة تظن بالخیر سوءً فتقف منه موقفاً وأنت علی یقین بعیوبك! لماذا لا تُصلح باطنك؟.
کلمتان ونختم بهما الحدیث اولا علینا أن لا نسیئ الظن ولکن أنت لا تجعل نفسك في مواضع سوء الظن؛ دیوان للغافلین من یذهب إلی هذا الدیوان یُظن به السوء لا تذهب! حولك الکثیر من المؤمنین تسافر مع انسان سيئ السمعة لماذا تذهب معه الناس یقولون الانسان علی دین خلیله هذا خلیله فلان إبتعد عنه ولهذا علی علیه السلام یقول من وقف نفسه موضع التهمة فلا یلومن من أساء به الظن! أنت الذي جعلت نفسك في معرض التهمة؛ في بالي روایة الآن لا أتذکر مصدرها؛ النبي تکلم مع امرأة في الطریق لعلها في زاویة في خلوة ثم قال ایها الناس هذه عمتي لا تحملوني علی انها أجنبیة هذه من المحارم بعض الناس في السوق في غیره یفاکه أجنبیة فیصل الخبر إلی زوجته فتقوم القیامة علیه اذاً أنت الذي وضعت نفسك في مواضع التهمة.
روایة أخیرة حُسن الطن مطلوب سوء الظن منهيٌ عنه ولکن یبدوا هناك استثناء بسیط الامام الصادق علیه السلام؛ لا أدري زماننا هذا هو هذا الزمان أم لا أم یأتي؟ إن کان الزمان زمان جور وأهله اهل غدر فالطمأنیة إلی کل أحد عجزٌ، إحتط لا تثق بکل أحد یأتيك انسان یطلب منك مالاً مثلا تعطیه هکذا یخدعك اذاً في زمان من الأزمنة الانسان علیه أن یحتاط لا أقول یسیئ الظن ولکن أقول لا یعطي ثقته لکل أحد.
إلهي بفاطمة وابیها وبعلها وبنیها والسر المستودع فیها عجل لولیك الفرج والعافیة والنصر واجعلنا من خیار أنصاره وأعوانه وإلي أرواح المؤمنین والمؤمنات نهدي ثواب الفاتحة مع الصلوات.
ملاحظة: هذا النص تنزيل لصوت محاضرة الشيخ حبيب الكاظمي فقط، ولم يمر بمرحلة التنقيح واستخراج المصادر بعد.