ماهو الاحتياط الممدوح والمذموم؟

أعوذ بالله من الشیطان الرجیم
بسم الله الرحمن الرحیم
وأفضل الصلاة وأتم السلام علی أشرف الخلق وسید المرسلین محمد المصطفی وآله الطیبین الطاهرین
البشر في حیاتهم الیومیة أکلاً شرباً معاملةً یبتغون طریق الاحتیاط یحتاطون لدنیاهم طعام یشتریه یکتشف بأنه مرت علیه ایام بتعبیرنا هذه الایام انتهت صلاحیته ویشك بتلفه ومع ذلك یرمیه جانباً ولو کان قد اشتراه بکذا وکذا من المال، اذاً مبدأ الإحتیاط مبدأٌ ساريٍ في ما بیننا ولا یعاتب علیه صاحبه یقولون الاحتیاط طریق النجاة ولکن المشکلة عندما یصل الأمر إلی الدین البعض منا لا یسلك هذا الطریق الآن أنت في أکلك وشربك هنالك طعام نقي نظیف خالٍ من الأمراض وهناك طعام مشکوك فيه أعني ظاهراً کلاهما حلالٌ لحم مذکی کما أنك تختار الأقرب إلی صحة المزاج في عالم الدین ایضاً إختر ما هو أقرب للحلیة، هناك طعام حلال وهناك طعام مشکوك فیه، تذهب إلی بلاد الغرب هنالك طعام حتی لو أخذ من الکافر لا ضیر فیه ما لا یحتاج إلی التذکیة السمکة التي ماتت خارج الماء وهناك لحم تشك فیه اذاً قدم ما هو المتیقن هذا المقدار من الممکن، اذاً أکلاً وشرباً بإمکان أن تأخذ جانب الإحتیاط ولکن المشکلة أن البعض یحتاط في هکذا قضایا في الطهارة والنجاسة مثلا ولکن لا یحتاط في هو الأهم وهو عرض المؤمنین أن یهتك مؤمناً هذا هین علیه یعید الوضوء المرة والمرتین یطهر یده المرة والمرتین ولکن یغتاب أخاه من دون رادع ولو ذکرته بالأمر کما یقول القرآن أخذته العزة بالإثم اذاً إحتیاط البعض ایضاً لیس من باب الحیطة علی الدین وخاصة فیما یتعلق بالطهارة والنجاسة إحتط للدماء إحتط للفروج إحتط للأموال إحتط للطعام والشراب وأخیراً إحتط في باب الطهارة والنجاسة کل شيء لك طاهر حتی تعلم أنه نجس ما قال أحد أعراض المؤمنین مباحة لك لیست عندنا هکذا قاعدة.
ولهذا اشارة بسیطة إلی هذا المجال من أُبتلي بالإحتیاط الذي لا وجه له انا قلت هذا المعنی رأيت انساناً یحتاط في خمسه؟ یخمس ماله مرتین إحتیاطاً؟ لا یخمس مرتین ولکن في الوضوء والغسل یکرر معنی ذلك أن الشیطان یرید منك هذه الحالة إن إحتطت في التخمیس والتزکیة لا ضرر في البین الیوم خمست المال شککت فیه خمسته ثانیا المال یذهب إلی فقراء المؤمنین وذریة النبي أما أن تعید الوضوء المرة والمرتین بلا وجه هذا من المنتفع به؟ ولهذا الکلام الذي یمکن أن یردع من أبتلي بالاحتیاط والوسوسة في هذا المجال أن نقول أنت لماذا تکرر الصلاة تعیدها؟ لماذا تعید الغسل تطیله؟ یقول ارید أن أتقرب إلی ربي الجواب أنت تتباعد منه لا تتقرب إلی الله عزوجل بما یباعدك منه! مثال عرفي انسان له أب یرید أن یدخل في فمه الطعام یرید أن یبر والده یدخل في فمه الطعام قبل أن یبلعها یدخل في فمه اللقمة الثانیة والثالثة إلی أن یقتله اختناقاً یقال هذا بر بأبيك؟ هو لا یرضی أن تعطیه لقمة زائدة ولكنك تُصر الوسواسي هکذا یرید أن یتقرب إلی ربه هکذا زوراً وغصباً رب العالمین یقول له لا تُکرر وهو یرید أن یکرر إن کانت القضیة الهیة من المفروض أن لا تعید العمل والامر له منشأ علی کل حال في بعض الإفرازات البدنیة مرض عضوي حتی غیر المسلمین مبتلون به نحن مبتلون بالطهارة والنجاسة مثلا وغیر المسلم یشك في الجراثیم القاتلة کلما مسك شیئاً قال اُبتلیت بالمرض الفلاني هذا مرض شائع اذاً الحل في هذا المجال أن لا تعتني بهذه الوسوسة! أحدهم مدح آخر امام الامام علیه السلام ولکن المشکلة أنه یوسوس واذا بإمامنا قال له أي عقل هذا؟ یعني مدحته بالعقل وهذا حاله؟ اذاً القضیة ینبقي أن نتوسط فیها.
الروایات في الباب ما رأيت روایة في باب الاحتیاط أبلغ من هذا التعبیر الآن کلامنا في الاحتیاط الراجح أخوك دینك! کیف أخوك تجعل عینك علیه تتأذی من أذاه؟ یضرب المثل بالعباس علیه السلام وأخیه الحسین أخوك دینك الدین أخوك فأحتط لدینك بما شئت لا تجعل الدین یغضب منك بهذا المعنی الدین مجموعة من القواعد والسنن حاول أن تکون مراعیا لها.
الامام الصادق علیه السلام یذکر لنا قاعدة طبعا هذا الکلام لا ینبقي أن يجر إلی الوسواس یقول خذ بالاحتیاط في جمیع ما تجد الیه سبیلا أردت أن تتکلم علی مؤمن تشك أنه من الغیبة المحللة أو المحرمة قف مکانك إحتط لدینك ما دمت تشك في رضی ربك.

إلهي بفاطمة وابیها وبعلها وبنیها والسر المستودع فیها عجل لولیك الفرج والعافیة والنصر أبلغه عنا في هذه الساعة تحیة کثیرة وسلاما بلغ أرواح المؤمنین والمؤمنات ثواب الفاتحة مع الصلوات.