- ThePlus Audio
أعوذ بالله من الشیطان الرجیم
بسم الله الرحمن الرحیم
وأفضل الصلاة وأتم السلام علی أشرف الخلق وسید المرسلین محمد المصطفی وآله الطیبین الطاهرین
سلام علیکم اخواني اخواتي جمیعا ورحمة الله وبرکاته
الکثیرون یُنفقون اموالهم في سبیل الله حتی في غیر سبیل الله البعض یُنفق ماله بدواعیً انسانیة قد یکون منکراً للمبدأ والمعاد بعض الناس هکذا یتقمصون هذا القمیص اذاً هؤلاء القسمان یُنفقان ولکن انظروا إلی الفرق الشاسع بین الإنفاق المقبول وغیر المقبول؛ هابیل قدم قرباناً قابیل قدم قرباناً تُقبل من أحدهما ولم یُتقبل من الآخر الآیة لم تذکر السبب وإن کانت بعض الروایات تشیر هذا الذي لم یُتقبل یبدوا أن صاحب هذا الإنفاق صاحب نفس خبیثة ولهذا طوعت له نفسه قتل أخیه فقتله، اذاً الانفاق المقبول مرتبط بالنفوس المقبولة بالنفوس الطیبة، کلامنا في موجبات القبول أنت تُنفق تعطي مالا ولکن هذا المال لابد لقبوله من ضوابط اول شرط فیه أن یکون المال قد اُخذ من حله وصُرف في حله قد یکون المال مأخوذاً من الحلال ولکن یُنفق في الحرام، انسان یطلب منك مالاً وأنت تعلم أن هذا المال یعینه علی الحرام ولدك یطلب منك شیئاً آلة لإرتکاب الحرام وهذه الایام لها مصادیق تشتري له جهازاً تمکنه من هذه الشبکة العنکبوتیه کما یقال فیقع في فخاخها أنت الذي أعنته علی الحرام؛ ولهذا امامنا الصادق علیه السلام یشیر إلی القسمین لو أن الناس أخذوا ما أمرهم الله به فأنفقوه فیما نهاهم عنه ما قبله منهم، المال حلال اُخذ فیما أمر الله ولکن الإنفاق في سبیل مُحرم، ولو أخذوا ما نهاهم الله عنه فأنفقوه في ما أمرهم الله به ما قبله منهم؛ المال مأخوذاً من الحرام ربیً غشاً سرقةً إلی آخره وصاحبنا أنفقه في الخیر في کفالة الیتیم مثلا ایضاً هذا غیر مقبول حتی یأخذوه من حق ویُنفقوه في حقٍ کلمة مختصرة؛ المأخوذ والإنفاق بالحق.
هنالك آیة في القرآن الکریم یقول ولا تیمموا الخبیث منها تنفقون البعض من هؤلاء في صدر الاسلام کانوا یُنفقون المال انفاقاً خبیثاً سُئل الباقر علیه السلام ما هذه الآیة ما تفسیرها؟ یقول کان الناس حین أسلموا عندهم مکاسب من الرباء وأموال خبیثة الاموال الخبیثة کالسلب والنهب مثلا فکان الرجل یتعمدها من بین ماله فتصدق بها، یرید أن یتخلص من مال الرباء من مال المنهوب فیعطیها صدقةً القرآن الکریم عبر عنه بأن هذا انفاق خبیث، من أراد أن یصل إلی الدرجات العلیا في هذا الباب علیه بالأمور الثلاث هذه الأمور احفظوها؛ مرة انسان یُنفق مالاً وهو لا یحتاج الیه بعض الناس یجمع الثیاب المستعملة في المنزل یتحیر ماذا یصنع یرمیه في القمامة أو یعطیه للفقراء والمساکین؟ هذا انفاق ولکن أي انفاق؟ النبي الأکرم صلی الله علیه وآله وسلم یقول ثلاثة من حقائق الإیمان الانفاق من الإغتار؛ درهم من الفقیر لا یُساوي الدرهم من الغني هذا درهم وهذا درهم ولکن هذا انسان فقیر یأخذ من قوت یومه هذا الانفاق له وزن عند الله عزوجل، وانصافك الناس من نفسك تعطي من حقك للغیر أو الحق علیك تعترف بذلك تُنصف الناس من نفسك یتفق في حیاة الناس یقول القانون معي المال لك شرعاً ولکن القانون یحمیني ليس لك ما یُثبت هذا منطق المؤمن أعطاك مبلغاً ولم توقع علی ورقةٍ یقول ما دمت لا تُثبت قانونیاً لیس لك شيء عندي هذا کمال الدنائة، وبذل العلم للمتعلم انسان یطلب منك علماً تعلمه.
وأخیراً الانسان قلنا قبل قلیل یُنفق من الاغتار هناك صورة ثانیة قد یکون الانسان غنیاً ولکن یُعجبه شيءٌ یخیط ثوباً یلبسه یری الثوب جمیلاً علیه ما دمت اُعجبت بهذا الثوب قدمه في سبیل الله عزوجل هذا دأب اُئمتنا علیهم السلام، اشتری علی علیه السلام ثوباً فأعجبه الثوب وعلی بدن امیرالؤمنین هذا الثوب ازداد بهاءً وجمالا بجمال امیرالمؤمنین علیه السلام الامام تصدق به عندما اُعجب بهذا الثوب تعجب به.
روایة أخيرة ایضاً من سیرتهم الامام الرضا علیه السلام اذا أکل اُوتي بصحفة فتوضع بقرب مائدته عادةً کریم القوم یُقدم امامه الوجبة الرئیسیة فیعمد إلی أطیب الطعام من ما یؤتی به فیأخذ من کل شيء شیئا فیضع في تلك الصحفة ثم یأمر بها للمساکین یعني اللحم وغیره مما یعجبه یجعله في ذلك الصحن ویوزعه علی الفقراء ثم یقول فلا اقتحم العقبة، ثم قال علم الله عزوجل أنه ليس کل انسان یقدر علی عتق رقبة فلا اقتحم العقبة فک رقبة أين نجد الرقبة الآن ولهذا جعل لهم السبیل إلی الجنة بالإطعام مثلا وکان الامام الصادق علیه السلام یتصدق بالسکر فقیل له اتصدق بالسکر؟ قال نعم لیس شيء أحب إلي منه فأنا أحب أن أتصدق بأحب الأشیاء إلي، اذاً هذه سنة نراعیها في حیاتنا اُعجبت بشيء قدمه لمن تحب من المؤمنین ما تعطی قبال ذلك أضعاف ما تفقده من مالك.
إلهي بفاطمة وابیها وبعلها وبنیها والسر المستودع فیها عجل لولیك الفرج والعافیة والنصر أبلغه عنا تحیة کثیرة وسلاما بلغ أرواح المؤمنین والمؤمنات ثواب الفاتحة مع الصلوات.
ملاحظة: هذا النص تنزيل لصوت محاضرة الشيخ حبيب الكاظمي فقط، ولم يمر بمرحلة التنقيح واستخراج المصادر بعد.