• ThePlus Audio
Layer-5-1.png

ماذا تعرف عن سورة القارعة؟

بسم الله الرحمن الرحيم

الإقبال على المعنويات بين الشباب اليوم

من الأمور التي راجت بين الشباب في السنوات الأخيرة حتى في بلاد الغرب، تلك التي نسميها الصحوة الروحية أو الإيمانية وهي إقبالهم على الأمور المعنوية وعلى التخصص في أمور الدين. نعم، هناك إقبال بصورة عامة من الناس على الدين ولكننا نتحدث عن اهتمام خاص وإقبال بالمعنى الأخص يتعلق بمراقبة النفس ومجاهدتها. وقد وصل الأمر ببعض الشباب أن نأمرهم بعدم إرهاق النفس بالعبادة وبترك الصلاة، أعني بعض الصلوات المستحبة، بدل أن نأمرها بها. وقد روي عن النبي الأكرم (ص) أنه قال: (إِنَّ هَذَا اَلدِّينَ لَمَتِينٌ ، فَأَوْغِلْ فِيهِ بِرِفْقٍ، وَ لاَ تُبَغِّضْ إِلَى نَفْسِكَ عِبَادَةَ اَللَّهِ، فَإِنَّ اَلْمُنْبَتَّ لاَ أَرْضاً قَطَعَ، وَ لاَ ظَهْراً أَبْقَى)[١].

والتوفيق لهذه الأمور المعنوية من نعيم الله عز وجل الذي يُسئل عنها الإنسان وذلك قوله عز وجل: (ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ)[٢]. وإننا نستشف من خلال الآيات والرويات الشريفة؛ أن من سياسية الله عز وجل، أنه يفتح أبواب التوفيق المعنوي بين وقت وآخر وقد لا يفتح هذا الباب في العمر إلا مرة واحدة. إنني عادة ما يسألني بعض الشباب قائلين: لقد فتح الله لنا باب التوفيق المعنوي وتألقنا إيمانيا، فكنا نصلي بتوجه ونقرأ دعاء أبي حمزة في قنوت صلاة الليل ونصوم شهري رجب وشعبان، ولكن اختفى كل ذلك وتبخر الإقبال كأن لم يكن. إنها السياسة الإلهية أن يمنحك بين الوقت والآخر منحة يدفعك بها دفعاً إلى الأمام. ألسنا نرى تغييرا في الشعب العراقي في أيام الأربعين، وما أدراك ما الأربعين؟ ألا ترى كيف يموج هذا الشعب في حب الحسين (ع)؟

كيف نحول هذا الإقبال المنقطع المتغير إلى إقبال دائم وثابت؟

ترى الرجل يتزوج إحداهن منقطعاً فإذا أعجب بها، حولها دائما، فكيف نحول هذه الحالات المنقطعة إلى حالات دائمة؟ أولا: إذا جائتك هذه المنحة وأقبلت بعد إدبار، فلا تعرض عنها باختيارك، ولا تقرب المعاصي التي تطون قاصمة للظهر في هذه الحالات. إن النظرة المريبة إلى إحداهن في الأربعين وهي تمشي إلى جانب لزيارة الحسين (ع)، نظرة قاتلة وليست كتلك النظرة التي تنظرها في الأسواق. فأنت أولا: في موسم عزاء، وثانيا: في موكب، وثالثا: في زيارة مقدسة.

فلابد أن تضاعف من المراقبات في أوقات الإقبال كشهر رمضان المبارك وأيام الحج والعمرة ويوم عرفة وغيرها ولا يغرك ما أنت فيه من الإقبال والتوجه، فلعل زلة واحدة تُسقطك في الهاوية. فثمة فرق كبير بين يمشي على الأرض المستوية ومن يمشي على الحبال في الأماكن المرتفعة؛ فأقل غفلة وسهو تجعله ينزلق فيسقط على الأرض بقوة. فاعلم أنك في حالة الإقبال عليك من قبل الله عز وجل، كمن تمشي على الحبل، ولابد من أن تكون يقظا منتبها. لا تقل: كنت في دار الدنيا مشغولاً بأهلي ومالي وولدي ومنزلي، فيقال لك: ألم نمنحك ونعطيك نفحة في شهر رمضان من سنة كذا؟ أو في شهري محرم وصفر؟ ألم نقبل عليك؟ فلماذا تركتنا واستدبرت قبلة عالم المعنى؟!

القارعة وعجز البشر عن إدراكها

من السور التي يجدر بالمؤمن التدبر فيها، سورة القارعة. تبدأ هذه السورة بقول الله عز وجل: (الْقَارِعَةُ * مَا الْقَارِعَةُ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْقَارِعَةُ)[٣] وهذه الآيات تشبه ما ورد في صدر سورة الحاقة. وبصورة عامة يبدأ سبحانه الحديث عن القيامة في كثير من الأحيان بما أدراك. ولما أدراك معنيان؛ أحدهما: ما أدراك يا رسول الله، ما هي القيامة؟ فالقيامة مستقبل وهو غيب لا يكشف عنه إلا عالم الغيب، فلولا إخبار رب العالمين، لم يكن يدري النبي (ص) ما هي القيامة بالتأكيد. ولذا عندما يصل الأمر بالقيامة يتخرص البعض والأجدر بهم الوقوف عند ما أخبر به القرآن الكريم والسنة النبوية وكلمات أهل البيت (ع) ولا يتجاوزها إلى الظنون.

المعنى الآخر وهو معنى دقيق وظريف ويحتاج إلى تأمل؛ أنه يا رسول الله، إن ما نصف به القيامة لا يكشف عن حقيقتها تماما والأمر فوق البيان، وهو يشبه قوله عز وجل: (وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا)[٤]، وكأنه يقول: سلوا عن القمر والأهلة والمحيض ولكن السؤال عن الأرواح أمر عظيم، فهو عالم مبهم فوق الإدراك.

من المائدة إلى سراديب وادي السلام…!

لقد نقل لي أحدهم أنه رأى أحد الموتى في منامه، فسأله عما قرأنا في الكتب من العذاب في البرزخ كضغطة القبر وسؤال منكر ونكير وضيق اللحد وغيرها، فهل وجدت من ذلك شيئا؟ فقال له: نعم، كله صحيح ونراه نحن الموتى. فقال له: زدني بياناً. فقال: ما يجري على الميت في عالم البرزخ لا يمكن بيانه، ويعجز اللسان عن وصفه. تصور أن تكون بين أهلك في التاسعة مساء تتناول العشاء وأنت تضحك معهم وتمرح، فإذا بالجلطة تنقلك في نهار الغد إلى عالم الموتى، فتكون في التاسعة مساء من اليوم التالي جليس الأموات في لحد مظلم، وتكون قد انتقلت من المائدة في غضون أربع وعشرين ساعة إلى سراديب وادي السلام. فلا ينبغي أن يطمئن الإنسان إلى نفسه ولا يركن إليها بحال من الأحوال، إذا لا يسترق الانتقال من القصور إلى تلك القبور أكثر من أربع وعشرين ساعة…!

وهذه الساعات من أوحش الساعات، فلا يترك الولد البار أباه في تلك الساعة الموحشة وحيدا وينشغل بالإطعام واستقبال المعزين؛ بل يصلي صلاة الوحشة ويتصدق عنه في تلك الليلة ويسهر إلى الصباح يقرأ له القرآن جالسا على قبره إن أمكنه ذلك، فهذا من أفضل مصاديق بر الوالدين.

ولكن ما هي القارعة؟ إن هذه الصواريخ والقنابل تُسمى القارعة أيضا، لأنها تقرع الأرض قرعاً، والقارعة هي ما يقرع الأرض في يوم القيامة عندما يُنفخ في الصور. ثم يقول سبحانه: (وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْقَارِعَةُ)[٥]؛ أي أن عقولكم لا تستوعب حقيقة تلك الصيحة التي يصعق عندها من في السماوات والأرض. ويا له من موقف رهيب وصمت يعم هذا العالم حتى لا تسمع مجيبا لقول الله عز وجل: (لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ)[٦] – فيبدو أن عزرائيل كذلك من الموتى في تلك الساعة – فيأتي النداء من قبل الله عز وجل: (لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ.) فكن خليلا لهذا المقتدر في دار الدنيا، ليكون لك أنيسا في تلك الساعة الموحشة.

ثم يقول عز من قائل: (يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوثِ * وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ)[٧]. فما هو الفراش المبثوث والعهن المنفوش؟ أما الفراش فقد يكون هذه الحشرة المعروفة ذات الأجنحة الملونة، وقد يكون الجراد الذي ورد في القرآن الكريم وصفا للناس في يوم القيامة فقال: (خُشَّعًا أَبْصَارُهُمْ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْدَاثِ كَأَنَّهُمْ جَرَادٌ مُّنتَشِرٌ)[٨].

لماذا وصف الناس بالجراد ولم يصفهم بالعصافير مثلا؟

إن من عاش في الصحراء قد رأى الفرق بين الطير والجراد؛ فالطيور تخرج من أوكارها بحثا عن الماء والحبوب في حركة هادفة، بخلاف الجراد المسكين الذي يقفز من مكان إلى آخر من دون هدف محدد. والناس يوم القيامة كالسكارى حيارى لا يدرون أين يذهبون؛ فهم كالجراد يسيرون على غير هدى في ذهول تام.

وهذا والوقوف في طوابير الحساب، وقوف عظيم، حيث يتصبب العرق بكثرة من الناس إلى أن يصل إلى الركب كما ورد في بعض الروايات الشريفة، والإنسان ينتظر في هذه الطوابير تحت الشمس الحارقة انتظارا قد يطول ألف سنة أو ألفي سنة. هذا ويخرج الإنسان من طوره في طابور ينتظر فيه لساعتين فكيف لألفي سنة؟ والواحد منهم يقول: حاسبنا ولو إلى النار. أي أنهم يطلبون أن يريحهم الله عز وجل من عذاب ذلك الانتظار ولو بعذاب النار.وفي المقابل هناك من يخرج من قبره إلى الجنة بغير حساب حتى إن الملائكة لستغرب منهم ومن دخولهم الجنة من دون الوقوف على حساب أو ميزان.

هل تعلم ما هو العهن المنفوش؟

ثم إن هذه الجبال التي هي مثال الرسوخ والثبات في الدنيا، حتى ليقال: فلان، شامخ أو راسخ كالجبال لا تعزعزعه العواصف، والتي منها جدد بيض وحمر مختلف ألوانه وغرابيب سود، تتناثر كما يتناثر الخيط. والعهن هو الصوف الملون الذي تأخذه فتغزله، فإذا فتحته صار منفوشا وتتطاير كما يتطاير القطن عندما يضربه النداف. أي أن جبلا كجبل هملايا، يُصبح كالخيط المتناثر أو القطن المتطاير في ذلك اليوم لا وزن له ولا قوة.

وماذا يحدث بعد هذه المشاهد العظيمة والانهيار الكبير؟ يقول عز وجل: (فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ * فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ)[٩]. سل نفسك هذا السؤال دائما: هل أنت راض عن نفسك؟ إن من صفات أهل الجنة أنهم راضون عن أنفسهم ولهم عيشة مرضية، فإذا أردت العيشة المرضية في الآخرة، كن راضيا عن عيشتك في الدنيا وكن راضيا عن صلاتك وعن تلاوتك وعن أمرك بالمعروف ونهيك عن المنكر وعن قيام ليلك وعن تعاملك مع أهلك وأسرتك وهلم جرا، إلى أن تكون مصداق قوله عز وجل: (يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ * ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً)[١٠].

ابحث عن نقاط الضعف

ابحث عن نقاط الضعف ومكامن الخلل في حياتك واعمل بجد على إصلاحها في هذه الدنيا. وأفضل محطة للتفكر والتدبر في أمر هذه الحياة، جوف الليل. لابد من أمور ثلاثة عند قيام الليل: الصلاة وتلاوة القرآن والتفكر والتدبر. انظر إلى صيامك في شهر رمضان المبارك إذا انقضى من الشهر نصفه، وقل في نفسك: هل تميزت قياسا بالعام المنصرم؟ فإذا لم تتميز، سلها: إلى متى تستمرين بهذه الرتابة في الحياة؟

كيف نثقل الميزان؟

إننا نجد في موازين الدنيا أنها تتشكل من  كفتين يوضع في إحداها ثقل من الحديد وبضاعة من أرز أو سكر أو ما شابه ذلك مما يوزن في الكفة الأخرى إلى أن ترجح الكفة. ويُمكن القول: هناك نوع من أنواع المقابلة والمواجهة بين كفة البضاعة وكفة الحديد، وكأنك تقول للحديد: إنني سوف أتكاثر إلى درجة أغلبك، وترجح كفتي….! إننا لسنا من المعصومين في دار الدنيا ولابد من كفة سيئات. ومهما حاولت الابتعاد عن المعاصي وقعت في بعضها، فمن منا لا يسمع الغيبة مثلا؟

نعم، إنك تحرص على ألا تتكلم على أحد ولكن ماذا تفعل عندما تزور الأهل والأرحام وتجلس في هذه المجالس التي لا تخلو من الغيبة؟ إما اغتياب سياسي أو زعيم ديني او زعيم الحزب أو التيار وإلى آخره. إنني لا أمنع الحديث مطلقا، ولكن لابد أن تكون مجازا للتكلم على هذا وذاك، فهل أنت مجاز؟ لو جائك هذا الرئيس أو ذلك الوزير أو المحافظ مثلاً وقال لك يوم القيامة: تكلمت علي واغتبتني، فمن أذن لك بذلك؟ أين الاستثناء؟

إن الاستثناء في الغيبة يحتاج إلى دليل، فأين دليلك؟ فإن كان لك دليل نجوت وإلا أخذ بتلابيبك وقد لا يرضى حتى يأخذ من حسناتك أفضلها، كزيارتك مشيا إلى الحسين (ع) على سبيل المثال. فهل تبيع هذه الزيارة من أجل كلمة تتكلم بها على فلان وفلان؟ إذا أردت التكلم على أحدهم، فتكلم بما يجيز لك الشرع، حتى إذا جاءك عزرائيل (ع) في تلك الحال لم تخش من مجيئه.

ماذا قال لقمان لابنه حول الصمت؟

لقد روي عن الإمام الصادق (ع) أنه قال: (قَالَ لُقْمَانُ لاِبْنِهِ يَا بُنَيَّ إِنْ كُنْتَ زَعَمْتَ أَنَّ اَلْكَلاَمَ مِنْ فِضَّةٍ فَإِنَّ اَلسُّكُوتَ مِنْ ذَهَبٍ.)[١١] فسكوتك لن يحاسبك عليه أحد، ولكن بمجرد أن تفتح فمك فإن العداد يبدأ بالعمل، إن خيرا خير وإن شرا فشر. ولذا تجد المؤمن كالأخرس لا ينطق إلا بما ينفعه في دنياه وأخراه. وهو ما ورد في وصف أمير المؤمنين (ع) لأخ له في الله: (كَانَ أَكْثَرَ دَهْرِهِ صَامِتاً فَإِنْ قَالَ بَذَّ اَلْقَائِلِينَ وَنَقَعَ غَلِيلَ اَلسَّائِلِينَ.)[١٢] أي تجده صامتا في أكثر الأحيان ولكن إذا تكلم كأن على رأس مستمعيه الطير وكأنه خطيب من أفصح الخطباء وأحكمهم. وشتان بينه وبين المهذار من أصحاب المقاهي الذين يخضون في الباطل ولا وزن لهم.

فإذا رجحت كفة السيئات؛ فحاول أن تجعل في كفة الحسنات ما يرجحها. ولكن بأي شيء نثقل كفة الحسنات؟ بالإيمان والعمل الصالح، وبالصلاة على النبي وآله (ص) فهي خفيفة على اللسان، ثقيلة في الميزان. فصل على محمد وآله (ص) في كل لحظة فراغ في طريقك إلى العمل أو إلى الحرم أو في الساعات التي يقل فيها المراجعون أو عند كنس البيت أو طبخ الطعام أو القيام بأمور المنزل من قبل ربة البيت. فهذه الصلوات من أثقل ما يوجب رجحان كفة الحسنات.

[١] نزهة الناظر  ج١ ص٢٠.
[٢] سورة التكاثر: ٨.
[٣] سورة القارعة: ١-٣.
[٤] سورة الإسراء: ٨٥.
[٥] سورة القارعة: ٣.
[٦] سورة غافر: ١٦.
[٧] سورة القارعة: ٤.
[٨] سورة القمر: ٧.
[٩] سورة القارعة: ٦-٧.
[١٠] سورة الفجر: ٢٧-٢٨.
[١١] الکافي  ج٢ ص١١٤.
[١٢] نهج البلاغة  ج١ ص٥٢٦.
Layer-5.png
Layer-5-1.png

خلاصة المحاضرة

  • إذا رجحت كفة السيئات؛ فحاول أن تجعل في كفة الحسنات ما يرجحها. ولكن بأي شيء نثقل كفة الحسنات؟ بالصلاة على النبي وآله (ص) فهي خفيفة على اللسان، ثقيلة في الميزان. فصل على محمد وآله في كل لحظة فراغ في طريقك إلى العمل أو إلى الحرم أو في الساعات التي يقل فيها المراجعون وما شابه ذلك.
  • إن الاستثناء في الغيبة يحتاج إلى دليل، فأين دليلك؟ فإن كان لك دليل نجوت وإلا أخذ بتلابيبك من اغتبته، وقد لا يرضى حتى يأخذ من حسناتك أفضلها، كزيارتك مشيا إلى الحسين (ع) على سبيل المثال. فهل تبيع هذه الزيارة من أجل كلمة تتكلم بها على فلان وفلان؟
Layer-5.png