Search
Close this search box.
  • ThePlus Audio
Layer-5-1.png
عناوين المحاضرة
عناوين المحاضرة
Layer-5.png
Layer-5-1.png

ماذا أفعل لكي يذكرني إمام زماني (عج)؟

بسم الله الرحمن الرحيم

أحب الأحاديث إلى قلبك

إن أقرب الأحاديث إلى قلب المؤمن المنتظر ما تعلق بإمام زمانه (عج). ولذلك نجد المؤمنين المنتظرين يترقبون الفرص في اجتماعاتهم لكي يتذاكروا أمره ويبحثوا عن موجبات مودته ونصرته وسلوك الطرق التي تؤدي إلى قربه. وهؤلاء لا يخلون من عين رعايته ويدعو لهم إمامهم (عج) من دون شك وريب.

ابحث عن العناية لا الرؤية…!

وليعلم المؤمن أن التفاتة المعصوم لا تكون بالضرورة التفاتة حسية. إن المنافقين كانوا حول النبي (ص) يرونه ويراهم ولكنهم بتعبير القرآن الكريم مردوا على النفاق ولم ينفعهم وجودهم قرب النبي (ص)، وإن كان النبي (ص) يعاملهم كمعاملة المسلمين. والفرق بين الكافر والمنافق هو أن النبي (ص) قاتل الكفار ولم يقاتل المنافقين الذي هم كفار باطنا وإن أظهروا الإسلام، وكان ينظر إليهم بحسب التعبير القرآني كما ينظر إلى الخشب المسندة التي لا تصلح عمادا لخيمة ولا ما شابه ذلك من الأمور التي يُنتفع بها. فهؤلاء كانوا مع النبي (ص) ولم ينظر إليهم، وكان من المؤمنين من لم يلتق برسول الله (ص) كأويس القرني الذي جاء لرؤيتة النبي (ص) فلم يُوفق لأنه كانت له والدة تنتظره ولم يشأ أن يُخلفها ما وعدها من سرعة الرجوع إليها؛ إلا أن العناية النبوية شملته حتى أصبح فيما بعد من خيار أصحاب أمير المؤمنين (ع) الذين استشهدوا بين يديه.

هل يُمكن رؤية الإمام (عجل الله فرجه)؟

ونحن لا ننفي اللقاء به في زمن الغيبة نفيا مطلقا ولسنا من أًصحاب الإثبات المطلق؛ وإنما نعتمد أصل عدم إمكانية الروية إلا ما خرج بالدليل القاطع لا بالدعوة المجردة. والدليل القاطع هو الذي يقوله الشخص الذي هو مرتبة ابن طاووس والمقدس الأردبيلي وبحر العلوم ممن لا يُشك في نزاهتهم، وألا يدع للشك مجالا من خلال القرائن المحفوفة.

فإن تعذرت الرؤية الحسية؛ فهل يشك أحد في العناية التي يختص بها المعصوم البعض من المؤمنين؟ أقل العناية الدعاء للمؤمن. لو وصل المؤمن إلى درجة استحق فيها أن يدعو له الإمام المنتظر (عج)؛ فليعلم أن دعاء إمامه لن يرد. ومن مصاديق أدعية أهل البيت  (ع) لشيعتهم دعاء الإمام الحسين (ع) في يوم عاشوراء بطيب الريح لجون والذي استجيب بحقه.

النظرة المهدوية

وقد لا يدعو (عج) للمؤمن وإنما يخصه بنظرته الكريمة فيتكفي بها. ونستطيع أن نشبه ذلك – مع فارق التشبيه – بالأشعة التي تسلط على الغدد الخبيثة فتقضي عليها. إن هذا الإشعاع الغيبي يخرج من قلبه الشريف أو من عينه الشريفة وتُصيب أمراض الروح عندك فتزيلها. يعبر البعض عن هذه النظرة بالنظرة الولائية، والبعض الآخر بالنظرة التكوينية. وكثيرة هي الأمثلة التي وردت في القرآن الكريم عن الأعمال الخارقة التي قام بها الأنبياء والأوصيا كالعرش الذي جاء به سليمان (ع) بطرفة عين. فسل إمامك أو ربك هذه النظرة؛ وسؤالك ربك أو إمامك وجهان لعملة واحدة. ما الفرق بين أن تسأل الأمير أو الوزير؟ أليس الأمير هو من أوزر الوزير؟

هذه النظرة هي التي حفظت كيان التشيع

إنني على يقين أن كبار مراجعنا اليوم يعيشون هذه الحالة؛ لأن أحدهم يمر في أزمة لا يرى لها حلاً وإذا بالحل يأتي من حيث لا يحتسب إلقاءً في الروح أو تسديداً خارجياً. ولهذا هم في قمة هدوئهم في الأزمات الكبرى التي تعصف بالأمة لتكرر هذه الالتفاتة، ولهذا يعتقدون بأن هذه الالتفانة المهدوية هي الحافظة لهذا الكيان المبارك. وقد ورد عنه (عج) في إحدى توقيعاته: (إِنَّا غَيْرُ مُهْمِلِينَ لِمُرَاعَاتِكُمْ وَ لاَ نَاسِينَ لِذِكْرِكُمْ وَ لَوْ لاَ ذَلِكَ لَنَزَلَ بِكُمُ اَللَّأْوَاءُ وَ اِصْطَلَمَكُمُ اَلْأَعْدَاءُ)[١].

كيف نستجلب الالتفاتة المهدوية؟

كلمتان في القرآن يختصران الكثير من المعاني وهما قول الله عز وجل: (فَٱذۡكُرُونِيٓ أَذۡكُرۡكُمۡ)[٢]. لو لم يكن في القرآن إلا هذه الآية لكفتنا لما تحمله من معاني عظيمة. إن أردت التفاتة من الإمام (عج) وأردت أن يذكرك؛ فاذكره أنت كذلك. فالقضية باصطلاح المناطقة؛ قضية طردية لا عكسية. وكلما زاد ذكرك لربك؛ زاد ذكر ربك لك. لا تقل: إنني بحمد الله مصل قائم صائم، لأن عليك البحث عن الأعلى دائما. إنك لا تقنع من الدنيا بالقليل، فلا تقنع بوظيفتك بل تبحث عن الترقية، والتاجر لا يقنع برأس ماله، ويبحث عن المزيد من الأصفار، وكذلك كن في عالم التعامل مع الغيب. والقاعدة المهدوية تقول: من كثر ذكره لإمام زمانه؛ ازداد ذكر إمامه له، والتفت إليه.

كيف نذكر إمامنا (عجل الله فرج)؟

ولا نعني بذكره، ذكر اسمه؛ بل أن تعيش مشاعره وتشعر بغربته وتحمل معه هموم الأمة وتتألم كما يتألم لما يجري على المسلمين عامة وعلى شيعته خاصة. هل جرت دموعك على إمام زمانك (عج) كما تجري عندما تقع في أزمة عائلية أ و مالية أو اجتماعية؟ إن كانت لك حوائج مستعجلة وأمور مستعصية وأنت تسير إلى الحسين (ع) في الأربعين أو في غير الأربعين، ووصلت إلى القبة الشريفة بعد جهد ونصب، فلا تطلب لنفسك شيئا قبل أن تنفجر بالدعاء له، لا مجاملة وإنما دعاء واقعيا مصحوبا بدمعة مهراقة وبحالة تُنسيك حوائجك التي جئت من أجلها. لو اطلع الإمام (عج) عليك وأنت بهذه الحالة ذكرك والتفت إليك حتما.

إنني أوصي زوار النبي الأكرم (ص) وزوار سيد الشهداء (ع) وزوار الأئمة (ع) جميعا أن يطلبوا من المزور؛ أن يوصي الإمام المهدي (عج) بهم ليتبناهم الإمام (عج) دائما؛ لا في ليلة القدر وليلة النصف من شعبان أو ما شابه ذلك من المناسبات فحسب.

[١] بحار الأنوار  ج٥٣ ص١٧٤.
[٢]سورة البقرة: ١٥٢.
Layer-5.png
Layer-5-1.png

خلاصة المحاضرة

  • إن أقرب الأحاديث إلى قلب المؤمن المنتظر ما تعلق بإمام زمانه (عج). ولذلك نجد المؤمنين المنتظرين يترقبون الفرص في اجتماعاتهم لكي يتذاكروا أمره ويبحثوا عن موجبات مودته ونصرته وسلوك الطرق التي تؤدي إلى قربه. وهؤلاء لا يخلون من عين رعايته ويدعو لهم إمامهم (عج) من دون شك وريب.
  • التفاتة المعصوم لا تكون بالضرورة التفاتة حسية. إن المنافقين كانوا حول النبي (ص) يرونه ويراهم ولكنهم مردوا على النفاق فلم ينفعهم قرب النبي (ص)، وكان من المؤمنين من لم يلتق به (ص) كأويس القرني، إلا أن العناية النبوية شملته حتى أصبح فيما بعد من خيار أصحاب أمير المؤمنين (ع).

 

Layer-5.png