ماذا أفعل بشوقي للإمام المهدي (عج)؟

بسم الله الرحمن الرحيم

ضرورة معرفة الإمام المهدي (عجل الله فرجه)

لا يُمكن الارتباط بالإمام المهدي (عج)، من دون معرفة الإمام (عج) والاطلاع على أبعاد شخصيته وكلماته والمأثور عنه. ولذلك أوصي المؤمنين بقراءة الأحاديث المروية والتواقيع الصادرة عنه. وقد قام أحدهم بحمع هذه التواقيع في كتاب جامع وقد بوب هذه التواقيع، خصص بابا للتواقيع التي صدرت بحق محبيه وبابا للتواقيع الفقهية وبابا للمراسلات في زمن الغيبة الصغرى، وبابا لما ورد عنه من اللعن في حق أعدائه من المتطفلين عليه، ومن كان يزاحم السفراء الأربعة في سفارتهم، بابا لأدعيته الشريفة وإلى آخر ذلك.

كم يقرأ الواحد منا من الكتب غير النافعة ويستمع إلى كل ما هب ودب في زمن الغيبة؛ فليس من الكثير أن يقرأ كتاباً واحدا حول ما نقل عنه (عج). ولابد أن يقرأ في الجانب النظري أيضا والمؤلفات عنه كثيرة وإن كان يعتقد البعض من علمائنا: أنه لو جمعنا المؤلفات حول الإمام (عج) منذ زمن الغيبة إلى يومنا هذا، فلن تكون عددا يُعتد به. إن القضية المهدوية أعظم من أن تحيط بها المؤلفات. إن الذي يتم الحديث عنه هو الذي يختم الأرض بعدله، ودولته ستمتد – كما نفهم من بعض الروايات – إلى يوم القيامة.

أدعية الإمام المهدي (عجل الله فرجه)

إن مفهوم الدولة المهدوية، وعظمة هذه الدولة، وزمن الظهور والغيبة الكبرى والصغرى؛ أبحاث تستحق التحليل والتأمل. وبالإضافة إلى هذه الجوانب النظرية، ينبغي أن نهتم بالأدعية التي صدرت عنه كما نهتم ببعض الأدعية كدعاء أبي حمزة ودعاء كميل ودعاء الصباح وما شابه ذلك. إن الصحيفة المهدية قد جمعت هذه الأدعية وفيها من الأدعية ما تضاهي حجمها حجم دعاء كدعاء أبي حمزة الثمالي. إن للاطلاع على كلماته وأدعيته أثر كبير في الوصول إلى مرحلة العشق المهدوي، والتعلق به؛ فمن أكثر ذكر شيء، تعلق به.

الرجل الذي شكى للسفير الثاني شوقه للإمام (عجل الله فرجه)

شكى أحدهم إلى أبي جعفر محمد بن عثمان السفير الثاني للإمام (عج) في زمن الغيبة شوقه لإمام زمانه (عج) وكانت الرؤية أسهل في زمن الغيبة الصغرى فقال له: (شَكَرَ اَللَّهُ لَكَ شَوْقَكَ وَأَرَاكَ وَجْهَهُ فِي يُسْرٍ وَعَافِيَةٍ لاَ تَلْتَمِسْ يَا أَبَا عَبْدِ اَللَّهِ أَنْ تَرَاهُ فَإِنَّ أَيَّامَ اَلْغَيْبَةِ يُشْتَاقُ إِلَيْهِ وَلاَ يُسْأَلُ اَلاِجْتِمَاعُ مَعَهُ إِنَّهُ عَزَائِمُ اَللَّهِ وَاَلتَّسْلِيمُ لَهَا أَوْلَى وَلَكِنْ تَوَجَّهْ إِلَيْهِ بِالزِّيَارَةِ فَأَمَّا كَيْفَ يُعْمَلُ وَمَا أَمْلاَهُ عِنْدَ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ فَانْسَخُوهُ مِنْ عِنْدِهِ وَهُوَاَلتَّوَجُّهُ إِلَى اَلصَّاحِبِ بِالزِّيَارَةِ)[١].

ماذا نفعل إذا اشتقنا لإمامنا؟

إنك إذا اشتقتك إلى إمام زمانك، فأولا: زره بالزيارات المأثورة كآل ياسين. ثانيا: تقرب إليه في مقام العمل، فقد ورد في إحدى التوقيعات الشريفة: (مَلْ كُلُّ اِمْرِئٍ مِنْكُمْ بِمَا يَقْرُبُ بِهِ مِنْ مَحَبَّتِنَا وَيَتَجَنَّبُ مَا يُدْنِيهِ مِنْ كَرَاهَتِنَا وَسَخَطِنَا)[٢]. إن المحبة المجردة لا تكلفنا شيئا وإنما يتبين الصادق في المحبة من خلال عمله ومجاهدته في سبيل الله عز وجل.

العناية المهدوية الخاصة بالمؤمنين

واعلم أن العناية المهدوية بالمؤمنين في زمن الظهور عامة وخاصة. تدل بعض النصوص الشريفة أن المنتظر في زمان الغيبة الكبرى أرقى من الذين يدركون زمن ظهوره؛ لأنهم من مصاديق المؤمنين بالغيب. فهم متعلقين بإمامهم (عج) من دون أن يكونوا قد رأوه، وقد قال سبحانه: (لَا يَسۡتَوِي مِنكُم مَّنۡ أَنفَقَ مِن قَبۡلِ ٱلۡفَتۡحِ وَقَٰتَلَۚ أُوْلَـٰٓئِكَ أَعۡظَمُ دَرَجَةࣰ مِّنَ ٱلَّذِينَ أَنفَقُواْ مِنۢ بَعۡدُ وَقَٰتَلُواْۚ)[٣].