مائدة القرآن الكريم

أعوذ بالله من الشیطان الرجیم
بسم الله الرحمن الرحیم
وأفضل الصلاة وأتم السلام علی أشرف الخلق وسید المرسلین محمد المصطفی وآله الطیبین الطاهرین
بنائنا بإذن الله عزوجل في هذه الدورة أن نعیش علی مائدة القرآن الکریم وانا أتعمد کلمة المائدة لئن المائدة عادة من أجل تقویة البدن علی ما یؤکل من الطعام الذي نأکله والقرآن الکریم حقیقتا هو طعام الروح فلینظر الانسان إلی طعامه هکذا مفسر إلی علمه الذي يأخذه من أين یأخذه، انسان لا یأکل الطعام ولیالي البعض یُضرب في السجون ما یسمی بالاضراب لا یأکل الطعام بعد فترة هذا الانسان یموت اذا لم یعطی له الطعام قسراً، مع الأسف نحن ارواحنا لا تتغذی من کتاب الله عزوجل لفترة طویلة طبعا التلاوة المجردة المرتلة حتی المجودة هذا کله في عالم الألفاظ لا ینبقي الخلط بین المعاني، من یحفظ القرآن من یجود القرآن من یرتل القرآن هذا ما تجاوز اللفط ولهذا نری انساناً أعجمیاً یعني من غیر العرب وهو یجود القرآن تجویداً رائعا تقول یا فلان أو تعلم ما تقرأ؟ حتی لا یعلم معنی الکلمات فیها حتی الکلمات الواضحة في العربیة یقول انا شغلي التلاوة معنی ذلك أن هذه الفنون القرآنیة وإن کنا نروج لها اقرأوا القرآن بصوت حزین إقرأوا القرآن بصوت مجود احفظوا کتاب رب العالمین الصدر الذي وعی القرآن طبعا سیأتي إن شاءالله في وقته ما معنی حملة القرآن؟ حامل القرآن لا یقال لمن حفظ الالفاظ فقط حامل القرآن من یمثل القرآن الکریم لو أن انساناً عامیاً حفظ الرسالة العملیة من الجلد إلی الجلد لا یقال هذا حامل للفقه أو لفقه الفقیه الانسان الذي یرید أن یکون فقیهاً متفقهاً لا یحفظ المسائل وانما یفهمها ویعلم خلفیاتها اذاً أن نکون علی مائدة القرآن الکریم هذا معنی مهم ولهذا هناك أدعیة لبدء الطعام ما یسمی بالمائدة، هناك دعاء بعد المائدة ختم المائدة الحمد اتفاقا القرآن الکریم فیها أدعیة قبل أن تقرأ القرآن افتح الصفحة الاولی من المصحف وهي أدعیة مرویة قال الصادق علیه السلام هکذا تفتتح القرآن بدعاء بلیغ وتختمه بدعاء بلیغ وکأنك حقیقتاً علی المائدة علی مائدة معنویة ولهذا البعض یقول حتی لو قرأت السورة من وسطه سورة التوبة بلا بسملة ولکن اذا قرأت من وسطها بسمل أن هذا للتبرك تصلي صلاة الغفيلة البعض یسئل وذالنون إذ ذهب غاضباً هل نبسمل أم لا؟ نقول نعم بسمل للتبرك، اذاً البسملة من آداب الطعام من آداب کل عمل ذي شأن لا یُبتدأ ببسم الله فهو أبتر هکذا تعلمنا، اذاً القرآن مائدة ربانیة بکل معنی الکلمة.
هنالك للجلوس علی المائدة النبي اذا کان جالس علی المائدة یجلس جلسة العبد حتی الجلسة علی الطعام له هیئة خاصة أحدنا یقرأ القرآن وهو ماد رجلیه مستلقیً علی قفاه مثلا في هیئة غیر مناسبة القرآن له أدب بعض المؤمنین اذا أراد أن یقرأ القرآن یلبس ثوباً نظیفاً متطیباً متوجهاً للقبلة علی مصلی مثلا هذه آداب یحبها رب العالمین عند التلاوة لکتاب الله عزوجل.
علینا أن نعلم ما دمنا علی مائدة القرآن نحن عندما نأکل ماذا نصنع؟ نُدخل الطعام في الجوف یعني الذي یتعامل مع الطعام الجهاز الهضمي بدأً من اللسان أو قبل ذلك الأسنان ثم المریئ ثم المعدة إلی آخره ولکن الذي یقرأ القرآن الکریم کم من الأعضاء تتفاعل؟ اولا یقرأ القرآن الکریم لسانه ینطق بکتاب الله عزوجل اُذنه تسمع الاُذن تسمع من خلال حرکة طبلة الاُذن الأوتار الصوتیة في حنجرته ایضا تتحرك حتى یتلفظ بکتاب الله عزوجل، کیف تلی القرآن من نظر؟ ولهذا یقولون حتی لو کنت حافظاً للسورة علیك بالقرائة نظراً لا حفظاً یعني ثواب التلاوة نظراً للقرآن هکذا هو الأفضل، اذاً حاسة النظر إستمتعت بکتاب الله عزوجل حاسة السمع استمتعت حاسة النطق استمتعت وحاسة اللمس البعض یتعمد عندما یقرأ کتاب الله عزوجل یمرر یده علی کتابة القرآن الکریم یقول حتی اللمس هذه الید اُرید أن تلمس کتاب الله عزوجل هذا اللمس فیها خصوصیة غیر متوضأ ممنوع من هذه الحركة أن یضع یده علی کتابة القرآن الکریم توضأ إلمس الکتاب لا یلمسه الا المتطهرون.
وبعد ذلك کله الجهاز الهضمي الباطني أعني الفکر فکرك یهضم هذا الطعام فرق بین طعام تأکله وینتهي أثره وبین مائدة الهية شارك في فهمها السمع والبصر والنطق واللمس والأدراك البشري، هنیئاً لمن جلس علی مائدة القرآن بهذه النیة وقام من هذه المائدة وقد تشبع وجوده بما أراد الله عزوجل منه هنیئاً لمن کان مع القرآن وکان القرآن معه.

اللهم علمنا أسرار کتابك وآیاتك إنك علی کل شيء قدیر وصلی الله علی محمد وآله الطیبین الطاهرین.