لوازم البخل

أعوذ بالله من الشیطان الرجیم
بسم الله الرحمن الرحیم
وأفضل الصلاة وأتم السلام علی أشرف الخلق وسید المرسلین محمد المصطفی وآله الطیبین الطاهرین
السلام علیکم اخواني اخواتي جمیعا ورحمة الله وبرکاته

حدیثنا اللیلة حول البخل والبخیل البخیل علی کلٍ معنیً شامل قد یکون الانسان بخیلاً في ماله انسان عالم یُسئل فلا یجیب یتوقع من الناس أن یزورونه هکذا الناس یطرقون بابه والحال بأن النبي المصطفی صلی الله علیه وآله کان طبیباً دواراً بطبه فرق بین صاحب عیادة في الطبابة وبین طبیب یبحث عن المرضی هذا انسان له رتبة من الأنسانية من له عیادة هذا متکسب وهو کسب حلال لا شك فيه ولکن الفخر کل الفخر في الطبیب الذي یطرق أبواب المرضی النبي کان هکذا یتحمل الأذی في سبیل نشر الدعوة هذا اذاً البخل بالعلم نوع من البخل اما البخل بالمال فعلی قسمین البخل بالمال الواجب وحقیقتاً القضیة فوق البخل هذا معتدي الذي یحبس حق الله عزوجل في ماله خمساً کان أو زکاةً هذا الانسان بخیل ولئیم لأنه بخل بالمال ولئیم لأنه أعتدی علی حق الله ورسوله.
وثالثاً البخیل الذي یبخل بالمستحب انسان له من المال انا اعلم بعض الأثریاء لو لم یکتسب الیوم الی آخر العمر دیناراً واحداً له من الرصید ما یکفیه الی آخر العمر وزیادة ولعل البعض من الممکن أن یعیش أحفاده الی مدة من ماله یأتيه انسان لقرض أو بمال زهید یبخل به هذا الانسان هو لم یرتکب حراماً بالمعنی الفقهي لعله یدفع خمس ماله ولکن زیادة عن الخمس لا یدفع شیئاً وبالمناسبة الذي یدفع خمس المال لیکن مترسلاً لا یناقش في الفلس والفلسین یزن ما في المنزل بالقنطار ویخرج ماله خمساً بالفلس الأخير أعطي زیادة في سبیل الله کیف في الطعام والشراب تسرف ولکن في أعطاء الخمس لا تسرف وإن لم یکن هذا أسرافاً مازاد عن الخمس قل یارب إن کان خمساً واجباً دفعته وإن لم یکن في ذمتي خمس فهذا صدقة في سبيلك.
الآن ما جزاء البخلاء؟ امامنا زین العابدین صلوات الله وسلامه علیه له کلمة بديعة في هذا المجال حقیقتاً تقریع ائمة اهل البیت علیهم السلام تقریع أبوي ینفذ الی الأعماق لمن کان یعترف ببنوته لهم انسان في جوف اللیل یسئل الله الجنة لفلان الجنة التي عرضها السماوات والارض أخوه المؤمن في النهار یقول له یا فلان أعطني مئة دینار لا تعطیه أليس هذا مما یثیر العجب؟ تسئل الله أن یعطیه الجنة وأنت تبخل علیه بمئة دینار کم القضیة کما یقال مضحکه! امامنا زین العابدین علیه السلام یذکر هذا الأمر ببیان بلیغ یقول إني لأستحي من ربي أن أرى الأخ من أخواني فأسئل الله له الجنة وأبخل علیه بالدینار والدرهم الآن أين الحیاء من الله؟ تتمة الروایة تتمة بدیعه؛ فإذا کان یوم القیامة قیل لي لو كانت الجنة لك لکنت بها أبخل وأبخل وأبخل أنت المئة دینار لا تعطیها تعطیه الجنة لو کانت بیدك؟ ثم تطلب من الله عزوجل أن يسكنك الجنة وأنت بخیل بالجنة لو اعطیت اذاً هذه الروایة کما یقال فيها تقریع للبخلاء البخل بالموجود فدتك نفوسنا یا امیرالمؤمنین في جملة واحدة ایضا تقریع بألسنة شتی کلام امامنا زین العابدین فیه تقریع امیرالمؤمنین یقول البخل بالموجود سوء الظن بالمعبود أنت عندما تبخل تخاف من المال أن ینفذ ولله خزائن السماوات والارض وکأن البخیل جعل في نفسه قاعدة وهمیة أو شیطانیة یقول انا رصیدي مالي عشرة آلاف فقط عندما اُعطیها الفقیر ألف دینار رصیدي یصبح تسعة آلاف وانتهی وهو لا یعلم أن رصیده وما من دابة في الارض الا علی الله رزقها اذاً رصیدك مفتوح أنفق ولا تخشی الفقر فإن المعوض کریم.
امامنا الصادق علیه السلام ایضا یُبدي عجبه یقول عجبت لمن یبخل بالدنیا وهي مقبلة علیه بعض الناس یأتون الینا یقولون المال یتصبب علینا کالمطر یمیناً وشمالاً اذاً اذا بخلت والدنیا مقبلة هذا عجیب.
الآن العجیب ایضاً أقل عجباً بتقدیرنا أو یبخل بها وهي مدبرة عنه صاحبنا في خسارة مالیة مستمرة کل یوم یخسر وهو بخیل ایضا الآن لماذا العجب؟ امامنا یفسر؛ یقول فلا الأنفاق مع الأقبال یضره ولا الأمساك مع الأدبار ینفعه هذا المال إن کان مقبلاً اذاً لماذا تنفق؟ الأنفاق لا یضر، أنت في أفلاس مستمر إجعل هذا الأفلاس علی أفلاسك بفارق أن هذا المال عندما تعطیه قد رب العالمین یعوضك خيراً يرفع عنك الأفلاس اتفاقاً من موجبات رفع الفقر والفاقة أن تنفق بمقدار ما تیسر لك.
کلمة أخيرة البخیل لا صدیق لا ولا حبیب له انا رأيت بعض الخلاف الزوجي الآن الأختلافات الزوجیة مختلفة منها سوء خلق الزوج منها أنحرافات الزوج له علاقات محرمة رأينا في بعض الموارد الزوج لا عیب فیه الا أنه بخیل تقول الزوجة هذا الانسان لا یطاق ببخله لیس لبخیل حبیب البخیل لا یحبه أحد حتی رأينا بعض الورثة یتمنی موت الوارث البخیل یقول وهو حي لا أمل في ماله لو مات نرجوا شیئاً حتی ولده لا یحبه، الانسان البخیل عکس العالم النظر الی وجه العالم عبادة النظر الی البخیل یقسي القلب عن امیرالمؤمنین علیه السلام فکیف لو عاشرته هذا البخیل من الممکن أن یعدیك ببخله.
کلمة أخيرة عن النبي صلی الله علیه وآله وسلم یقسم الرجال أربع سخي کریم بخیل لئیم هذه الأصطلاحات الأربعة یوضحها النبي المکرم فالسخي الذي يأكل ويعطي له مال یستمتع بماله ویعطي الغیر هذا سخي الکریم الذي لا یأکل ویعطي هذا الانسان یمتنع من الأكل ولکن یعطي للغیر والبخیل الذي يأكل ولا یعطي هو یأكل من المال ولکن لا یعطي الغیر واللئیم الذي لا يأكل ولا یعطي لا هو یستفید من ماله ولا الغیر یستفید منه.

اللهم اجعلنا من عبادك الصالحین اللهم تفضل وتکرم علینا بعفوك ورحمتك اللهم اجعل لنا صدقة جاریة بعد موتنا بمنك وکرمك ابلغ سلامنا الی امام زماننا واردد الینا منه السلام والفاتحة مع الصلوات.