Search
Close this search box.
  • ThePlus Audio
Layer-5-1.png
عناوين المحاضرة
عناوين المحاضرة
Layer-5.png
Layer-5-1.png

لمن يبحث عن حل لأزماته…!

بسم الله الرحمن الرحيم

تحف ثلاث لمن وقع في ضيق أو أزمة

كلنا نمر بأزمات في أبداننا أو في أموالنا أو في أعزتنا في مرحلة من مراحل حياتنا. فإذا وقعت في محنة أو شدة عليك بهذه التحف الثلاث. التحفة الأولى هي ما روي عن الإمام الصادق (ع) أنه قال: (قُلْ عَشْرَ مَرَّاتٍ – يَا اَللَّهُ يَا اَللَّهُ يَا اَللَّهُ فَإِنَّهُ لَمْ يَقُلْهَا أَحَدٌ مِنَ اَلْمُؤْمِنِينَ قَطُّ إِلاَّ قَالَ لَهُ اَلرَّبُّ تَبَارَكَ وَتَعَالَى لَبَّيْكَ عَبْدِي سَلْ حَاجَتَكَ)[١]. عندما تكون محرما في سفر حج أو عمرة، تقول: لبيك اللهم؛ ولكن من قال عشر مرات: يا الله، تنعكس التلبية؛ فيقول رب العالمين: لبيك عبدي سل حاجتك. ولهذا أنصح المعتمرين والحجاج أن يلبوا في مسجد الشجرة ثم يأخذ أحدهم زاوية ويقول: يا رب، إنني قلت لبيك، والآن أنت قل لي لبيك. وسيقول له رب العالمين: لبيك، إن ناداه عشر مرات: يا الله.

التحفة الثانية: هي أن تقول يا رب، حتى ينقطع النفس. وهذه جيدة لمن لا يريد أن يشغله العدد، فتكون الجائزة: لبيك، ما حاجتك؟ وماذا يعني حتى ينقطع النفس؟ أي حتى ينقطع نفسك الظاهري، ثم تتنفس مرة أخرى؛ ولكن هنيئا لمن قال: يا رب، يا رب، حتى ينقطع نفسه بالموت. تصور إنسانا في حال الاحتضار في غرفة الإنعاش مثلا، وهو مبتلى بنزيف ويعلم أنه سيموت بعد دقائق وهو يلهج قائلا: يا رب، يا رب، حتى يقبض روحه عزرائيل.

التحفة الثالثة هي تركيبة أو كبسولة واحدة نجعل فيها ثلاثة أنواع من العقاقير النادرة. لقد روي عن الإمام الصادق (ع) أنه قال: (كَانَ [أَبِي] إِذَا لَجَّتْ بِهِ اَلْحَاجَةُ يَسْجُدُ مِنْ غَيْرِ صَلاَةٍ وَلاَ رُكُوعٍ ثُمَّ يَقُولُ يَا أَرْحَمَ اَلرَّاحِمِينَ سَبْعَ مَرَّاتٍ ثُمَّ يَسْأَلُ حَاجَتَهُ ثُمَّ قَالَ مَا قَالَهَا أَحَدٌ سَبْعَ مَرَّاتٍ إِلاَّ قَالَ اَللَّهُ تَعَالَى هَا أَنَا أَرْحَمُ اَلرَّاحِمِينَ سَلْ حَاجَتَكَ)[٢]. أنت لا تسمع النداء ولكن الله عز وجل يقول لك ذلك لطفاً وعناية بك.

ومن جمع هذه الأمور الثلاث في سجدة صلاته؛ هل يعقل أن يرفع رأسه من السجود من غير أن يقضي الله له تلك الحاجة؟ فحاشا أن يأمر بالسؤال ويمنع العطية.

بحول الله وقوته أقوم وأقعد

ثم قل بعد السجدتين عند القيام: بحول الله وقوته أقوم وأقعد، ويا لها من جملة…! أو تعلم أن هذه الجملة حلت إشكالاً بين المسلمين؟ إن هذه الجملة هي مدرسة اعتقادية. إن البعض ذهب إلى التفويض وذهب آخرون إلى الجبر؛ ولكن لا جبر ولا تفويض، فأنا أقوم بحول الله وقوته. أنا الفاعل ولكن لا جبر في ذلك وإنما أقوم بحوله وقوته؛ فلا تفويض كذلك. هذه الجملة الواحدة حلت المشكلة القديمة بين متكلمي المسلمين. أنت الباني للمسجد؛ ولكن رب العالمين رشحك ووفقك.

ما هو الفارق بين الحول والقوة؟

لقد راجعت كتب اللغة؛ فلم أجد ما يثلج الفؤاد إلا هذه الكلمة للإمام الباقر (ع) في التفريق بينهما. يقول (ع): (لا حَولَ لَنا عَن مَعصِيَةِ اللّه ِ إلاّ بِعَونِ اللّه، ولا قُوَّةَ لَنا على طاعَةِ اللّه ِ إلاّ بِتَوفيقِ اللّه ِ عَزَّ وجلَّ)[٣]، وقد قال سبحانه: (وَٱعۡلَمُوٓاْ أَنَّ ٱللَّهَ يَحُولُ بَيۡنَ ٱلۡمَرۡءِ وَقَلۡبِهِ)[٤]. فإذا كررت بحول الله وقوته بتوجه وبعد الصلاة خرجت إلى السوق وهممت بالنظر الحرام؛ فمن الممكن أن يحول الله بينك وبين المعصية ويعطيك قوة على الطاعة. فأنت بحاجة إلى مددين: مدد يعينك على الطاعة، ومدد يحول بينك وبين المعصية.

[١] وسائل الشیعة  ج٧ ص٨٧.
[٢] وسائل الشیعة  ج٧ ص٨٨.
[٣] التوحيد ج١ ص٢٤٢.
[٤] سورة الأنفال: ٢٤.
Layer-5.png
Layer-5-1.png

خلاصة المحاضرة

  • إن من أذكار الصلاة قولنا: بحول الله وقوته أقوم وأقعد. لو كرر المؤمن هذا الذكر في صلاته بصدق نية ثم خرج بعد ذلك على سبيل المثال إلى السوق؛ فهم بنظر محرم، فمن الممكن أن يحول الله بينه وبين ما يُريد من العصيان ويعطيه قوة على طاعته.
Layer-5.png