- ThePlus Audio
لماذا هذا التأكيد على الطعام الحلال؟!
بسم الله الرحمن الرحيم
ما هو تأثير الطعام الحرام على نفسية الإنسان؟
لا شك أن الطعام المحرم له تأثيره على نفس الإنسان وأفراد أسرته من قبيل الأولاد والزوجة، وإن البطن إذا امتلأت من الحرام تكون الطاقة التي يكتسبها الجسم من هذا الطعام؛ طاقة غير مباركة ولا يمكن استثمارها في سبيل الله عزوجل.
أقسام أكل الحرام
وأكل الحرام على أقسام ثلاثة: أكل النجاسات، أكل المتنجسات، أكل الطعام الطاهر المشترى بالمال الحرام. والطعام النجس هو من قبيل الميتة واللحم غير المذكى ولحم الخنزير وما شابه ذلك. والطعام المتنجس هو من قبيل ما لمسه الكافر وإن كان الطعام طيبا ومذكى. وقد يكون الطعام لا نجسا ولا متنجسا إلا أنه اشتري بمال حرام كالسحت والربا وما شابه ذلك.
الحرص على حلية الطعام
ومن يريد أن يبارك الله عز وجل له في حياته فليحرص على حلية مأكله ومشربه بما لا يدعوه إلى الوسوسة من جانب ولا إلى المسامحة والتساهل من جانب آخر؛ بحيث يأكل من كل مكان ومن يد كل إنسان وفي جميع البلدان وخصوصا الغربية منها؛ إذ يكاد يقطع الإنسان في بعض الحالات، أن المسلم الذي يبيع هذا الطعام، إنما يدعي الحلية تمشية لبضاعته، وذلك من خلال بعض القرائن.
التوسط بين الوسواس في البحث عن الحلال أو الاسترسال في الطعام المشبوه
فعلى الإنسان أن يعيش حالة متوسطة من الوسواس، ومن الاسترسال في أكل كل ما هب ودب، وخاصة هذه الأيام، والتي قد يفاجأ فيها الإنسان عندما يرى في سوق المسلمين تسرب بعض الأكلات المحرمة، وبعض المواد النجسة عينا، أو الحرام عينا، ومن دون أن يلتفت الإنسان.. وقد ذكر أحدهم أنه أكل حلاوة، سدا لشهوة بطنه، وبعد أن أكلها فإذا به يفاجأ أن مقدارا من الخمر كان موجودا في تلك الحلاوة فلماذا يسارع الإنسان لمد يده لكل ما وجده أمامه؟ ولحسن الحظ أن الشركات الغذائية في هذه الأيام ملزمة بكتابة المكونات وفي بعض الأحيان قد يقطع الإنسان أن هنالك حراما في البين، وأحيانا قد يشك ولكن لماذا الإصرار؟ عندما يذهب الإنسان لأماكن بيع المواد الغذائية يرى طعاما محللا، وهنالك وضوح في ذلك، وفي المقابل قد يجد طعاما مشتبها أو محرما فلماذا لا يكون له قوة الاختيار، فيختار من ذلك ما هو أقرب للحلية؟
هل من الممكن اجتناب الطعام المحرم؟
لذا على الإنسان المؤمن أن يكون حريصا على أن لا يأكل إلا الحلال. ونحن نقطع أنه في حياته اليومية سيأكل الحرام شاء أم أبى، فالإنسان مأمور في حياته بمعاملة سوق المسلمين معاملة الحلية والطهارة ولكن الله عز وجل عندما يرى الإنسان محتاطا، ورعا، وخائفا من أكل الحرام فحتى لو أكل الحرام واقعا، فإن الله بمنه وكرمه، سيزيل الصفة السلبية والكدورة والسواد، الذي من الممكن أن تغطي على قلب الإنسان في هذا المجال.. ويلاحظ بأن هنالك في بعض الروايات إشارة إلى موضوع الإكثار من اللحوم خاصة، كما في مضمون الرواية: (لا تجعلوا بطونكم مقابر للحيوانات)[١]، فيتوجب على المؤمن التوسط بين أن يكون نباتيا بشكل مطلق أو مكثرا من اللحم، لأن الروايات تنهى عن ترك اللحوم بشكل مطلق، فالاعتدال في كل شيء هو سبيل النجاة: (اَلْيَمِينُ وَاَلشِّمَالُ مَضَلَّةٌ وَاَلطَّرِيقُ اَلْوُسْطَى هِيَ اَلْجَادَّةُ)[٢].