Search
Close this search box.
Layer-5-1.png
عناوين المحاضرة
عناوين المحاضرة
Layer-5.png
Layer-5-1.png

كيف يحفظ أصحاب العزاء حرمة من ينتسبون إليه؟

بسم الله الرحمن الرحيم

القرآن والعترة؛ وجهان لعملة واحدة

من الروايات التي لا يختلف فيها السنة والشيعة، ما روي عن النبي الأكرم (ص): (إِنِّي تَارِكٌ فِيكُمُ اَلثَّقَلَيْنِ مَا إِنْ تَمَسَّكْتُمْ بِهِمَا لَنْ تَضِلُّوا: كِتَابَ اَللَّهِ اَلْمُنْزَلَ، وَعِتْرَتِي أَهْلَ بَيْتِي)[١]؛ ولهذا ينبغي أن يكون الاهتمام بالقرآن الكريم بموازات الاهتمام بالعترة الطاهرة، وهما وجهان لعملة واحدة.

ولذلك نوصي خدام مجالس الحسين (ع) والقائمين عليها؛ ألا تكون فقرة القرآن الكريم فقرة هامشية في مجالسهم. نرى في بعض المجالس؛ لا تستغرق تلاوة القرآن أكثر من دقائق معدودة وقد تكون فيها بعض الأخطاء؛ فما المانع من أن يكون لنا محفل قرآني قبل كل مجلس؟ إن التلاوة الخاشعة والجميلة ترقق القلب وهذا ما جربناه في شهر رمضان المبارك، حيث كانت الروح تنتعش بالتلاوة، والفؤاد يطئمن إليها. ولابد لمن يحضر في تلك المجالس الإنصات جيدا لتلاوة القرآن الكريم، فقد قال سبحانه: (وَإِذَا قُرِئَ ٱلۡقُرۡءَانُ فَٱسۡتَمِعُواْ لَهُۥ وَأَنصِتُواْ لَعَلَّكُمۡ تُرۡحَمُونَ)[٢]. وللأسف نقول: لو أننا نسأل الحاضرين في المجالس ماذا قرأ القارئ قبل قليل، لما استطاع أكثرهم الإجابة.

سورة الفجر والإمام الحسين (عليه السلام)

إن سورة الفجر هي من السور التي ترتبط بسيد الشهداء (ع) لمكان قوله تعالى: (يَـٰٓأَيَّتُهَا ٱلنَّفۡسُ ٱلۡمُطۡمَئِنَّةُ * ٱرۡجِعِيٓ إِلَىٰ رَبِّكِ رَاضِيَةࣰ مَّرۡضِيَّةࣰ)[٣]. إن نفوس أهل البيت (ع) هي كلها نفوس مطمئنة ولكن نفس الحسين (ع) لها خصوصياتها. فليس هناك نبي ولا وصي منذ أن خلق الله آدم نزلت عليه من المحن والمصائب ما نزل على الحسين (ع). إن أمير المؤمنين (ع) استشهد بضربة واحدة وكان أهله وعياله في مأمن وقد حمله ولداه الحسن والحسين (ع) إلى منزله.

من له مأموم كالحسين (عليه السلام)؟

والإمام المجتبى (ع) هو عدل الحسين (ع) وما ورد في شأن الحسين (ع) من أنه إمام قام أو قعد أو أنه ريحانة النبي (ص)؛ فقد ورد كله في شأن الإمام الحسن (ع). بل لقد كانت للحسن مزية لم تكن للحسين (ع)؛ وهو أنه عندما كان يخطب على المنبر كان له مستمع كالحسين (ع) وهو مأموم الحسن (ع) في الصلاة. والأئمة (ع) كلهم قد ضُيق عليهم وقاسوا أنواع المحن وكان بين قتيل مسموم وشهيد مقتول، ومسجون كالكاظم (ع) ومنفي كالرضا (ع)، ولكن الحسن (ع) عندما رأى تألم الحسين (ع) على أخيه لما أخذ منه السم مأخذه، قال له: لا يوم كيومك يا أبا عبدالله.

إن هذه الآية التي تتحدث عن النفسة المطمئنة لها انطباق جلي على سيد الشهداء (ع). إن النفس المطمئنة هي في مقابل نفسين: اللوامة والأمارة. أما الأمارة فهي النفس بلغت من السوء ما بلغت حتى أصبحت تأمر به، ويُصبح صاحبها ممن يرى المنكر معروفاً والمعروف منكراً؛ بل يدعوا إلى المنكر.

وهناك نفس وسطية؛ فلا هي أمارة بالسوء ولا هي مطمئنة، وهي النفس اللوامة التي تعمل على أساس الفطرة البشرية. إن البعض من الناس عندما يرتكب حراماً؛ يود لو يجلد نفسه وهذا ما يُسمى بجلد الذات، لأنه يشعر بوخز الضمير. وهذا الذي يجعله يشعر بهذا الوخز هو النفس اللوامة وهي جهاز تنبيه قد ينطفأ إذا تجاهل الإنسان التنبيهات فترة من الزمن، إذ يرى هذا الجهاز أن صاحبه يُهمل تنبيهاته فمن العبث تنبيهه. وإذا أوقفت هذه النفس إرسال التنبيهات اعتاد الإنسان على فعل الحرام.

حتى من الله علينا بالحسين (عليه السلام)

ويقول سبحانه في هذه السورة مخاطبا النفس المطمئنة قائلا: (ٱرۡجِعِيٓ إِلَىٰ رَبِّكِ رَاضِيَةࣰ مَّرۡضِيَّةࣰ)، وهذا ما نقرأه في زيارة الجامعة من أوصاف المعصومين: (خَلَقَكُمُ اَللَّهُ أَنْوَاراً فَجَعَلَكُمْ بِعَرْشِهِ مُحْدِقِينَ حَتَّى مَنَّ عَلَيْنَا بِكُمْ فَجَعَلَكُمْ «فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اَللّٰهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اِسْمُهُ»)[٤]. لم تكن الأرض محلا لهذه النفوس الطاهرة، ولكن الله من علينا بهم، ففعلت الأمة بالحسين (ع) ما فعلت في يوم عاشوراء. وكأن الله سبحان من خلال هذه الآيات يخاطب الحسين (ع) ويقول له: يا أبا عبدالله، هذه الدنيا ليست لك؛ فارجع إلى الآخرة التي أتيت منها مطمئن النفس، والآخرة خير وأبقى. ولهذا يعتقد الشيعة بالرجعة في آخر الزمان؛ حيث يرجع الأئمة (ع) إلى هذه الدنيا جميعا ليُكملوا ما بدأوه، ولينشروا العدل في هذا العالم.

لا تخل المجالس بعد العاشر

من الأمور التي ينبغي أن يهتم بها المؤمنون بعد العشرة من شهر محرم؛ هو عدم إخلاء هذه المجالس والاستمرار في الحضور الفاعل والنافع إلى آخر الشهر أو على أقل التقادير إلى حين استشهاد الإمام زين العابدين (ع). وللحضور في هذه المجالس آداب لابد من معرفتها والوقوف عليها والسعي على العمل بها؟، سنشير إلى البعض منها.

من آداب المجالس؛ إخلاص النية

أولا: الإخلاص في النية. إننا نعتقد أن لكل نسك أو عمل عبادي ظاهر وباطن. فعلى سبيل المثال: إن الصلاة التي نصليها هي في ظاهرها كصلاة المعصوم؛ فالمعصوم يكبر، ويقرأ ويقنت ويركع ويسجد، ويتشهد، ويسلم؛ ولكن أي تلك الصلاة المعراجية من صلاتنا التي فيها كل شيء إلا الله عز وجل. إننا نفكر في صلاتنا بالأكل والشرب والدراسة والعمل وما شابه ذلك إلا ذكر الله عز وجل.

ولابد أن نعلم أيضا أن حضورنا في هذه المجالس لا تعني أننا وصلنا إلى نهاية الطريق؛ فلكل عمل درجات. الصلاة درجات والحج درجات وإن كان الجميع ضيوف الرحمن، فقد ورد: (مَا أَكْثَرَ اَلضَّجِيجَ، وَأَقَلَّ اَلْحَجِيجَ)[٥]؛ فللكثير من الحجاج ضجة لا حجة…! إن مجالس الحسين (ع) مجالس مقبولة كلها؛ ولكن حاول أن تترقى في هذا المجلس.

الحسد على نجاح هيئة غير الهيئة التي نُقيم بها المجالس…!

أحيانا يصبح اسم الهيئة هدفاً في نفسه ويصبح مكان المجلس وكأنه تجمع لفئة معينة. وإذا ما نجحت هيئة من الهيئات حسدها آخرون، وتبدأ الانشطارات؛ فتنشطر الهيئة إلى جزئين، وهكذا إلى أن نرى عدة هيئات في مدينة واحدة. إننا لا نعيب كثرة المجالس؛ فالطرق إلى الله سبحانه بعدد أنفاس الخلائق ولكننا نعيب التنافس غير المحمود.

عندما تتفوق هيئة في مجال معين حضوراً أو خدمةً مثلا؛ يتمنى البعض فشل هذه الهيئة. هل يسر هذا الحسين (ع)؟ قد تبرر تمنيك فشل أخيك ولكن الله سبحانه يعلم السرائر ويعلم ما تخفي الصدور. لقد ذكر لي أحد الإخوة القائمين على إحدى هذه الهيئات؛ أن مجلسهم أصبح محسودا من قبل الكثير. إن نجاح أي هيئة هو نجاح الحسينين جميعا، وكل هيئة هي لهذه الذوات الطاهرة (ع) لا لغيرهم.

من آداب المجالس؛ اجتناب الرياء

ثانيا: اجتناب الرياء. إنني أعرف من المؤمنين من يجتنب الحضور في المجالس المعروفة خوفا من الرياء، ويبحث عن المجالس التي لا يرتاده الكثير من المؤمنين. إنني سمعت من بعض المؤمنين يقولون: لنذهب إلى الهيئة الفلانية نرد لهم زيارتهم إلى هيئتنا…! ما هذا الكلام؟! هل هذه الزيارات شخصية؟ ما معنى أن ترد الزيارة؟ يقولون: نخشى ألا يحضروا هيئتنا في يوم من الأيام، وهذا هو الشرك في العمل الذي تصفه الروايات بأنه: (إِنَّ اَلشِّرْكَ أَخْفَى مِنْ دَبِيبِ اَلنَّمْلِ عَلَى صَفَاةٍ سَوْدَاءَ فِي لَيْلَةٍ ظَلْمَاءَ)[٦]. وقد روي: (أَخْلِصِ اَلْعَمَلَ فَإِنَّ اَلنَّاقِدَ بَصِيرٌ)[٧].

إن مجلس الحسين (ع) هو كالصلاة والصيام والحج؛ شرط قبوله الإخلاص في العمل. لماذا قال سبحانه عن قابيل وهابيل: (وَٱتۡلُ عَلَيۡهِمۡ نَبَأَ ٱبۡنَيۡ ءَادَمَ بِٱلۡحَقِّ إِذۡ قَرَّبَا قُرۡبَانࣰا فَتُقُبِّلَ مِنۡ أَحَدِهِمَا وَلَمۡ يُتَقَبَّلۡ مِنَ ٱلۡأٓخَرِ قَالَ لَأَقۡتُلَنَّكَ)[٨]؟ لأن الإخلاص والتقوى أساس قبول الأعمال. لقد سمعت من أحد الروداديد الكبار الذي كان يقرأ في المجالس المكتظة والهيئات المزدحمة أنه قرأ في مجلس متواضع أقامت إحدى العجائز لصويحباتها؛ فشعرت في ذلك المجلس ما لم أشعر به في أكبر المجالس.  ليس الكلام في العدد الهائل، وفي البث المباشر وغيره؛ فرب العالمين عينه على القلوب الصافية، وعلى المجالس المميزة في هذا المجال أينما كانت وعدد ما كان حضورها. لقد كان لأمير المؤمنين (ع) أصحاب كثيرون ولكن كم خلد من هؤلاء كما خلد كميل؟ لقد طرق الباب على أمير المؤمينن (ع) في ليلة من الليالي في البصرة طالبا منه أن يعلمه دعاء الخضر وهو الذي يُعرف اليوم بدعاء كميل. وكم هم الذين خلدوا كما خلد الرجل الصالح أبو حمزة الثمالي الذي نقرأ دعائه في أسحار شهر رمضان. ووصل الحال إلى أننا نقول: دعاء أبي حمزة ولا نقول: دعاء الإمام زين العابدين (ع). وكم هم الذي خلدوا كما خلد ابن ذكوان راوي هذا الدعاء الشهير في رجب: يا من أرجوه لكل خير؟ لقد أصبح من معالم رجب هذا الدعاء الذي رواه اين ذكوان.

الأطوار الحسينية الغريبة

ومن الأمور التي يجدر الإشارة إليها والتي قد تؤدي إلى انحراف في الشعائر الحسينية؛ الأطوار الغريبة التي أخذت تنتشر في العزاء الحسيني. إننا نسمتمع إلى الكثير من الأطوار والألحان في أيام الأربعين؛ ولكن تبقى أصوات القدماء كالرميثي هي التي تحرك المشاعر؛ فهؤلاء القدما كانت أشعارهم وأطوارهم مطابقة للموازين. وقد راجعت فتاوى المرجع الأعلى سماحة السيد السيستاني حفظه الله، فرأيت فتاوى صريحة في عدم جواز العزاء بألحان أهل الله، وقد سمعت أن البعض يسمع الغناء المحرم ليحفظ اللحن ويصب عليه قالب العزاء؛ فاللحن من ألحان أهل الفسوق؛ ولكنه يضيف لإليه كلمة الحسين والعباس (ع). إن اللحن لحن محرم، والنجس لا يطهر.

يُقال: أن أفضل من يميز الطرب عن غيره؛ الأطفال الصغار، ولذلك نرى الطفل يرقص عند الاستماع إلى بعض هذه اللطميات. ويهتز يميناً وشمالاً. قلما رأينا من يبكي عند الاستماع إلى هذه الألحان؛ لأنها ببساطة تُشبه اللحم الذي نبت من الحرام؛ فهل آكل لحم الميتة يُوفق لصلاة الليل مثلا؟ هيهات أن يستثير اللحن الحرام ولحن أهل الفسوق المشاعر ويستدر الدموع.

لا يكن هم الرادود جلب الجمهور

وللأسف نرى همّ البعض من هؤلاء الرواديد؛ الحصول على لحن متميز وجمهور كبير. هل كانت أعين أهل البيت (ع) على الجمهور الكبير؟ كيف يكونوا كذلك وأمير المؤمنين (ع) يقول: (لاَ تَزِيدُنِي كَثْرَةُ اَلنَّاسِ حَوْلِي عِزَّةً وَلاَ تَفَرُّقُهُمْ عَنِّي وَحْشَةً)[٩]، وقد روي عن الإمام زين العابدين (ع) أنه قال: (لَوْ مَاتَ مَنْ بَيْنَ اَلْمَشْرِقِ وَاَلْمَغْرِبِ لَمَا اِسْتَوْحَشْتُ-(لَوْ كَانَ) اَلْقُرْآنُ مَعِي)[١٠]. هل نحن في مباريات رياضية حتى نبحث عن المشجعين)؟

إن الحسيني الحقيقي هو الذي يذكر الحسين (ع) في غير أوقات ذكره. ذلك الذي يستيقظ مثلا منتصف الليل عطشانا ليشرب الماء، فيتذكر عطش الحسين (ع) فيختنق بعبرته من غير أن يكون هناك رادود ونعي ومجلس وما شابه ذلك. وهذا مجلس؛ ولا يقتصر المجلس على أن تكون في مجلس تصرخ وتبكي مع الحاضرين. إن البكاء في الخلوات كالمنجاة في الخلوات. إن ليلة القدر يُحييها المؤمنون بالبكاء والدعاء وهو أمر حسن؛ ولكن قد ورد في الروايات أن ممن يكونون في ظل الله يوم لا ظل له: ( ولكن الرواية تقول: (رَجُلٌ ذَكَرَ اَللَّهَ خَالِياً فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ)[١١].

جواز استعمال الأدوات المشتركة بين مجالس الطاعة والمعصية

وهناك استفتاء حول استعمال بعض الأدوات المشتركة بين الحلال والحرام كالطبل الذي يُستعمل تارة في مجالس الحسين (ع) وتارة في مجالس الغافلين ومجالس الطرب تُجيب الفتوى: النحو المتعارف في مجالس العزاء أمر حسن سائغ. فما دامت هناك أمور متعارفة حسنة؛ فلماذا اللجوء إلى استحداث أمور لا لشيء إلا لجلب الانتباه والنظر؟ مع العلم أن هناك جهات تعادي الدين والمذهب والمرجعية تمولها جهات مشبوهة؛ فتروج لبعض الأمور طعناً في الشعائر. نحن نعلم من يُمسك بهذا الخيط؟

ابحث عن الطرق الجائزة لإقامة الشعائر

ولست من دعاة تحجيم الشعائر؛ فلكل زمان وسيلته في نقل المعنى؛ فإذا كان الشعر يلعب دورا مهما في زمان الأئمة (ع) فإن التصوير والتمثيل يلعبان دورا مهما ولابد من اللجوء إليهما في نقل المعنى وترسيخ الفكر الحسيني. لابد أن نبحث عن كل حركة جائزة فيها ترويج للشعائر الحسينية التي هي من تقوى القلوب، وعلينا اتباع آراء علمائنا ومراجعنا حول الحسن من الشعائر وغير الحسن منها. وقد ورد في إحدة الفتاوى؛ أن الإنسان إذا شك في اللحن هل هو لحن أهل الفسق أم لا، جاز له الاستماع. ولا بأس في الموضوعات أيضا؛ مراجعة أهل الدين والشريعة.

أنتم منسوبون إلى الحسين (عليه السلام)

إن كل نساء المسلمين منذ زمن النبي (ص) وإلى يوم القيامة؛ مطالبات بالحشمة، وتتأكد هذه الحشمة لنساء النبي (ص) لقوله تعالى: (يَٰنِسَآءَ ٱلنَّبِيِّ لَسۡتُنَّ كَأَحَدࣲ مِّنَ ٱلنِّسَآءِ إِنِ ٱتَّقَيۡتُنَّۚ)[١٢] لأنها منسوبات إلى النبي (ص). وزائر الحسين والذي يُقيم مجالسه وأهل الشعائر والهيئات والرواديد وغيرهم منسوبون إلى الحسين (ع)؛ فإذا صدرت من أحدهم هفوة، فإنها تُغضب النبي وآله (ص).

يقول أحد كبار العلماء: إن كل ذنب تعمله في كل الأزمنة فيه وزران؛ وزر مخالفة الله عز وجل، ووزر إدخال الحزن على إمام زمانك (عج). وقد يقول قائل: وهل فعلي يؤذي الإمام (عج)؟ نعم، أين أنت عن قوله تعالى: (إِنَّ ٱلَّذِينَ يُؤۡذُونَ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ لَعَنَهُمُ ٱللَّهُ فِي ٱلدُّنۡيَا وَٱلۡأٓخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمۡ عَذَابࣰا مُّهِينࣰا)[١٣]. والأمر واضح لا لبس فيه؛ فلو أنك قمت بعمل محرم أمام أبيك، لكنت كذلك قد ارتكبت معصيتين؛ أغضبت الله وأغضبت أباك.

هتك اسم الحسين (عليه السلام) بالمعاصي

إذا لبست السواد وكتبت على ظهرك: أنا حسيني، أو كتبت اسم الموكب على صدرك؛ فهذا وسام شريف ومقدس، فإياك أن تنظر إلى الحرام وعلى صدرك يا حسين. قد يغفرلك رب العالمين بعض الأمور؛ ولكن لا يغفر لك سبحانه هتك هذا العنوان. فحذار من إدخال الوهن والحزن على سادتنا وموالينا. ومن أسباب جفاف الدمع في محرم المعصية. إننا نرى الرجل يحضر من أول أيام محرم وإلى آخر أيام العزاء لا تخرج منه دمعة بمقدار جناح بعوضة. وهذه حالة مرضية ينبغي أن يراجع صاحبها الحسين (ع) في زيارة طارئة إلى كربلاء ويطلب منه مداواة هذا القلب القاسي.

[١] الأمالي (للطوسی)  ج١ ص١٦١.
[٢] سورة الأعراف: ٢٠٤.
[٣] سورة الفجر: ٢٧-٢٨.
[٤] من لا یحضره الفقیه  ج٢ ص٦٠٩.
[٥] تفسیر البرهان  ج٣ ص٣٨٢.
[٦] وسائل الشیعة  ج١٦ ص٢٥٤.
[٧] کلیات حدیث قدسی  ج١ ص١٦١.
[٨] سورة المائدة: ٢٧.
[٩] المزار (للشهید الأوّل)  ج١ ص٦٤.
[١٠] مستدرك الوسائل  ج٤ ص٢٢١.
[١١] عوالي اللئالي  ج٢ ص٧١.
[١٢] سورة  الأحزاب: ٢٠
[١٣] سورة الأحزاب: ٥٧.
Layer-5.png
Layer-5-1.png

خلاصة المحاضرة

  • والإمام المجتبى (ع) هو عدل الحسين (ع) وما ورد في شأن الحسين (ع) من أنه إمام قام أو قعد أو أنه ريحانة النبي (ص)؛ فقد ورد كله في شأن الإمام الحسن (ع). بل لقد كانت للحسن مزية لم تكن للحسين (ع)؛ وهو أنه عندما كان يخطب على المنبر كان له مستمع كالحسين (ع) وهو مأموم الحسن (ع) في الصلاة.
  • إذا لبست السواد وكتبت على ظهرك: أنا حسيني، أو كتبت اسم الموكب على صدرك؛ فهذا وسام شريف ومقدس، فإياك أن تنظر إلى الحرام وعلى صدرك يا حسين. قد يغفرلك رب العالمين بعض الأمور؛ ولكن لا يغفر لك سبحانه هتك هذا العنوان.
  • زائر الحسين (ع) والذي يُقيم مجالسه وأهل الشعائر والهيئات والرواديد وغيرهم منسوبون إلى الحسين (ع)؛ فإذا صدرت من أحدهم هفوة، فإنها تُغضب النبي وآله (ص) لمكان هذا انتساب.
Layer-5.png