كيف يؤدب الله تعالى عباده

أعوذ بالله من الشیطان الرجیم
بسم الله الرحمن الرحیم
وأفضل الصلاة وأتم السلام علی أشرف الخلق وسید المرسلین محمد المصطفی وآله الطیبین الطاهرین
سلام علیکم اخواني اخواتي جمیعا ورحمة الله وبرکاته
من موجبات إنضباط العبد في طریق العبودیة الطریق إلی الله عزومل محفوف بالمکاره طریق إلی النار محفوف بالشهوات کما هو معلوم، کیف یوطن الانسان نفسه علی جادة الإستقامة؟ اولا من خلال تذکر الجوائز الإلهیة المعجلة ذکر الحور والقصور قد لا یحفز البعض یقول أين نحن والحور والقصور؟ لعله آلاف السنین ولکن الجوائز المعجلة ألا بذکر تطمئن القلوب قبل الصلاة تعیش اضطراباً تعیش قلقاً تصلي أول الوقت في المسجد في الجماعة بتوجه ثم تعقب کل هذه عناصر تجعلك تخرج من المسجد وأنت مطمئن البال لو ذهبت إلی أرقی المطاعم في العالم لا تخرج بهذا الإرتیاح الذي يأکل کثیرا اتفاقا یتأذی یخرج متجشئاً اذا له مرض في باطنه في جهازه الهضمي یخرج متألماً ولکن الجوائز المعنویة تدخل إلی الصمیم ولهذا بعض الناس لماذا یقوم اللیل شوقاً؟ البعض یقوم تعبداً هکذا من باب الاستحباب، البعض یقوم اللیل متلذذاً فرق بین القیام التلذذي والقیام الإستحبابي! لو دار الأمر بین مثلا لذةٍ معاشرةٍ غریزةٍ وبین قیام اللیل حقیقتاً یری في قلبه لذة المناجات أعلی من باقي اللذائذ اذاً تخُیل اللذائذ لا تخیل أعني تحسس معایشة اللذائذ المعجلة هذا باب من الأبواب.
باب آخر حدیثنا هذه اللیلة تذکر العقوبات المعجلة الآن الضریع الزقوم هذه في درکات جهنم الزوقم عبارة عن نبات مُر طلعها کأنها رئوس الشیاطین کما یقول القرآن الکریم الضریع نبات ایضاً والغسلین قیح یخرج من أهل جهنم هکذا طعامهم من غسلین تخیل انسان یلحس القیح الذي یخرج من أهل جهنم اجارنا الله وایاکم من هذه العواقب، ولکن في دار الدنیا ایضا هناك عواقب الامام الباقر صلوات الله وسلامه علیه یذکر بعض هذه العقوبات في دار الدنیا إن لله عقوبات في القلوب هذه روایة جوهریة استراتیجیة کما یقال احفظوها إن لله عقوبات في القلوب والأبدان، الأبدان هذه الأمراض البیت یسقط علیك هذا بدنك یتأثر وهناك عقوبات في القلوب أي الأرواح، ما هي هذه العقوبات؟ ضنكٌ في المعیشة بعض الناس یقول انا کحمار الطاحونة من الصباح إلی اللیل أتحرك وانا في مکاني لا أتقدم في الحیاة أُنملةً لا مادة ولا معنیً ضنك في المعیشة وللعلم الذین یترك الذکر ومن أعرض عن ذکري فإن له معیشة ضنکاء ولو کان من أثری أثریاء العالم ولو کان له من الیخوت ما له ولو کان من ناطحات السحاب ما له! هکذا لعل بعض الإحصائیات تدل علی أن الإنتحار بین المترفین أولاد المترفین اذاً ضنك في المعیشة لا یعني الفقر عیشتة مغبوضة قلبه مقبوضٌ ووهن في العبادة هذه المصیبة؛ لماذا لا تصلي أول الوقت؟ یقول قلبي لا یمیل لماذا لا تأتي إلی المسجد؟ یقول قلبي لا یمیل ایام عزاء اهل البیت لماذا لا تذهب إلی المآتم؟ یقول قلبي لا یمیل، هذا وهن في العبادة اما الأباطیل الناس یلعبون ویمرحون لعب مع الأطفال وغیره صاحبنا اول المستجیبین اذاً وهنٌ في العبادة الآن أين التخویف؟ في آخر الحدیث؛ وما ضُرب عبدٌ بعقوبةٍ لا مرض البدن عقوبة یُعتد بها ولا الأورام الخبیثة لا الفقر المتقع کل هذا دون هذا البلاء أي بلاء أعظم؟ هذا کلام امامنا الباقر علیه السلام وما ضُرب عبد بعقوبة أعظم من قسوة القلب ولهذا تصلي الفریضة الفریضتین الیوم الیومین لا تخشع لا ضیر لعلك مصاب بآفة ولکن یمر علیك الشهر والشهران وعینك لا تدمع لا في دعاء لا في مصیبة لا في صلاةٍ لا في زیارة البعض ذهب لزیارة الحسین علیه السلام یقول کنت أتوقع حالاً متمیزاً ذهبت هناك رأبت إدباراً الآن لم هذا الإدبار الله اعلم.
وما ضُرب عبد بعوقبة أعظم من قسوة القلب اجارنا وایاکم من ذلك.
روایة أخيرة بعض الأوقات الذي یؤذیك ظالم لا مؤمن ظالم متحکم انسان سيء یتسلط علیك هذه ایضا عقوبة من الله عزوجل من أين هذا المعنی؟ من قوله تعالی ویُذیق بعضکم بأس بعضٍ أُنظر کیف نصرف الآیات لعلهم یفقهون، رب العالمین یسلط البعض علی البعض حتی لو کانوا من الظلمة هذا ایضا تأدیب لك أحدنا تارة یتأذی بجرثومة تدخل في بدنه وتارة بإنسان ظالم یمشي علی وجه الأرض هذه عقوبةٌ وهذه عقوبة.
سل الله عزوجل أن لا یؤدبك بأدبه.

اللهم لا تعجل لنا عقوبتك اللهم لا تمکر بنا في حیلتك اللهم لا تجعل مصیبتنا في دیننا ولا تجعل الدنیا أکبر همنا بلغ أرواح المؤمنین والمؤمنات ثواب الفاتحة مع الصلوات.