- ThePlus Audio
أعوذ بالله من الشیطان الرجیم
بسم الله الرحمن الرحیم
وأفضل الصلاة وأتم السلام علی أشرف الخلق وسید المرسلین محمد المصطفی وآله الطیبین الطاهرین
سلام علیکم اخواني اخواتي جمیعا ورحمة الله وبرکاته
من صفات المؤمن أو قل من صفات العاقل أنه لا یتبع غیر العلم إن یتبعون غیر الظن وأنتم تعرفون بأن الظن لا یغني عن الحق شیئا، اذاً المؤمن عینه علی الدلیل کما یقال في الکتب العلمیة الانسان یمیل مع الدلیل حیث یمیل في حیاتنا اللیومیة البعض من العقلاء ظاهرا یتبع غیر العلم وهذا الأمر مرفوض المؤمن مظهر التعقل والعقلانیة، فإن أصابه ضرر من إتباع غیر للعلم فإنه قد لا یؤجر، ومنها التطیر أن یعتقد الانسان بشيء من حرکة طیر من أمر من حادث ولا ارتباط بینهما کانت العرب قدیماً البعض منهم اذا خرج وسمع نعیق الغراب کان یتطیر والقرآن الکریم ذکر التطیر في سورة یاسین إنا تطیرنا بکم اذاً المؤمن لا یعیش هذا المعنی لا یتطیر هذا اولا.
وثانیا لا یتأثر بما لا یوجب الیقین ومنه المنامات بعض المؤمنین یعبر عن منام رآه هکذا بتحمس بجدیة وکأنه وحي اُنزل علیه رأيت کذا ورأیت کذا اقول بعد الفراق تصدق إن کان خیراً خیره ینزل وإن کان شراً شره یُدفع وإن کان أضغاث أحلام دفعت صدقة ما المانع اذاً لا تعطي وزناً للمنام التطیر المنام ومنها إخبار الغیر الانسان العاقل یبحث عن السبب الوجیه خلاف بین زوج وزوجة قبل أن تذهب إلی المشعوذین ومن یدعون الإخبار بالغیب والبعض منهم جلباً للثقة یأخذ قرآناً ومصحفاً ویُخبر وکأن جبرائیل نزل علیه إبحث عن الأسباب الظاهریة، امرأة سیئة الخُلق زوجها ینفر منها رجل سيء الخُلق زوجة تنفر منه لا داعي لإعتقاد السحر والکهانة وغیرها طبعا السحر العین هذه الأمور واردة في القرآن الکریم، آیة وإن یکاد الذین کفروا لیزلقونك بأبصارهم، آیة سلیمان سحرة موسی وغیرها هذه المعاني لا ننکرها ولکن وجود جرثومة في زاویة من الأرض لا یعني أنك أنت مصاب بها الأمر بحاجة إلی دلیل.
وثانیا انسان یصاب بمرض لا یعلم هذا المرض ما هو یأخذ ما یعبر عنه هذه الایام بالمضاد هذا المضاد یدفع الجرثومة إن کانت وإن لم تکن لا ضرر في البین إن خفت شیئاً القرآن الکریم فتح لك باب التعویذ المعوذتان آیة الکرسي هذه محصنات للمؤمن.
أرجع للروایات في هذا الباب النبي الأکرم صل الله علیه وآله وسلم یُعلمنا کیف نتخلص من هذه الأمور اولا بالتحدي أصبحت صباحا وأنت متشائم رأيت مناماً کذائیاً خالف المنام رأيت في المنام أن فلان یضمر لك شرا خُذ له بهدیة قل یارب اُخالف منامي، تظن بإنسان شيء شراً وهذه اتفاقا من أسوء المنامات مؤمن یضمر لك الخیر تراه في منامك علی شکل وحش کاسر یصبح الصباح تقول فلان یضمر لي شرا والأنکی إن تذکره بشر تقول فلان عدو لي یقال من أين؟ تقول رأيته في المنام کذا وکذا حقیقتا هذا من أسخف الفعل أن یعتقد الانسان بشيء من منام رآه ولهذا النبي الأکرم یقول اذا تطیرت فأمضي تشائمت خالف التشائم امضي في عملك واذا ظننت فلا تقضي إت تك ظن لا تعمل علی وفق ظنك واذا حسوت فلا تبغي رأيت في قلبك حسداً تتمنی زوال نعمة الغیر اولا اُدعوا للمحسود قدم له هدیة زُر نیابة عنه اِعمل ما یخالف هذه الحالة الباطنیة إلی أن یزول هذا الأمر.
هناك رواية ملفتة عن الامام الصادق علیه السلام یُفهم من الروایة أن من تطیر من رأی مناماً وبنی علیه من الممکن رب العالمین یعاقبه ما تطیر منه یقع علیه وأصبح الصباح رب العالمین کتبه في السالمین تطیر یبتلیه بحادث سیرٍ عقوبة له، اذاً الامام الصادق علیه السلام یقول الطیرة علی ما تجعلها إن هونتها وإن شددتها تشددت اتفاقا هذا من مناشئ إن البعض یصدق التطیر یقول انا تطیرت فرشت من المنزل وأصابني شيء الطیرة في محلها، الامام الصادق یقول لم یُکتب علیك شيء لأنك تطیرت رب العالمین ابتلاك بالبلیة وإن لم تجعلها شیئا لم تکن شیئا قل یارب اسئلك الخیر والعافیة في أموري کلها، کفارة الطیرة التوكل.
وأخیراً لماذا تتطیر؟ لماذا تخاف من المنام؟ علیك أن تخاف من الواقع ما هو الواقع؟ النبي الأکرم یقول إن کان في شيء شؤم ففي اللسان لا في الغراب في الجو لسانك یوجب لك التطیر یوجب لك الشؤم وفي روایة لما سُئل عن الشؤم قال سوء الخُلق.
اللهم قنا شر ما قضیت لنا نجنا من مضلات الفتن ما ظهر منها وما بطن وإلی أرواح المؤمنین والمؤمنات نهدي ثواب الفاتحة مع الصلوات.
ملاحظة: هذا النص تنزيل لصوت محاضرة الشيخ حبيب الكاظمي فقط، ولم يمر بمرحلة التنقيح واستخراج المصادر بعد.