كيف نعامل ذا الشيب المسلم ؟

أعوذ بالله من الشیطان الرجیم
بسم الله الرحمن الرحیم
وأفضل الصلاة وأتم السلام علی أشرف الخلق وسید المرسلین محمد المصطفی وآله الطیبین الطاهرین
سلام علیکم اخواني اخواتي جمیعا ورحمة الله وبرکاته
من العوارض البدنیة التي تتناب کل انسان في أواخر عمره مسئلة الشیب ربي إني وهن العظم مني واشتعل الرأس شیبا، من بلغ الأربعین فما فوق إلی الخمسین والستین رأسه یشتعل شیبا البعض یعیش حاله من السلبیة الخوف یقول هذه علامة إنقضاء الشباب مثلا یتشائم من هذه الظاهرة وطبعا القضیة طبیاً لیش فیه شيء هنالك صبغ في الشعر ینتهي رأیتهم المطابع عندما ینتهي حبرها لا یعمل هذا الشعر الأسود ورائه محبرة الهیة في بصیلات الشعر هذا الخبر ینتهي لا شيء في البین لیس هنالك مرض ولا غیر ذلك والقضیة کما یقال لیست مخیفة طبیاً القضیة نفسانیة الذي کما قلنا في احادیث کثیرة من لا یهاب الموت من یشتاق إلی الموت من یحب لقاء الله عزوجل هذا الشیب اتفاقا مبشر لا مخوف ومنذر.
بعد هذه المقدمة القصیرة امیرالمؤمنین علیه السلام یقول اذا شاب أحدکم رأی الشیب کفی بالشیب نذیراً اذا مال قلبه إلی الحرام إلی الشهوات فلیذهب وینظر إلی المرآت هذا جید لعله یرتدع من له شیبةٌ ظاهره بعض الناس لا یجعلون الشیب یظهر یحلقونها من جذورها هذا لا یذکره شيء بالآخرة ولکن انسان علی کلٍ یُظهر شیبه هذا من موجبات الإتعاض والتأثر.
روایة طریفة عن امیرالمؤمنین من یشتکي الشیب المبکر بعض الشباب في الثلاثین هکذا یغزوه الشیب یتألم هکذا لماذا عجل بنا الشیب؟ هذه الروایة مریحة للنفس: وقار الشیب أحب إلي من نظارة الشباب یعني شاب ذو وجه جمیل وهناك انسان کبیر السن له شیبة امیرالمؤمنین یقول وقار هذا أحب إلي من جمال الشاب، الوقار معنیً في الباطن معنیً في الداخل الوجه الجمیل ماذا نستفید منه؟ الوجه الجمیل فتنة لصاحبه اذاً الوقار في الشیب أمر محبب إلی النفس اذا شاب العقل شب عقله کلما تقدم الانسان في العمر صار شیخاً کبیر السن هذا عقله یُصبح شاباً أو شب عقله، عقله هکذا یصبح فعالا نشیطا العلاقة عکسیة العمر یمتد یشیب رأسه ولکن عقله یُصبح عقلا شبابیاً بمعنی النشاط والحرکة، اذا شاب الجاهل شب جهله ولهذا بعض کبار السن یرتکب الأخطاء التي لم یکن یرتکبها في ایام شبابه اذا طال عمر بني آدم اذا شاب الانسان شبت فیه خصلتان الحرص وطول الأمل کان شاباً سخیا الآن في آخر عمره صار بخیلا صار حریصا اکثر من ایام شبابه هذا جهله صار شاباً.
روایة ایضا جمیلة عن الامام الصادق علیه السلام کان الناس لا یشیبون في الأزمنة الماضیة هذا الخبر الالهي کان یبقی إلی آخر العمر لیس هنالك شیب في البین فأبصر ابراهیم علیه السلام شیباً في لحیته رأی شعرة بیضاء فقال یارب ما هذا؟ هذا المنظر الغریب الشعر عندنا کله أسود لماذا هذا الشیب؟ فقال هذا وقار فقال یا ربي زدني وقاراً ما دام الشیب فیه وقار زدني یا ربي وقاراً.
روایة أخیرة اذا رأيت انساناً شاب في الاسلام انسان کبیر السن هذا الانسان کیف نتعامل معه؟ من اجلال الله اجلال ذوالشیبة المسلم اذا دخل المجلس زحزح له أو وقره لشیبته کبیر السن اذا غضب علیك تحمل أذیته إحترمه لوجه الله عزوجل فکیف اذا صار أباك أو عمك وخالك الرحمیة مع الشیب تجعله ذا حق علیك.
روایة ایضا عن ابراهیم الخلیل علیه السلام لماذا صار خلیلا؟ ابراهیم ما صار خلیلا هکذا جزافا عندما رأی شعرة بیضاء قال الحمدلله رب العالمین الذي بلغني هذا المبلغ ولم أعصي الله طرفة عین، اذا وصل الانسان إلی مرحلة من ایام بلوغه إلی کبر سنه لم یعصي الله عزوجل الآن ابراهیم الخلیل قال طرفة عین ولکن أنت حاول أن لا ترتکب الکبائر وإن إرتکبت الصغائر استغفر منها تُصبح نقیاً من کل آفة.

إلهي بفاطمة وابیها وبعلها وبنیها والسر المستودع فیها عجل لولیك الفرج والعافیة والنصر واجعلنا من خیار أنصاره وأعوانه والمستشهدین بین یدیه بلغ أرواح المؤمنین والمؤمنات ثواب الفاتحة مع الصلوات.