- ThePlus Audio
بسم الله الرحمن الرحیم
وأفضل الصلاة وأتم السلام علی أشرف الخلق وسید المرسلین محمد المصطفی وآله الطیبین الطاهرین
سلام علیکم اخواني اخواتي جمیعا ورحمة الله وبرکاته
من موارد ابتلاءات المؤمن أن یبتلی بسفیه أو سفهاء حوله أکثر الناس لا یعقلون لا یعلمون المنضبط في سلوکه وتفکیره هم الأقل هکذا نفهم من تاریخ الأمم، انظروا إلی الأنبیاء السلف کیف اُبتلوا آدم أبو البشر نبي نحن نعتقد أن الأنبیاء هم في قمة التکامل کلٌ بحسبه، آدم جدنا صلوات الله وسلامه علیه واُمنا حواء لم یقصرا في تربیة قابیل تقصیرا یعني یُنسب قتله الیهم لقلة عاطفة وما شابه، إبن آدم من أسفه السفاء ما تُقبل منه القربان النتیجة بدلاً من الدعا والتضرع مد یده وقتل أخاه هابیل طوعت له نفسه قتل أخیه، موسی علیه السلام کلیم الله انا عندما أتذکر هذه المرحلة من حیاة موسی علیه السلام حقیقتاً الانسان تثار فیه الشفقة هذا النبي العظیم نجی بني اسرائیل من ظلم فرعون عبر بهم النهر أراهم الآیات الید البیضاء الأنهار المتفجرة یعني موسی علیه السلام ما قصر في حق قومه وأخیرا باعوه بالعجل ذهب إلی میقات ربه تخیل انسان أربعون لیلة یختلي مع الله عزوجل یقال في هذه الفترة ما أکل ولا شرب شوقاً إلی الحدیث مع رب العالمین وواعدنا موسی ثلاثین لیلة، واذا به یفاجئ بقوم اتخدوا العجل من بعده أين العجل وأین رب الأرباب؟ کم موسی علیه السلام عاش الحسرة عندما رأی ما رأی ولهذا أخذ برأس أخیه یجره إلیه.
نبي الله نوح اُبتلي بسفیه کولده قال سآوي إلی جبل یعصمني، أصحاب عیسی البعض منهم قال هل یستطیع ربك أن ینزل علینا مائدة من السماء؟ وأخیرا نبینا کم قاسی من قومه کان یُتهم بالسحر والجنون إلی آخره، اذاً الانسان اذا أراد یعیش في هذه الدنیا لابد أن یتحمل یُعد نفسه في عالم الأبدان هناك ما یسمی بالتطعیم ترید أن تسافر إلی بلد موبوء تطعم نفسك ضد ذلك المرض، أنت في وطنك وفي سفرك تُبتلی بالسفهاء اللهم لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا الإبتلاء بالسفهاء أمر لابد منه في العمل في العائلة في المجتمع لا یخلوا مؤمن من سفیه یؤذیه اذاً ما الحل في هذا الوضع؟ قلنا الأنبیاء اُبتلوا وغیر الأنبیاء کذلك؛
اول خطوة أنه دع السفیه لا تتنزل إلی مستواه انسان في الطریق لا تعرفه تصادف انسان لأول مرة تحمله علی الأحسن مسلم مؤمن بمجرد أن یتکلم تشم منه رائحة اللجاجة النقاش التطفل الفضول في الکلام لا تسترسل معه رأينا بعض المؤمنین في الطائرة في القطار بجانبه مسافر وهو طول الطریق یتکلم معه في کل ما هب ودب اذا وصل إلی أرض المطار کلٌ یذهب إلی سبیله، لماذا أضعت وقتك مع هذا الانسان السفیه؟ اذاً امیرالمؤمنین علیه السلام یقول دع السفیه، دع السفه بکلمة واحدة فإنه یُزري المرء ویشینه، لو رأيت انساناً عاقلا انساناً تحترمه وهو یتکلم مع سفیه بکل حماس تشك في عقله ما هذا الانسان؟ الامام الهادي سلام الله علیه له کلمة جمیلة کل کلماتهم جمیلة واقعا لو قیل لك روایة قیل هذا عن امیرالمؤمنین أو عن الامام العسکری لا تفرق! اللحن واحد الأدبیات واحدة هذه من علامة حقانیتهم، الامام الهادی علیه السلام في موضوع السفهاء له کلمة جمیلة ولکن قبل موضوع السفیه ایضا یقول کلمة حکمیة یقول إن الظالم الحاکم ظالم وحاکم، مرة ظالم ومستضعف لا حول له ولکن ظالم وحاکم یقول یکاد أن یُعفی عن ظلمه بحلمه، یتفق ظالم ولکنه حلیم طبعا هذا قل ما یتفق الحاکم لا یکون حلیماً البطش من صفات الجبابرة ولکن قد یتفق انسان ظالم ولکنه حلیم یخفي ظلمه بحلمه هذا المعنی یتفق في الأسر زوج ظالم لزوجته ولکنه حلیم ایضاً تقول الزوجة للقاضي لرجل الدین للحکم الشرعي یقول هذا الانسان یذبحنا بالقطن کما یقال یعمل عمله بشکل هادئ یعني یظلمني من دون أن یترك أثراً آثار الجریمة تُفتقد، بحلمه یظلم یتفق هذا المعنی! یقول امامنا الهادی بعض الظلمة یُخفون ظلمهم بالحمل اما الشاهد موضوع السفیه وإن المحق السفیه یکاد أن یطفئ نور حقه بسفههِ، الحق معه ولکن یرفع صوته الحق معه یُفحش في القول الحق معه یتکلم کلاما باطلا من یستمع له یقول أنت الظالم هو مظلوم ولکن اسلوب کلامه یضیع من حقه،ایضا مثال الزوجین زوجة مظلومة ولکن عندما تصل القاضي للحکم تتکلم کلاما لا یلیق یقال لها اُخرجي الحق معها ولکن بسفاهتها ضیعت من حقها، القرآن الکریم عموما غیر المؤمن سفیهاً ولو کان أذکی الأذکیاء ومن یرغب عن ملة ابراهیم إلا من سفهَ نفسه.
فرق بین الشطارة بین الذکاء الاجتماعي في بلاد شرق آسیا سمعنا بعض کبار المخترعین یقف أمام صنم من خشب ینحني له هذا سفیه ولیکن من أکبر المخترعین اذاً تجتمع السفاهة مع الحذاقة طبیب حاذق ولکنه سفیه هذا ممکن الذي یرغب عن الشریعة والملة الصحیحة هذا انسان سفیه.
وأخیرا في هذا المجال أقول کلمة في ختام حدیثنا الذي یعاتب السفیه وهکذا یجادل السفیه اذا عرض نفسه للشتم والسب والإهانة فلا یلومن إلا نفسه امیرالمؤمنین یقول من عتب سفیهاً فقد عرض للسب نفسه، أسفه السفه أن یقضي الانسان حیاته الدنیا ستون سنة تأخذها من الله عزوجل الآن بعد الستین والسبعین الأعراض والأمراض ولکن قبل الستین کنت معافیً مستغنیاً مستقراً آمناً ما بك؟ کل عوالم النجاح مجتمعة ولکن بلغنا من العمر ما بلغنا ولا زلنا نفکر کالأطفال المراهقین هذا من أعظم السفه قد یموت الانسان في السبعین وهو في عقل الأطفال الذین لم یبلغوا الحُلم.
إلهي بحق اولیائك وبالصالحین من عبادك أیقضنا من نومة الغافلین اجعل عواقب امورنا خیرا لا تخرجنا هذه الدنیا حتی ترضی عنا بلغ سلامنا إلی امام زماننا وأردد الینا منه السلام والفاتحة مع الصلوات.
ملاحظة: هذا النص تنزيل لصوت محاضرة الشيخ حبيب الكاظمي فقط، ولم يمر بمرحلة التنقيح واستخراج المصادر بعد.