Search
Close this search box.
Layer-5-1.png
عناوين المحاضرة
عناوين المحاضرة
Layer-5.png
Layer-5-1.png

كيف نطلع على سيرة الإمام المهدي (عج)؟

بسم الله الرحمن الرحيم

كم تخصص لإمام زمانك (عجل الله فرجه) من الوقت في كل يوم؟

يُخصص المؤمن المنتظر لإمام زمانه شطراً من عمره لقراءة ما يتعلق به من سيرة وكلمات وتواقيع وما شابه ذلك من جانب، ويُحاول أن يقوم بخطوات عملية تقوي صلته بإمامه كقراءة دعاء العهد أربعين صباحا، والإلتزام ببعض الزيارات والأدعية المأثورة. هناك موسوعة في عدة أجزاء جمعت كل ما يرتبط به (عج) من كلمات والروايات التي وردت عن أهل البيت (ع) في حقه وما جرى بينه وبين سفرائه في الغيبة الصغرى وما جرى في زمن الغيبة الكبرى، وعلائم زمان الظهور، ومعالم الدولة المهدوية، وأدعيته الشريفة وما شابه ذلك.

الروايات المنعشة

إن هذه الروايات تُنعش المؤمن وتزيد من معرفته ومن حبه لإمام زمانه (عج). ذكر لي أحدهم أنه كان يزور الرضا (ع) دائما ولا يعرف عنه شيء إلا أنه الإمام الثامن، ولذلك كان لا يتفاعل كثيرا في زيارته ولكنه عندما اطلع على سيرته ازداد تفاعله في الزيارة كثيرا، وأصبح يزوره عارفا بحقه.

ما هي مصادر معرفة المنتظر في زمن الغيبة؟

مما ينبغي أن يطلع عليه المنتظر لإمام زمانه؛ الأحاديث الشريفة الواردة حوله ابتداء عن النبي الأكرم (ص) وانتهاء بالأحاديث الواردة عن الإمام العسكري (ع). وينبغي الاطلاع على تفسير الآيات القرآنية التي تشير إليه (عج) كقوله تعالى: (وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى ٱلَّذِينَ ٱسۡتُضۡعِفُواْ فِي ٱلۡأَرۡضِ وَنَجۡعَلَهُمۡ أَئِمَّةࣰ وَنَجۡعَلَهُمُ ٱلۡوَٰرِثِينَ)[١]، وقوله سبحانه: (وَأَشۡرَقَتِ ٱلۡأَرۡضُ بِنُورِ رَبِّهَا)[٢]، وما شابه ذلك من الآيات المنطبقة عليه ولو على نحو الجري والتطبيق. وكذلك الروايات التي تشير إلى الوجود الشريف.

الرضا (عليه السلام) يبشر بقدوم المهدي (عجل الله فرجه)

من هذه الروايات ما روي عن الإمام الرضا (ع) حيث يقول الرواي: (قُلْتُ لِلرِّضَا عَلَيْهِ السَّلاَمُ إِنَّا لَنَرْجُو أَنْ تَكُونَ صَاحِبَ هَذَا اَلْأَمْرِ وَأَنْ يَرُدَّهُ اَللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَيْكَ مِنْ غَيْرِ سَيْفٍ فَقَدْ بُويِعَ لَكَ وَضُرِبَتِ اَلدَّرَاهِمُ بِاسْمِكَ)[٣]؛ فكان يظن الراوي جهلا بعواقب الأمور أن الإمام هو الذي سيمتلك زمام الأمور بعد المأمون ويُصبح خليفة للمسلمين، وقد كان حقيق بالرواي أن يظن ذلك وقد ذاع صيت الإمام (ع) وانتشر ذكره في الآفاق وحظي من الشهرة بين الناس ما لم يحظ به إمام بعد أمير المؤمنين (ع).

وقد ورد عنهم (ع): (وَاَللَّهِ مَا مِنَّا إِلاَّ مَقْتُولٌ شَهِيدٌ)[٤]، إلا أن الإمام (ع) لم يكتف بذلك وبشر الراوي بالإمام المنتظر (عج) قائلا: (حَتَّى يَبْعَثَ اَللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لِهَذَا اَلْأَمْرِ رَجُلاً خَفِيَّ اَلْمَوْلِدِ وَاَلْمَنْشَإِ غَيْرَ خَفِيٍّ فِي نَسَبِهِ).

محقق حلم الأنبياء

يبين الإمام الرضا (ع) في هذا النص؛ أن الذي تُعلق عليه الآمال، والذي يحقق آمال الأنبياء منذ أن خلق الله البشرية إلى زمن ظهور هو إمامنا (عج). إن العدل العالمي لم يتحقق بعد، فكم كانت لتحمل سفينة نوح (ع)؟ إن العدل الإلهي كان في ذلك الزمن لا يتدعى السفينة فقد غرق أهل الأرض كلهم من جورهم. إلا أن الله سبحانه ادخر الحجة (عج) ليوم ينتشر فيه العدل في كل أصقاع هذا العالم بعد أن ملأ الجور أرجائه.

[١] سورة القصص: ٥.
[٢] سورة الزمر: ٦٩.
[٣] كمال الدين  ج٢ ص٣٧٠.
[٤] من لا یحضره الفقیه  ج٢ ص٥٨٥.
Layer-5.png
Layer-5-1.png

خلاصة المحاضرة

  • ذكر لي أحدهم أنه كان يزور الرضا (ع) دائما ولا يعرف عنه شيء إلا أنه الإمام الثامن، ولذلك كان لا يتفاعل كثيرا في زيارته ولكنه عندما اطلع على سيرته ازداد تفاعله في الزيارة كثيرا، وأصبح يزوره عارفا بحقه. وكذلك الأمر فيمن يزداد معرفة بإمام زمانه من خلال ما ورد في شأنه عن النبي وآله.
Layer-5.png