Search
Close this search box.
  • كيف نصل من الشعائر إلى تقوى القلوب؟!
Layer-5-1.png
عناوين المحاضرة
عناوين المحاضرة
Layer-5.png
Layer-5-1.png

كيف نصل من الشعائر إلى تقوى القلوب؟!

بسم الله الرحمن الرحيم

العشرات الثلاث الذهبية

هنالك ثلاث عشرات في السنة من اغتنمها يُرجى له تجاوز حدود الخطر: العشرة الأولى من شهر محرم الحرام، والعشرة الأخيرة من شهر رمضان المبارك، والعشرة الأولى من شهر ذي الحجة. أما العشرة الأخيرة من شهر رمضان؛ ففيها ليالي القدر المباركة ويغلب عليها الجو التوحيدي والمناجاة مع الله عز وجل. أما العشرة الأولى من شهر ذي الحجة؛ فهي تسمى العشرة الموسوية لأن الله سبحانه واعد موسى أربعين ليلة من أول ذي القعدة وحتى العاشر منه. فلو أتقنت العمل في هذه العشرات الثلاث التي تُشكل بمجوعها شهرا من اثني عشر شهر؛ فقد أتقنت العمل في سائر الشهور وتخصصت في سلوك طريق القرب إلى الله عز وجل.

إن العشرة الأولى من شهر محرم الحرام هي من هذه العشرات المهمة التي ينبغي أن يراعي المؤمن فيها الآداب المطلوبة. أولا: لا تدخل مجلس الحسين (ع) إلا وأنت على وضوء لكي يُكسبك هذا الوضوء طهارة تُمكنك من تلقي المعلومات جيداً، ويفتح لك مسامع القلب. كم من الناس تغير مجرى حياتهم بسبب الحضور في هذه المجالس؟ وكم هم الذين يحضرون في هذه المجالس ولا تغير منهم شيئا؟

الدعاء في مجالس الحسين (عليه السلام)

ثانيا: ادع الله عز وجل في المجالس الحسينية وأنت تستمع إلى الخطيب بهذا الدعاء: اللهم افتح علينا أبواب رحمتك وانشر علينا خزائن علومك. ادع الله عز وجل أن يفتح قلبك لتلقي معارف أهل البيت (ع) في هذه المجالس. إن همام صاحب خطبة المتقين عندما سمع هذه الكلمات من أمير المؤمنين (ع)، نفذت إلى أعماق قلبه ولذلك تقول الرواية: (فَصَعِقَ هَمَّامٌ صَعْقَةً كَانَتْ نَفْسُهُ فِيهَا)[١]؛ ولا ندري هل أغمي عليه أم أنه فارق الحياة. وهنا علق الإمام (ع) على هذه الحالة فقال: (هَكَذَا تَصْنَعُ اَلْمَوَاعِظُ اَلْبَالِغَةُ بِأَهْلِهَا)[٢]. إننا لا نطلب من المؤمنين أن يُصعقوا وإنما نريد منهم أن يطلبوا من الله سبحانه أن يرزقهم التأثر في هذه المجالس.

ولا تعتقد أنك تسير في طريق القرب إلى الله عز وجل لوحدك من دون أن يكون لك داعم في هذا الطريق. إن إمام زمانك يدعو لك وأنت لا تخل من عين رعايته بحضورك في مجلس جده الحسين (ع). وكذلك يدعو لك النبي الأكرم (ص) ويدعو لك الإمام الحسين (ع) صاحب المجلس. فانو الخير وتقدم واعلم أن طريق الألف ميل، يبدأ بخطوة، ومن سارع إلى الدرب وصل.

لا تقنع في السير إلى الله بالقليل

ثم لا تكتفي في السير إلى الله عز وجل بالدرجات الدنيا. إننا نرى الطالب الجامعي يدرس فترة طويلة ويتدرج في الدرجات الجامعية ويحصل على شهادة الدكتورا ولكن لا يتوقف عند ذلك ولا يقنع بذلك فيستمر في طلب العلم. بالطبع هذا حال من يدرس لكي يتعلم، لا لكي يكون العلم وسيلة لكسب المال والوظيفة. وكذلك الأمر في الأمور الدنيوية، فنحن لا نحب أن نتوقف عند حد معين. إن من لا يملك بيتا يعمل ليل نهار لكي يشتري بيتاً صغيراً، ثم بعد فترة يعمل لمي يشتري بيتاً أكبر، ويؤثث المنزل ثم يمل منه ويبحث عن أثاث جديد ويمل من دابته ويبحث عن موديل أرقى من تلك التي يملكها. ولكن لماذا لا نتخصص في السير إلى الله عز وجل؟ كيف نحول الشعار إلى شعور؟ كيف ندخل الشعائر إلى القلوب كما قال سبحانه: (ذَٰلِكَۖ وَمَن يُعَظِّمۡ شَعَـٰٓئِرَ ٱللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقۡوَى ٱلۡقُلُوبِ)[٣].

ماذا لو دغتغلت الشعائر في قلبك؟

إن المجلس الحسيني والسواد والنعي والبكاء واللطم؛ أمور في الخارج، نريد أن نُدخلها إلى القلب، ونريد أن تنتهي العشرة الأولى من شهر محرم وتبقى قلوبنا عند الحسين (ع)؛ لا أن ننساه بانتهاء المواسم. إن الحسيني الذي دخلت الشعائر في قلبه، لا ينسى الحسين (ع) طوال العام.

وسأذكر مثالين يوضحان هذا الترابط العجيب. المثال الأول، رادود من الرواديد أعرفه، طلب مني في ليلة الزفاف أن أقرأ له مجلسا، لأنه يريد أن يفتتح حياته بالبكاء على سيد الشهداء (ع). هذا والناس في الخارج يمرحون ويضحكون، وأصوات السيارات في الخارج يُطلق منها صوت الزامور. وما ذلك إلا لأن الشعائر تحولت إلى حركة في القلب.

المثال الثاني: كنت ذات يوم في بلدة أجنبية بعيدة وطلب من معنا أن نهذب إلى جزيرة من الجزر للسياحة، فعندما وصلنا إلى تلك الجزيرة نظر أحد الذين كان معنا إلى الماء، فتذكر عطش الحسين (ع) وجرت دموعه في بلاد الغرب هناك، في جزيرة سياحية في مكان ناء. إن الشعائر إذا دخلت إلى القلوب تفعل هذا بأصحابها، وتجعلهم كإمام زمانهم الذي يقول: (فَلَأَنْدُبَنَّكَ صَبَاحاً وَمَسَاءً وَلَأَبْكِيَنَّ لَكَ بَدَلَ اَلدُّمُوعِ دَماً حَسْرَةً عَلَيْكَ)[٤]، ولذلك نرى في بعض البلدان في كل يوم مجلس حسيني يُقام. ويصل الحال بالمؤمن أن يستمع إلى مجلس حسيني في سيارته وهو ذاهب إلى العمل في كل يوم.

التخلص من حقوق المخلوقين

ومن الأمور التي ينبغي أن يلتفت إليها المؤمن عند الحضور في مجالس أهل البيت (ع)؛ أن يتخلص من حقوق المخلوقين، وألا يكون في عنقه دين يُماطل به ولا ينوي أدائه. لقد ورد في كتاب إحقاق الحق، أن الحسين (ع) لم يقبل أن يجاهد معه من كان عليه دين. يأتيني أحيانا البعض من المؤمنين ويطلبون مني أن أدعو الله لهم بالشهادة، فأقول لهم: لا تطلب الشهادة إلا وأنت مكتمل ناضج، فإن الثمرة التي تُقطف قبل وقت إيناعها لا ينتفع بها الإنسان. قل: يا رب، اقبض روحي وهي جميلة طيعة لك. إنني لا أحبذ طلب الشهادة في كل وقت وآن. أما إذا تفاجئ الإنسان بالشهادة فإن الله سبحانه أكرم الأكرمين، وسيغفر له الذنوب إلا حقوق المخلوقين. ولكن هناك استثناء لا ينبغي أن يعول عليه المؤمن كثيرا فيما يرتبط بحقوق المخلوقين، وهو: أن الله سبحانه يتحمل عن عبده تبعات العباد أحيانا، ويُرضي له خصومه.

كيف يرضي الله خصوم البعض يوم القيامة؟

يأتي الخصم يوم القيامة فيقول: يا رجل، أعطني مالي. فيقول له خصمه: ليس لي ما أعطيك في هذا اليوم، فيأتي النداء: أعطه من حسناتك من حجك ومن ثواب مجالسك العاشورائية مثلا، فعندما تنتهي حسناته يبقى في عرصات القيامة متحيراً مفلساً. ثم يأتي خصم آخر فلا يجد له حسنات يأخذها، فيأتي النداء: تحمل من أوزاره؛ أي خذ سيئاته من شرب الخمر أو الزنا أو ما شابه ذلك من الأعمال التي لم يرتكبها في حياته هو فتُكتب يوم القيامة في سجل أعماله حتى يرضى عنه خصمه. وهنا يتدخل رب العالمين للبعض لا للجميع، فيخاطب خمصه مباشرة أو عبر ملائكته: أيها الخصم ماذا ترى؟ وإذا به يرى نعيما وملكا كبيرا، فيقول: يا رب، لمن هذا النعيم، يقول سبحانه: لمن يشتريه، فيقول الخصم: ومن يشتريه؟ فيأتيه الجواب: أنت المشتري بعفوك عن أخيك، فخذ بيده واذهب إلى الجنة.

لماذا نصلي على النبي وآله؟

ذكرنا في الليلة السابقة فضل الصلاة على النبي وآله (ص) وشرحنا معنى الصلاة ومنها قوله سبحانه: (وَسَلِّمُواْ تَسۡلِيمًا)[٥]. إن صلاة الله على النبي (ص) رحمة عليه وله، وصلاتنا على النبي (ص) دعاء كالصلاة المأثورة: (اَللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ بَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا صَلَّيْتَ وَ بَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَ آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ)[٦]. لو أن الله عز وجل استجاب دعائك وصلى على النبي بصلاتك؛ لكنت أكبر الفائزين. ثم هل تظن أنك تدعو للنبي ولا يدعو لك النبي (ص)؟ إنه في مقعد صدق عند مليك مقتدر يدعو لك ويقول: اللهم اغفر لفلان، وصل على فلان. إن أفضل الأذكار الصلاة على النبي وآله (ص) لأن الله يصلي عليك وملائكته كما قال سبحانه: (هُوَ ٱلَّذِي يُصَلِّي عَلَيۡكُمۡ وَمَلَـٰٓئِكَتُهُۥ لِيُخۡرِجَكُم مِّنَ ٱلظُّلُمَٰتِ إِلَى ٱلنُّورِ)[٧]، ويصلي عليك النبي (ص)، وهذا قد لا تجده في التهليل والتسبيح وسائر الأذكار.

لقد سأل أبوبصير الإمام الصادق (ع) عن هذه الآية ولولا أنها رواية لما تجرأنا على ذكرها، يقول أبو بصير: (سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ عَنْ هَذِهِ اَلْآيَةِ فَقُلْتُ: كَيْفَ صَلاَةُ اَللَّهِ عَلَى رَسُولِهِ؟ فَقَالَ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ، تَزْكِيَتُهُ لَهُ فِي اَلسَّمَاوَاتِ اَلْعُلَى. فَقُلْتُ: قَدْ عَرَفْتُ صَلاَتَنَا عَلَيْهِ؛ فَكَيْفَ اَلتَّسْلِيمُ؟ فَقَالَ: هُوَ اَلتَّسْلِيمُ لَهُ فِي اَلْأُمُورِ)[٨]. وإنما يعرف القرآن من خوطب به. إن المطلوب منا أن نكون مسلمين عمليا كما نحن مسلمون بألسنتنا.

كيف نصل إلى تقوى القلوب؟

لو حققنا تقوى القلوب، لحققنا هدف الخلقة. لقد خرج الحسين (ع) لطلب الإصلاح في أمة جده، ولم يكن يهدف فقط إلى إزالة يزيد عن سدة الحكم وإنما كان يريد إصلاح الفرد والمجتمع، ولذلك أعمل ولايته في الحر بن يزيد الرياحي فآب إليه. وهذه الولاية سارية في كل الأزمنة وفي كل النشآت، وبإمكان كل واحد منا أن يكون مشروع حر.

لقد أدخل الحر الرعب في قلوب الهاشميات؛ ولكنه عندما واجه الحسين (ع) وقال: هل لي من توبة؟ قلبه الإمام (ع) أيما انقلاب. إنني تنتابني من المشاعر عند قبر الحر ما لا تنتانبي بين الحرمين. إن هذا العبد الصالح استشهد خجلاً من الحسين (ع)؛ فإني أزوره خاصة عندما يقسو قلبي وأقول: أيها العبد الصالح، أبلغ سلامي إلى مولاك وقل له: كما استنقذتني استنقذ هذا الزائر الذي جائني. إنني أوصي العصاة بالتوبة عند قبر الحر وأوصي الطائعين بطلب المقامات العلى عنده. لا تقل: إنني لست من أهل المعاصي؛ لأنك إن لم تكن من العصاة كنت من أهل الغفلة والأباطيل ولذلك ورد في المناجاة الشعبانية: (وَلِتَطْهِيرِ قَلْبِي مِنْ أَوْسَاخِ اَلْغَفْلَةِ عَنْكَ)[٩].

من عوامل تقوى القلوب

لقد ذكر الحذر آنفا من عوامل تقوى القلوب، ونذكر عاملا آخر لتقوى القلوب هو المراقبة المستمرة. عش وكأنك شخصان؛ شخص يأكل ويشرب، ويذهب إلى الجامعة ويعمل ما يعمل وشخص في حكم برج المراقبة يراقب الأعمال ويحاسبك عليها. لو غفل من في برج المراقبة عن الطائرات خمس دقائق؛ لاصطدمت ببعضها، ولكن المراقب من بعيد ينظر إلى أرض المطار ويُنظم سير الرحلات. اجعل عقلك في برج المراقبة ومكنه من نفسك ومن قيادك.

إذا كان الذي يجلس في برج المراقبة لا يُمكنه الارتباط بالطيارين، فلا فائدة من وجوده، ووجوده كوجود الوزير المعزول. ولكن كيف يصل الإنسان إلى مرحلة لا يُمكن فيها عقله من القيادة؟ يصل إلى هذه المرحلة عندما يتجاهل بصورة مستمرة نداء ضميره، وصوت فطرته؛ فيموت الضمير وتنطمس الفطرة ويصل إلى درجة يرى المنكر معروفاً والمعروف منكراً، المراقبة اذاً أن تبني لنفسك برج مراقبة.

اللغم قطعة فيها متفجر له صاعق وله حبل؛ فيمشي العدو على الحبل من دون التفات وإذا باللغم ينفجر فيه، فإن لم يقتله فستُبتر أطرافه، وقد رأينا من ذهب نصف جسده من جراء انفجار لغم عليه. هل إذا مشيت في أرض الألغام تمشي وأنت ضاحك؟ أم تمشي بحذر وبيدك جهاز يكشف لك الألغام؟ وقد مثل لنا الشاعر ما يشبه هذا الموقف بقوله:

خلِ الذنوب صغيرها وكبيرها ذاك التقى
واعمل كماشٍ فوق أرض الشوك يحذر ما يرى

حقل ألغام الحياة…!

إننا منذ الصباح الباكر وحتى الليل نعيش في حقل ألغام من البيت والجامعة والعمل وغيرها؛ فلابد أن نكون حذرين مراقبين. قد ينظر أحدهم على امرأة فيقع في حبها، فيكتشف أنها متزوجة، فيعمل ما يعمل لكي يحصل عليها والعياذ بالله، لأنه لم يراقب نظراته، فانفجر فيه لغم العشق. إن العشق شعبة من الجنون، وليت الشاب الذي يعشق يطرق الباب ويخطب محبوبته؛ ولكن نرى أن البعض من الشباب يفعل كل شيء إلا التقدم لها وطلبها من أبيها. بل إننا نسمع عمن قتل معشوقته لأنه لم يستطع أن يصل إليها. ولم العشق في رواياتنا كثيرا ولكن روي عن الإمام الصادق (ع) أنه قال: (سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ عَنِ اَلْعِشْقِ قَالَ قُلُوبٌ خَلَتْ عَنْ ذِكْرِ اَللَّهِ فَأَذَاقَهَا اَللَّهُ حُبَّ غَيْرِهِ)[١٠].

علق هذه الرواية في منزلك

وما أجدر بالمؤمن أن يخط هذه الرواية التي رويت عن الإمام الصادق (ع) ويعلقها في بيته: (اَلْقَلْبُ حَرَمُ اَللَّهِ فَلاَ تُسْكِنْ حَرَمَ اَللَّهِ غَيْرَ اَللَّهِ)[١١]. هل رأيت حيوانا نجس العين يدخل الحرم؟ تدبر هذه الكلمة التي حوت الخير كله.

[١] بحار الأنوار  ج٦٤ ص٣٤١.
[٢] بحار الأنوار  ج٦٤ ص٣٤١.
[٣] سورة الحج: ٣٢.
[٤] بحار الأنوار  ج٩٨ ص٣١٧.
[٥] سورة الأحزاب: ٥٦.
[٦] المصباح (للکفعمی)  ج١ ص٦٢٨.
[٧] سورة الأحزاب: ٤٣.
[٨] بحار الأنوار  ج١٧ ص١٩.
[٩] بحار الأنوار  ج٩١ ص٩٦.
[١٠] بحار الأنوار  ج٧٠ ص١٥٨.
[١١] بحار الأنوار ج۶۷ ص۲۵.
Layer-5.png
Layer-5-1.png

خلاصة المحاضرة

  • لا تدخل مجلس الحسين (ع) إلا وأنت على وضوء لكي يُكسبك هذا الوضوء طهارة تُمكنك من تلقي المعلومات جيداً، ويفتح لك مسامع القلب. كم من الناس تغير مجرى حياتهم بسبب الحضور في هذه المجالس؟ وكم هم الذين يحضرون في هذه المجالس ولا تغير منهم شيئا؟
Layer-5.png