Search
Close this search box.
Layer-5-1.png
عناوين المحاضرة
عناوين المحاضرة
Layer-5.png
Layer-5-1.png

كيف نسجد بين يدي الله عز وجل؟

بسم الله الرحمن الرحيم

زين سجودك بهذا الذكر العظيم

إن السجدة الواجبة في الصلاة هي أن تضع المواضع السبع على الأرض وتقول: سبحان الله ثلاثا وهي التي تُعرف بالتسبيحة الصغرى، أما الكبرى فهي: سبحان ربي الأعلى وبحمده. ولا تكن بخيلا أو قانعا بالتسبيحة الصغرى، واذكر الله في السجود بالتسبيحة الكبرى وكررها ثلاثاً أو خمساً أو أكثر من ذلك.

وقبل أن تسجد؛ زين سجدتك بهذه الزينة التي وردت في الرسالة العملية: (اَللَّهُمَّ لَكَ سَجَدْتُ وَبِكَ آمَنْتُ وَلَكَ أَسْلَمْتُ وَعَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ وَأَنْتَ رَبِّي سَجَدَ وَجْهِي لِلَّذِي خَلَقَهُ وَشَقَّ سَمْعَهُ وَبَصَرَهُ اَلْحَمْدُ لِلّٰهِ رَبِّ اَلْعٰالَمِينَ  تَبَارَكَ اَللّٰهُ أَحْسَنُ اَلْخٰالِقِينَ)[١]. إننا عادة عندما نسجد نقول: سبحان ربي الأعلى وبحمده من دون توجه ومن دون خشوع وبكاء. والحال أنه يجدر بأحدنا أن يهيئ نفسه لذكر السجود بهذا الدعاء الذي ذكرناه. فرق بين من يقول: سبحان الله ثلاثاً نقرا كنقر الغراب، ومن دون صلاة على النبي وآله (ص)، وبين من يأتي بهذا الذكر بعد مقدمات.

مقبلات قبل ذكر السجود…!

إن دأب الكرماء وكبار المطاعم؛ أن يقدموا لك بعض المقبلات قبل الوجبة الرئيسية. وهذا الذكر هو بمثابة هذه المقبلات التي تسبق الوجبة الذكر الرئيسية. ومن الطبيعي أن يبحث الذي يريد صلاة خاشعة ويريد صلاة العاشقين عن الآداب والسنن. وقد لا يُمكنك أن تأتي بهذه الآداب في صلاة الجماعة؛ ولكن ما المانع – بين وقت وآخر – أن تلتزم في المنزل عندما تصلي فرادى بهذه الآداب.

إن الواحد منا خبير بأنواع الأطعمة والأشربة والفاكهة وبأنواع الجمال؛ ولكننا نحتاج أن نتعرف على أنواع السجدة. من السجدات؛ سجدة التلاوة. وهي السجدات الأربع الواجبة بعد كل آية من آيات السجدة في سور العزائم، وتقول في السجدة: سجدت لك تعبداً ورقا، لا مستكبراً عن عبادتك ولا مستنكفاً ولا متعظما؛ بل أنا عبد ذليل خائف مستجير. إن إمامنا زين العابدين (ع) كان يعجبه أن يسجد عند قراءة كل آية سجدة. فكلما مررت على آية السجود؛ اسجد لله عز وجل. وعندما تسجد للتلاوة؛ تذلل في سجودك وهذا ما تراه في الذكر المستحب في هذ السجدات؛ حيث تجد عبارات الخشوع والتذلل.

هل سمعت بالسجدة التأملية؟

ومن السجدات؛ السجدة التأملية. ما المانع من أن نسجد في المسجد أو في جوف الليل من دون ذكر؛ وإنما نكون متأملين ونعيش معاني التذلل والعظمة، ونفكر في المبدأ والمعاد. وبإمكانك أن تسجد هذه السجدة التأملية بعد الفراغ من صلاة الليل إلى أن يدخل وقت صلاة الفجر. وقد يغلب عليك النوم وأنت ساجد وهذه حالة نعما هي. فقد روي عن الرضا (ع) أنه قال: (إِذَا نَامَ اَلْعَبْدُ وَهُوَسَاجِدٌ قَالَ اَللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى عَبْدِي قَبَضْتُ رُوحَهُ وَهُوَفِي طَاعَتِي)[٢]. نعم، هو نائم ولكن أين هذا ممن ينام مجنباً أو من ينام على معصية؟ إن من ينام مجنباً لم يرتكب حراماً؛ ولكن هناك فرق بينه من روحه عند الله وجسمه مجنب وبين من جسمه في حال السجود.

ومن المعلوم أن الله سبحانه يتوفى الأنفس في منامها لقوله عز من قائل: (ٱللَّهُ يَتَوَفَّى ٱلۡأَنفُسَ حِينَ مَوۡتِهَا وَٱلَّتِي لَمۡ تَمُتۡ فِي مَنَامِهَا)[٣]. وبإمكانك أن تستثمر هذه الفقرة لنيل الكمالات. فما المانع من أن تقول: يا رب، تتوفاني في المنام؛ فجمل روحي وأنا نائم. ألست تقبض روحي في النوم؟ فلا تُرجع هذه الروح إلا بكمال جديد. وهنيئا لمن استجاب الله له دعوته؛ فهو يعمل وهو مستيقظ ويعمل وهو نائم. ولهذا بعض المؤمنين عندما يقوم من الفراش يسجد قائلاً: الحمدلله الذي رد علي روحي لأحمده وأعبده.

عليك بسجدة الاستعانة قبل كل عمل مهم

من السجدات؛ سجدة الاستعانة. إن النبي الأكرم (ص) يعلمنا كيف نسجد سجدة الاستعانة هذه. فقد ورد أنه (ص) كان إذا حزنه أمر استعان بالصلاة والصوم. من الطبيعي عندما يصلي المؤمن أن يناجي في السجدة ربه بما يشاء. لقد روي عن الإمام الصادق (ع) أنه قال: (مَا يَمْنَعُ أَحَدَكُمْ إِذَا دَخَلَ عَلَيْهِ غَمٌّ مِنْ غُمُومِ اَلدُّنْيَا أَنْ يَتَوَضَّأَ ثُمَّ يَدْخُلَ مَسْجِدَهُ فَيَرْكَعَ رَكْعَتَيْنِ فَيَدْعُوَاَللَّهَ فِيهَا أَ مَا سَمِعْتَ اَللَّهَ يَقُولُ: وَاِسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَاَلصَّلاٰةِ)[٤]. فقبل أن تذهب إلى الطبيب أو إلى التاجر أو المحامي؛ اذهب إلى المسجد واسجد وسل الله عز وجل حل مشكلتك سواء كانت الشفاء من مرض أو الدخول في تجارة أو الخلاص من مشلكة مع أحدهم.

صلاة نادرة لمن أراد قضاء حاجته

من الصلوات النادرة التي ينبغي لأحدنا أن يحفظها – فقد يحتاج إليها في الأزمات التي لا شك أننا نمر بها – هي ما روي عن الإمام الصادق (ع): (إِذَا قَامَ اَلْعَبْدُ نِصْفَ اَللَّيْلِ بَيْنَ يَدَيْ رَبِّهِ فَصَلَّى لَهُ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ فِي جَوْفِ اَللَّيْلِ اَلْمُظْلِمِ ثُمَّ سَجَدَ سَجْدَةَ اَلشُّكْرِ بَعْدَ فَرَاغِهِ فَقَالَ مَا شَاءَ اَللَّهُ مَا شَاءَ اَللَّهُ مِائَةَ مَرَّةٍ نَادَاهُ اَللَّهُ جَلَّ جَلاَلُهُ مِنْ (فَوْقِ عَرْشِهِ) عَبْدِي إِلَى كَمْ تَقُولُ مَا شَاءَ اَللَّهُ أَنَا رَبُّكَ وَإِلَيَّ اَلْمَشِيَّةُ وَقَدْ شِئْتُ قَضَاءَ حَاجَتِكَ فَسَلْنِي مَا شِئْتَ)[٥]. وبقولك ماشاءالله تعني: أن ما يشاء الله هو الذي يُقضى، وأنه الرب الذي يُرغم عباده بما يُريد وهو فعال لما يشاء.

[١] مفتاح الفلاح  ج١ ص٥٤.
[٢] عيون الأخبار  ج١ ص٢٨٠.
[٣] سورة الزمر: ٤٢.
[٤] بحار الأنوار  ج٨٨ ص٣٤٨.
[٥] وسائل الشیعة  ج٧ ص٦.
Layer-5.png
Layer-5-1.png

خلاصة المحاضرة

  • ما المانع من أن نسجد في المسجد أو في جوف الليل من دون ذكر؛ وإنما نكون متأملين ونعيش معاني التذلل والعظمة، ونفكر في المبدأ والمعاد. وبإمكانك أن تسجد هذه السجدة التأملية بعد الفراغ من صلاة الليل إلى أن يدخل وقت صلاة الفجر.
  • قبل أن تذهب إلى الطبيب أو إلى التاجر أو المحامي؛ اذهب إلى المسجد واسجد وسل الله عز وجل حل مشكلتك سواء كانت الشفاء من مرض أو الدخول في تجارة أو الخلاص من مشلكة مع أحدهم. وهذه السجدة هي سجدة الاستعانة؛ فاستعن بها دائما في كل حال.
Layer-5.png