- ThePlus Audio
كيف نتعامل مع الظالمين؟
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
وأفضل الصلاة وأتم السلام على أشرف الأنبياء وسيد المرسلين محمد المصطفى وآله الطيبين الطاهرين.
إن يونس بن عمار كان قد وشي به عند السلطان – وهنالك صنف من الناس لا هم لهم إلا الوشاية – فاشتكى عند إمامنا الصادق (ع) وقال: إن لي جاراً من آل فلان قد أوقع بي أو يريد أن يوقع بي الضرر، فقال له الإمام: (اُدْعُ اَللَّهَ عَلَيْهِ)[۱].
أوكل أمر ظالمك إلى الله عز وجل وانتظر فعله..!
وحقيقة إذا شكى المؤمن أمره إلى الله عز وجل؛ فإن الله تعالى خير المنتقمين له، وهناك من الناس من يعيش حالة من الضيق والتبرم عندما يرى عدوه سالما، والحال أنه ينبغي أن يوكل أمره إلى الله عز وجل، فإن أراد الله عز وجل انتقم منه وإلا أجل أمره إلى يوم القيامة، والخصم يوم القيامة يؤمر بتحمل أوزار الإنسان، الإنسان الذي بقي له حق عليه إلى يوم القيامة، فإن رضي وإلا أدخل النار.
(فَقَالَ لِي اُدْعُ اَللَّهَ عَلَيْهِ إِذَا كُنْتَ فِي صَلاَةِ اَللَّيْلِ وَأَنْتَ سَاجِدٌ فِي اَلسَّجْدَةِ اَلْأَخِيرَةِ مِنَ اَلرَّكْعَتَيْنِ اَلْأَوَّلَتَيْنِ فَاحْمَدِ اَللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ وَمَجِّدْهُ وَقُلِ اَللَّهُمَّ إِنَّ فُلاَنَ بْنَ فُلاَنٍ قَدْ شَهَرَنِي وَ نَوَّهَ بِي وَغَاظَنِي وَعَرَّضَنِي لِلْمَكَارِهِ اَللَّهُمَّ اِضْرِبْهُ بِسَهْمٍ عَاجِلٍ تَشْغَلُهُ بِهِ عَنِّي اَللَّهُمَّ قَرِّبْ أَجَلَهُ وَ اِقْطَعْ أَثَرَهُ وَعَجِّلْ ذَلِكَ يَا رَبِّ اَلسَّاعَةَ اَلسَّاعَةَ، قَالَ فَلَمَّا قَدِمْنَا اَلْكُوفَةَ قَدِمْنَا لَيْلاً فَسَأَلْتُ أَهْلَنَا عَنْهُ قُلْتُ مَا فَعَلَ فُلاَنٌ فَقَالُوا هُوَ مَرِيضٌ فَمَا اِنْقَضَى آخِرُ كَلاَمِي حَتَّى سَمِعْتُ اَلصِّيَاحَ مِنْ مَنْزِلِهِ وَقَالُوا قَدْ مَاتَ)[۲].
لا تستعجل بالدعاء على المؤمنين..!
والدرس العملي الذي نستفيده من هذا الحديث هو أن الإنسان من الممكن أن يغيض مؤمنا أو يؤذيه، فيرى المؤمن الذي ظلم أن حل مشكلته بأن يشكوه إلى الله عز وجل، وأنا أدعو كافة المؤمنين والمؤمنات بأن لا يستعجلوا بالدعاء على مؤمن يحمل نور ولاية أهل البيت (ع)، ولكنه إذا دعا المؤمن وأوكل أمره إلى الله سبحانه؛ فإن الله عز وجل هو سريع الانتقام، ومن الممكن أن يحل عليه غضب لا أول له ولا آخر، فاحذروا دعوات المؤمنين وخاصة في جوف الليل وخاصة في صلاة الليل وخاصة كما قال إمامنا الصادق (ع)؛ في الركعة الأخيرة، فاحذر إذا رماك المؤمن بسهم من سهام الليل فإنه سهم قاتل.